عودة مواطن .أعود الى ماض عشناه ومازال ينبض فينا بقلم فكري عيّاد
أعود إلى ماض عشناه.
ومازال ينبضُ فينا..
زفَراتُه أشواق..
تنساب في مآقينا.
بدفء الأيام الخالية.
وصحبة الأحباب.
في رحاب “العائلة”.
أنشد السلوة الضائعة.
أبحث عن الضياء القديم..
أرتوى من خيالي.
بأنفاسها العاطرة.
رَحم الحب والحنان.
ومنْ نُورِها أرجُ الخمائلْ.
تَفَرَدَت بالمحاسنِ،
وجمع الشَمائِلْ.
يا مُهْجَتِي في صَبواتِ عمري.
أسمع صَوْتُك من نبرَةِ الصمتِ.
نغماتك هانئة في نبضي.
مهما تَضَارَبت الأقدَام .
تَتَلَهف عيناي،
الي أحضان داري .
يا عُمري أنتِ.
نقشتُ إسمك،
على خطوطِ الكفِ.
وَضيائِكُ إِنْشَقَّ وتَجَلَّى.
يَتَنَشَقُ من شُرُوقِ الشمس،
يَنسَابُ من بَرِيق القمر.
يا لُؤلُؤة وَغُرَّة أحلامي .
وعطرُ عَذبٌ تَأَرَّجَ .
أَفَاحَ في قنينة آمالي.
من غيرك يذوب في قلبي .؟
ماذا أكونُ ؟
وكيف أكونُ ؟
أعود إليكِ يا جذوري.
كطفلٌ فطمتهُ أيامه.
في لهفة التّائه يصبو اليكِ.
اِستراح على شَمِيلَة خدرك.
يستلقي ويَسندُ رأسه.
الأحلام.. ياعمري كالسَّرَاب.
تَرَقْرَقَت في غفلة.
تَتَلاشَى حروفها،
في صحوة الفجر .
وحنينى اليكِ يادَاري .
يخترقُ المفارقَ والجسر.
دنيايا حَيَّرَها طريقَهَا،
في طرقات أمسِهَا..
ولم تجد من مثلك.
في الكون جوَابَا.
أتملى من شَذَا انفاسك،
عَبِير وأنسام العطِر.
فيكِ الأنسابَ والأحسابَ.
مهما كانت فَظَاظَة البعاد ،
والأقدام يَسْبيهَا الهَجر.
تشعّ عينيَّ أُمي،
في سُخْمَة الظلامِ .
وكأننى إلي أحشائِها أعود.
أنفاسُها دفئاً يُنعِش القلب.
يا عمري أنتِ..!
يا من ملأتِ بالضياء قلوبنَا.
ونثرتِ بالمحبةِ دربنا..!
هذه زهرة إمْتِناني.
خَلاَّبَة من بلسمِ الحب.
ثمارها قطفٍ من الريحان.
تُنشدُ الوفاء والطيب.
تَنَوُّرُ أمس لياليها.
حكايات تستبق الباب خُطاها.
تطلُ بوجهها البسَّام.
ظلًا ظليلًا في خُطَى السير.
إِسْتَهْنَأَت..
وإِسْتَطابَت..
ورَاقَت كالعقيق المذاب،
في رشفة شفتي.
لا يُضاهيهَا أي جمال.
تنتَشي في الوجدان.
ودلالها سَبَىٌ كالسحرٍ .
غضّاً وسندًا،
في زحامِ الأيام.
وغُصنًا رطِيبًا يَزدان.
في زمنٍ مُتَقَلِّبٌ.
مُتَلَوِّنٌ كَالحَرْبَاءِ.
نِعْمٌ وبُؤْسٌ..وأشجان.
اِهْتِشَاش وهشاشَة الكلام .
والمَهْموم مغمومٌ ،
في الكآبَة نَشْوان .
والقبح تَزَيَّن وَتَبَرَّجَ.
فجْ الإحساس.
اِستباحَ وبَغَى وتَسَلَّطَ.
وإِغْتَصَبَ روح الجمال.
وجيل مُهَدَّل حيرَان .
تَجَبَّرَ في بَذْرِ الشر .
ياعُمري أنتِ..!
ياتنهيدة عشقي ..
أنت بدايتي،
وإليك إِيَابي يَسْري .
أشدُو بذكراكِ،
والشوقُ يَسُوقَني..
في السرِ والجهرِ.
..
أُنادِيكِ ياقمري ..
قبل أن ينطق اللسان..
آه لو تدرين!
يامرفأ وحصن الأمان.
تحملُنى الأمواج مُتلهِفَة إليكِ.
تسابق هوج الرياح.
تَهَجَّدَت على وسادةِ صدرك.
تتلمس جدائل ضفائرك.
وروحك المتدفقة تطوقني.
تَأَجَّجَتْ في صدري.
من غَيْرِكْ.. ؟
في كل الكون..
مكانك يكون..!
من غيركْ ..؟
كيف أكون ؟
ومن أكونُ ؟
بقلم
فكري عياد.
فكري عياد كاتب وفنان تشكيلي مصري مقيم في لندن. المملكة المتحدة
***
والصورة المرفقة لوحة للفنان السكندري،
المتميز بأسلوبه وألوانه وتكويناته.
” ماهر جرجس “
يعود بنا إلى زمن الإبداع الأدبي،
مع مسلسل العائلة..
لترسم فرشاته المُعبرَة ،
جماليات هذه اللوحة الرائعة
* مسلسل العائلة تأليف الكاتب،
الكبير وحيد حامد ..
وإخراج الاستاذ اسماعيل عبد الحافظ .