أم كلثوم..نظرة ياست بقلم منى الشيخ
وانا صغيره عمري ما حبيت ام كلثوم .. كانت اغانيها طويله اوي و هي بتعيد كل كوبليه لدرجه الملل .. كانت اخر الاختيارات اللي ممكن يفرضها تلفزيون ٣ قنوات …
ماكنتش لسه فهمت هي خرجت في اي زمن و عبرت عن اي فتره و هي نفسها بشكلها المعتاد كانت ترمز لايه …
ام كلثوم لما سمعتها صوت بس كنت حابه صوتها لكن في يوم ركزت معاها بهيئتها الكامله شكل و صوت و اداء و تعابير …
شيء رهيب انك تشوف انسان من خلال كل شيء فيه …
بيعبر عن احساسه بحركه ايده بأيشارب …
بملامح وجه عادي لم يكن جميل بمقايس الجمال المعروفه .
بتعبر بدرجات صوت في نفس النغمه في نفس الجمله بالف درجه تنقلك لحالات كتير جوا نفس المشهد ..
قدرات عجيبه نابعه من شخصيه معتده بنفسها لدرجه لو تحدثت عن الخزلان ..تقولها و هي رافعه راسها …
تغني عن الفراق و هي في كامل قوتها و اتزانها
تغني عن الهجر و هي واثقه من الرجوع ..
ام كلثوم كانت الحاله العظيمه جدااا للمرأه في زمنها اللي انتهي بجيلها …
ام كلثوم الريفيه صاحبه الموهبه الفذه .اللي قادتها الاقدار للقاهره و للعالم كله
تقود بصوتها فرقتها كامله …
كانت الموسيقي تظبط اتوانها و مازورتها علي صوت ام كلثوم …
تقود بشخصيتها سير الاغنيه ..فتشعرك رغم انكسار المعني بمعني الكبرياء و الكرامه …
وجهها كان يعبر عن صرامه و قوه و قلب يستطيع ان يحب ولكن لا يخسر
هذه الدروس التي نشاهدها مع كل تعابيرها اثناء الغنا كانت تمثل جمهورها من النساء جمهور نساء الستينات هوانم مصر .. اللي استبدلوا في زمن قياسي بقيم خسفت بالكرامه و شخصيه المرأه المصريه الارض ….
لما كان الغنا يعبر عن شخصياتنا و نهج حياتنا
لما كان الغنا يحمل كرامه و فن و دفء و رقي و شياكه و اعتزاز بالفن و إجلال لصاحب الموهبه …
بقلم
منى الشيخ
منى الشيح كاتبة وصحافية مصرية في جريدة ” الجمهورية ” ومقيمة في القاهرة .مصر