إستراحة بحّار بقلم فكري عيّاد
إستهلال
الكاتب والباحث الشاعر و الفنان التشكيلي المصري فكري عيّاد – المدير الفني في مجلة ” سيدتي ” سابقا – وإبن الأسكندرية، والمقيم حاليافي لندن المملكة المتحدة – كتب التعليق التالي -بشعر منثور رائع وكأنه كان يحلّق في طاسة دماغي – على صورتي المرفقةبعدسة سارة أمين، بعنوان ” إستراحة بحّار ” وأنا أجلس وأتأمل في جمال الأسكندرية التي عشقتها، ثم أرسل ألي هذه المقطوعة الشعرية العذبة وختمها بجملة أستاذ صلاح إللي يحب إسكندرية نحبوه. شكرا صديقي وحبيبي الكاتب والباحث والفنان التشكيلي الكبير فكري عياد .العمر كله
صلاح هاشم
إستراحة بحّار
– – –
مع نظرة الحنين
جلست تراقب الحلم من بعيد..
صامت..!
تسألُ نبض السنين.
تبحث عن لحظة رَوِيَّة وَسُكُون .
كأنَّك تغيب..
ولا تريد أن تفيق.
تَأَوُّهت الذكريات..
وطافت في الأفق بلا حدود.
سيمفونية مترنمة.. على أوتار الروح ..
خفقات يلا قيود
تتماوج في شَطُون العمر الممدود.
صَفَاوَة الرؤية إنغمَست وَأَغْفَت.
مع لفحات اليود .
أيام لها قصص وحكايات..وصدى وحنين .
أصحاب وأحباب..
ومُفكرين.
بقايا جروح الحلم، من أنفاس الزمن الجميل.
صَبًابة الذكريات . تسلقت على شراع حُبك.
في لَهْفَة هواكِ يا”سكندرية” ..
وفي أوردة تاريخك.
تجمع العشَّاق والمحبين.
مع أُبَّهَة ذكرياتِك.
تَمِيس نبضات القلب وتميل.
تَكَلَّمَتُ..!
أو تلعثمتُ.!
أو في الصمت إِضْطَجَعَت..
لا أعرف ماذا أُريد!
أتَجَرَع من نسماتك..
يا مدينة الفكر والجمال ..
تتهادى الأشواق.
إستلقيتُ على جواد الأيام..
أستراحة بحَّار، حالم مُتَبَخْتِر..
لا يهدأ أو يستريح.
جلس يناظر طيور النورس.
في مفترق الطريق.
آه لوتعلمين..! ياغَيْداء وعروس البحار.!
تَسَمَّرتِ فِي مَكَانِي.
كَأنّنِي في غيبوبة.
أراقبُ وأتَطَلَّعَ.. صِبَا أيامي.
على جناحِ الغِمَام.
ولا اريد أن أستَفيق.
مُسَامِر صامت ،
مع صدى وحدتي.
مُنتَعِشًا مُتلذَّذًا،
في أضغاث الوهميّه..
أحتضن حقيبةَ أسفاري.
قنعتُ بحقيقة أوهامي..
أتأمل في أمواجك، رَمَقَ أحلامي..
في وعاء جعبتي.
شاردًا.. في الأفق البعيد.
أخبرني يامدينتي.!
يا فيروزة وبهيَّة.
هل يمكن أن أمسكُ خُطَايا..
وأجلس علي شَطِك العتيق.
يومًا بعد يوم..
نطوف معًا.
في مرافئ السنين.
أبحر معكِ في زورق أشواقي.
وأسترخِى..بشهية.
مع لفحات لسعة نسمات اليود.
وَتغيبُ جوارحي فيكِ يا حياتي.
مثل سكرة الغريق .
أَرتَوِي من بحرِ هوَاكِ..
ولا أفيق..
كيف أركض عنك.؟
كُلما إِبْتَعَدَتْ عنكِ.
تَعَلَّقتْ بنسيمك أنفاسي .
يا دُرَة البحار..
وفاه الغرام..
أجفلت عيناي الآن ..في لَهْفَة لُقَاكِ.
لا.. ولن أفيق.
بقلم
فكري عياد.
فكري عيّاد كاتب وباحث وفنان تشكيلي مصري من الأسكندرية مقيم في لندن.المملكة المتحدة