إنيو موريكوني أسطورة الموسيقى في السينما. بقلم شريف حمدي
تبدأ الحياة بصرخة وليد خرج من بطن أمه، وتبدأ الرواية بكلمة تليها كلمات تتشكل منها فصولها التي نقرؤها فنغوص في أعماقها وأعماق شخصياتها. ويبدأ الفيلم السينمائي بأسماء المشاركين في صناعته على أنغام موسيقية قد تكون هادئة حالمة، وقد تكون صاخبة متقطعة، أو قد تكون سيمفونية متعددة الآلات، فيبدأ المشاهد متحمساً للصور التي تظهر أمامه تباعاً حتى يشُده التسلسل الدرامي للأحداث.
إنيو موريكوني أسطورة موسيقية
ولعل البعض يعتقد أن الفن السابع هو فقط فن الصور المتحركة على الشاشة الفضية، والتي يغذيها أداء الممثلين الذين يجسدون أحداث الفيلم. نعم، هذا جزء أساسي من العمل السينمائي، ولكن كأي إبداع فني، فإن الفيلم هو عمل متكامل تصنعه عناصر مختلفة تتكون منها في النهاية الصور والمشاهد التي نتابعها على مدى ساعتين أو ثلاثة. فالفن السابع مخرج، كاتب سيناريو، قصة محبوكة، ممثلون، مونتاج، تصوير، خدع سينمائية، صوت نقي، موسيقى تصويرية، وعناصر كثيرة أخرى. ولكن دعونا نقف هنا عند الموسيقى التصويرية ونتأمل؛ هل كنا سنستمتع بالصور المتحركة أمامنا بدون موسيقى على الإطلاق؟ ماذا لو رأينا الممثلين يتحاورون فقط دون أن تشاركهم الموسيقى خلفية الحديث؟ قد يكون أداؤهم مؤثراً، وقد تكون المناظر حولهم خلابة، ساحرة، وملهمة، وتذهب بك إلى عالم آخر، ولكن .. هل هذا يكفي؟
فالموسيقى التصويرية هي الغذاء الروحي لأي عمل سينمائي، وهي التي تحرك الأحاسيس الجياشة في وجدان المشاهد فتجعله يتفاعل مع كلمة أو جملة، أو مع نظرة أو لمحة أو حركة تعكسها الشاشة؛ وبدونها لسقطت أفلام كثيرة رغم روعة مضمونها وأحداثها. وعلى سبيل المثال، من منا استطاع أن يقاوم البكاء في سلسلة أفلام “روكي” بأجزائها المتوالية وهو يشاهد سلڤستر ستالون يقاتل داخل الحلبة في مشاهد النهاية على إيقاع أنغام المؤلف الموسيقي بيل كونتي.
ومن منا لا يتذكر “كريستوفر ريڤ” وهو يطير محلقاً في السماء في سلسلة “سوپرمان” على الأنغام المثيرة للعبقري چون ويليامز. وكذلك سلسلة أفلام “العودة إلى المستقبل” Back to the Future وموسيقى آلان سيلڤستري المصاحبة لعربة الزمن التي يقودها مايكل چ. فوكس، وغيرها من الألحان والنغمات المماثلة التي لها تأثير كالسحر على المشاهد، وكأنها تجذبه من مقعده ليغوص في أعماق الصورة مع أبطال الفيلم.
وعلى غرار ما ذكرته من أمثلة لأفلام مهمة أعطتها الموسيقى بعداً إضافياً، أنتقل إلى موسيقى ملحن ومؤلف موسيقي فذ ومتمكّن أثرى السينما العالمية بمعزوفات لا تُنسى. إنه الموسيقار الإيطالي الشّهير إنيو موريكوني Ennio Morricone الذي نال في 2007 جائزة الأوسكار الشرفية التي تمنحها أكاديمية السينما الأمريكية كل سنة عن مجمل الأعمال لأحد رواد الفن السابع، سواء كان ممثلاً، مخرجاً، كاتباً، أو عاملاً في أي مجال سينمائي آخر. وقد لا تكون صدفة أن يقدم له الجائزة الممثل والمخرج كلينت إيستوود الذي جمعته بموريكوني أفلام المخرج الإيطالي سيرچيو ليوني، والتي تعتبر الإنطلاقة للإثنين معاً «موريكوني وإيستوود». وكانت البداية سنة 1964 في «من أجل حفنة دولارات» الذي هو بمثابة الإفتتاحية لما أُطلق عليه فيما بعد Spaghetti Westerns أو أفلام الغرب التي كانت تصور في الصحراء الإسبانية أو الإيطالية بممثلين معظمهم أوروبيين.
وبعد هذا الفيلم تولدت صداقة وطيدة بين موريكوني وسيرچيو ليوني حتى أنه نفذ الموسيقى التصويرية لمعظم أفلام ليوني وخاصة ثلاثية الدولارات، وهي «من أجل حفنة دولارات» ثم «من أجل مزيد من الدولارات» (1965) وانتهاءً بـ «الطيب والشرس والقبيح» (1966). وكان كلينت إيستوود هو بطل الثلاثية، بينما مثّلت موسيقى موريكوني ثورة بالنسبة لأفلام الغرب حيث استخدم فيها آلات مختلفة لأول مرة كالناي والهارمونيكا وغيرها. ولا يمكن لأحد أن ينكر أن موسيقى «الطيب والشرس والقبيح» أصبحت من أيقونات السينما العالمية، لدرجة أنك تعرفها على الفور بمجرد سماعها في أي مكان رغم مرور هذه السنوات الطويلة، فتجعلك تسترجع شريط الذكريات لمشاهد وأحداث ذلك الفيلم. بل إن هناك فرقة موسيقية حالية تُسمّى «ميتاليكا» لا تبدأ حفلاتها إلا بعد أن تعزف مقطوعة من الفيلم بعنوان «متعة الذهب» The Ecstasy of Gold.
وُلد إنيو موريكوني في 10 نوفمبر 1928 في العاصمة الإيطالية روما، وعاش فترة طفولته ومراهقته أحداث الحرب العالمية الثانية، وهو ما ظهر تأثره بمرارتها وأهوالها في كثير من أعماله الموسيقية. ولحُب والده للموسيقى، أراد لإبنه أن يتعلم العزف على إحدى الآلات، فاختار له آلة الترومپيت (البوق). واستمر موريكوني بعد ذلك في مراحل التعليم حتى درس في المعهد الموسيقي الإيطالي ثم تزوج وأنجب ثلاث أولاد وبنت. ولم يكن موريكوني في البداية شغوفاً بدخول عالم السينما، ولكنه بعد أن بدأ هذا المشوار أعطانا ما يزيد عن 400 معزوفة موسيقى تصويرية للعديد من الأفلام، وهو ما يعتبره البعض رقماً قياسياً لا يمكن تحطيمه.
ورغم أن عمله في السينما بدأ منذ الستينيات، إلا أن الأوسكار لم يُعره إهتماماً حتى 1979 عندما رُشح لأول أوسكار موسيقى تصويرية عن فيلم «أيام السماء» Days of Heaven للمخرج الأمريكي تيرنس ماليك، ولكنه لم يفُز بالجائزة. ثم توالت ترشيحات الأوسكار بعد ذلك فكان ثاني ترشيح في 1987 عن «المهمة» The Mission للإنجليزي رولاند چوفي، ثم 1988 عن «من لا يمكن المساس بهم» The Untouchables للأمريكي برايان دي پالما، ثم 1992 عن «باجزي» Bugsy للأمريكي باري ليڤنسون، ثم في 2001 عن «مالينا» Malèna للإيطالي چيوسيپي تورناتوري. ولكن موريكوني لم يفُز في أي من تلك الترشيحات، إلى أن حصل على الأوسكار الشرفي في 2007 عن ’’مساهماته العظيمة والمتعددة الأوجه لفن موسيقى الأفلام‘‘ كما ورد في ديباجة الجائزة.
وربما كانت جائزة الأوسكار الشرفي هي مفتاح فوزه بعد طول انتظار بأول أوسكار فعلي في 2016 عن الموسيقى التصويرية لفيلم «الثمانية المكروهين» The Hateful Eight لكوينتون تارنتينو وبطولة سامويل چاكسون، كما فاز في نفس العام أيضاً بجائزة الكرة الذهبية عن نفس هذا الفيلم. ولعل ذلك يدلّل أن كثيرين من عظماء السينما ربما يخذلهم الأوسكار بينما لا تخذلهم الجوائز الأخرى، ويكفي أن موريكوني قد نال خلال مشواره الفني الطويل العديد من الجوائز التي لا تقل أهمية عن الأوسكار.
وإذا كنا كثيراً ما نجد في السينما ما يُسمّى بـ Couple بمعنى “الزوجين” أو “الثنائي” الذين يجتمعان في العديد من الأفلام؛ على غرار چاك ليمون مع والتر ماثاو، أو دوريس داي مع روك هدسون، فإن العلاقة التي جمعت بين سيرچيو ليوني وموريكوني كانت علاقة وطيدة من هذا النوع، حيث وضع موريكوني موسيقى أفلام ليوني بدءاً من 1964 في «من أجل حفنة دولارات» وحتى 1984 في «حدث ذات مرة في أمريكا».
ويعتبر البعض أن موسيقى هذا الفيلم الأخير الذي قام ببطولته روبرت دي نيرو هي من أعظم ما ألفه موريكوني. ولعل العلاقة الثنائية الوطيدة الأخرى هي التي نشأت بينه وبين چيوسيپي تورناتوري، حيث تعامل معه في ستة من أفلامه، أولها «سينما پاراديسو» Cinema Paradiso سنة 1989، يليه «أسطورة 1900» The Legend of 1900 (1998)، يليه «مالينا» (2000) الذي رُشح عنه للأوسكار في العام التالي، ثم «المرأة المجهولة» The Unknown Woman (2006)، ثم «باريا» Baaria (2009)، وأخيراً «أفضل عرض» The Best Offer (2013). وجدير بالذكر أن أحدث تعاون بين موريكوني وتورناتوري عُرض بإيطاليا في مطلع عام 2015 وهو بعنوان La Corrispondenza أو «المراسلة».
ودعونا نتوقف هنا عند فيلم «أسطورة 1900» الذي يحكي قصة طفل رضيع تركته أمه في المهد على ظهر سفينة كبيرة في الشهر الأول من العام الأول للقرن العشرين، حيث يعثر عليه عامل فحم أسود يعمل في قاع السفينة، فيتبناه ويقرر أن يسميه باسم 1900 لعدم معرفته لإسمه الحقيقي أولاً، ثم تيمّناً بالقرن الجديد. ويعيش الطفل السنوات الثمانية الأولى من عمره في قاع السفينة، لا يرى العالم الخارجي إلا من خلال نافذة تطل على المحيط الشاسع. وفجأة يفتح باباً في أعلى السفينة يدلّه على قاعة كبيرة يتوسطها جهاز بيانو. ويبدأ الطفل في العزف عليه فيكتشف رواد السفينة موهبته وتلقائيته في العزف. ويكبر الطفل ويصبح شاباً موسيقياً عبقرياً في العزف على البيانو، ولكنه لا يغادر السفينة أبداً. وتتوالى الأحداث وتنشأ صداقة حميمة بينه وبين عازف الترومپيت (وهي الآلة التي تعلمها موريكوني في صغره). وكلما طلب منه صديقه أن يغادر السفينة ليرى العالم الخارجي، يرد الشاب بأنه يراه من خلال الموسيقى.
وهنا تظهر عبقرية موريكوني في رسم صور موسيقية رائعة نفذها تورناتوري باقتدار بحيث تجعل المشاهد يهيم معها ويغوص مع المناظر الحالمة في أحلام منتشية. ولعل الفيلم مثال حي على أن الموسيقى هي بالفعل غذاء الروح؛ ففي مشهد عبقري يسأل الصديق الشاب كيف يعزف هذه المقطوعات، فيرد قائلاً ’’من وجوه وأحاسيس وحركات الناس أمامي. فهذه مقطوعة لأرملة حزينة، وهذه لشاب يائس فاقد الأمل، وتلك لزوجين متحابين.‘‘
لقطة من فيلم ” سينما باراديسو” العذب
وإذا انتقلنا إلى «سينما پاراديسو» فإن من يشاهده لا يمكن أن يتخيل تلك الرواية الجميلة والرائعة التي يراها أمامه بدون موسيقى موريكوني. فقد أضافت ألحانه إلى الصورة الجمالية بعداً آخراً وأحاسيس فياضة لا يمكن وصفها. ويمكن القول أن موسيقاه قد لخصت الحياة التي نعيشها في مجموعة من النغمات مترامية الأبعاد. فقد نقل موريكوني إلينا مرحلة الطفولة وبراءتها لفترة، ثم تحولت موسيقاه لعنفوان الشباب فترة أخرى، وتلاها بحالة حب يعيشها الإنسان في مراهقته، ثم انتقل بنا حيناً آخراً لأحزان الموت، منتهياً بالذكريات الجميلة والأليمة معاً التي نتذكرها في خريف العمر، فتجعلنا نلهث أحياناً وراء سراب لن نُدركه أبداً، أو نضحك لما مرّ ومضى أحياناً أخرى. وقد حاز الفيلم على العديد من الجوائز المهمة، على رأسها جائزة أفضل فيلم أجنبي غير ناطق بالإنجليزية في أوسكار 1990. ومن بين تلك الجوائز خمس جوائز «بافتا» BAFTA وكانت كالتالي: أفضل ممثل (فيليب نواريه)، أفضل ممثل مساعد (سالڤاتوري كاشيو) والذي كان حينها طفلاً لم يتجاوز التاسعة من عمره، أفضل فيلم أجنبي، أفضل سيناريو أصلي (چيوسيپي تورناتوري)، ثم أفضل موسيقى تصويرية والتي يستحقها إنيو موريكوني عن جدارة، بغض النظر عن خذلان أكاديمية السينما الأمريكية له بعدم ترشيحه هذه المرة للأوسكار. وقد لا أبالغ إذا قلت أن أعضاء الأكاديمية ربما شاهدوا الفيلم واضعين أيديهم على آذانهم.
وفي رأيي أن «سينما پاراديسو» هو من أفضل وأهم مائة فيلم في تاريخ السينما العالمية، فهو تحفة سينمائية رائعة رُسمت ملامحها بأيدي عباقرة، وهو مثال لتأثير الفن السابع على تاريخ البشرية ومشاعر وأحاسيس الناس. فهو ببساطة يحكي قصة علاقة صداقة نشأت بين طفل صغير عمره خمس سنوات وعامل تشغيل آلة للعرض السينمائي في قاعة مسرح صغير للسينما إسمه «سينما پاراديسو»، ومعناه «سينما الفردوس»، تقع في ميدان بمدينة إيطالية فقيرة إسمها «چيان كالدو» وذلك إبان الحرب العالمية الثانية. وتتوطّد الصداقة نظراً لحب الطفل للصور المتحركة التي يتكون منها شريط الفيلم السينمائي الذي يبثه العامل للجمهور؛ فيعيش الطفل في عالم السينما الخيالي وعالم الحقيقة المُرة للحرب في آنٍ واحد. وهنا يظهر إبداع موريكوني مع مشاهد البراءة البادية في عيني الطفل وهو يتابع ما يراه؛ مثلاً عندما يرى مشهد قُبلة على الشاشة. كما نرى في قاعة السينما الصغيرة كيف كان عامة الشعب يلهثون لمشاهدة الأفلام من أجل نسيان ما يدور في العالم الخارجي من أحداث، حيث كانوا يضحكون لنكتة أو حركة، أو يبكون لفراق عاشقين، أو يتفاعلون مع حركات الأبطال في أفلام المغامرات.
وتمر السنوات، ويكبر الطفل ليصبح شاباً يعمل في تشغيل آلة العرض بنفس مسرح سينما الفردوس بعدما أصيب صديقه بالعمى نتيجة حريق شبّ منذ زمن في قاعة العرض. وهنا يصبح الشاب بديلاً عن عيون صديقه العجوز، يحكي له بالتفصيل ما يتحرك أمامه من صور للأفلام، فيغوص العجوز في أحلامه متخيلاً الشاشة أمامه. وهنا تؤدي ألحان موريكوني دورها في تخفيف معاناة العجوز فضلاً عن تحريك نبضات الحب التي بدأ يخفق بها قلب الشاب تجاه فتاة جميلة أحبها حباً خالصاً، ولكنه حب صعب المراد، فهو من حي فقير بينما هي من عائلة ذات صيت.
ويترك الشاب المدينة ثم يعود إليها بعد سنوات وهو في الأربعينات من العمر، فتتحول بنا الرواية إلى عالم الذكريات حيث تتحدث هنا الموسيقى وحدها دون الكلام. ويا لها من معزوفات سيمفونية رائعة أبدعها موريكوني لتصاحب مشاهد الرجل وهو يتحرك ويدور بين أركان حجرته القديمة، يتأمل الصور المعلقة وعلب أفلام السينما الخام التي كان يعرضها في شبابه. ولا يستطيع المشاهد هنا مقاومة البكاء وهو يرى ويسمع ذلك الجمال الرنان الذي يدغدغ الآذان والوجدان.
وأنتقل إلى مخرج إيطالي آخر هو إيليو پتري، الذي وضع موريكوني الموسيقى التصويرية لفيلمه الحاصل على أوسكار أحسن فيلم أجنبي سنة 1971، وهو بعنوان «تحقيق لمواطن فوق الشبهات» وبطولة چيان ماريا ڤولونتي. وتلعب موسيقى موريكوني دوراً هاماً في الأحداث، خاصةً مع مشهد البداية، حيث نرى البطل يترجل لدخول بناية بعينها على إيقاع مقطوعة موسيقية تشعرك بأنه يبّيت النية بداخله لأمر شرير. وتستمر الموسيقى مع البطل حتى يدخل شقة بعينها فيقابل إمرأة بداخلها، وإذا به فجأة يقتلها. وهنا تتوقف موسيقى موريكوني فجأة أيضاً بعد أن جعلت المشاهد يترقب مع إيقاعها ماذا سيحدُث، حتى يفاجأ بالنهاية الدموية للمشهد.
ولأن المقام لا يسمح بالحديث عن العشرات، إن لم يكن المئات، من أعمال موريكوني الهامة، فسوف أقتطف فيما يلي بعض الزهور من بستان الموسيقى التصويرية الوفير لموريكوني:-
- «القطة ذات التسعة ذيول» للمخرج الإيطالي داريو أرجنتو (1971)
- «1900» للإيطالي برناردو بيرتولوتشي وبطولة روبرت دي نيرو (1976)
- «إي كما في إيكاروس» للفرنسي هنري ڤيرنوي وبطولة إيڤ مونتان (1979)
- «المحترف» للفرنسي چورچ لوتنر وبطولة چان بول بلموندو (1981)
- «الشيئ» للمخرج الأمريكي چون كارپنتر (1982)
- «المفتاح» للإيطالي تينتو براس (1983)
- «خسائر الحرب» للأمريكي برايان دي پالما وبطولة مايكل چ. فوكس (1989)
وختاماً فإن إنيو موريكوني موسيقار فذ، ترقى إبداعاته الموسيقية لمرتبة الأسطورة. وهو في رأيي واحد من أهم ما أخرجته السينما الإيطالية في مجال الموسيقى التصويرية. وهو لم يكتف بالسينما فقط، فتاريخه يمتد أيضاً للتليفزيون، حيث ساهم في وضع المقدمات الموسيقية للعديد من المسلسات الأمريكية والإيطالية. كما أن اسطوانات حفلاته الموسيقية التي لا تُحصى تباع حتى الآن وتحقق إيرادات عالية، دليلاً على الذوق الرفيع لمحبّيه. ومع أن عمره الآن يناهز التاسعة والثمانين، فما زالت إبداعاته متدفقة ومستمرة. وأخيراً، عُذراً موريكوني لأني لم أوفيك حقك بعد. فالحديث عن أسطورتك الموسيقية لا تكفيه هذه السطور، بل يحتاج للعديد من الكتابات لملاحقة غزارة وثراء وتنوع تلك الأسطورة.
شريف حمدي