الجونة بين الفستان العاري والفيلم المشبوه بين بقلم عماد النويري
إستهلال :
يدلي هنا الناقد المصري المرموق عماد النويري دلوه ويكتب عن رأيه في مايتعلق بما وقع في الجونة من أمر إنسحاب مجموعة من الممثلين المصريين التافهين من أنصاف وأرباع المواهب، حماية لصرح وفكر السينما المصرية التجاري العاطل، ولأنه يسييء في رأيهم لمصر بنشر غسيلها الوسخ على السطوح ،ومن دون والمزايدة على حب مصر، ومن يدري ربما كان هؤلاء عملاء لأصحاب مصالح لايريدون من خلال الاحتفاظ عليها أن تتغير السينما المصرية، وتظل تحت أحتكارات التجار الحقراء، وتظل طول عمرها محلك سر،من خلال التعتيم على أصحاب المواهب السينمائية الشابة الجديدة، وسرقة ونهب وتأميم أحلامها، وخطوتها الأولى في التطور والتقدم والتغيير، فاستغلت عملائها للطعن في فيلمـ يهدد مصالحها الاقتصادية، بحجة أنه يسييء الى سمعة وشرف مصر بلدنا
وكان هؤلاء أصحاب الفكر التقليدي الرجعي المحافظ بسبب جهلهم قد نسوا أن أفلام المخرج الهندي العظيم ساتيا جيت راي لم تمنع المشاهدين من الإعجاب بها في العالم وعلى الرغم من كل الغسيل الوسخ الذي تنشره عن الهند في كل مكان- هكذا كان يراها أصحاب مصالح السينما التجارية في الهند – ، وحصول أفلامه على جوائز في المهرجانات العالمية
الجونة مهرجان متميزوالحق يقال يخلطته الجهنمية ، التي يحكي عنا النويري عنها ( كباريه مفيش مانع + حفلة عيد ميلاد أو فرح للاثرياء والنخبةمفيش مانع + مهرجان سينمائي مفيش مانع برضا، ما احنا ممكن نحط في المهرجان بفلوسنا كل حاجة وأي حاجة الخ ) ، وتلك – المجهولة من سهرات خاصة بدعوات خاصة – التي لم يذكرها في مقاله – وتجعله لا علاقة له والمهرجانات السينمائية الحفيقية التي أحضرها منذ أكثر من نصف قرن وجمهورها
ياترى الجونة في مصر ، ام عزبة خاصة لأصحاب الملايين ، وممنوع الدخول فيها للناس من الشعب إلا بأمرهم، ومهرجانهم المذكور؟ . يا إما تعملوا مهرجان سينمائي حقيقي، يا إما بلاش. فلسنا بحاجة الى مهرجانكم السينمائي ” الجهنمي ” هذا الأونطجي، وتسلم إيدك ياعماد
صلاح هاشم
كل الفنون محاكاة للواقع، وكل فنان حر في اختيار موضوعه واداة تعبيره . والناقد حر في أختيار ما ينتقده دون اية ضغوط من اى نوع . والمتلقي المشاهد او المستمع حر في الاخذ بوجهة نظر الناقد او عدم الاخذ بها . وما يحدث أحيانا ، ويسبب ربكة كبيرة ، وحاله من الاضطراب ، أن الناقد أأحيانا يرغب في مصادرة حرية الفنان , والمتلقي يرغب في مصادرة حرية الناقدوتقييدها
وان يقوم كل واحد بدور ليس له مستخدما كل أساليب الترهيب والتخوين . رغم ان كل تلك الحريات في النهاية محكومة بهامش حرية تسمح بأنفراجه او تضييقه سلطات لاترغب في أغلب الأحوال في تحريك الساكن ، او تسكين مايجب ان يتحرك . وتفتح هذه المقدمة الباب على مصراعية لجدل لاينتهى عن علاقة الفنان بالناقد ( اذا كان ناقدا بالفعل ) وعلاقة الاثنين بالمتلقى , وعلاقة الثلاثة بالسلطة .
• فيلم ( ريش ) من المفترض أن الرقابة وافقت على السيناريو الخاص به ، كما وافقت على تصويرة على أرض مصر , ومن المفترض أيضا انها اطلعت على الجهات الممولة للفيلم . وبعد حصول الفيلم على جائزة أسبوع النقاد في كان قامت وزارة الثقافة بتكريم صناع الفيلم . وعندما ثارت الضجة حول الفيلم ومحتواه قامت الوزارة بإصدار بيان لنفى مشاهدة الوزيرة للفيلم ، وكأن الوزارة تحاول ان تسبق الأمور لتحمى نفسها من تحقيقات ، وتساؤلات ، ومسائلات لابد وان تحدث في القريب العاجل ، خاصة بعدما أثيرت بعض الأقاويل من هنا وهناك حول المساهمة في تمويل الفيلم من بعض الجهات المشبوهة . كذلك فعلت إدارة مهرجان الجونه بإصدار بيان توضيحي وتبريري عن حرص المهرجان علي اختياراته التي لا تسىْ الى سمعه مصر ، ولم ينس المهرجان ان يشير الى جهوده من أجل الوطن !!. وكما يبدو ، فى كلتا الحالتين ، لاتملك أية جهة من الجهتين المذكورتين الشجاعة الأدبية للدفاع عن أختياراتها .
• من المهم وضع مهرجان الجونه في أطاره المفترض ، حتى لانعقد الآمال الكبيرة على أشياء لم تأخذ منذ البداية حجمها الصحيح . من المؤكد أن المهرجان وخلال دوراته السابقة وحتى دورته الخامسة التي توشك على الانتهاء قدم الكثير من الأفلام والندوات وغيرها من الأنشطة السينمائية المهمة . وكان من الأفضل ومنذ البداية ومنعا لوصول المهرجان الى ماوصل اليه من صورة يبدو فيها وكأنه ( مولد وصاحبه غايب ) . كان على داعمى المهرجان الرئيسيين من ال سايروس ان يبتعدا عن الأضواء , ويتركا صلاحيات الإدارة السينمائية لأصحابها وفى هذه الإدارة أسماء نعتز بها ونقدر خبرتها الكبيرة ، بدلا من أستفزاز الناس بتصريحات جارحة , مع فرض المصالح والرغبات الخاصة بهما على اروقه المهرجان . طبعا من حق ضيوف المهرجان ان يفرحوا وأن يمرحوا ، ومن حق السينما أيضا ان تفرح وتمرح . ماحدث ومايحدث هو ان الاخوين ساويرس يبدو انهما قد فقدا البوصلة في تحديد مالهم من المهرجان وماعليهم كحق مطلوب للسينما وأهلها . في مهرجان الجونه ومع كامل الاحترام لكل النيات الطيبة ( أذا كانت كذلك ) ، اختلط الحابل بالنابل فانت لاتعرف على وجه التحديد هل انت في منتجع سياحي راقي ( تنتجع ) فيه كما تشاء ؟ ! ام انت في مهرجان سينمائي بحق يقدم لك وجبات سينمائية شهية ؟ ام انت في ملهى ليلى كبير تعقد فيه الصفقات بين نخبة المجتمع من رجال الاعمال المشبوهين والطيبين ؟!. وبين كل ذلك خيوط رفيعة تكاد لاترى ، وحتى يتم ادراكها تحتاج الى عين خبيرة ، وحس إجتماعى مرهف . ورؤية ثقافية تتخطى المكاسب السريعة ، والادعاءات الكاذبة .
عماد النويري
عماد النويري كاتب وناقد مصري مقيم في الكويت