السينما المصرية الى أين ؟ . السينمائيون يتحدثون في ندوات أفلام مهرجان ” جمعية الفيلم ” 47-48
في ندوة فيلم ” برا المنهج “
عمرو سلامة: العمل مع الأطفال مرهق وتجربة العمل على فيلمين في نفس التوقيت قاسية
عمرو سلامة يتحدث عن فيلمه
ضمن فعاليات مهرجان جمعية الفيلم السنوي في دورتيه السابعة والثامنة والأربعين، نظم القائمون عليه في السابعة مساء الإثنين 31 يناير عرضا لفيلم “برا المنهج” للمخرج عمرو سلامة، في مركز الإبداع الفني بدار الأوبرا المصرية، شهد تواجد عدد كبير من الجمهور، الذي حرص على حضور الندوة التي أقيمت عقب انتهاء العرض، وأدارها الناقد محمد سيد عبدالرحيم، وحضرها مخرج العمل ورئيس المهرجان مدير التصوير محمود عبدالسميع.
بدأت الندوة بسؤال الناقد محمد سيد عبدالرحيم لعمرو سلامة عن اهتمامه بتقديم أفلام بالأطفال وللأطفال، حيث رد بأنها صدفة ولم تكن مقصودة، فلقد قام بكتابة حوالي 45 فيلم صادف أن فيلمين منهم أبطالهم أطفال، ولكنهم ليسو للأطفال
وتحدث سلامة عن الصعوبة التي يواجهها مع الوجوه الجديدة وخاصةً الأطفال، فهم يحتاجون العديد من تجارب الأداء ويتطلب منك الصبر، وفي هذا الفيلم وفيلم ” لمؤاخذة” شاهد حرفياً آلاف الأطفال، وأثناء اختيارك في ذهنك أن يكون طفل ذكي ويمتلك موهبة وخفة روح وأيضاً يستطيع العمل تحت الضغط، ففي المرحلة الأخيرة من التجارب يضعهم تحت ضغط كببر في البروفات حتى يرى من يستطيع التحمل.
ورد سلامة على سؤال أحد الحضور في كيفية ظهور الممثلين بشكل مختلف عن أفلامهم الأخرى قائلاً إنه يقوم بتطويع الممثل للشخصية المكتوبة، فما يجعل الممثل يكرر من ادائه هو كتابة الشخصية خصيصاً من أجله أو ترى أفضل من أدى هذه الشخصية وتجلبه، ولكنه عندما يكتب يفكر في الشخصية فقط.
وعن اختياره للفنان ماجد الكدواني، قال سلامة إنه كان اختياره الثاني، في البداية كان هناك اسم في ذهنه ولم يحدث نصيب، وعندما كان يحضر للفيلم منذ عشر سنوات كانت الشخصية أكبر من عمر الكدواني، لذلك تأخر الفيلم أفادهم حيث استطاع الكدواني لعب الدور.
وتحدث سلامة عن طريقة عرض الحكايات داخل الفيلم بتقنية الجرافيكس قال إنهم توصلوا إلى عرضها بهذه الطريقة نظراً لأنها تخرج من مخيلة طفل يعيش في الأرياف في فترة الثمانينات، فلابد أن تراها كما يراها هو في خياله.
وعن أزياء الشبح، أضاف أنه نفس التفكير، كيف تكون أزياءه مشابهة للبيئة التي يعيش فيها الطفل، لابد عند تصميم الشخصية أن تحكي قصة.
–
في ندوة فيلم “صندوق الدنيا”
عماد البهات: السينما تُصنع للجمهور ولسنا بداخل وسط ملائكي
مخرج الفيلم عماد البهات- الثاني من على اليمين ويليه الناقد رياض عواد الذي أدار التدوة
ضمن فعاليات مهرجان جمعية الفيلم السنوي في دورتيه السابعة والثامنة والأربعين، نظم القائمون عليه في الخامسة مساء الإثنين 31 يناير عرضا لفيلم “صندوق الدنيا” للمخرج عماد البهات، في مركز الإبداع الفني بدار الأوبرا المصرية، شهد تواجد عدد كبير من الجمهور، الذي حرص على حضور الندوة التي أقيمت عقب انتهاء العرض، وأدارها الناقد رياض أبو عواد، وحضرها مخرج العمل عماد البهات والمنتج والممثل عمرو القاضي ورئيس المهرجان مدير التصوير محمود عبدالسميع.
وأعرب الناقد رياض أبو عواد الذي أدار الندوة عن سعادته لمشاهدته الفيلم للمرة الثانية، حيث أكد على اكتشافه أشياء جديدة لم يراها في المرة الأولى، بينما تحدث المخرج عماد البهات عن التجربة التي وصفها بالصعبة خاصة خلال ظروف جائحة كورونا التي وقفت أمام عرض الفيلم تجارياً.
فيما تحدث الممثل والمنتج عمرو القاضي عن تجربة الإنتاج لأول مرة حيث قال إنه كان ضمن فريق العمل كممثل ولم يكن في مخيلته أن يخوض تجربة الإنتاج، واكتشفوا أن بعض المنتجين لا يمتلكون الجرأة الكافية لعمل أفلام مختلفة، حاولو كثيراً ولكن في النهاية بعد حديثه هو والبهات قرر أن يغامر فلقد كان لديه شغف واقتناع تام بالسيناريو، وأضاف القاضي أنه شعر بالرعب لخوضه التجربة لإول مرة وقابلوا الكثير من الصعاب، ولكن من مميزات العمل هي الفريق فالكل كان مقتنع بالشخصية التي يلعبها وحجمها ولم ينظر أحد لاسمه وقيمته في الخارج.
ورداً على سؤال أحد الحاضرين على أن الفيلم للمهرجانات فقط قال القاضي، إنه لم يراه مطلقاً بهذا الشكل، فمن البداية هو للجمهور ولكن ظروف الكورونا هي التي منعت العرض، وبالطبع تسبب ذلك في خسارة مادية ولكن عندما تم عرضه على منصات مثل نتفلكس وشاهد وروتانا ردود الأفعال كانت قوية وعدد المشاهدات ضخمة، وتأكد حينها أن الجمهور لديه شغف حقيقي لمشاهدة السينما ولكن الهدف يكمن في كيفية تقديم أفكار مختلفة لهم، وأشار القاضي إلى أنه بعد تجربته تأكد أن الأزمة الحقيقية لدى المنتجين وميولهم فهدفك إما ربح سريع أو تقديم أفكارمختلفة وسينما حقيقية.
ورد المخرج عماد البهات عن سؤال كثرة الفلاش باك في الفيلم قائلاً إنها ليست كذلك لأن القصص كلها تحدث بالتوازي في نفس التوقيت.
–
في ندوة فيلم “حظر تجول”
إلهام شاهين: حظر تجول سيمفونية شديدة العذوبة وفكرت قبله في الاعتزال
المخرج أمير رمسيس يتسلم شهادة تقدير لفيلمه ” حظر تجول “في حفل إفتتاح مهرجان جمعية الفيلم 47-48
كما شهد مساء امس الأحد 30 يناير، عرض “حظر تجول” ثالث أفلام الدورتين السابعة والثامنة والأبعين لمهرجان جمعية الفيلم السنوي، بمركز الإبداع الفني للأوبرا، بحضور المخرج أمير رمسيس وبطلة العمل الفنانة إلهام شاهين، ورئيس المهرجان مدير التصوير محمود عبدالسميع، وعقب عرض الفيلم أقيمت ندوة لمناقشته مع الحضور من الجمهور، أدارها الناقد السينمائي أندرو محسن، والذي عبر عن سعادته بإدارة ندوة تخص “حظر تجول” للمرة الثانية بعدما فعل نفس الأمر في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي قبل عامين.
وأكدت إلهام حبها لشخصية فاتن التي قدمتها في الفيلم، وأنها في كل مرة تشاهده تبكي وتضحك كما لو كانت تراه للمرة الأولى، مُرجعة الفضل إلى المخرج أمير رمسيس، كونه صنع عملا شديد العذوبة والجمال، وجعل الشخصية قادرة على أن تُضحك وتُبكي المتفرج، متابعة “إلى جانب أن الأمومة شيء مؤثر بالنسبة لي فهي عندي شيء مقدس في مرتبة بعد ربنا مباشرة، يتعبني أن الأم تُهان وتُعذب بهذا الشكل رغم أن الخطأ الذي ارتكبته كان بهدف أن تحمي ابنتها، والفيلم كان شديد التعقيد وشديد الإنسانية وموضوع جديد جدا”.
إلهام أشارت أن عند قراءتها لأول مرة لسيناريو الفيلم وقعت في غرامه “حظر تجول عن زنا المحارم دون أن يكون فيه ما يضايق المُتفرج، خاصة وأن فكرته صعبة جدا لكن ليس هناك مشهد يؤذي رغم تصنيفه فوق سن 18 عاما إلا أن مشاهدة الأطفال له لن يضر بل على العكس سيكون مفيد لتوعيتهم بطريقة جيدة، فالفيلم في رأيي سيمفونية شديدة العذوبة ومن أكثر الأدوار التي تأثرت بها، كنت أذهب لبيتي بعد انتهاء التصوير وفاتن معي تلازمني، استيقظ وهي معي، كنت هي تماما ونسيت إلهام”.
ووجه مدير الندوة أندرو محسن سؤالا للمخرج أمير رمسيس عن استغلاله لفترة حظر التجول والعمل على السيناريو وخلق شخصية فاتن، أي خطوة سبقت الأخرى، وكم من الوقت استغرقه في العمل على الشخصية لتصل للمرحلة النهائية التي تم تصويرها، وقال أمير “السيناريو ولد على مرحلتين، وقت حظر التجول كانت لدي رغبة لتقديم فيلم عن حالة الحبسة التي نعيشها، كنت أسأل نفسي ماذا لو اضطرتني الظروف أن أقضي وقتا مع شخص وبيننا أشياء مسكوت عنها، فكرت في تقديم فيلم عن شخصيتين في ليلة واحدة يتحدثان عن المسكوت عنه، تلك الفكرة كانت لدي في 2013، وبعد سنوات ظهرت الكثير من القضايا عن التعدي الجنسي في إطار العائلة ووجود صمت عائلي فلا نقرأ عن هذه القضايا إلا وهي مرتبطة بجريمة القتل مثلا كما لو كان البعض لا يعتبرها جريمة كافية لنتكلم عنها، أردت تقديم عمل عن حالة الصمت هذه، بدأت اقرأ واستعين بأشخاص تعاملوا مع حالات مشابهة، وكتبت السيناريو وكنت مهتم في الكتابة برحلة فاتن وليلى وأنهما غريبتين بحكم الزمن الذي افترقتا فيه، ومهتم أن يقتربان من بعضهما البعض وتكسران حاجز الصمت”.
وتحدثت إلهام عن قضية الفيلم، وتعاطفها مع شخصية فاتن مؤكدة أنها لو كانت مكان بطلة العمل كانت ستقتل، متابعة “المرأة التي تقوم بذلك الفعل كي تحمي ابنتها لابد أن تحصل على البراءة لا تُسجن 20 عاما، كنت أتمنى يكون هناك صدى للفيلم على مستوى القوانين ويغير الأوضاع، الأب أو الأخ أو العم أو الخال الذي يرتكب هذه الجرينة يستحق القتل، والفيلم كان يضم مشهدا تقول فيه فاتن إن إذا خرج زوجها من تُربته ستقتله للمرة الثانية والثالثة. أحب هذا المشهد، فهذا الرجل يستحق القتل والتمثيل به، وفي رأيي أن الصمت من الأسرة التي يحدث فيها ذلك يرجع إلى خوفهم على البنت وسمعتها، حتى لا توصم الابنة بنظرة غير جيدة طوال الحياة، فهو نوع من أنواع الحماية للبنت، لا للتقليل من الجريمة فأنا أعتبرها من أكبر الكبائر”.
وكشفت أنها كانت تفكر في الاعتزال بعد فيلمها رقم 100، وأنها لم تكن تتوقع أن هناك أدوارا لم تقدمها من قبل في السنيما المصرية، خاصة وأنها قدمت كل الألوان تقريبا: المجنونة، المنحرفة، المحامية، عضو مجلس الشعب، الدكتورة الجامعية، والمعاقة ذهنيا، لكن “حظر تجول” جعلها تتحمس للسينما مرة أخرى وتكتشف وجود شخصيات لم يسبق لها تقديمها، خاصة وأنها لا تحب تكرار نفسها، حيث تري أن المجتمع به الكثير من القضايا المهمة التي لم يتطرق إليها أحد، وأن الفن دوره أن يكون له صوت ويقدم للناس هذه الأمور، مشددة على أن رسالة الفنان ليست فنية فقط، ولكن إنسانية أيضًا يحملها بداخله يجب أن يدافع عن قضايا مسكوت عنها وموجودة في المجتمع و”الفيلم جعلني أشعر أن لي دور وصوت وقيمة، أنني أقدم فنا يؤثر في الناس ويا رب يؤثر في القوانين”.
وعن صعوبة تقديم فيلم في موقع تصوير واحد والأحداث تدور في يوم واحد، أوضح أمير “كانت تجربة صعبة جدا، أنا كنت أرى أن التجربة يجب أن تُنفذ بالشكل الذي ظهرت عليه منذ البداية، كان لابد من تقديمها بجرأة وأتحرر من تجميلها ومن البداية أعرف أنه فيلم عن حالة الخنقة، وكان الحل الأمثل التعامل مع الموضوع والرهان للنهاية، وأن أعرف أن جماليات الفيلم تأتي مما يحدث دون التركيز على جماليات الشقة”.
في ندوة فيلم ” توأم روحي “
عثمان أبو لبن: حسن الرداد ممثل قوي يمتلك مقومات يفتقدها كثيرون
وضمن فعاليات مهرجان جمعية الفيلم السنوي في دورتيه السابعة والثامنة والأربعين، نظم القائمون عليه مساء الأحد 30 يناير عرضا لفيلم “توأم روحي” للمخرج عثمان أبو لبن، في مركز الإبداع الفني بدار الأوبرا المصرية، شهد تواجد عدد كبير من الجمهور، الذي حرص على حضور الندوة التي أقيمت عقب انتهاء العرض، وأدارها الصحفي والناقد الفني محمد فهمي، وحضرها مخرج العمل.
وبدأت الندوة بالمناقشة مع الحضور في صالة العرض، ووصف أحدهم الفيلم بالرومانسي والجميل، ولكنه رأى نهايته مفتوحة، متسائلًا هل قصد المخرج هذه النهاية في إشارة منه إلى وجود جزء ثان، لينفي عثمان في رده فكرة وجود جزء جديد من العمل، مرجعا غرابة النهاية على حسب تعبيره إلى أن البطل لم يشف تماما، فليس هناك شخص يحب آخر كل هذا الحب ويستطيع أن ينساه وإنما يظل في خياله.
وعن تصوير مشاهد من الفيلم في فرنسا، أوضح أن الأمر لم يكن صعبا ولكن كان مخططا له بصورة جيدة، إذ تم وضع خطة للتصوير في ظل وجود أجواء الاحتفال بالكريسماس لتكون الشوارع في أبهى صورها ومُزينة، لافتا إلى أن المنتج أحمد السبكي لم يبخل على العمل في كافة النواحي الإنتاجية، رافضا الإفصاح عن ميزانية “توأم روحي”، وردًا على انتقاد وجود فلاش باك، وغياب الحبكة، أجاب عثمان “ما شاهدناه يتكرر في الفيلم لم يكن فلاش باك، البطل فقد حبيبته وماتت، ويذهب إلى معالجة نفسية تقنعه بأنه ليس السبب في وفاة حبيبته، تخاطب العقل الباطن لتجعله يرتاح نفسيا ويتخيل أكثر من حدوتة وفي نهاية كل منها لا تكتمل قصة الحب، ليقتنع أن ربنا لم يكتب لقصة حبه هذه أن تكتمل، وفي رأيي الفيلم سهلا ولم يكن معقدا”.
عثمان أكد أن ليس عليه أن يقدم فيلمًا يحكي من البداية كيف بدأت قصة الحب بين بطلي العمل، هو قدم رفض والد العروسة للعريس وكذلك حفل الزفاف وشهر العسل، ثم وفاتها “مع بداية حياتهما معا هي اختفت منه وهذا ما يقوله للمعالجة إنها كانت في إيده وراحت منه”.
ووصف مدير الندوة محمد فهمي، تجربة توأم روحي بأنها الأنضج في مشوار البطل حسن الرداد التمثيلية، وأجاب عثمان أبو لبن “حسن صديق من زمان، وهو ممثل قوي يمتلك مقومات يفتقدها كثيرون: دمه خفيف، أداؤه الحركي عالي جدا، جان ورومانسي، يتبقى له أن يغني، رأيته في 4 قصص غير الرئيسية في الفيلم صادقا، وأتمنى أن يكون الجمهور اقتنع به، وشُرفت بالعمل معه”.
واختتم عثمان أبو لبن بالتأكيد على حبه لفيلم “توأم روحي”، ووصفه بأنه كان سهلا وصعبا في نفس الوقت، مشيدًا بالسيناريو الذي كتبته أماني التونسي، وبالمنتج أحمد السبكي “عمل فيلما جيدا، وأفلام أخرى جيدة فهو رجل أنقذ الصناعة في وقت من الأوقات”، مؤكدًا انه عادة لا يحب فكرة المنافسة بين الأفلام والتصنيف بين الأفضل والأسوأ، كذلك يرفض فكرة “نمبر وان” وغيرها من الألقاب، مشددا على أنه لا يريد أن يكون أعلى من أي شخص، فقط يريد أن يحب الجمهور شغله.
جدير بالذكر أن فيلم “توأم روحي” تأليف أماني التونسي، إخراج عثمان أبو لبن، بطولة حسن الرداد، أمينة خليل، عائشة بن أحمد، رجاء الجداوي، إنتاج أحمد السبكي.
القاهرة .سينما إيزيس
–