الفرانكفونية في السينما بقلم صلاح هاشم
كان يا ما كان في حكم ذاكرة الأحياء وتاريخ المكان.ماهو الفيلم الفراكفوني ؟ فكرت أثناء حفل إفتتاح مهرجان القاهرة للفيلم الفرانكفوني،المولود حديثا، أنه في مايخص المسمى تتعدد هنا التعريفات، وربما بعدد الدول، التي تنتمي الى منظمة الفرانكفونية – 88 دولة- وفكرت ماهو الفيلم المصري الفرانكفوني مثلا ؟ هل يكون فيلما من إخراج مخرج مصري، وبمشاركة فرنسية، وتمويل مشترك مع فرنسا ،مثل فيلم ” وداعا بونابرت ” ليوسف شاهين ؟ ..
طيب ما هو كل الأفلام الإفريقية مثلا، أو معظمها ،من إنتاج فرنسي صرف، فهل يصح مثلا أن نطلق على فيلم للمخرج الإفريقي العظيم سليمان سيسيه ،صاحب التحفة السينمائية” الضوء ” إنه فيلم فرانكفوني، وليس فيلما إفريقيا من السنغال ؟ ..
طبعا لايمكن، لأن الأفلام تحكي أولا عن شعوبها ، تحكي عن الشعب الذي أتت منه، ولذلك تسمى بأسماء الشعب الذي أتت منه، فالأفلام المصرية، مصرية لأنها تحكي عن هوية وحضارة شعب، وتعكسها في مرآة السينما..
لا مانع أجل في أن تكون الأفلام “فرانكفونية ” من زاوية الحكاية التي يسردها علينا الفيلم عن شعبه ، من هذه الزاوية يصبح الفيلم سنغاليا وفراانكفونيا أيضا، ولم لا ..
، لأنه لايوجد ببساطة في رأيي “فيلم فرانكفوني مثالي” . لأن السينما الفرنسية إذا قلنا عنها أنها السينما الفرانكفونية المثالية ، عن إستحقاق وجدارة ، يبقى ظلمنا أيضا السينما الفرنسية، التي تمتاز بتعدديتها،.ففيه سينما فرنسية بكل الالوان، وهي تشتهر بعالميتها، وليس بفرانكفونيتها..
إن أقصى طموحات الفرانكفونية في رأيي، حين تصبح مسميا من المسميات هي أن تشير بتلك التسمية “فرانكفوني” الى ثقافة وحضارة بلد الحرية والتنوير، فرنسا، بلد الثورة الفرنسية والشعارات التي رفعتها..
بلد فيكتور هوجو ، وبلموندو ، وأرليتي، وإديت بياف، وفولتير ومونتسكيو ورامبو ، وجاك بريفير وجان رينوار، ومؤسس السينماتيك الفرنسي العظيم هنري لانجلوا ، والسوربون، وموليير ،,وإيرابيل أدجاني، وتروفو وكراسات السينما العظيمة، البلد الذي عرفته وأحببته، وعشت فيه ،وكونت فيه أسرة ،وجعلته موطنا ثانيا لي..
نعم للفرانكفونية عندما تشير الى لغة وثقافة بلد فولتير، وعندما تكون الفرانكفونية، وقبل أي شييء آخر، ومن دون أية مطامع أخرى ، “تحية” UN HOMMAGE الى ثقافة وحضارة بلد ، تعلم ودرس فيها رفاعة رافع الطهطاوي رائد نهضة مصر الحديثة، وطه حسين، وتوفيق الحكيم، ومحمد مندور وغيرهم من أطباء ومحامين ومهندسين ومفكرين، تعلموا ،ثم عادوا منها، ليفيدوا بلادهم ..
دعونا نحتفل في هذا المهرجان بكل هذه المباديء والقيم العظيمة لفرنسا النور والحرية، و أهلا بمهرجان القاهرة للفيلم الفرانكفوني. وعلى أي لون سوف يكون، يتساءل البعض ؟..
لقطة من فيلم ” شباب إمرأة ” لصلاح أبوسيف
بلون القاهرةطبعا ، أم الدنيا والعباد، ونيل مصر وأم كلثوم، وبكل أفلام السينما المصرية الرائعة بالأبيض والأسود، لصلاح أبو سيف ويوسف شاهين وبركات وتوفيق صالخ وغيرهم التي صنعتنا ، وشكلت وجداننا، وصنعت لنا تراثنا السينمائي المصري العظيم ..
صلاح هاشم
صلاح هاشم كاتب ومخرج أفلام وثائقية مقيم في فرنسا