الموسيقى في السينما.المغرب نموذجا بقلم صلاح هاشم
بعد هجرة دامت عشرين عاماً تعود عزة جنينى إلى المغرب فى موكب موسيقى فولكلورى حافل : سبعة أفلام من أصل تسعة أفلام موسيقية تسجيلية تشكل الفيلم الوثائقى الضخم ” المغرب أجساداً وأروحاً ” المخرجة المغربية أنجزت هذا العمل السينمائى الوثائقى فى إطار مشروع حفظ التراث الموسيقى العربى الذى شاهدت منه ثلاثة أفلام حتى الآن “عيطة” و”مديح” و”عيدان وملذات” فما هى حدود هذا المشروع وماذا فى هذه الأفلام؟
المخرجة والمنتجة المغربية عزة جنيني على اليسار مع المخرج المغربي سهيل بن بركة
من أبرز القضايا التى تطرحها مؤتمراتنا الموسيقية العربية التى تعقد هنا أو هناك بين الحين والحين ، قضية التراث الموسيقى العربى ، غناه وتنوعه ، وكيفية الحفاظ عليه من عوامل الفناء والاندثار ، إذ أن الغالبية العظمى من التراث الموسيقى الشعبى الفولكلورى ، مازالت تتناقل من جيل إلى آخر بالطرق الشفهية السمعية ، ولحد الآن لم تستغل الجهات المسؤولة والمعنية بذلك التراث امكانيات السينما التسجيلية الهائلة فى توثيقه وحفظه ، بالقدر الكاف . ومن الأشياء الغريبة التى تعكس التخبط الحاصل فى هذا الموضوع ، أن تبحث عن وثيقة فيلميه مثلا عن فن من فنوننا الموسيقية الشعبية ، فلا تجدها الا فى مكتبة الكونغرس ، أو فى متحف فى برلين أو قسم الوثائق الشرقية فى المكتبة الوطنية أو السينماتيك فى باريس . والغريب هنا أن يكون الأجانب أكثر حرصا منا نحن أصحاب التراث على جمعه وحفظه وتصنيفه وتحليله ودراسته وأرشفته . الا أن بعض المؤسسات الثقافية العربية تحاول الآن أن تتدارك هذا الخطأ والتقصير عن طريق المشاركة فى تمويل بعض المشروعات السينمائية الخاصة بتسجيل تراثنا الموسيقى العربى وقد كان فيلم ” المغرب أجساد وأرواح ” من اخراج المغربية عزة جنينى عبارة عن سلسلة من الأفلام التسجيلية القصيرة ( 9 أفلام – أنجز منها 7 أفلام حتى الآن ) من أبرز هذه المشروعات ، التى شاركت أيضا فى تمويلها وزارة الشئون الثقافية والمركز القومى للسينمما فى المغرب ، وقد عرض هذا الفيلم فى التلفزيون الفرنسى و على الجمهور الفرنسى بمناسبة الاحتفال فى فرنسا بعام المغرب .
من هى عزة جنينى ؟ وما هى القيمة الحقيقية لهذا الفيلم ؟ عزة جنينى – من مواليد المغرب عام 1942 – تعيش فى فرنسا منذ أكثر من عشرين عاماً ، دلفت إلى الوسط السينمائى الفرنسى واستطاعت أن تخلق لنفسها وللسينما المغربية حضوراً متفرداً ، فمنذ سنوات طويلة وهى تعمل كمندوية فى فرنسا للمركز القومى للسينما فى المغرب الذى يشرف عليه المخرج سهيل بن بركة ، وإلى جانب عملها فى الدعاية للسينما المغربية ، أسست مع المخرج الفرنسى الشهير لوى مال شركة لانتاج الأفلام ، وبعد أن انتهت من دراستها اللغات الشرقية فى ” السوربون ” تفرغت للانتاج السينمائى ، فأنتجت الفيلم التسجيلى عن فرقة ” ناس الغيوان ” الموسيقية المغربية ، وشاركت فى انتاج فيلمين مغربيين هما ” زفت ” للمخرج المسرحى المغربى الطيب صديقى ، وفيلم ” حادة ” لمحمد أبو الوقار ، وقامت بتوزيع العديد من الأفلام المغربية والإفريقية فى البلدان الناطقة باللغة الفرنسية ، قبل أن تقدم على انتاج واخراج فيلمها الموسيقى الأخير الذى استغرق العمل فيه ما يقرب من ثلاث سنوات كاملة ، قبل أن يصبح جاهزا للعرض هذا العام فقط
كما الفت عزة جنينى كتابا سياحيا مصوراً عن المغرب بعنوان ” المغرب ” صدر عن دار نشر ” ريشير هواكى ” فى فرنسا عام 1988 . “المغرب أجساد وأرواح ” يعتمد على فكرة أساسية تشكل الأرضية الفكرية لهذا العمل الفنى السينمائى المتميز
أن المغرب بطبيعته وبتاريخه هو بلد الصور المتعددة والانماط الموسيقية المتنوعة . بلد لا يمثل عالما واحدا بل عدة عوالم فى آن واحد . بلد تلاقحت فيه الحضارات والثقافات الإسلامية والإفريقية والأندلسية من دون أن تفقده شخصيته الفريدة . هذه ” الهوية ” المغربية المتميزة التى يعبر بها الإنسان المغربى عن ” أصالته ” وحضوره المؤثر فى العالم ، تنعكس فى سلوكه اليومى ، وأسلوب حياته ، كما تنعكس أيضا فى فنونه الموسيقية المتعددة التى تشده دائما إلى الأرض المغربية ، وتكشف عن حرصه على تقاليده وتراثه .
يقدم فيلم ” المغرب أجساد وأرواح ” هذه الأنماط والأشكال الموسيقية المغربية فى مناخها الطبيعى وجوها على أرض المغرب ، وهو عبارة عن رحلة على حلقات أو مراحل بالصور والألحان الموسيقية العذبة ، إلى أرض السحر فى المغرب ، وفنون هذا البلد فى شكل ” بورتريهات ، قصيرة ، وتستغرق كل رحلة ما يقرب من 26 دقيقة ، وتركز من خلال ” النوع ” الموسيقى على اقليم ما أو مدينة ما أو ” حدث ” معين . شاهدنا من السلسلة ثلاثة أفلام فى معهد العالم العربى .
الفيلم الأول بعنوان ” عطية ” تنتقل بنا كاميرا عزة جنينى إلى مدينة “الزمور” على شاطئ الأطلسى حيث يجرى الاحتفال بموسم مولاى عبدالله ، وتستقطب المدينة عشرات الفرسان وألاف المواطنين المغاربة ، وتنصب الخيام فى كل مكان . ويبدأ هذا الفيلم الذى يدهشنا منذ أول لقطة فيه بالصلاة على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، صرخة مجلجلة تنطلق من فم عجوز يقف وسط جمع من الفرسان فى الحلقة ، وكأنها دعوة إلى الاستيقاظ من سبات عميق عميق . ينطلق الصراخ كالرعد من حنجرة ذلك الشيخ العجوز وتنتقل الكاميرا عبر القطع الفورى على صوت جميل هو صوت المغنية فاطمة بنت الحسين ، التى تغنى فى صحبة فرقتها الموسيقية ( أربعة من النساء ومجموعة من العازفين على الآلات الموسيقي العربية التقليدية فى فرقة ” أولاد اغيدا ” )
هذا النوع الغنائى الموسيقى الذى يطلق عليه فى المغرب ” العيطة ” الذى تؤديه ” الشيرات ” ” CHIRATES ” وهن المغنيات اللواتى اشتهرن بهذا الاسم ، مثل شعراء التروبادور الجوالين ، يتجولن عبر المغرب ، من مدينة إلى مدينة ، ومن احتفال إلى احتفال . تغنى فاطمة داخل الخيمة الكبيرة فى صحبة نساء فرقتها وتقول للجمهور ” ها نحن قد عدنا إليك مرة أخرى يا جمهورنا الحبيب ” جذور ” العيطة ” التى هى أقرب ما تكون شبها بيكائيات الشجن العميق تمتد فى أرض المغرب على شاطئ المحيط الأطلنطى ، التى أنجبت فرسانا دافعوا عن العروبة منهم مولاى عبدالله .
فاطمة بنت الحسين هى من أشهر مطربات ” العيطة ” فى المغرب ، ” العيطة ” صرخة تحولت إلى غناء ثم صار ذلك الغناء نداء … نداء إلى الذاكرة وشهادة على الألم وأمل فى أن تكون الأيام القادمة ، حبلى باشراقات الفرح الحقيقى فى غد مزدهر . وتغنى فاطمة تحت الخيمة ، فى الوقت الذى تنسحب فيه الكاميرا إلى الخارج لتصور لنا هذه الخيام المنصوبة على شاطئ البحر والتى تمتد بعرض الآفق ، ونرى انعكاساتها على صفحة المياه ، تغنى فاطمة للفرسان : ” آتونا بالبندقية والبارود فها هم الفرسان الذين نتفاخر بهم قد وصلوا … وها هو الجواد الأصيل يخرج من قلب المياه ، صدى العيد دعانى ، وها هى الخيام فى الخارج قد ارتفعت ، أرنا أن كنت صياداً ، يا أبناء الدواخلة أنتم ابطالى ، هذه هى لحظة الاختبار الحاسمة ايها الفرسان ” وننتقل عبر مشاهد الفيلم من مناظر طقوس صب الشاى فى الكؤوس ، إلى ايقاعات ومناظر ذلك العيد – الاحتفالى فى الخارج . تحت الخيمة الكبيرة يرقص الفرسان بالبنادق ، فيما تتصاعد حدة ذلك الدق فجأة ، وتشرع النساء فى الرقص العنيف .
لا تقف الكاميرا فى هذا الفيلم الذى يحتشد بحركة ثابتة ، فى إطار اللقطة الواحدة ، وتترك للمتحدث الكلام . مثل هؤلاء الفرسان تركب عزة جنينى كاميرتها وتنطلق فى رحاب ذلك السهل الممتد إلى البحر ، لتفتح لنا مع ذلك الغناء الشجى الذى يتسلل إلى أعماق نفوسنا وتهتز له مشاعرنا ، نافذة على الحياة والبحر والناس .. تتجول فى الساحة مع فرسان العوينات وخيل الجعيدات وأولاد فريج وسيدى قاسم.
وفى لقطة من فيلم ” العيطة ” توجه المخرجة سؤالا إلى فاطمة بنت الحسين عن نوعية الجمهور الذى تغنى له مع فرقتها فتقول فاطمة ” فن العيطة يقبل عليه الجميع . أنه فن شعبى بالدرجة الأولى ، وبعض عشاقه من الرجال هجروا كل شئ ، من أجل الفوز بقلب هذه المغنية أو تلك ، وراحوا يتتبعونها فى كل مكان ” سارت فاطمة إلى هذا المكان منذ أكثر من 18 عاما ، وأخذت من تراث هذا النوع الغنائى المميز الذى صار كلاسيكيا . ومنذ ذلك الوقت وهى تدور فى انحاء المغرب ومدنه مع فرقتها التى اشتهرت بأعمالها القديمة ومنها ” رجانا فى العالى ” التى تقول كلماتها ” حبيبى هجرنى ولا أحد يشفق على . أوصدت الأبواب فى وجهى ولا أعرف للخلاص طريقا . رجاناً فى العالى “
وفى لقطة من الفيلم تجتمع عزة بالمغنيات المنشدات فى غرفتهن بالفندق وتغنى أحداهن دوراً من أدوار ” العيطة ” ويهبط المساء على المدينة المتألقة ، وتمر عزة جنينى بكاميرتها فى لقطة بانورامية على هذه البيوتات البيضاء الصغيرة المتلاصقة بجوار البحر وكأنها تمسح بمنديل من حرير دموع الأسى التى لما تزل عالقة بالنوافذ ، ثم تتوقف عند مشهد جليل نرى فيه فاطمة بنت الحسين أشهر مغنيات ” العيطة ” فى المغرب ساجدة على الشاطئ الرملى ، تصلى الفجر ، وينتهى هذا الفيلم المشغول بالحنان بلقطة لقرص الشمس البرتقالى يصعد من البحر ، ونستمع إلى تغريد الطيور قادماً من مكان بعيد ممزوجا بأغنية تغنيها الجوقة تقول ” يا مغرب .. يا بلدى الجميل ” هذا الفيلم تحضر فيه شخصية فاطمة بنت الحسين بشكل مؤثر عبر صوتها العذب الذى يهدهدنا ، وشخصيتها القوية ، كقائدة للفرقة ، وحاملة وحافظة لهذا التراث الغنائى المغربى الأصيل فى الفيلم الثانى ” مديح” ننتقل إلى اطلال مدينة رومانية فولوبوليس فى قلب المغرب وفى مواجهتها – بالقرب من مكناس – تقع مدينة مولاى أدريس الأول ” الذى أسس أول مملكة إسلامية فى المغرب . فى موسمه والاحتفال بذاكراه تتحول هذه المدينة الصغيرة الواقعة على جبل زرحون إلى ” بحر ” من الناس
ولمدة ثمانية أيام يعقد ذلك الاحتفال العظيم لمولاى ادريس الأول الذى يستقطب إليه الجمهور من انحاء المملكة من مكناس والرباط و ” الحمدوشية ” و ” العلمية ” وغيرها ، فإذا بهم يأتون إلى هذا المكان بهداياهم وعطاياهم وجماعات للانشاد الدينى فى مدح الرسول الكريم ، وتعقد هذه وتلك حلقاتها فى الساحة الكبرى وداخل المساجد ، وتجرى أسماء الله الحسنى على كل لسان ، وتتدفق شلالا من القلوب العامرة بالإيمان . نستمع فى لقطة من الفيلم إلى شيخ عجوز يشرح لنا ما هو الذكر ، الصلاة ذكر ، والحج ذكر فالذكر على وجه العموم فهو ترديد اسم من أسماء الله الحسنى ويعتبر من أهم الشعائر التى تؤدى فى المواسم والموالد .نشاهد فى لقطة من الفيلم شيخا عجوزا يقفز عالياً مثل شاب فى مقتبل العمر .
وتنطلق المواكب فى ساحات المدينة وهى تحمل اعلامها وشاراتها وطبولها ودفوفها وتصدح الموسيقى فى كل مكان ، ويشترك الجمهور فى الرقص ، وتشتعل المدينة بفرح عميق فتصبح وأهلها جسدا واحدا وروحا متشوقة إلى عناق السماء ، الأطفال يرقصون وهم يشاهدون هذا الموكب الاحتفالى العظيم ، من فوق أسطح البيوت وفجأة تسلط الكاميرا على طفل صغير فى السابعة من عمره اختفى فى الظلام فى زاوية أحد الأبواب . الكاميرا تكاد تلتحم بالأجساد فى لقطات مكبرة .
فى أول لقطة فى الفيلم الثالث وهو بعنوان ” عيدان وملذات ” ” DES LUTHS ET DELICES ” نرى مؤذن مدينة تطوان يؤذن للصلاة من فوق قمة المدينة التى عرفت باسم ” بنت غرناطة ” ثم نعرج على عدة أماكن فى المدينة ، قبل أن ندلف إلى ساحة هذا البهو فى قصر من قصورها . لكى نلتقى الأستاذ الموسيقار عبد الصادق شقارة – من مواليد تطوان عام 1931 – رئيس فرقة اوركسترا الموسيقار عبد الصادق شقرا بأن يكون أحد حفظة هذا التراث الموسيقى العظيم فحسب ، بل أنه علاوة على ذلك ، يطور فيه ، عن طريق تطعيمه بالحان النوع الموسيقى الشعبى المغربى ، وايقاعات الفلامنكو . والحقيقة التى يؤكد عليها هذا الفيلم هى أن المزاج العربى للسماع الموسيقى لا يختلف كثيراً من بلد عربى إلى آخر ، إلا بقدر اختلاف اللهجات الموسيقية ، التى تتباين بطبيعة الحال وتختلف باختلاف الحديث، على الرغم من أنها أيضا نابعة من أصل واحد . أن ” الوصلة ” الغنائية المصرية التى ازدهرت حتى أوائل الثلاثينات من هذا القرن ، تتكون من عزف جماعى لمجموعة الآلات الموسيقية ، ثم تقاسيم على الآلات العربية التقليدية ، العود والقانون والناى ) ثم غناء الليالى والموال ، وأحيانا غناء أحد الموشحات ، ثم تختم ” الوصلة ” بالدور الغنائى المصرى مع مراعاة أن جميع أجزاء الوصلة يجب أن تكون من مقام موسيقى واحد .
نفس هذا التقليد الأدائى يراعى أيضا فى ” النوبة ” الاندلسية التى تحمل الملامح الموروثة من حضارة العرب فى الأندلس ، والتى استقرت فى منطقة المغرب العربى فى تونس والمغرب والجزائر . وبرغم وجود اختلاف أيضا فى مكونات ” النوبة ” فى هذه البلاد فإنه غالباً ما تتكون النوبة الأندلسية – كما يقول مغنى الفرقة فى تطوان – من خمس إلى تسع أجزاء منها ” الاستفتاح” ( موسيقى تشبه التقاسيم وغير مقيدة بإيقاع ) ” والمصدر ” ( مقدمة موسيقية ) و ” الأبيات ” و ” البطايحى ” و ( يشبه الموشح ) و ” التوشية ” و ( هى قطعة موسيقية تعزفها الآلات ) و ” البراول ” و ( هى عدد من التواشيح لا يقل عن اثنين ) و ” الدرج ” و ” الانصراف ” (سلسلة الحان تؤدى بسرعة ورشاقة وحمسا ) و ” الملخص ” أو ” الختم ” و ( هو غناء سريع تختم به ” النوبة ” الاندلسية ) .
ويلاحظ أن هذه الأجزاء المكونة للنوبة الأندلسية تختلف قليلاً فى تونس عنها فى الجزائر أو المغرب ، إلا أن المقامات العربية تكاد تكون واحدة فى جميع الدول العربية ، والاختلاف يحدث فى الأسماء فقط ، فمثلاً كلمة ” مقام ” فى مصر ترادف تماما كلمة ” طبع ” فى تونس . الموسيقى الأندلسية كما يقول مغنى الفرقة لم تتغير قط لان نوباتها محصورة من الناحية الأندلسية فى 24 نوبة لم يتبق منها سوى 11 نوبة واندثرت البقية ، وقد ادخل المغاربة على هذه النوبات نوبات ذكر منها على سبيل المثال ” نوبة ” استهلال وهذا التراث كما يقول مغنى الفرقة ” تراث أصيل يشتمل على أنغام ونبرات موسيقية تهز النفوس .
هذا التراث الأصيل صنعه الرجال والنساء لأنه كان يرفه عنهم ” . تتجول الكاميرا هنا داخل القاعة حيث تعزف الفرقة التطوانية وتقوم الفتيات لكى يرقصن ، وتقطع الكاميرا على مشاهد الحفلات والزواج ، ثم تعود بنا إلى القاعة ونستمع إلى صوت الأستاذ عبد الصادق شقارة يغنى : ” سألتنى ما بال دمعك أسودا ، ووجهك مصفر وأنت نحيل ، فقلت لها أن الدموع تجففت وهذا سواد المقلتين يسيل ” . أجل الحبيب مضى ورحل وها هم الآن يسألون عن اخباره ” اود أن امنحه روحى العزيزة هدية . اعطنى ميعاد . حبيبى اعطنى ميعاد ” هكذا يطلب عبد الصادق شقارة وهو يعزف على كمانه فى آخر لقطة من فيلم ” المغرب اجساد وأرواح ” .
صلاح هاشم
صلاح هاشم ناقد ومخرج مصري مقيم في باريس.فرنسا.مؤسس ورئيس تحرير موقع ( سينما إيزيس ) في باريس عام 2005