تقديم لكتاب ” 35 سنة سينما.شخصيات ومذاهب سينمائية ” لصلاح هاشم بقلم فكري عيّاد
استهلال
عن فكري عيّاد ومقدمته وغادة في بلاد الدون كيشوت
تعرفت على الفنان المصري الكبير الأستاذ فكري عيّاد حين عملت لفترة – أكثر من 5 سنوات -في دار الصحافة العربية في لندن، تنقلت فيها في عدة مناصب في العديد من مطبوعات الدار – قادما اليها من باريس – من عند ” مجلة الشرق الأوسط ” ،وهي المجلة التي كانت تصدر في الويك إند مع جريدة الشرق الأوسط اليومية في فترة الثمانينيات، وكانت مدام فوزية سلامة تترأس تحريرها آنذاك، مرورا بمجلة ” الرجل ” ثم مجلة ” سيدتي ” وحتى مجلة ” المجلة “.
وكنت عملت مشرفا في كل الدوريات المذكورة على كل الصفحات الثقافية والفنية ،وأنا أكتب بسبب تعدد اهتماماتي في السينما و الفوتوغرافيا و الهجرة والفنون الجميلة وأدب الرحلات، وهكذا تعرفت حين حضرت الى لندن من باريس خلال الفترة المذكورةعلى العديد من الأصدقاء من الكتاب والفنانين ومن ضمنهم الفنان فكري عيّاد المدير الفني لمجلة ” سيدتي”، وكان من أكثر المعجبين بكتاباتي، ويقرأ لي منذ زمن في المجلات المهاجرة الى باريس، مثل مجلة ” الوطن العربي ” ومجلة ” كل العرب ” ويتابع ما أكتب – مثل كثيرين لا أعرفهم على مايبدو – بشغف ونهم.
الفنان الكبير فكري عيّاد
وكنت خلال الفترة التي قضيتها مشرفا عبى الصفحات الثقافية والفنية في مجلة ” سيدتي ” واتراسل مع أكثر من 20 مندوبا للمجلة أو مطبوعات المؤسسة عموما في العديد من الدول العربية،كنت أسهر في المجلة مع فكري ونحن نتحدث عن مصر بلدنا، وباريس ،والسينما ،والثورة، وحلم التغيير ونيكوس كازانتزاكيس، والحب ، والصعلكة المنتجة، وغادة في بلاد الدون كيشوت، ومدينته التي عشقتها الأسكندرية، و كنت وأنا أشاهد الصفحات الثقافية والفنية التي يقوم بتوضيبها ونحن نتحدث،تولد أمامي، وتخرج في أبهة حلة، وهي تحمل بصمته الفنية المميزة، وعمق تفكيره ولم أكن قرأت بعد شيئا بقلم الفنان المصري الكبير .
صلاح هاشم
ولذا كانت دهشتي كبيرة، حين بدأ فكري عيّاد يكتب عن انطباعاته وتأملاته في لوحات الفنان المصري الكبير عصمت داوستاشي التي اعجبت بها كثيرا ،وسارعت الى نشرها في موقع سينما إيزيس، للتعرف على الوجه الآخر للفنان المبدع الكاتب الشاعر الفيلسوف المتأمل الذي يعيش في كنف المدير الفني. ويسعدني بهذه المناسبة أن أضم التعليق المرفق الذي كتبه فكري عياد بمناسبة الإعلان عن صدور كتاب جديد لي في السينما بغنوان ” شخصيات ومذاهب سينمائية”في حسابي على الفيس بوك
أن أضمه كمقدمة الى كتابي، لأني وجدته مرآة لروح العمل ،كما كتبته، وشاعرية وطبيعة ” الخطاب الصوفي ” في السينما ،كما تمثلته وهضمته،مثل كل المشائين الكبار : فيض من حب في رسالة.
كتب فكري عيّاد في رسالته أو تعليقه أو مقدمته على خبر صدور كتاب وهو يتأمل معجبا بغلافه يقول :
” ..
صورة جمالية معبرة رائعة.
إختيار غلاف ينعش ويطرب ويسري ويتسلل للعيون المشدودة، تتشوق إلي ما هو في قلب صفحات الكتاب.
دعنا نرتشف معك حلاوة الايام والسنين ، ومتعة التذوق مع رحلة رحبة في” قاعة خاصة” مع فكر وثقافة ومعرفة وقلم متواصل بدون كلل أو توقف يرصد خطوات شريط ممتد طوال مسيرة حاشدة في كشف وتفسير وتقييم سينما الحياة.
قلم مميز وبارع في إختراق الخصوصيه والأجواء ،خلف أسوار المشاهد يقرؤها بمفهوم رؤيته، يداعب ويناقش ويتحاور ويختلف مع فكر المخرج والكتاب والمشخصين.
يدعونا الي مائدة مستديرة نلتف حوله وحولها. تستغرق كل حواسنا فى لهفة ممتعة نتابع فنون النقد الادبي.
يختلس بنظرات ثاقبة ويقف خلف الكاميرا يتابع سير المشاهد ويبقى بجوار المخرج يطل ويطالع ويتعمق ويسأل عن الخلفية المعرفية.
هواه إطلالة مثل عيون كاميرا، ومشاهد يختزنها في رؤيته ويعيدها نبض عبارات وكلمات معبرة تقيم ما شاهده.
أنه ناقد سينمائي عاشق لأسرار الابداع الفني.
يضع ويسجل بمنهج قلم متخصص، عصارة سنوات العمر تحتضنها الصفحات في كتاب ومجلد، يصاحبنا في هدوء رحلة الطواف حول عرش السينما عاش وتعايش عمره في هواها وسكنت روحه وقلمه في سكناتها .
يدفعنا في جولته فهم وتعلم لغة جديدة مع تناسق الأحداث في مرٱة التصوير،يتقمص تقمص وأداء الممثلين،يعيد عمق الحوار، يراقب زوايا الكادرات، دلالات الإضاءة، دور المؤثرات الصوتية في الالهام والتعببر.
أنه يخاطب حواسنا قبل عيوننا. ويدعونا لنفكر معه.
سر التطور في كل المجالات الفنية والثقافية قدرة الناقد علي مكاشفة الأعمال وإعادة رؤيتها .
يثري المشاهدين لها بمفهوم جديد .
لا يقمع او يهاجم أو يختلف ولا يهادن،بل يمد للعيون طاقة الفهم للانفعالات والأحاسيس والمنظور الادبي والدلالات في الحوارات والقضايا والتوجهات.
التى تمت تجسيدها وحشدها ،في سيناريوهات مثيرة للجدل ماذا يدور في خاطر المؤلف والمخرج وعمالقة الفنانين العالميين الذين سجلوا حضورهم في وجداننا .
دعنا نقلب الصفحات الآن على مائدة الناقد السينمائي الدولي “صلاح هاشم”. ونتابع ذاكرة “فلاش” الماضي الجميل ونعيد مشاهده مسلسل النقد في رحلة عمر ذابت أيامه في البحث عن الابداع في سينما “ايزيس” مرآة الرؤية وأبعاد الشخصيات والمذاهب واختلاف المدارس والأهداف.
فكري عياد . لندن