حال السينما المصرية في ” غرزة “. بقلم صلاح هاشم في ” نزهة الناقد . تأملات في سينما وعصر ” ..

زمان كانت السينما المصرية تصور البلطجية والحرامية والشمامين ،فنعجب بشخصياتها مثل شخصية المعلم الجزار في فيلم ” العزيمة لكمال سليم، ولاننسى الشخصية، التي لعبها عبد الفتاح القصري، حين جسد شخصية الحرامي البلطجي في فيلم بديع لنجيب الريحاني” سي عمر ” – على ما أعتقد- ويظهر الترماي في الفيلم في لقطة، ونجيب الريحاني يتعلم النشل ، ونتذكر دوما النهاية الرائعة ،التي ينتهي بها الفيلم ..
كنا وقتها نشهق من جمال السينما المصرية، وفنها وخفة دمها ،ونقول، الله ما أظرفك وابدعك.
الان صارت السينما المصرية لاتقذفنا، وفي كل وقت، إلا بشخصيات البلطجية والشمامين والحشاشين ، والقتلة الماجورين في أفلامها ومسلسلاتها ، وصاروا هم الآن ،طبقات المجتمع المصري كله!.
صارت كل “النماذج السلبية “،هي التي تحتل صدارة المشهد، على الشاشات، وتسترعي الانظار عند المنتجين الجدد، وشركات الانتاج السينمائي المصرية والسعودية والخليجية ، التي لايهمها بالطبع إلا مصلحتنا.
غابت ” الرقة ” عن أفلامنا ، و ” أيامنا الحلوة “. صارت في أيامنا السوداء هذه، صخبا ودما وضجيجا وعنفا ومطاردات وضرب نار، و اصبحنا فيها جميعا وأمسينا مجرمين وبلطجية، ومنافقين وسفلة، في أفلامهم ومسلسلاتهم الزبالة.
يقينا ليس هذا مجتمعنا المصري، بل مجتمع ، و ” مجتمعات ” البلطجية ، من التجار الحقراء، وامثالهم من المنتجين والممثلين الحثالة ، الذين حولوا مصر الى “غرزة ” ، في ظل الظروف التي عاشتها، خلال فترة الثلاثين سنة الماضية من حكم مبارك، وصنعوا – هكذا كان وفي جميع الوزرارات – صنعوا من أفراد حاشيهم ، وخدامهم ياحسرة، أبطالا وبطلات..
الصورة المرفقة لقطة من الفيلم المصري البديع ” شباب إمرأة ” لصلاح أبوسيف وبطولة تحية كاريوكا وشكري سرحان، والممثل الجبار عبد الوارث عسر ، و الأخيرهو عندي بقامة الممثل الفرنسي ميشيل سيمون العبقري ،بطل فيلم ” بودو ينقذ من الغرق ” لجان رينوار.
صلاح هاشم