حسن حداد يحدق في أحلامه .سبعة عشر عاما على إطلاق موقع ” سينماتيك “. بقلم صلاح هاشم
يحتفل موقع ” سينما إيزيس ” مع الأوساط السينمائية العربية بمرور 17 عاما على تاسيس أحد أهم المواقع السينمائية العربية على شبكة الانترنت،إن لم يكن- من حيث الخدمات الهائلة التي يقدمها للقاريء – أهمها على الإطلاق، وأعني به موقع ” سينماتيك “، الذي تأسس في يناير 2004 ، على يد الناقد البحريني الكبير حسن حداد.
الذي كتب، تذكيرا بهذه المناسبة كلمة بعنوان” 17 عاما على إطلاق ” سينماتيك ” يحكي فيها قصة الموقع والمسيرة السينمائية الكبيرة لصاحبه، ويقول فيها :
” ..في البدء.. كان موقع سينماتيك مشروعاً خاصاً، يتضمن كل ما كتبته في السينما.. ومن ثم بدأ يكبر ويكبر.. ليضم متابعة متواصلة لما يكتب عن السينما ومتوفر على الإنترنت. والآن أصبح يضم أرشيفاً ضخماً من المقالات والمتابعات والملفات عن أبرز الفعاليات والمهرجانات السينمائية في العالم.
وبالرغم من أن العمل في “سينماتك” لم يكن سهلاً، فأنا بدأت – ومازلت – أعمل لوحدي، أصمم وأنفذ وأنشر، وأبحث في الفضاء الإلكتروني عن المواد السينمائية لوحدي، إلا أن كل هذا كان ممزوجاً بالرغبة في توصيل كل هذا لزوار الموقع، تلك الرغبة الجامحة في عمل شيء استثنائي، غير متوفر على الإنترنت.. كما أن فرصة توفير الدعم من الخارج لم تكن متاحة، خصوصاً بأنني لا أفهم في علاقات المنفعة التي تسيطر على الوسط الثقافي بأكمله.
كانت ردود الفعل عن هذا المشروع الشخصي ملفتة حقاً.. وتفاعل زوار الموقع وأصدقائه مفرحاً ومشجعاً على الاستمرار.. وعلى رغم فرحتي بهذا التجاوب، إلا أنني لم أهتم كثيراً بعداد زوار الموقع.. باعتبار أن متابعي السينما على الإنترنت في الدول العربية بالذات، ليس هو المقياس الذي سيجعلني أستمر في “سينماتك”.. وإنما شغفي وحبي لهذا الفن ومشروعي الخاص، هو الدافع الذي يجعلني في حالة من الحماس والتجلي.
أحدق في أحلامي الصغيرة، متأبطا صداقاتكم الكونية.. مدججاً بالإدمان الجميل بـ”سينماتك”.. بوصفها تأويل آخر للحياة، وبالحب قنديلاً للحياة..!!
وأنتم.. يا الله.. لقد هيأتم لي عبر النقر على فأرتكم مكاناً يشبه الجنة.. أهيم فيه ممسكاً بأحلامي الطرية من دون حدود.. فخوراً بردود الفعل الإيجابية التي تصلني منكم من وقت لآخر.. وأقف مذهولاً أمام كلماتكم المشجعة، والتي تجعل من العوائق مواضيع للتحدي.. أقفز بها نحو الصعب والمجهول.. وتأجج لدي طاقة الحب والعمل.. ولعلها تزيد من قدراتي على التطوير والاستمرار..!!
ها أنا أواصل نصب الشراك.. ودخان السيجارة يعج في المكان.. فأحرك الهواء بيدي كي تتضح صورة الشاشة أمامي ثم اشرع في نصب شرك آخر.. مفتون بتلك المتعة حد الإدمان، اكتشفت فيما بعد إنني مصاب بالسينما وإنني الآن جزء من غوايتها وما تلك الشراك إلا شراك السينما
لا أجد حتى الكلمات التي يمكنها التعبير عن هكذا شعور فأستجير بالرقص.. بالتصوف، بل أعيش كناسك منقطع لـ سينماتك، عن كل شيء.. المهم أن تكون متألقة دوماً.. المهم مواصلة العمل.. ” ..
وهنا ينتهي كلام حسن حداد، الذي كتبت كلمة منذ عامين تحية تقدير وتقييم لموقغه الضروري، بمناسبة الاحتفال بمرور 15 سنة على ميلاده ، بعنوان :
تحية لسينماتك حسن حداد الضروري الذي نور ثقافة السينما في حياتنا
وأقول فيها :
” ..لايسعني بمناسبة الاحتفال بمرور 15 عاما على تأسيس موقع سينماتك حسن حداد “الضروري”، كما أحب أن أسميه، إلا أن أسجل هنا عدة ملاحظات :
أن الموقع لعب دورا كبيرا وحاسما ،في عمليات “التوثيق” الواعي لثقافة السينما في بلادنا، وهو الدور المنوط بنقاد السينما، من نوع هذا الدرويش النادر المتصوف، والانسان الجميل أولا، الناقد البحريني حسن حداد، الذي خطفته جنية السينما الجميلة ، التي استحوذت ومنذ زمن طويل على.. أرواحنا..
وحيث أن هذا الدور، يقينا، من خلال التوثيق لتاريخنا وذاكرتنا، لن تستطيع، ولن يكون بوسع مؤسسات السينما الرسمية البيروقراطية المتخلفة في بلادنا، أن تقوم به، بعد ان ثبت أن الهم الوحيد المشغولة به تلك مؤسسات، هو نهب السينما، وجعلها وسيلة للكسب والتجارة ،و الشطارة والفهلوة، في زمن التردي العام، والفساد الاداري الفاضح..
حتى يمكن الآن القول، بأن صناعة السينما المصرية والعربية، صنعت خلال العشر سنوات الأخيرة “طبقة” جديدة من التجار الشطار الجدد، من مخرجين ورجال أعمال ومقاولين وممثلين وكتاب سيناريو، بمفاهيم ومواصفات جديدة، لماهية السينما، مواصفات، هي أبعد ماتكون، عن ربط السينما بمشاكل شعب، وهموم عصر، وبلد..
وهناك ثانيا وثالثا بالطبع ،بمناسبة الاحتفال البهيج، بعد أن أصبح سينماتيك حسن حداد الحاسم “ضرورة” في حياتنا الثقافية العربية، من ذلك انفتاح الموقع على سينمات العالم، من خلال المتابعات التي يقدمها، للمهرجانات السينمائية العالمية، التي تحكي من خلال أفلامها ،عن تناقضات مجتمعاتنا الانسانية، وتربط السينما ،بهموم الناس و العالم، وهي تطرح تساؤلات الوجود الكبرى، وتنشغل بحلم “هند” أخرى، أكثر حبا وعدالة وتسامحا،خلف التلال..
شكرا لحسن حداد على أرشيفه الضروري، وحلمه الكبير، حلم السينما العظيم، “حضارة السلوك الكبري” كما أحب أن أسميها..
**
موقع سينماتيك في سطور
تصميم وتنفيذ وإشراف وتحرير
حسن حداد
في محاولة متواضعة لخدمة الزائر والمهتم بالسينما
حجم الموقع عند إطلاقه في يناير 2004
544 MB
وكان يحتوي على
22,572 Files + 1,686 Folders
(600 Web Pages) + (9,485 Photos)
وبعد سبعة عشر عاماًً (ديسمبر 2020)
أصبح حجمه
7.360 GB
ويحتوي على
235,386 Files & 23,842 Folders
صلاح هاشم