ذكريات على أرجوحة النسيان بقلم فكري عيّاد
ذكريات راحلة على ارجوحة النسيان. إلتحفت بثياب من أوراق غيوم العتمة. وما عادت أورقِها تُجدي. وجهك مازال ياروح الأمل يمرح في قلبي. وآهاتك نبضات رنينها نغمات، تتواصل مع دقات نبضِي. أنا وأنتِ، إمتزجت روحِنا معا، نسمات سائلة في زوارقُ الأحلام، أبحرنا ونعِسنا في قالب العمرِ. والقمر طامعاً في الود، طلَّ علينا في بدر كماله على وجهك. كيف حالك عساكِ تتذكري ليلة الأمسِ..؟
كُنْتِ شَارِدَة في لَهْو ومَجَانَة تمسين أُفق السماء. تداعبين في مُزَاح نتفات السحاب. تسبحين على أجنحة الضياء، وقطرات الندى تغسل جَسدِك. لماذا ضمر غُصنك ،وتَوَارَى صوتك..؟ ولم يعد لكِ إحساس أو همسِ. مَضَتْ هُتْكَة من عمري، ومَضيْت وحيداً في سُدًى اللَّيالي المُظْلِمَة، أبحث عنكِ في دواخل نفسي. لا أعرف كيف تواريتِ، والي أين أقدامي تمضي..؟
تسللت خلف ستار صمتك. أفتش عنكِ، أو بريق من سطور أوراقِك. أو وميضٌ من ظلِك. جحور النكران، وجحود ونسيان، أخذتني عنكِ. عيون متحجرة وعبارات متكررة، لا تشفي ولا تُجدي. كيف كتمتِ شوق ماضِينا في أوصالِك. ؟ ومزقتِ رسمي في جدران فكرك. ياروح وخلايا وجودي… وشذرات أنفاسي. شئْتِ أو تنكرتِ. أو غفوت ولا تَدْرِي. همسات شفاهِكِ، مازال رحيقها يداعب وجداني . تغريداتها إرتوت من بلسم قلبكِ. عشت معك على قارب عمري. نبحر معًا على أمواج أطراحي وفرحِي. وضفاف ذكرياتِِك مُزَينَة بورود معطرة، من زهوة أحلامي . قُومِي وتسلقِي ومزقِي جدران الخوف من حولك ، وسياج أَشْجانٌ تسلقت حول عودِك وعنقي.. مازال يموج في مرآة عينيك لهو أيام صِبانا. وعبث أُولَى خُطانا ، وشغف وصَبْوَة حُبنا ، وعِشْق وغَرَام لقائِنا. مَازَالَت همسات ولمسات خُطاي، في أحضانِك باقية رَاسِيَة. تهربِتي، وتغربتي ، وتغيرتِي وتحيرتي..! وتسأليني كم سَال أو تبقى من عقيقِ العمر في مسبحتي..؟ هناك ياروح الأملِ، آنَّات خافتة من دقات القلبِ.
كم حملتك في أضلعي. وتحملتك وتغاضيت عن شجونِك وأوجاعِك. وكتمت في مسيرتي، لوعتي وأبتسامتي وهمِي..! لا تبتعدي وتَنَحَّي عَنْي، أضيئي الأمل في مقلتا عيني. مازلت اهواكِ، يا رُؤَى السنين ورحلة عمري. ياذكرياتي وقيثارة أيامي الماضية، ورنين العمر في صدري. أُحَاورِكِ من شغفِي. هل تسمعين حفيف صوتي..؟
أنا في الطريق ماضِيًا، بلا متاع أو همِّ. أقدام زماننا عَابِرَة نحو الغروب، ولا تعود تَضْوِي . كيف أحمل بقاياكِ معي..؟ إِنْتَهَت مسيرة شموع تَلألأت في ضِيَائكِ. سَطَعَت وتَوَهَّجَت ذات يومِ؟ ياذكرياتي ، الذائِبة في حدقة عيني. هل ترحلين معي…!؟ أم أتركك ساكِنَة كامِنَة راقِدة، في غرفة باطني. تذرفِي دموعكِ في وادي النسيان وتمضي. مثل وميض السراب، في روح السكون. تتسربي في صمت إلى مرقَدِك. تتناثر أوراقك وتتعرى أغصانِك يومآ بعد يوم. أطل عليكي لأتأملك في مرآة داخلي. وأودع ذكرياتِك النائِمة في أوراق الصمتِ.
فكري عياد
فكري عياد كاتب وفنان تشكيلي مصري مقيم في لندن.المملكة المتحدة