رسالة الى المخرج الكبير محمد فاضل في عيد ميلاده بقلم صلاح هاشم
أهلا أستاذنا الفاضل المخرج الكبير محمد فاضل. كل عام وأنت بخير بمناسبة عيد ميلادك ،وإسمح لي وأنا استرجع ذكرياتنا الجميلة في مدينة ” نانت ” الفرنسية حين حضرت لعرض فيلمك ( حب في الزنزانة ) بطولة عادل إمام وسعاد حسني ،في مهرجان القارات الثلاث ( افريقيا.آسيا.أمريكا اللاتينية) وتشرفت اثناء حضوري المهرجان بإدارة المؤتمر الصحفي معك.إسمح لي بأن أقول لك ، بأن الاعلام الرسمي الهابط في بلادنا، لن ينجح ابدا، في أن يجعلنا نعتقد، بأن الناس في مصر، تافهة، وعبيطة، وهبلة،وغير ذكية، وتصدق كل ماينشر أو يبث على شاشاته الرسمية ،من برامج ومساسلات ، بائسة ومنحطة، وأوهام، تروج للعنف، وتزوير التاريخ، وتبعث على السخرية، والهزل والضحك، وانعدام الضمير..
وحين تجعل السلطة إنصاف المثقفين التافهين، من حملة شهادات الدكتوراه المزورة ،والمسروقة، أو المنقولة من دون الإشارة الى أصحابها- سرقة عيني عينك في عصور الدجل والنشر الخاص والتعليم الخاص والدروس الخصوصية والفهلوة- وعديمي المواهب والخبرات، يتصدرون المشهد الاعلامي الرسمي وعوالم النشر وإتخاذ القرار وتشكيل الرأي العام في بلادنا في مناخات ” الغيبوبة ” الفكرية الكبرى، وهيمنة الاستبداد وإخراس الألسنة ،واعتقال حريات التعبير والرأي، وتعليق الجدل والحوار العقلاني.وحتى تزول الغمة، ويظهر ذلك الاعلام، الذي يحترم عقول الناس، وتراثها الأدبي والفكري والفني العريق، الاعلام الذي لايهين كرامتها، حين يخاطبها أويصنع لها ثقافتها من فوق، ويتعامل معها، مثل الصغار، الذين يحتاجون الى جليسة أطفال أو مرضعة.
وكل سنة وأنت طيب
ياكبير
صلاح هاشم
كاتب وناقد ومخرج مصري مقيم في باريس .فرنسا.مؤسس موقع ( سينما إيزيس) عام 2005 في باريس، ومهرجان ” جاز وأفلام ” في مصر عام 2015، ورئيس تحرير مجلة ” الفيديو العربي ” التي كانت تصدر في لندن السابق.و ” كنت محكما في مهرجان كان ” .عضو لجنة تحكيم مسابقة ” الكاميرا الذهبية ” في مهرجان ” كان ” السينمائي الدورة 42 لعام 1989