روح الصورة . طفولة ” أصيلة ” بقلم صلاح هاشم
صورة التقطت منذ أكثر من 25 سنة،تضم مجموعة من الأصدقاء من الكتاب والصحافيين والشعراء الأعزاء: طلال طعمة وعيسى مخلوف وسمير خمارو والشاب حاتم البطيوي الواقف اقصى اليسار- ممكن تكون إنعام كجي جي هي التي التقطت الصورة أو شربل داغر أو شاكر نوري- الذين حضروا في موكب ” إعلامي ” كبير،وكل سنة كالعادة مثلي من باريس،لحضور موسم أصيلة الثقافي الكبير،الذي أسسه المصور والمثقف المغربي الكبير محمد بن عيسى، في تلك المدينة الصغيرة التي تقع على حافة المحيط والزمن، وكانت قرية للصيادين في الأصل،وتبعد عن مدينة طنجة بحوالي 25 كيلومترا.وكنت عندما دخلتها أحببتها وعشقتها في التو.
وعندما حضرت الدورة الأربعين من الموسم ، منذ عامين فقط، وكنت أجلس مع زوجتى، في تلك الحديقة التي تتوسط الميدان، وأنا أحدثها عن “مسرح القمرة “في الليل، ونزل ومقهى وسندوتش أحبك، وشلة الصغار من المرشدين، من أبناء القرية، بقيادة حاتم البطيوي ،وكانت تصطحبنا في جولاتنا ونحن نجوب في أنحاء المكان،واتذكر تلك الموسيقى الأندلسية الساحرة، لفرقة عبد الكريم الرايس ،التي كانت تصعد في ليل المدينة، اثناء فترة الموسم ،وتربطنا مع النسائم القادمة من المحيط ، في مسرح القمرة المتوهج بالفرح والرقص، فتربطنا بذلك الحضور الصوفي النوراني، المتصل بجميع العناصر، وكل المخلوقات والموجودات ،تحت شارة ( الحب الكوني) السرمدي، إذا بحاتم البطيوي الصغير، من شلة صغار أصيلة، الذي كبر الآن، وصار صحافيا معروفا ، إذا به بالمصادفة ،يعبر فجأة من أمامي، وأظن أني سمعته يتمتم ،وأنا أحلم بتلك الأصيلة، التي كانت على حافة المحيط والزمن ،قرية الصيادين القديمة الواثقة، التي كانت معرضا تشكيليا مفتوحا على الهواء الطلق ولم تعد، وأحن الى ذكرياتي القديمة الزائلة،سمعت حاتم يتمتم : ” ..صلاح هاشم يتذكر طفولته في أصيلة.. ” ..ثم.مضى حاتم ، كما تمضي الحياة.. مثل حلم.
صلاح هاشم