من هو نيكوس كازانتزاكيس ؟. بقلم صلاح هاشم.
كنت أجلس مع مجموعة الأصدقاء – نقاد وكتاب وفنانين تشكيليين -من الأسكندرية في مقهى ” كافيه دو لابيه ” – مقهى السلام – الذي يقع على الكورنيش، على بعد خطوات من محطة الرمل،وموقف الترماي، ومكتب البريد.وكنت أستطيع من المقعد الذي جلست عليه ، أن أرى من نافذة المقهي، بحر الثغر الجميل، الذي يمتد دوما في مخيلتي، ليلامس على الطرف الآخر، بلاد االيونان ،ويتواصل أيضا مع بحرها.عندما سألني فجأة صديقي الشاب ،من الأسكندرية، الذي إنضم منذ قليل الى حلقتنا، حيث جلسنا في الدور الثاني او العلوي من المقهي، و كان قبلها ،أعتذر بالطبع ،عن حضوره متأخرا للمشاركة في “الجلسة”.
لقطة من فيلم ” زوربا اليوناني ”
سألني كعادته ببراءة طفل كبير، وعفوية محببة ،وبجدية وإحترام :
– أستاذ صلاح مين هو نيكوس كازانتزاكيس ؟
التفت الي الجميع ،بعد أن تركوا ما في أياديهم، وسكنت الحركة فجأة في المكان.
قلت.. وأنا أنظر الى عمرو:
– نيكوس كازانتزاكيس، هو أشهر كاتب يوناني في القرن العشرين، زي نجيب محفوظ عندنا، وهو مؤلف رواية ” زوربا اليوناني ” ، التي اقتبستها السينما العالمية ،وقدمتها في فيلم بنفس العنوان، اضطلع ببطولته الممثل الأمريكي الكبير والقدير أنطوني كوين، الذي لعب دور البطل “عمر المختار” في فيلم بنفس الإسم للمخرج السوري الكبير العقاد ، هل تتذكر فيلم ” مدافع نافارون ” ؟.حسنا.لقد شارك كوين أيضا في بطولته، كما شارك في فيلم ” باراباس “- بطولة مطلقة – وفيلم ” يحيا زاباتا ” بطولة مارلون براندو ، ومن اخراج المخرج الأمريكي الكبير إيليا كازان، لكني أعتبر ،أن أعظم أدوار أ،طوني كوين على الشاشة ،كان في دور ” زوربا ” اليوناني، المأخوذ عن رواية نيكوس كازانتزاكيس. تمام ؟
أجاب عمرو :
– تمام . طيب.. ليه حضرتك، بتذكر إسمه علطول، في مقالاتك في الفيس بوك ؟
قلت :
” ..لأني أعتبره معلمي وأستاذي، مثل أساتذتي في الجامعة ،الذين تعلمت على يديهم، فقد تعلمت من نيكوس كازانتزاكيس،ابن جزيرة كريت في اليونان، الكثير من دروس الحياة، من كتبه ورواياته، ولذلك تجدني عندما أكتب، أحكي له أيضا في كتاباتي عن حياتي، كما أحكي لصديق مثلك الآن، عن مواقف وتجارب وشخصيات خبرتها وعرفتها، وكان لها ربما أكبر الأثر في حياتي، وأجعل نيكوس كازانتزاكيس هكذا، يشارك في القصة، وكأنه موجود الآن معنا ،في جلستنا بالمقهى، ولذلك تجدني أذكره دائما في مقالاتي. تمام ؟
– تمام . سبب معرفة حضرتك به، الدراسة أيام كلية الآداب ؟
-نعم. تعرفت على نيكوس كازانتزاكيس في فترة الستينيات، وكنت طالبا في كلية الآداب قسم إنجليزي بجامعة القاهرة، وسأروي حكايتي معه في رواية بعنوان ( تقرير الى نيكوس كازانتزاكيس)..تمام ؟
فجأة وجدت عمرو ينهض من مقعده محييا ،وهو يقول وفي عينيه يمرح فرح منير غريب..
– يا الله !!!..إيه الجمال ده!!!
صلاح هاشم