صلاح هاشم يكتب من باريس لجريدة ” القاهرة ” : كنوز الملك توت عنخ آمون بالألوان الطبيعية لأول مرة في فرنسا
بعد إغلاق دور السينما والمسارح والمعارض في فرنسا،خلال فترة “العزل الصحي” الثانية التي تعيشها حاليا – والتي انطلقت يوم 30 اكتوبر وتستمر لمدة إسبوعين- في محاولة لإيقاف حالات الإصابة بوباء الكورونا، التي وصلت الى معدلات غير مسبوقة، وأصبحت تثير الهلع والخوف في البلاد..
شرعت منصات بث الأفلام البديلة ومن ضمنها التليفزيون ” القناة الخامسة”- في محل دور العرض المغلقة – في إخراج مافي جعبتها من أفلام، كانت محجوزة للعرض التجاري،ومن ضمنها فيلم وثائقي بديع ، عرضته القناة الخامسة الفرنسية المذكورة حديثا، بعنوان ” إكتشاف لغز مقبرة توت عنخ آمون “اخراج بول برادشو-انتاج بريطاني- مدة العرض 50 دقيقة..
يعرض- ولأول مرة بالألوان الطبيعية، وليس بالأبيض والأسود – للأسباب الخفية التي جعلت عالم المصريات الانجليزي هوارد كارتر، يحقق “أعظم إكتشاف أثري، ليس فقط في القرن العشرين، بل ولكل العصور” الا وهو إكتشاف مقبرة فرعون الملك توت عنخ آمون ، من الأسرة 18 في وادي الملوك بمصر، عام 1922..
حيث يأخذنا هذا الفيلم الساحر، الذي يحبس الأنفاس، في رحلة مثيرة أولا الى مدينة اكسفورد، حيث يقع “معهد جرفيث” ،الذي يحتفظ بكافة الخطط والوثائق والصوروالمذكرات الشخصيةالتي تركها هوارد كارتر بعد وفاته، ومن خلال مذكراته، يقول لنا الفيلم ،من هو كارتر، وكيف استطاع أن يحقق هذا الاكتشاف الاثري العالمي العظيم، وكيف تغلي على كل العقبات والمصاعب التي واجهته، في ظل الظروف السياسيةالتي عاصرها،ومن ضمنها نهاية الحرب العالمية الأولى،وظهور القومية المصرية، ومصر واقعة تحت الاحتلال البريطاني..
فقد كان هذا الاكتشاف المثير، بتمويل ورعاية من اللورد كارنارفون، كما تقول د. هبة عبد الجواد من جامعة لندن في الفيلم ..كان بمثابة تأكيد على ” الهوية المصرية “، وبما يعني أيضا كما تضيف، على أننا شعب ،لايمكن أن يحكمه الغرباء..