عيون سميّة قصيدة حب بقلم فكري عيّاد
إستهلال
من مطبخ الإبداع و الحسن والجمال في لندن، معمل القلب ،للفنان التشكيلي المصري الراقي فكري عيّاد ، خرجت هذه القصيدة بعنوان ” عيون سميّة” ، بعد أن قرأ صاحبها فقرة بعنوان ” تيقن عندما تكتب” في باب ” نزهة الناقد. تأملات في سينما وعصر ” بموقع ( سينما إيزيس )الذي أسجل فيه خواطر وحكايات، وقصص قصيرة جدا ،وأفكار وتأملات فلسفية ،ورسائل الى نيكوس كازانتزاكيس، وحبيباتي، وقلت فيها: ” .. تيقن أولا عندما تكتب، أن تكتب قصيدة حب “،
سميّة
فقرأها الفنان التشكيلي المصري الكبير والباحث والشاعرفكري عيّاد، وإشتغل عليها في معمل الفلب براحته، لتكون في جمال ” صديقتي الهندية ” سميّة ” التي التقيتها للمرة الأولى في مدينة ” نانت ” الفرنسية، حيث يعقد هناك كل سنة (مهرجان سينما القارات الثلاث إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية ) ومن كثرة ترددي على المهرجان السينمائي الكبير والفريد من نوعه، صار لي أهل وأصدقاء كثرفي المدينة.
صلاح هاشم
…
” عيون سميّة قصيدة حب
تَحَصَّن وتَمَهَل.. قبل أن تنظر إليها. قبل أن تكتب، هل تعرف اللغة الهندوسية.. ؟ كل النجوم تَجمعوا. أقاموا حفلة ناريخية. و إختيار نجمة النجوم السينمائية. “حتحور” ألهة الحب والجمال المصرية. مع جوقة الكُهان وآلاتهم الموسيقية. اختاروها بالتزكية، رئيسة مجلس “النقاد” بالأقدميَة.
إعتذرت “فِريا” آلهةالجمال الاسكندنافية. اصابتها وعكة من وباء نادر، في الفراش حزينة مختفية. ” أفروديت” بعيون عسلية.وقوام إغريقية. آه وآه من النهود العارية.. رَسَمَت البهجة غير مُسْتَحِية. رقصت مع ” زوربا” رقصة الحب السحرية. ” ربَّات الحب”.أنفاسِهُنَّ تنهدات وآهات . وشفايفهُنَّ من بلُّورات وردِيَة. في نعومة وسَلاسَة وبلا كَلِمَات. همِسَت متهورة ومُسْتَقْوية “فينوس” الرومانية.
أنا راعية الخصوبة والربيع والحياةالأبدية. في كل مهرجانات التاريخ ، أنا الأكثر شعبية. تَنَافُس وَسِبَاق في مُسَابَقَة الجمال العالمية. مُنَازَعَة.. مُنَافَسَة.. تحت ضِياء الاضواء المبهرة. صاحت كل الافواه.. في دهشة لا إرادية. حَفِيف ملامس أقدام في حريرية “الساري”. وإكسسوارات ذهبية. عروس حسناء، من “بوليوود”.. في رقصة تقليدية قادِمَة. وقبلات من حُمْرَةِ شفايفها. طَيَرت نسمات وزفرات، للحضورِ هديَّة. دَهْشَة وَخَضَّة من طَلَّة حَسُن وبهاء الكنارية .
“صلاح هاشم ” أخرج “ورقة العمل” في قلبهِ مطوية. وقال بنبرات وتمتمة، تلجلج وتلعثم اللِسَان .. إنها الحسناء الهندوسيّة.! ملكة الجمال الهنديَّة..! صمتت كل الأَفواه من نظرةِ عيونِها. تَهَجُّدٌ الغرام في إغْفَاءٌة. وسَكَنَ على وجهِهَا. وضوء القمر إِضْطَجع في أحضانِها. غَارَتْ كل الملكات من عبقِ أثيرِها. وغادرت وإنسحبت، من المنافسة السنيمائية.. غَضَبْ غَيْظ..او إِسْتِشَاطَة غَريزية. لا تعرف النوايا.. حَفِيظَة غيرة، أم سُخْريَة.
الحضور يسأل في دهشة وعفوية. من أنتِ.. وأين كنتِ..؟ ومن أي نَعِيم أتَيْتِ؟ وكيف عَبَرتِ حاجز القلوب يا صبيّة.؟ الألسنة تَتَساءَل في دَهْشَة وحيرة . ما إسمك وكم عُمْرِك يابُنيٌة.؟
إبتسم “الناقد “.. في تَحَايُل وَمُرَاوَغَة. وأخرج من سترته الخفية، ورقتَهُ العتيقة السريَّة. وقال في زهوٍ وَتَبَاهٍ وإِفْتِخار، وحُسْنِ النِيَّة. إنها “سُميَّة” حفيدة “كالي” المعبودة الهندوسية.!
آه وآه.. ياويلك من سَيْماء، وعيون الصبيَّة. وحْدَها بِذَاتِها، حفلة موسيقيه. من أي قيثارة أنهلتِ وَرنَنْتِ عذوبة جَمَالِك. وَشَاعَ وَإِسْتَطَار في القاعة عِطْرُ بهائِك . أَظْهَرَ وأَعْلَنَ وَفَشَا، سحْرُ جمال عيونِك.
عَرْفَ حروف الغرام، من شَذا نَفْحَات الأنغام. مع بَرَاعة المايسترو بِعَصَا الإلهام . وصُحْبَة الكواكب الموسيقية. أَفْشَى أريج ياسمين نطراتِك. عِشْق وَغَرَام في ظَمَأ العيون . أغْفَت وأَرْخَت رموشِها. هَجَدَت وغَدِقَتِ بأعذب الألحان. قلوب كل الحضور، نقَّادْ وجمهور. مُعَانِقة الهواء في هيام ، بضَّة وصَبَابَة ” الصَبِيَّة” وإرَشَفَتْ الآهات،
بين الصحوة والإِغماء. هَمْمَت وَتحسَّسَت وفَرَكَتِ عُيُونِها. “عشقُ الجمال” لَمْحَة وخَفَقَة وخَلَجَهُ. ونَبْضَة قُشَعْرِيرَة خاطِفة. وحُمَّى رَجْفَة في قلب العشاق وغَشَيان. ورموش نَعِسَتْ في ثملٍ وَتَيَّهانٌ .. آه وآه.. ياويلك من سَيْماء، وإبتسامة عيون “سُمَيَّة” ونعومة قوامِهَا ونظرتِها الشقيَّة. في ربوع “نانت” الفرنسية..!
فكري عياد
فكري عيّاد فنان تشكيلي وباحث مقيم في لندن.المملكة المتحدة