فوزي سليمان الناقد المحب والقدوة بقلم صلاح هاشم

فوزي سليمان كان يا ما كان في حكم ذاكرة الأحياء وتاريخ المكان
فوزي سليمان..الناقد المحب والقدوة، من رواد الثقافة السينمائية في مصر، فكيف يمكن، اتساءل، إن يغيب عنا..تلاميذه واحبابه، بعد أن تعلمنا منه
ان عشق السينما ، هو امتداد لعشق الحياة في مصر ، وهي ” طبيعة ” عند المصريين..
صلاح هاشم
جديد موقع سينما إيزيس : رحيل فارس ..وداعا عم فوزي سليمان
رحل ” فارس” الكتابة السينمائية النبيل، عمنا وأستاذنا الناقد الكبير فوزي سليمان ( 91 سنة ) الأب الروحي لجيل من كتاب ونقاد وعشاق السينما الذين جعلهم ” عم فوزي – كما كنت أحب أن أطلق عليه ، فقد كان أكثر من عم لي وحبيب -..جعلهم يحبون في فترة الستينيات السينما، ويسافرون معه من خلال جولاته الى المهرجانات السينمائية في أنحاء العالم، الى كان ويرلين وكارلو فيفاري..
زرع عم فوزي فينا بذرة الفضول والسفر، وشجعنا على ان نتعلم ونتثقف، ونشاهد ونكتب، ونندهش ونكتشف، وشجعنا على المغامرة، وكنا طلبة في آداب القاهرة، عندما بدأنا نقرا لفوزي سليمان في مجلة ” الكاتب ” – مجلة المثقفين العرب آنذاك – عند احمد عباس صالح، وجريدة ” المساء ” عند عم عبد الفتاج الجمل،صاحب الفضل الأكبر على جيل كامل، ومجلة ” السينما ” التي كان يترأس تحريرها آنذاك سعد الدين وهبة ، وكنا نقرأ فيها لفوزي سليمان ود.على شلش و د.صبحي شفيق واحمد الحضري وغيرهم،.قبل ان نسعد في مابعد ، نحن الاشبال ، في ان تنشر مقالاتنا وترجماتنا الى جوار مقالاتهم في نفس المجلة..
ان القيمة الكبري لفوزي سليمان في حياته وكتاباته ، تكمن في انه كان لنا ” قدوة ” ، ونبهنا الى ان عشق السينما هو امتداد لعشق الحياة في مصر ، وهي ” طبيعة ” عند المصريين..
وقد نجح عم فوزي في أن يطلق لتلك الطبيعة العنان، ويجعلها ممارسة وأسلوب احتفال بالحياة ، في كل لحظة، وفي كل مكان ، و يأسرنا بسحرها
وداعا لقامة سينمائية كبرى ، تركت بصمتها على جيل كامل ، وسوف نفتقد حضورها الجميل الأثير في حياتنا
صلاح هاشم

صلاح هاشم كاتب وناقد سينمائي مصري مقيم في باريس .فرنسا