مصر الى أين ؟ نحلم بالصعود الى المريخ لكننا فشلنا في جمع القمامة..أبطال ” ريش ” يشبهوننا.. ومن يهاجمهم ” كدابوالزفة ” بقلم حسام عبد البصير
القاهرة ـ «القدس العربي»: العادي في صحف القاهرة أن تحلق فوق السحاب، إذ يزعم كثير من كتابها أنه بيننا وبين الصعود للفضاء أشهر معدودات، حيث تتعدد مقالات الحالمين بشأن أن ما تم إحرازاه يصل لمرتبة الإعجاز، في المسارات كافة، غير أنه وبمجرد أن تدقق في حال تلك الصحف، وتطالع مشاكل القراء والصفحات المتخصصة لهم، لا تحتاج لمزيد من الوقت لتكتشف أن حال بعض الأحياء في قلب القاهرة يشبه حال إنسان الكهوف، ولعل الشهادة حينما ينطق بها كتاب منتمون للسلطة تكون أكثر مدعاة للصدق، وهو ما شهدته بالفعل صحف أمس الاثنين 25 أكتوبر/تشرين الأول، التي لم ينس بعض كتابها وهم يصرخون من ارتفاع أسعار معظم السلع الغذائية، وكذلك فواتير الكهرباء والغاز والمياه، أن يصبوا جام غضبهم بسبب تفاقم أزمة القمامة لمستوى غير مسبوق في العاصمة..
اللافت أن الصراخ لم يتوقف فقط عند الكتاب بل تجرأ عدد من أعضاء البرلمان السابقين وعبروا عن سخطهم من الأداء المتردي للحكومة في الملفات التي لها علاقة بالأغلبية الفقيرة. وقد تجاوز الأمر أن بعض النواب والكتاب ورموز في المجتمع من المنتمين للسلطة، خرجوا عن شعورهم منددين بما آلت إليه أوضاع معظم طبقات المجتمع نتيجة ارتفاع الأسعار.. وبدورها سعت السلطة عبر أذرعها الإعلامية للتأكيد على أن الغلاء ظاهرة عالمية، ولم يعد شأنا داخليا فقط، على أمل أن تقنع المواطنين بالتزام الصبر والرضا بالقليل.
ومن تقارير أمس الاثنين، حذرت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية من التداعيات الخطيرة لاستمرار تعنت سلطات الاحتلال مع الأسرى المضربين عن الطعام ورفضها الإفراج عنهم وإنهاء اعتقالهم الإداريّ التعسفي، ومواصلة تجاهلها المتعمد للوضع الخطير لصحتهم، خاصة منهم الأسيرين المناضلين كايد الفسفوس ومقداد القواسمة، وحملت الجامعة سلطات الاحتلال كامل المسؤولية عن حياتهم وبقية الأسرى المضربين.. ومن تقارير القصر الرئاسي: شاهد الرئيس عبد الفتاح السيسي عرضا رياضيا بمشاركة 1000 مقاتل من طلبة الكليات العسكرية.. بدأ الحفل بظهور 5 طائرات هليكوبتر تحمل علم مصر وعلم القوات المسلحة وأعلام الأفرع الرئيسية في القوات المسلحة، إيذانا ببدء الاحتفال. كما بدأت مراسم احتفال تخريج دفعات عسكرية بالعرض الرياضي، حيث قدم طلبة الكليات العسكرية عرضا رياضيا تضمن العديد من التمارين البدنية.. ومن أخبار البرلمان: تقدم النائب حمادة الجبلاوي وكيل لجنة الطاقة في مجلس النواب، بطلب إحاطة إلى رئيس وزراء ووزير قطاع الأعمال، بسبب انحرافات بعشرات الملايين في مصنع إسمنت النهضة في قنا. ومن أخبار المحاكم: قضت محكمة الجنايات المنعقدة في طرة برئاسة المستشار محمد السعيد الشربيني، بالإعدام شنقا على بهاء كشك، الذراع اليمنى للإرهابي هشام عشماوي، والمرحل معه من ليبيا، و2 آخرين بعد إحالة أوراقهم الجلسة الماضية لفضيلة المفتي، لأخذ الرأي الشرعي في إعدامهم. وشهدت الصحف كذلك مزيدا من التنديد بالحكومة الإثيوبية، حيث أوضح الإعلامي المقرب من السلطة أحمد موسى، أن مصر ستدافع عن حصتها وحقها في نهر النيل. ومن اخبار الفنانين : يستعد الفنان حاتم العراقي، لإحياء أولى حفلات مهرجان بابل الدولي، مساء يوم الخميس المقبل، بمشاركة الفنان والمطرب هاني شاكر، بعد غياب أكثر من 20 عاما عن آخر مشاركة له. وأكد العراقي سعادته بالعودة إلى هذا المهرجان العريق في وطنه العراق، وقال: قريبا بعد غياب طويل نلتقي في أحضان وطننا الغالي العراق الحبيب في مهد الحضارات بابل الحبيبة”.
فساد
قال جلال دويدار في “الأخبار”، إننا فشلنا في البديهيات/ ليس معقولا أن نتمكن من اقتحام العديد من المشاكل العويصة، وننجح في إيجاد حلول لها. ولكن عجزنا عن مواجهة مشكلة القمامة بحل جذري. أمر يثير الدهشة والعجب. في هذا الشأن يجب أن نعترف بأن أوضاع النظافة في مدننا وشوارعنا كانت أحسن حالا في ظل اضطلاع مملكة الزبالين بهذه المهمة. ما يحزننا تنامي شكاوى مواطنينا من تداعيات تراكم القمامة في أحياء القاهرة والمدن الأخرى، وهو ما ينعكس بشكل مزر على نظافتها، وبالتالي على الصحة العامة. ليس هذا وحسب، وإنما يترتب على ذلك أيضا التأثير السلبي في سمعة مصر السياحية. ليس خافيا أن عقود إسناد هذه المهمة إلى شركات محلية وأجنبية أثبتت على أرض الواقع فشلها. ليس خافيا أن الفساد والرشاوى والإتاوات التي تموج بها ممارسة المسؤوليات من جانب الإدارات المحلية لهذه المنظومة، تقف وراء هذا الفشل الحكومي. إنها من أسباب هرب المتعاقدين، ما يؤدي لعدم التوصل للمعالجة الجذرية المأمولة لهذه المحنة الإدارية والاجتماعية، التي يعاني منها المجتمع. لم تفلح حتى الآن الجهود التي قامت وتقوم بها وزارة البيئة في هذا الشان. في الوقت نفسه، ما زالت التصريحات الصادرة حول إقامة مصانع لتدوير القمامة محدودة جدا ولا ترقى لما هو مطلوب. العجيب أن يتم الأخذ بوعود إنشاء هذه المشروعات في أضيق أضيق الحدود، دون أي أسباب أو مبررات. يحدث هذا رغم أن مصانعنا الحربية تقوم بإنتاج المعدات اللازمة لعمليات التدوير. الشيء المؤسف أن جميع المتصلين بقضية القمامة يعلمون ويدركون أنها تعد في الكثير من الدول ثروة يتحقق من ورائها دخل كبير لها. من ناحية أخرى فإن هدف الخلاص من هذه القمامة لا يقتصر على الدخل المادي، ولكن الأهم هو انعكاس ذلك على الصحة العامة، إلى جانب ما يمثله تراكم القمامة من تشويه لصورتنا محليا وخارجيا. إننى على ثقة بأن الدولة لو حزمت أمرها فإنها تملك القدرة على وضع حد لهذه الكارثة البيئية.
فقرا يا ناس
الفقر في مصر، كما اوضح صبري الديب في “فيتو” حقيقة لا ينكرها إلا جاحد أو متملق يريد الاسترزاق على حساب ملايين الأسر التي تعيش تحت خط الفقر، وتقر وتعترف الدولة بمعاناتها في تقارير منشورة ومعلنة، صادرة عن الجهاز الحكومي الأول المسؤول عن الإحصاء في البلاد.. فخلال الأسبوع الماضي، شهدت مصر ضجة غير مبررة، آثارها صحافيون وفنانون وبرلمانيون، اعتراضا على الواقع المر الذي طرحه فيلم “ريش” الحاصل على الجائزة الكبرى لمسابقة أسبوع النقاد في مهرجان كان السينمائي، لدرجة أن الأمر وصل إلى المطالبة بمناقشة مضمون الفيلم في البرلمان ومحاكمة صناعه بحجة الإساءة لمصر. وعلى الرغم من أن الفيلم يطرح واقعا مصريا موجودا ومنتشرا ومعتادا، ونشاهده يوميا لواقع الآلاف، بل الملايين من المصريات المكافحات، اللاتي اضطرتهن قسوة الفقر والحرص على ستر أبنائهن إلى الخروج للعمل بمهن بعضها شاق ومرهق للغاية، إلا أن البعض اتخذ من الفيلم وسيلة للمزايدة والتملق، وكسب شو على حساب الفقراء، تلك الفئة المطحونة، والادعاء بأن هذا الواقع غير موجود ويسيء لمصر، على الرغم من أنه يوجد بيننا من يعيش حياة أشد مرارة وقسوة مما طرحه الفيلم. ولعل ما يدعو للأسف أن كثيرا من الأصوات التي طالبت بمحاكمة صناع الفيلم من صحافيين وبرلمانيين وفنانين، جميعهم من الفئات التي من المفترض أنها الأقرب والأكثر ملامسة للواقع والتعبير عنه والمطالبة بتغييره، بل إن الأغلبية العظمى منهم لديهم أقارب وجيران وأصدقاء من تلك النماذج الكادحة، التي تعترف الدولة بوجودها.
ما له وما عليه
وصلنا لمحطة الفيلم الذي يثير جدلا واسعا بصحبة محمود الحضري في “البوابة”: ما سبب الهجوم على فيلم “ريش”، هل لأنه جاء في هذه الفترة من عمر الدولة المصرية، وهل أظهرها بشكل غير حقيقي، وفقا لرؤى البعض؟ أم أنه عالج “فنيا”، قضايا الأماكن العشوائية في مصر؟ أم أنه قدم صورة ليست واقعية عن حياة المصريين والمجتمع المصري؟ كل هذا وغيره مثار الجدل الذي دار في الأيام الأخيرة. الجدل بالشكل الذي جرى كأنه يطالب بوضع قيود على الفن، ووقف أي محاولات فنية تسلط الأضواء على حياة وأوضاع أفراد المجتمع، سواء الاجتماعية أو الاقتصادية منها، وهذا خطأ كبير في طرق النقد، وتحويل النقد – وهو حق- إلى سيف نسلطه على الإبداع، المؤكد أن الفيلم فيه مشاهد متناقضة في المعالجة للقصة الرئيسية، خصوصا في تصرفات العائلات الفقيرة في مصر، بل في كل دول العالم، فلا يمكن أن نقبل ما جرى في حفلة “عيد ميلاد” ابن البطل والبطلة، والمأكولات وطبيعة الحفل، فهذا لا تفعله عائلة فقيرة، مثل تلك التي ظهرت في الفيلم، كما أن الفقر لا يعني القذارة، والفقر لا يعني أن تكون “الدعارة” هي الحل لكسب المال، ولا تكون عند كل الفقراء في تشغيل الأطفال، وغير ذلك من المشاهد التي تتناقض، مع حالة الفقر التي تظهر في عائلة فيلم “ريش” من خلال مشاهد المنزل الفقير جدا، وطبيعة المأكولات التي ركزت عليها المشاهد الأولى بقوة. هذه بعض من كل في الفيلم، ولكن يبقى الخلاف حول التركيز على أن “ريش” هو الخطة المحكومة والمدبرة للإساءة لمصر دولة وشعبا وتاريخا، واختصار مصر في شريط سينمائي مدته أقل من ساعتين (ساعة و52 دقيقة)، يختلف حوله الفنانون والنقاد والجمهور. والسؤال المهم، هل منع الإساءة لمصر من جهات وقنوات وإعلاميين وأشياء أخرى مدفوعة أو مأجورة، ستنتهي بمنع فيلم، أو الخروج من قاعة العرض، أو كتابة “بوست” على الفيسبوك، أو تويتر؟ بل دعونا نناقش الفيلم، ونحلله، ونوجه له النقد الفني، وتكامل العمل الفني فيه، والرسالة التي استهدفها.
نجوم مظلمة
عند تعاطيه مع أزمة فيلم “ريش” التي أثيرت على هامش مهرجان الجونة السينمائي أكد هشام مبارك في “الوفد” أن نسبة كبيرة من الفنانين، والكلام هنا عن الرجال منهم، هم عبارة عن «ريش على مفيش» بالمعنى الحرفي للكلمة وليس بالمعنى المجازي، فعدد من هؤلاء الذين يطلون علينا في مثل تلك المهرجانات منفوش الريش، وهم يلبسون أغلى الأزياء ويتباهون بأنها من صنع أرقى بيوتات الأزياء في العالم، تبين أنهم لا يساوون ولا حتى ربع البدل التي يلبسونها. فهم مجرد مناظر خالية من أي قصص، لذا لن تجد لهم ذكرا بعد سنوات قليلة، حتى لو كانوا يقدمون في العام عشرة أفلام وعشرة مسلسلات. سينتهى ذكرهم ولن يدخلوا في تاريخ الفن، ولن يجدوا لهم مكانا في ذاكرة السينما. لا ينافسهم في التفاهة والاضمحلال الفكري والثقافي سوى بعض المذيعين، أو أستغفر الله الإعلاميين، الذين أجروا معهم تلك الحوارات. بعض الحوارات مع بعض الفنانين والفنانات لا يمكن الاستماع لها أكثر من دقائق معدودة. مستوى الأسئلة لا يقل تفاهة عن الإجابات. لا أدري من الذي أفتى بأن من أجل تلك التفاهات صنعت مهرجانات السينما. لماذا يتصور البعض أن المهرجان معناه بهرجة ومظاهر خارجية وليس فرصة لمناقشة قضايا السينما، التي تعاني في بلادنا أشد المعاناة، بعد أن كانت يوما ما أحد مصادر الدخل القومي. الفنانون هذه الأيام يغضبون جدا من أي مقارنة نقوم بها بين تصرفاتهم وسلوكياتهم بعيدا عن الشاشة بنجوم فن الزمن الجميل. تخيل لو كان محمود المليجي وفريد شوقي ورشدي أباظة يشاهدون عرضا خاصا لفيلم لم يعجبهم، ولنفترض أن الفيلم مثلا “الزوجة الثانية” الذي كان يناقش قضية الظلم والفقر، فهل كانوا يتصرفون التصرف نفسه الذي قام به شريف منير ورفاقه بدعوى أنه يشوه المجتمع المصري؟
دعوهم ينسون
يرى عصام السباعي في “الأخبار” أنه لا يوجد من هو أخطر على الوطن من هؤلاء الذين يزيفون الوعي، أو يحاولون تشويهه، أو هؤلاء الذين يتمترسون خلف الفقراء ويجعلونهم أداة في أيديهم، يستخدمونهم ويستغلونهم من أجل تحقيق أهدافهم غير النبيلة، والمؤكد أن الاثنين من عائلة واحدة بعضهم من بعض، وكلهم في صدورهم المرض نفسه، ولديهم الهدف نفسه. لن أتوقف عن التركيز على قضية الوعي باختلاف مفاهيمه ومعانيه، الوعي بالثوابت المقدسة مثل الوطن، الجيش، احترام الأديان، العدل، المساواة، احترام الآخر، الأسرة، الدستور، القانون، العمل، وغير ذلك، والوعي بالمخاطر التي يمكن أن تمس تلك المفاهيم وتغيير الوعي بها، أو التي تمثل خطرا على أسس وأركان الدولة، والوعي هو نقطة البداية لأي سلوك قد يكون مسمارا في تثبيت أركان الدولة، أو كالمنشار ينشر في أوتادها، أو مثل السوس يأكل في عظامها، خاصة أن مفهوم الأمن القومي قد اتسع، وأصبح كل مواطن جزءا مهما من أمن بلاده واستقرارها، وتخيلوا على سبيل المثال ما يمكن أن يتسبب فيه مواطن واحد فقط لو لم يلتزم بارتداء الكمامة، أو خالف الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا، أو قام حتى بترديد شائعة ما، وقد يهون البعض منها، في حين أن لها تأثيرا كبيرا في المجتمع ومؤسسات الدولة. المزعج أن يكون مصدر «الفقر في الوطنية»، هو من يفترض فيه أنه صاحب عقل وعلم ودراية، ولكنه يلوي الواقع عن سوء قصد وترصد، وفي قضية ساخنة مثل الأسعار، وكما نعلم فهناك موجة من ارتفاع الأسعار تضرب الأسواق العالمية، تكاد تصل إلى كل شيء، وفي مقدمتها السلع الأساسية، ولأن مصر ليست في معزل عن تلك الأسواق بدأت روائح تلك الزيادات تصل لبعض السلع، المشكلة أنك تجد هؤلاء الفقراء في الوطنية يتاجرون بالشعارات، ويتباكون على محدودي الدخل الذين سيتضررون من زيادة الأسعار في السوق.
سيحدث هذا
توقع ناصر عراق في “الوفد” أنه في المستقبل القريب سيتدخل العلم بقوة في إتمام إجراءات الزواج، إذ سيرفض السيد المأذون القيام بتسجيل عقد القران، إلا إذا أتى الزوجان بشهادة صحية معتمدة تثبت أنهما صالحان (جينيا) للزواج، وأظن أيضا أن (العلم) سيقف بالمرصاد دون أن يقترن فلان بفلانة، أو تقترن فلانة بعلان، لأن تحليل الجينات لكل منهما، يؤكد أن التوافق بينهما منعدم، وبالتالي لا يجوز السماح لهما بتأسيس عش الزوجية، لأنه سيغدو مكانا أقرب إلى الجحيم، وسأشرح ذلك توا. الكل يعرف أنه لا يوجد بيت خال من الخلافات الزوجية، فإذا امتلك الزوجان الحكمة والبعد عن الأنانية مراعاة لمستقبل الأبناء، أمكن لهما عبور الخلافات بنجاح، لكن بعض هذه الخلافات تصل إلى مستويات بائسة تنتهى غالبا بالطلاق، الأمر الذي ينعكس بالسلب على الأبناء ومستقبلهم النفسي والاجتماعي. معظم هذه الأزمات الزوجية الطاحنة يعود إلى خلاف الطباع بين الرجل والمرأة، فقد نرى زوجة نشيطة حيوية تبحر في نهر من الإيقاع السريع، بينما زوجها غارق في الكسل والبلادة، وردود الأفعال البطيئة، فمن المحتم أن الصدام واقع بينهما. هذا النشاط، وذاك الكسل هما كما أوضح الكاتب تعبير عن طبيعة الجينات لكل منهما، وبالتالي مهما حاول الأهل والأصدقاء ترميم هذه العلاقة الزوجية المضطربة، فلن يفلحوا، لأنه من المحال تغيير الجينات الوراثية. في حوار أجراه مع الدكتور طلعت مطر رئيس قسم الطب النفسي في مستشفى رأس الخيمة في الإمارات قال له إن الجينات تتحكم في سلوك المرأة تجاه فكرة الزواج والاستقرار الأسري واحترام الزوج ومراعاة مصالح الأبناء، إذ لا عجب ولا غرابة إذا رأينا زوجة وأما لعدة أبناء تصر على الطلاق، حين نعلم أن والدتها مطلقة، وكذلك اختها وربما خالتها، إذ أن جينات نساء هذه الأسرة مصممة على كراهية الرجل والنفور من الالتزام الأسري، وإذا قيل لهن: ومستقبل الأبناء، تعاملن مع هذه المسألة باستخفاف شديد، وربما قالت إحداهن: إنه لا مشكلة على الإطلاق في أن ينمو الأبناء في بيت أم مطلقة، وبالطبع لدى كل واحدة منهن أسباب يسقنها تبريرا على إصرارهن على الطلاق حتى لو تدمر الجهاز النفسي للأبناء.
بعلم الحكومة
حينما تجلس أمام القنوات الفضائية لن تستطيع كما يقول أحمد إبراهيم في “الوطن” ملاحقة البرامج الطبية والإعلانات عن الأدوية، وسوف ترهق معك الريموت كنترول حتى تجد قناة خالية من هذا الوباء الذي ابتُليت به مصر، ويتزايد يوميا حتى أصبح خطرا يهدد صحة المواطنين. ما يحدث في مجال الصحة وصفه صديقنا الدكتور أسامة حمدي أستاذ الباطنية الشهير في جامعة هارفارد الأمريكية، بأنه أشبه بالسيرك الطبي، ويقول: بحكم عملي لعقود في مصر والعديد من دول العالم، أرى أن المجال الطبي المصري يحتاج وبشدة للضبط والربط والحزم، قبل أن ينفرط تماما. سجل الكاتب اخطاء لا تحدث طبيا إلا في مصر ومن ابرزها :صرف الأدوية بدون روشتة طبيب من الصيدلية مباشرة، ومنها أدوية في منتهى الخطورة، ويرى ابراهيم أن الحل يكمن في تفعيل الروشتة الإلكترونية من الطبيب للصيدلية وسحب ترخيص الصيدلية التي تصرف الدواء بدون روشتة. ومن الاخطاء كذلك: كتابة تخصصات على اليافطات لم يُنزل الله بها من سلطان، وهو خداع ونصب علني، وعلى العلاج الحر إلزام الطبيب بمطابقة المؤهل العلمي مع يافطة العيادة، فلا يوجد مؤهل يسمى «زمالة جمعية» ولا «عضو جمعية» ولا «زميل جامعة» ولا غيره من أشكال الدجل والخداع. وشدد الكاتب على أن كل من هب ودب يعمل في مجال التغذية وعلاج السمنة والتجميل، بعد حضور كورس تافه لأسابيع، وهذا في منتهى الخطورة. كذلك كل من هب ودب يفتح معملا للتحاليل الطبية دون حصوله على تخصص الباثولوجيا الإكلينيكية، ومنهم خريجو العلوم والصيدلة. ويُستنزف المريض بتحاليل متعددة بدون داعٍ، وبعض هذه المعامل يتعامل للأسف، من تحت “الترابيزة”، مع بعض الأطباء بالعمولة، ولا توجد رقابة صارمة على دقة نتائج التحاليل، ما يؤدي إلى تشخيص خاطئ.
بير السلم
وضع أحمد إبراهيم يده على مزيد من الأخطاء التي يقع فيها الأطباء مثل أن كثيرا منهم يفتتحون عياداتهم في موعد عملهم الرسمي في الحكومة، ما يعني تهربهم لما هو أكثر ربحا. فيجب أن يُخيَّر من يفعل ذلك بين عمله العام والخاص، مع معاقبة من يحيل مرضاه من العام للخاص تحت أي مسمى أو مبرر. وندد الكاتب بالمغالاة في قيمة الكشف مطالبا بتحديد سعر الكشف الخاص حسب المؤهل العلمي، ويختار الطبيب تسعيرته ويلتزم بإعطاء إيصال للمريض. وحذر من وجود العديد من «مستشفيات تحت السلم» غير مجهزة على الإطلاق للطوارئ. وليس فيها سرير واحد للعناية المركزة، وتُجري يوميا الآلاف من العمليات الجراحية والولادات القيصرية. عقوبة الخطأ الطبي والمسؤولية عليه وجهة محاسبته، ما زالت هلامية، فلا توجد سجلات طبية في العيادات الخاصة، ولا ميكنة تكنولوجية للسجلات الطبية في معظم المستشفيات. الدعاية الطبية مدفوعة الأجر في وسائل الإعلام فضيحة علنية، ونصب واضح وتضليل لعامة الشعب، بلا رابط لها ولا رادع، كيف تُركت هكذا لتستفحل إلى هذا الحد الممجوج. يجب فورا منعها وفرض رقابة صارمة على التثقيف الصحي، حتى لا نضلل شعبنا. استمرار هذا السيرك الطبي بهذه الصورة يسيء لهذا البلد العريق الذي كان يوما مشهورا بالكفاءة الطبية والانضباط، وكان قبلة الطب في العالم العربي. ما زلنا نناقش هذه الأمور بعد أن قطع العالم أشواطا طويلة للأمام، بما فيه الدول المحيطة بنا، التي كانت تحبو حولنا يوما ما فهل من فِعل؟
نهاية الصبر
لسنوات طويلة والكلام لجلال عارف في “الأخبار” ظلت إثيوبيا تنشر الأكاذيب وتضلل العالم لتخفي حقيقة تصرفاتها العدوانية، وتمرر تآمرها في قضية السد وتهديدها لأمن مصر والسودان. استغلت إثيوبيا الظروف التي مرت بها مصر، والموقف الخاطئ من حكم البشير البائد في السودان الشقيق.. لكي تبدأ بناء السد دون اتفاق، ولكي تقوم بحملة تضليل واسعة النطاق لتمرير تآمرها عند الأشقاء في افريقيا، ولدى الرأي العام الدولي الآن تتغير الصورة، ويدرك العالم الحقائق كاملة. يعرف العالم أن مصر لم تطلب يوما إلا حقها التاريخي العادل.. وأن مصر لا تهدر مياه النيل كما روجت إثيوبيا، بل تحقق أقصى استفادة ممكنة منها. ويعرف العالم أن مصر من أفقر الدول مائيا، وأن نصيب الفرد فيها لا يتعدى نصف المعدل العالمي. ويعرف العالم أن كل نصيب مصر والسودان من مياه النيل لا يتجاوز 74 مليار متر مكعب بينما تستقبل إثيوبيا ما يزيد على 900 مليار متر مكعب من المياه سنويا، ومع ذلك تتآمر لاستهداف نصيب مصر والسودان وتهديد أمنهما القومي وتتوهم أنها يمكن أن تمس حق الحياة لمئة وخمسين مليون مصرى وسودانى بالتحكم في مياه النيل. ويعرف العالم الآن أن مصر لم تكن يوما ضد حق شعب إثيوبيا في التنمية، بل العكس هو الصحيح.. فمصر كانت دائما نعم الداعم لجهود الأشقاء من دول حوض النيل للبناء والتنمية، كما كانت – قبل ذلك – خير سند لنضال شعوب افريقيا لنيل حريتها واستقلالها. وفي حديثه أمس لخبراء المياه في العالم المجتمعين في مؤتمر القاهرة، أكد الرئيس السيسي موقف مصر الثابت بضرورة التوصل لاتفاق قانوني متوازن وملزم لكل الاطراف في قضية السد. وهو الأمر الذي يتسق مع البيان الرئاسي لمجلس الأمن، الذي عكس حقيقة الإجماع الدولي على عدالة قضيتنا. ولعل إثيوبيا تدرك أن عليها أن تواجه الحقائق وتفهم أنه لم يعد هناك مجال للتسويف.. ولا مستقبل إلا بالتعاون واحترام الحقوق.
رجل النظام
أكد محمد أمين في “المصري اليوم” أن الدول الديمقراطية تُعرف بسلوك رجل الشرطة مع المواطنين في الشارع.. والتكليفات الرئاسية للخريجين الجدد هدفها الوصول إلى هذا المستوى. ما زلنا نحلم برجل شرطة يضع حقوق الإنسان فوق كل اعتبار، وينفي عن نفسه أن رجل الشرطة يتلقى «كورسا» يتعلق بمعاملة المواطنين لكي يكون صارما.. وأظن أن الرئيس يصل إليه بعض السلبيات، ولذلك طالبهم بأن يكونوا قدوة في الشارع في التعامل مع المواطنين والمسائل الأمنية.. صحيح أن القانون يأخذ مجراه عند وقوع الأخطاء، لكننا نريد ضبط الحكاية من المنبع، وليس اتخاذ الإجراءات ضده وقت اللزوم. كلمة الرئيس: «كونوا قدوة»، لا لكي أستشهد بها على وقوع الأخطاء، ولكن لكي أدلل أن الدولة تعرف أهمية السلوك الحضاري، وتأثيره في صورة مصر وسمعة مصر داخليا وخارجيا.. منذ عشرين عاما تقريبا شاركت في ندوات تنظمها الوزارة تحت عنوان «حقوق الإنسان»، لكنها توقفت هذه الأيام.. وكان يقال للضباط أنتم يمكن أن تشجعوا الاستثمار في مصر بأدائكم.. فأنتم من ينفذ القانون وأنتم من يمكن أن يقدم صورة ممتازة لمصر.. لا بد أن يتذكر كل ضابط أنه يمثل الوزارة ويمثل مصر.. وأن أداءه المحترم المحترف يضاف إلى رصيد الوطن في كل شيء.. وهو أول تكليف تلقاه الخريجون في يوم التخرج من الرئيس شخصيا.. الأمر الذي يجب أن يحافظوا عليه ويضعوه نصب أعينهم، ليطوروا من أدائهم ويحافظوا على وطنهم. رجل الشرطة هو رجل النظام وصورته.. وينبغي أن يكون نموذجا، فهو رجل الدولة المرشح في ما بعد ليكون وزيرا ويكون محافظا، ليس مسؤولا عن قسم شرطة ولكن مسؤولا عن محافظة كاملة.
تكريم متأخر
ناشدت فوزية العشماوي في “المصري اليوم” الحكومة تكريم نساء مصر الرائدات في شتى المجالات وإطلاق أسمائهن على شوارع العاصمة الجديدة. ذلك أقل ما يمكن أن نقدمه لكل مصرية ساهمت بعلمها وثقاقتها ونشاطها في إثراء المجتمع المصري. وهذه المبادرة لتأنيث أسماء الشوارع منتشرة حاليّا في كثير من الدول الغربية؛ تطبيقا لمبدأ المساواة بين الجنسين، والاعتراف بمشاركة المرأة في تقدم المجتمع وازدهاره. وعلى سبيل المثال فقد بدأت سويسرا هذا العام في تطبيق هذه المبادرة، وقامت بتعديل أسماء بعض الشوارع في بعض المدن السويسرية، وتغيير الأسماء القديمة للشوارع إلى أسماء جديدة لنساء سويسريات رائدات في شتى المجالات، ساهمن في تطور وتقدم المدينة التي عشن فيها، وحتى يدرك الشباب السويسري أهمية الدور الذي تقوم به المرأة في المجتمع؛ فيشارك بدوره في العمل الاجتماعي ويساهم في تطوير المدينة أو القرية التي يعيش فيها. ولكن بعض أحزاب اليمين السويسرية من المحافظين احتج على هذا الإجراء الخاص بتغيير الأسماء القديمة للشوارع لتحمل أسماء نساء رائدات؛ لأن السكان الأصليين لهذه الشوارع سوف يتضررون من هذا الإجراء، كما أن المحال التجارية والشركات والهيئات والمؤسسات ستضطر إلى تغيير عناوينها القديمة وتغيير التسجيل في الشهر العقاري والسجل التجاري وستتكبد مصاريف باهظة لإجراء هذه التعديلات. وحتى نتفادى في مصر مثل هذه الإجراءات، وما دامت لدينا مدن جديدة لم يتم بعد إطلاق أسماء على شوارعها وميادينها الجديدة – فسيكون من الأسهل تطبيق هذه المبادرة لتأنيث أسماء شوارع هذه المدن الجديدة، وحتى يعرف الجيل الجديد أن المرأة المصرية كانت دائما بجوار الرجال، وساهمت في تطوير مصر الحديثة. واقترحت الكاتبة بعض الأسماء لرائدات من نساء مصر في مجالات عديدة من بينهن سهير القلماوي ـ مفيدة عبدالرحمن ـ تهاني الجبالي ـ فوزية عبدالستار والعديد من الأسماء الأخرى.
بارقة أمل
يرى عماد الدين حسين في “الشروق” أنه إذا نجحت السعودية وإيران، في التوصل لتفاهم على القضايا الخلافية بينهما، فسوف يكون ذلك أفضل خبر للمنطقة بأكملها وقد يقود لتغيرات استراتيجية تعيد الأمور إلى سياقها الطبيعي، بحيث تتفرغ المنطقة للبناء والتنمية لشعوبها. البلدان يتفاوضان في العاصمة العراقية بغداد، وربما في عواصم أخرى، ولم تخرج تسريبات تكشف عن فحوى المفاوضات وهل هي تتقدم؟ أم أن العراقيل لا تزال كبيرة. وأشار الكاتب إلى ملف الخلافات القديمة بين البلدين منذ عام 1979، حينما اندلعت الثورة الإيرانية واشتبكت مع العديد من بلدان المنطقة، وحاولت طهران استخدام الورقة الشيعية في العديد من بلدان المنطقة، ورفعت شعار تصدير الثورة. وربما لا يدرك كثيرون أن قيام الثورة الإيرانية دفع السعودية والخليج لاستخدام الورقة السلفية لموازنة محاولات طهران استخدام الورقة الشيعية كستار لتحقيق أهدافها القومية، سواء كانت سياسية أم اقتصادية. البلدان ومعهما غالبية دول المنطقة دخلوا في حرب استنزاف شاملة منذ سنوات في أكثر من مكان من لبنان إلى العراق ومن سوريا لليمن. البلدان والشعبان، بل كل العرب والمسلمين خسروا كثيرا في هذا الصراع، الذي اتخذ صفة العبثية في كثير من مراحله. بعض القوى الدولية استغلت هذا الخلاف وقامت بتغذيته وإشعاله، كلما هدأت نيرانه الموجودة دائما تحت الرماد. الصراع السعودي الخليجي مع إيران جعل القوى الدولية تحقق مكاسب هائلة من أول بيع السلاح للطرفين، نهاية بطلب دفع أموال باهظة نظير حماية هذه الدولة أو تلك. وكما فعلت هذه القوى في زيادة إشعال الحرب العراقية ــ الإيرانية «1980 ــ 1988» فقد فعلت الأمر نفسه مع السعودية وإيران.
ضد الأمريكيين
أكد عماد الدين حسين، أن الولايات المتحدة تلمح إلى أنها قد تنسحب تدريجيا من المنطقة، وإسرائيل تطرح نفسها صديقا وشريكا لبعض دول المنطقة لمواجهة إيران، وهناك قوى أخرى إقليمية ودولية تحاول أن تدخل وتملأ الفراغ حال خروج أمريكا، حتى تحصل على جانب كبير من الكعكة التي كانت تحصل عليها «الولايات المتحدة». تستطيع السعودية وإيران أن تحققا الكثير من المكاسب، إذا تمكنتا من الوصول إلى صيغة عادلة ومتوازنة تضمن تحقيق أكبر قدر من مصالح البلدين بصورة واقعية بعد أن ثبت لهما أنه لا يمكن لطرف أن يفوز بالضربة القاضية. نجاح المباحثات الإيرانية السعودية، سيؤدي إلى تغييرات استراتيجية مهمة في المنطقة بأكملها، أولها على سبيل المثال، تهدئة الصراعات الرئيسية في كل من اليمن ولبنان وربما سوريا، وثانيها إنهاء الحلم أو الوهم الإسرائيلي الذي يسوق ويروج أنه الوحيد القادر على حماية دول الخليج من الأطماع الإيرانية. نجاح المفاوضات يعني أن جزءا كبيرا من الأموال والموارد التي ينفقها البلدان على سباق التسلح والحروب الإقليمية، يمكن توجيهه لبرامج التنمية وتوفير فرص عمل لملايين الشباب في المنطقة. الاتفاق السعودي الإيراني يعنى عمليا نسف الأحلام الإسرائيلية بأن تصبح صديقا لمجموعة من العرب والمسلمين، ضد مجموعة أخرى منهم، وتعني أيضا وقف الابتزاز الغربي لدول الخليج. المشكلة ليست في تآمر القوى الخارجية فقط، لأن هناك مسؤولية للبلدين وللمنطقة أيضا. وأعلم تماما أن هناك صراعات وخلافات مستحكمة منذ فترة طويلة، لكن على الأقل فإن تجربة السنوات الماضية تقول إن المنطقة بأكملها خسرت كثيرا بسبب مثل هذه النوعية من الصراعات.
حسام عبد البصير
عن جريدة ” القدس العربي ” بتاريخ
24 اكتوبر 2021
في باب ( مختارات سينما إيزيس )