نعمة الله حسين تكتب ” صلاح هاشم. رحلة من قلعة الكبش الى باريس “
عندما ينجح مصري في إختراق مجتمع أوروبي ويفرض نفسه عليه ويحقق نجاحا كبيرا وشهرة قدتفوق شهرة أبناء هذا المجتمع، فإن هذا شييء يدعو للفخر والسعادة.

صلاح هاشم
وخلف مهرجان الإسكندرية السينمائي يقف إثنان من أنجح أبناء مصر في الخارج، نجاحهما مدعاة للفخر ويشرف كل مصري.
النجم الأول هو “صلاح هاشم ” إبن قلعة الكبش.
عندما تحاوره تشعر بمصر ساكنة في وجدانه، إنه مصري أصيل حتى النخاع، ورحلته مع النجاح، تبدأ بعد تخرجه في كلية الآداب- جامعة القاهرة – قسم اللغة الإنجليزية.
في تلك الفترة ،برز صلاح هاشم كواحد من كتّاب القصة القصيرة، يتميز بأسلوبه الخاص، وعالمه المتميز، وتكنيك عال في الكتابة .
وصدرت له مجموعة بعنوان ” الحصان الأبيض “،

ثم قرر صلاح أن يغادر مصر وبالفعل شد الرحال عام 1972 الى أوروبا وأمريكا، وطاف بهما جميعا، ليستقر به الحال في باريس، ويصدر له بعد ذلك ثلاثة كتب – الوطن الآخر – يناقش فيها أحوال المصريين والعرب المهاجرين مابين أوروبا وأمريكا.
ويقول صلاح هاشم : ” ..ومن أجل مصر، وعيون كل مصري في الخارج، أخرجت فيلم ” كلام العيون “- وثائقي طويل – ، وكان هدفي من هذا الفيلم، أن نخلق نوعا من الإنتماء الحقيقي بين كل مصري ..” ..


وبعد ذلك تولى صلاح هاشم رئاسة تحرير مجلة ” الفيديو العربي” في لندن، ثم تركها وعاد لعاصمة النور، حيث يتولى رئاسة القسم الثقافي والفني في مجلة ” كل العرب “، ويكون واحدا من أبرز المثقفين المصريين في الخارج، وليجني ثمرة نجاحه، حيث يتم إختياره هذا العام – 1989- عضوا بلجنة تحكيم” الكاميرا الذهبية ” في مهرجان ” كان ” السينمائي، وهذه هي المرة الأولى التي تضم اللجنة فيها مصريا.

هذا الإختيار ، جاء بناء على ترشيح السينمائي الكبير جان لو باسيك، المشرف على السينما في أكبر مركز ثقافي في العالم وهو ” سنتر بومبيدو”، كما أنه أيضا مؤلف قاموس ( لاروس ) عن السينما الفرنسية.
وحاليا تم إختيار صلاح هاشم، ليقدم في مركز ” بوبور ” بانوراما عن السينما المصرية، وسوف يتم عرض مائة فيلم
إن صلاح هاشم وجه مشرف في العاصمة الفرنسية، ونجاحه في تأكيد ذاته، وسط عاصمة الثقافة والنور، فخر لمصر.
نعمة الله حسين

نعمة الله حسين كاتبة وناقدة سينمائية مصرية
عن مجلة آخر ساعة
سنة النشر: 1989 لباب ” مختارات سينما إيزيس “