وجوه : ماهر جرجس، حوار ورؤى خلف تنهدات العيون. بقلم فكري عيّاد
وجوه . ماهر جرجس ،حوار ورؤي خلف تنهدات العيون ..
مع إحدى أعمال الفنان التشكيلي الكبير السكندري “ماهر جرجس”.هو
فنان ذو شخصية متميزة، وأسلوب فريد ،في نسيج خياله. وصديق أيامنا الجميلة التي عشناها معاً في رحاب..
“الإسكندرية” الأسطورية..
“روضة” الفن والفنانين..
*
..مقلتان تُحدِقَان بلا بريق..
والجِفون توشك أن تضيق.
واللهاث يقرع رقَّاص،
في نبضِ القلوب .
كأنه رُحَى الطبول،
في ساقية العُمر يَدُور..
وَإعتصر المغيب.
في مُقْلَةِ العَيْنِ.
ذابَ وإمتزجَ نحيبه.
في مدارِ الليل العميق.
السهد تَهَجَّدَ في جيدِها.
ودموع القمر تزرف نورها.
وفَوِه اللِسان.
مُتَلَعْثِم أَبْكَم بليد..
والصمت يُحدق،
في الأفق البعيد.
حائِر في أخاديدِ،
الوجه الحزين.
كأنه الهمس المريب.
يزحف في فتورٍ عجيب.
إعتصر قطراته،
من دمعِ الأُرْجُوان.
وقسماته..تَتَلوَى..
على حافة الطريق.
يادِثَار الأقدار..
يا قُرمزية الألوان..
يا لمحة ضياء..
ياهالة من وَرَاوِر الطيور.
ذابت في كحلِ العيون.
يا أيامنا الماضية..
يا قرون غابرة..
إنزعي رِدَائِك العتيق.
أخرجي من قنينة القبور.
وتكلمي.. يا نقوش.
من أحضان الصدور.
إجمعي رُكام الأحلام..
من جديد.
أستعيدي بهائك..
من جسد التاريخ.
أعيدي..
خفيّة وجليّه أيامك
ومجدك العتيد .
أنت التي أسرتِ،
الزمان والمكان.
قبل كل العصور.
وبهاء أثارك .
وفنك في الثَّرَى يرقد،
في سباتِ الدهور دفين.
لا تنظُرى إلينا..
وكأننا لا نعرف.
من أين جئنا..
أو إلى أين نحن راحلين.
أحفادِك ياإبنة “ايزيس”. حَيَارَى..مُندهشين..!
ننبشُ على بقايانا،
في أرض “الكنانة”
ننزع غطاء التوابيت.
في لهوٍ أو حَفْلٍ الظافرين.
نبحث عن أنفاسك.
أَنينَهُا تأوُّه..!
في أخاديد الطين..
“ياروح الجمال” .
تَجَسَمَ في ريشة فنان.
أودعهُ في همسات روحك.
ياعيون الفن الجميل.
تعاتبين إثم الزمن اللعين.
يا لِحُزنِكِ الدفين.
ياليت يا “وجوه” الأسى.
مرارة الحُزن..
تستعيد ماضينا..
أو تُفيد..
بقلم
فكري عيّاد
فكري عيّاد كاتب و باحث وفنان تشكيلي مصري مقيم في لندن.المملكة المتحدة