ياوابور قل لي رايح على فين بقلم صلاح هاشم.فقرة جديدة في باب ( نزهة الناقد.تأملات في سينما وعصر) في كتاب ( تقرير الى نيكوس كازانتزاكيس )..
وفي ذلك الوقت كنت مهموما جدا بمعرفة شيئين من جدي الحاج سيد محمد مرزبان، مقريء القرآن ،الذي تخرج في جامعة الأزهر الشريف، سليل أسرة الشيخ راشد جدنا الأكبر،حين كان يجذبني الحاج مرزبان، ويجلسني بالعافية، ليقرأ على وأنا سارح ومشغول، قصص الأنبياء في كتاب ( العرائس) وبعض فقرات مختارة من ( الفتوحات المكية) لابن عربي..
فقد كنت، وأنا في سن الخامسة، وبعد أن علمني أبي ( عم هاشم ) القراءة والكتابة ،واطمئن..
دفعني في تلك السن المبكرة، في قارب خشبي صغير بمجدافين، الى داخل بحر النيل الكبير، وكان علي الآن، وهو يلوح لي، إن تشجع من على البر، أسفل كوبري قصر النيل ،وأمام فندق سميراميس ، والقارب يبتعد، أن أتعلم السباحة وحدي، مثل سمكة،أو أكون ، أقلها،في مستوى قاهر بحر المانش السباح المصري الشهير عبد اللطيف أبو هيف،وأتعلق بالقارب، إذا إنقلب، كطوق نجاة..
وكنت أري كا شييء يبتعد وأنا أنطلق باتجاه تلك النافورة المزروعة، في فلب بحر النيل،فإذا بي وانا اتأمل من داخل القارب، سرعة اندفاع المياه على الجانبين، لم يكن يبهرتي قط (منظر الوداع) على البر،وتفاصيله الكثيرة الصادمة، بقدر ماكان يبهرني، ذلك الحضور الساطع في مصر لنور الشمس،وجسده العفي،وتلك المساحات الهائلة، للسحب الزرقاء الراحلة في سماء المنظر الطبيعي الروحاني..
وكنت أريد أن أعرف وقتها من جدي، وأنا في تلك السن المبكرة، كل شييء عن ذلك الوابور، وأريد أنا أعرف، ياترى ..هو كان رايح على فين، في أغتية محمد عبد الوهاب..
حد يعرف كان رايح على فين ؟
( يتبع )
بقلم
صلاح هاشم