يوم تفتحت الزهور في معهد السينما بقلم مجدي الطيب
لم تكن احتفالية عادية، تلك التي شهدتها إحدى قاعات المعهد العالي للفنون المسرحية؛ بمناسبة تخريج دفعة 2019/ 200، بالمعهد العالي للسينما، بعد أن استنت إدارة المعهد، برئاسة العميد د. محسن التوني، سُنة طيبة، ارتأت خلالها أن تتحول لحظة الاحتفال بالخريجين إلى فرصة لتكريم أساتذة المعهد؛ عبر إطلاق اسم أحد أساتذة المعهد على دفعة التخرج، وهو ما حدث عندما أطلقت على الدفعة الجديدة، اسم المخرج محمد عبد العزيز، تكريماً لدوره في المعهد، وتقديراً لعطائه الكبير في السينما المصرية، وكانت لفتة أكثر من طيبة من جانب د. إيناس عبدالدايم، وزير الثقافة، عندما أصرت على حضور الاحتفالية، التي نظمتها أكاديمية الفنون، برئاسة د.أشرف زكى، رئيس أكاديمية الفنون، د. غادة جبارة نائب رئيس الأكاديمية، وحضرها خالد جلال، رئيس قطاع الإنتاج الثقافي بوزارة الثقافة بالإضافة إلى د.محسن التوني، عميد معهد السينما، ومشاركة النجم كريم عبدالعزيز، الذي قبل يد والده المخرج الكبير، وألقى كلمة قال فيها : “فرحتي اليوم فرحتين؛ الأولى بوالدي وأستاذي وصانعي، والفرحة بهذا المكان،الذي كبرنا، ونشأنا فيه، وعلمنا كيف نقدم فناً محترماً للناس”. ووسط محاولة يائسة من جانبه لإخفاء دموعه، لكن نبرة صوته فضحته، وصف المخرج محمد عبدالعزيز لحظة التكريم بأنها ” لحظة كبيرة في حياتى”.
كان الحفل، الذي قدمته إنجي أنور، قد بدأ بالوقوف دقيقة حداد على روح الفنان القدير محمود ياسين، الذي غيبه الموت في نفس اليوم، وانتهزت د.إيناس عبد الدايم الفرصة لتوجه لروحه التحية، بقولها :”نودع شخصية عظيمة، ونستقبل جيلاً جديداً سيرفع رأس الأكاديمية، والسينما المصرية”. وبكثير من التواضع أضافت :”فخورة بالمكان، وفخورة لأنني ابنة الأكاديمية، وشرف لي أن أتواجد على هذه الخشبة، وكل الفخر لأنني أقف أمام أستاذ كبير، وأكرمه”. وناشدت القائمين على أكاديمية الفنون، أن يحذوا حذو المعهد العالي للسينما، وتُطلق أسماء الرواد العظماء على كل الدفعات المقبلة”. وتضمن التكريم عرض فيلم تسجيلي عن المخرج محمد عبد العزيز بعنوان “الأستاذ”، أشرفت على تنفيذه د.إيمان يونس، وتحدث فيه عن فضل “الأستاذ”، ودوره، شقيقه الأصغر المخرج عمر عبد العزيز، المخرجة مها المِشري، مدير التصوير د.سمير فرج ومدير التصوير عصام فريد، كما قامت وزير الثقافة بإهداء “أستاذ الدفعة” درعاً تذكارياً، لإسهاماته الرائعة في معهد السينما، وتفديراً لدوره الرائد في خدمة الإبداع (قال في الفيلم التسجيلي إنه أنجز 67 فيلماً روائياً طويلاً، و2 مسلسل درامي، و3 مسرحيات). وبانتهاء مراسم التكريم جاءت لحظة التكريم الحقيقية، مع قيام أعضاء لجنة التحكيم، التي ضمت كوكبة من أساتذة المعهد العالي للسينما، بالإضافة إلى المبدعين والمتخصصين والنقاد من خارج المعهد، بمشاهدة مشاريع تخرج العام الدراسي 2019/2020، التي تكونت من عشرين فيلماً روائياً قصيراً، ونظراً لضيق الوقت استقر رأي اللجنة على مشاهدة الأفلام العشرين على يومين، وبدأت بأفلام اليوم الأول، التي ضمت : «بره الصندوق» إخراج أحمد الباسوسي، «في مهب الريح» إخراج فريدة شريف، «فرصة أخيرة» إخراج عمر صدقي، «سكس دول» إخراج معتز فرج، «قهوة فريال» إخراج مُهند الكاشف، «همس الجدار» إخراج هدير شريف، «عروستي» إخراج فرح أبو خضر، «منكش» إخراج مروان نادر، «غفوة» إخراج خالد عبد الفتاح، التي تركت لدى الحضور انطباعاً إيجابياً، وتفاؤلاً طاغياً؛ نظراً لتنوع أفكارها، ورؤاها، وطزاجة لغة مخرجيها، وتميز عناصرها الفنية من مديري تصوير، مونتيريين، واضعي موسيقى تصويرية ومهندسي ديكور (كلهم من الجنس اللطيف)، بالإضافة إلى تعدد أشكالها السينمائية، بين الواقعية (قهوة فريال)، المُحلقة فوق الواقع (بره الصندوق وفرصة أخيرة)، الاستعراضية (في مهب الريح)، الاجتماعية (غفوة)، وتلك التي مزجت بين العرائس والتمثيل الحي (عروستي)، والأخرى التي اقتحمت “التابوه” (سكس دول)، و”الأكشن” (منكش)، واتسمت جميعها بأنها مصرية خالصة، استلهمت أحداثها من الواقع اليومي، وبعضها اعتمد على الأدب المصري، كما في فيلم “همس الجدار” المأخوذ عن قصة “مسحوق الهمس” للكاتب الكبير د.يوسف إدريس.
مجدي الطيب