“سينما إيزيس” مفتاح عالم من الذكريات.. و” ذباب المقهى يسبح في فنجان الشاي “. بقلم د. أنور ابراهيم
..عزيزي صلاح هاشم الناقد والمثقف المحترم .
أشكر عالم الأحلام العجيب، الذى جعلنى أرى طيفك، بعد يوم عمل طويل، عدت بعده إلى منزلى فى مدينة نصر، مرورا بحى طولون العامر ، ثم القلعة وطولون
مسجد احمد بن طولون في حينا العريق قلعة الكبش
… وعند مرورنا ، أنا وزوجتى ، بمسجد ابن طولون ، وكثيرا ماتتلبسنى روح الترجمان، حدثتها عن المسجد وعنك ، عن زيارتى الوحيدة لك فى اواخر الستينيات، لتعرض على كنزك الثمين من الكتب، وقد تذكرت بالطبع زيارتك الخاطفة لمكتبى،عندما كنت وكيلا للوزارة، بالعلاقات الثقافية الخارجية، واستعدنا سريعا مشاهد من ذكرياتنا فى بيت إبراهيم عبد الحميد ـ الشيخ إبراهيم ـ ثم تحدثت معك عن صلاح هاشم الشاعر، صاحب البيت الشهير ” وذباب المقهى يسبح فى فنجان الشاى ” . ياترى هل يوجد ذباب فى مقاهى باريس ؟
صلاح هاشم
وكيف يبدو ذباب سارتر الآن ؟ أهنئك على موقع ” سينما إيزيس ” .مفتاح عالم من الذكريات.
أذكر أننا تأخرنا عدد كبير من طلبة مدرسة الخديوية الثانوية ، ولم يسمح لنا بالدخول، فتوجهنا جميعنا ـ عشاق الأفلام الأفرنجية- إلى قاعة سينما إيزيس في السيدة , بينما توجه محبو الأفلام العربية، إلى سينما وهبى ’ في الحلمية
وما أن بدأ الفيلم واندمج الأولاد فى المشاهدة، وجذب أنفاس السجائر حتى أضيئت انوار الصالة، ودخل الناظر بصحبة المدرسين والفراشين الأشداء !.
على فكرة . هل تعرف عدد دور العرض التى اختفت من القاهرة وحدها ؟ إيزيس، وهبى، الشرق، ستار الصيفى، الكرنك، رويال، إيديال، النصر الصيفى، رمسيس، سهير، مصر ، كريم 1 وكريم 2 ، الكابيتول، لوكس، ريتز، وهذا مااتذكره الآن .
على أى حال أشعر بالفرح للتواصل معك ،وأتمنى أن أراك فى القاهرة قريبا. أنا بالمعاش الآن ، حسب توصيف الحكومة . لكننى أمارس الترجمة عن الروسية، منذ سنوات طويلة . ومن أعمالى الصادرة : تطور الفكر الإجتماعى العربى ـ العربية السعودية و الغرب ـ تاريخ القرصنة فى العالم ـ الإمبراطورية العثمانية و علاقاتها الدولية ـ نماذج من النقد الروسى الحديث ـ الإستراتيجية الأمريكية للقرن الحادى والعشرين ـ مسرح الفنان فى روسيا و المانيا ـ عمارة المسرح فى القرن العشرين ـ ذات يوم فى مصر ( مذكرات العسكريين السوفيت فى مصر فى حرب الإستنزاف ) تحت الطبع : مذكرات زوجة دوستويفسكى ـ الروائى ومدينته ، بطرسبورج دوستويفسكى .
أطيب تحياتى وإلى لقاء….
د. أنور ابراهيم