فبراير 2021
سكورسيزي : ” السينما في خطر ” .بقلم هوفيك حبشيان.مختارات سينما إيزيس
admin Uncategorized, شخصيات ومذاهب, كل جديد, مختارات سينما ازيس 0
قلما عرفت الشاشة مخرجاً عاشقاً للسينما كما هي حال الأميركي مارتن سكورسيزي. فمجرد الاستماع إليه وهو يتحدث عن الأفلام التي ألهمته شيء يشبه رؤية بيكاسو يرسم، أو همنغواي يكتب، أو ماريا كالاس تغني. لم يكتفِ صاحب “سائق تاكسي” بالخلق والابتكار عبر تقديم مجموعة أعمال لا تزال بقوة في ذاكرتنا، بل كان دائماً في الصف الأمامي للدفاع عن الفن السابع، الذي لطالما اعتبره تراثاً بشرياً يجب المحافظة عليه مهما كلف الثمن. بالطبع، الأفلام التي قدمها تتولى رواية هذا العشق للسينما، ولم يكن في حاجة لأكثر من ذلك، إلا أن “مارتي” (كما يسميه المقربون منه)، أراد التعبير عنه بالكلام المباشر في عدد من اللقاءات والندوات التي تسنى لي حضور البعض منها ببهجة تفوق الوصف. يجب ألا ننسى أيضاً، وخصوصاً، أفلامه الوثائقية ذات الطابع الشخصي، منها “رحلتي إلى إيطاليا” (1999)، حيث شرح طولاً وعرضاً علاقته العضوية بالسينما الإيطالية التي صاغت ذائقته ووعيه السياسي، ونحتت ما أصبح عليه لاحقاً، سواء كإنسان أو فنان. وليس مصادفة أيضاً أنه أسس في عام 2007 مؤسسة “مشروع السينما العالمية” التي تهتم بالمحافظة على الأفلام المنسية وترميمها.هذه مقدمة لا بد منها للحديث عما يشغل بال سكورسيزي وهو على مشارف الثمانين. سكورسيزي الذي كان قبل فترة قد أحدث جدلاً عندما صرح بأن أفلام “مارفيل” ليست سينما، بل شيء أشبه بمدن الملاهي. فقبل أيام معدودة، أطلق السينمائي الكبير صفارة الإنذار محذراً من المخاطر التي تواجهها السينما، والتي قد تسبب بموتها، أو اندثارها. بعد مرور أكثر من سنة على تفشي وباء كورونا الذي نتج عنه إغلاق صالات السينما في جميع بقاع الأرض خوفاً من انتشاره (الثقافة دائماً أولى الضحايا)، كان لا بد لشخص من طينة سكورسيزي أن يتفوه بمثل هذا الكلام لنعي ما نخسره وأي خطر نواجهه إذا ما استمرت الحال على ما هي عليه، خصوصاً في إنكار تراجع دور القاعات السينمائية (المكان الحقيقي للمشاهدة) أمام صعود دور منصات العرض التدفقي، مع العلم بأن سكورسيزي نفسه استفاد من هذه المنصات، إذ أنتج فيلمه الأخير “الإيرلندي”، بأموال “نتفليكس” التي تعتبر أشهر منصة بث تدفقي في العالم. فهذه المنصات التي أضحت شراً لا بد منه خلال الحجر الصحي، لا تقتل صالات السينما فحسب، بل تشوه أيضاً رؤيتنا لماهية الفن لأنها تستند إلى حسابات تخضع لخطط تسويقية.ذه الخشية النابعة من القلب على مستقبل السينما، التي باتت واقعاً ملموساً لا مجرد هاجس كما كانت الحال في التسعينات مع انتشار عبارة “موت السينما”، عبّر عنها سكورسيزي كصرخة في مقال طويل نشر في مجلة “هاربرز” (ثاني أقدم مجلة أميركية لم تتوقف عن الصدور منذ تأسيسها في عام 1850)، وخلق نقاشاً في الأوساط المعنية بالسينما، علماً بأن العالم العربي لا يزال بعيداً من أي نقاش، كون الثقافة ليست من أولوياته، سواء كانت صناعةً أو عرضاً أو نقداً.
ولكن، ماذا يقول سكورسيزي تحديداً في هذا المقال التاريخي الذي سيسيل الكثير من الحبر في الصحافة على مدى الأيام القادمة؟ بدايةً، يحمل النص عنوان “المايسترو” (المعلم)، ذلك أن الجزء الأكبر منه مخصص لفيديريكو فيلليني (1920 – 1993)، وهو السينمائي الإيطالي الذي يكن له سكورسيزي إخلاصاً كبيراً، كون “ثمانية ونصف” من الأفلام التي صنعته. من خلال الكلام عن فيلليني يلقي سكورسيزي تحية على عصر كان للسينما فيه دور تأسيسي واجتماعي وفني. يبدأ مقاله باستعادة الزمن الجميل، حيث كان فيه مراهقاً يجوب شوارع مسقطه نيويورك، يوم كان الفن السابع في أوج تألقه، بينما أضحى اليوم مادة للنوستالجيا والحنين. كل شارع من شوارع نيويورك، وكل زقاق من أزقتها التي لطالما ارتبطت بأفلامه، تذكره بمسرح يعرض أحد هذه الأفلام التي كان لها وقع كبير في تكوين وعيه. فهنا يعرض آخر فيلم لكلود شابرول، وهناك جون كاسافيتيس، وعلى مقربة منهما أفلام لجان لوك غودار، وآلان رينيه، وأندريه فايدا، وروبير بروسون، وميكلأنجلو أنتونيوني. كل هذا في عالم شديد التنوع، وبعيد عن سيادة النوع الواحد والفكر الواحد والذوق الواحد. بين كل هذه العروض والاقتراحات البصرية التي يأتي معظمها من القارة العجوز، يميز سكورسيزي فيلليني الذي شكلت فيلمه “ثمانية ونصف” صدمة كبيرة له لم يشف منها إلى اليوم، وهذا ما يشي به مقاله.يتذكر قائلاً: “في قلب هذا كله، كان هناك مخرج واحد يعرفه الجميع، فنان واحد اسمه مرادف للسينما، وما يمكن لهذه السينما أن تفعله. لقد كان اسماً يحضر على الفور أسلوباً معيناً، وسلوكاً معيناً من العالم. في الواقع، أصبح هذا الاسم صفة. لنفترض أنك أردت أن تصف الجو السوريالي في حفل عشاء، أو حفل زفاف، أو جنازة، أو مؤتمر سياسي، أو جنون الكوكب بأسره، فكل ما عليك فعله هو قول صفة “فيلليني”، وسيعرف الناس بالضبط ما تعنيه”.
يشتكي سكورسيزي من أنه في أيامنا هذه يسود منطق التقليل من قيمة فن السينما بشكل منهجي. يقول إن السينما تهشمت، وتحطمت، بل تقلصت إلى قاسمها المشترك الأدنى، والمقصود به “المحتوى”. ويكتب موضحاً: “في الآونة الأخيرة، أي منذ خمسة عشر عاماً، لم نكن نسمع عن مصطلح “محتوى” إلا عندما كان الناس يناقشون السينما على مستوى جاد، وفي معرض مقارنته بـ”الشكل” وقياسه به، لكن وبشكل تدريجي، راح يستخدمه أكثر فأكثر الأشخاص الذين استولوا على شركات الإنتاج، ومعظمهم لا يعرفون شيئاً عن تاريخ الفن وأشكاله المتعددة، أو حتى لا يهتمون بما يكفي به للاعتقاد أنه ينبغي عليهم ذلك. أصبح “المحتوى” مصطلحاً تجارياً لكل صورة تتحرك: أفلام ديفيد لين، فيديو لقط، إعلان “سوبر بول”، تتمة لفيلم “سوبرهيرو”، حلقة مسلسل. لم يكن هذا مرتبطاً، بالطبع، بتجربة مشاهدة الفيلم في الصالة، بل بالمشاهدة المنزلية، على منصات البث التدفقي التي استولت على التجربة السينيفيلية العريقة، تماماً كما وضع موقع “أمازون” يده على المتاجر الحقيقية. من ناحية، كان هذا مفيداً لصانعي الأفلام، بمن فيهم أنا. من ناحية أخرى، فقد أوجد موقفاً يتم فيه تقديم كل شيء إلى المشاهد في ساحة لعب متكافئة، وهذا أمر يبدو ديمقراطياً، ولكنه ليس كذلك. فالخوارزميات اليوم تقترح عليك أن تشاهد أفلاماً بناءً على ما سبق أن شاهدته، والاقتراح هذا لا يستند سوى إلى الموضوع أو النوع، فماذا يفعل ذلك لفن السينما؟”.في رأي سكورسيزي فإن مصطلح Curator (اختيار أو تقديم عمل فني على غرار ما يقوم به المهرجانات أو بعض المتاحف في الغرب)، ليس مصطلحاً غير ديموقراطي أو “نخبوي”، وهو مصطلح أصبح بلا معنى من فرط استخدامه. أن تشارك الآخرين ما تحبه، فهذا فعل ينم عن كرم. وأفضل منصات البث، من قناة “كرايتيريون” إلى “موبي”، مروراً بـTCM تعتمد على الاختيار والتقديم. أما الخوارزميات، فتستند إلى حسابات تعامل المشاهد كمستهلك، ولا شيء آخر.
وفي معرض مقارنته الحاضر بالماضي، يأتي سكورسيزي على ذكر الموزع والناقد أموس فوغيل (وهو أيضاً صاحب الكتاب الشهير “السينما الانقلابية”)، معتبراً خياراته للأفلام في الستينات وعمله التعريفي المديد لا فعل سخاء فحسب، بل بادرة تنطوي على الكثير من الشجاعة. أما دان تالبوت، الذي كان مبرمجاً، فيروي أنه أسس شركة “أفلام نيويوركر” فحسب من أجل توزيع فيلم أحبه، وهو “قبل الثورة” لبرتوللوتشي. الأفلام التي وصلت إلى المشاهدين بفضل جهود هؤلاء صنعت لحظة مجيدة في تاريخ أميركا. في نظر سكورسيزي أن الظروف التي صنعت هذه اللحظة ولت إلى غير رجعة. يقول: “لهذا السبب أعود إلى تلك السنوات كثيراً. أشعر أنني محظوظ لأنني كنت شاباً وحياً ومنفتحاً على كل ما كان يحدث (من حولي). لطالما كانت السينما أكثر من مجرد محتوى، وستظل كذلك دائماً، والدليل على ذلك هو الأفلام التي كانت تخرج في الصالات أسبوعياً في تلك الفترة. أفلام من جميع أنحاء العالم، يحاور بعضها البعض الآخر، وتعيد تعريف الفن. من حيث الجوهر، كان هؤلاء الفنانون يتصارعون دائماً مع سؤال “ما هي السينما؟”، ثم يتركون الرد لفيلمهم القادم. لم يكن أحد يعمل في الفراغ. أمثال غودار، وبرتوللوتشي، وأنتونيوني، وبرغمان، وإيمامورا، وراي، وكاسافيتيس، وكوبريك، وفاردا، ووارهول، كانوا يعيدون خلق السينما مع كل حركة كاميرا جديدة، في حين كان السينمائيون المكرسون من أمثال ولز، وبروسون، وهيوستن، وفيسكونتي، يستعيدون النشاط بسبب الطفرة التي من حولهم”.
يؤكد سكورسيزي ببعض الحزن الذي يغلف قلمه، أن كل شيء تغير، السينما، وكذلك أهميتها، ودورها الطليعي في ثقافتنا. لا ينسى التذكير بأن الأعمال الكلاسيكية من فيلليني إلى مورناو، تراث جمالي يجب عدم التفريط به، بل من الواجب أن نوضح للمالكين القانونيين الحاليين لهذه الأفلام أنها ترقى إلى أكثر بكثير من مجرد ممتلكات يمكن استغلالها، ثم حبسها. “هذه الأفلام من أعظم كنوز ثقافتنا، ويجب التعامل معها وفقاً لذلك”، يكتب سكورسيزي قبل أن يختم: “يتعين علينا تحسين مفاهيمنا للفصل بين ما ينتمي إلى السينما، وما ليست سينما. فيديريكو فيلليني نقطة انطلاق جيدة. يمكنك أن تقول الكثير عن أفلامه، ولكن إليك شيء واحد لا جدال فيه: أفلامه سينما. قطعت سينماه شوطاً طوعيلاً في اتجاه تحديد شكل الفن”.
هوفيك حبشيان
هوفيك حبشيان ناقد سينمائي لبناني
” لف الدنيا. من قلعة الكبش الى بلفيل” 1- بلفيل بقلم صلاح هاشم
admin Uncategorized, رئيسية, لف الدنيا 0
إستهلال :
***
كتاب ” لف الدنيا.من قلعة الكبش الى بلفيل “
1- بلفيل
بلفيل بريشة الفنان المصري الكبير جورج البهجوري
استدار الى البهجورى ثم قال مبتسما :
– لا يا عم .. كله كوم وبلفيل كوم ، لقد حاولوا من قبل الاعتداء على هناك وقد نجوت بأعجوبة ، إذا كنت تود الذهاب إلى بلفيل فأفعل ذلك وجدك ، ولكن لا تنس أن تأخذ معك دورية حراسة .
ثم همس فى اذنى أمام جمع من الأصدقاء قائلاً :
– تشجع …
كنت أعلم أن المدن التى تكسو وجهها بالمساحيق والأصباغ ثم تتعطر لك وترتدى أجمل ما لديها من ثياب هى جسد بلا روح ، إنها تخفى قبحها وبشاعتها فى الشوارع الخلفية المهملة المنسية .
لنذهب إلى بلفيل فى ضواحى باريس الشمالية – سنستمع هناك إلى أم كلثوم تغنى ” هجرتك” … وسنشرب شايا بالنعناع ، وسنأكل سمكا مشويا فى عرض الطريق ، وسنسعد بلقاء أطفال بلفيل ، وهم يمرحون فى شوارعها العامرة بالخلق …
بلفيل بريشة جورج البهجوري
فجأة تذوب باريس بضجيجها المعتاد وصخبها المتمرد وترفها المتوحش . ولا يبقى أثر لشارع الشانزيليزيه الذى يعج بالسياح فى الليل .
أتطلع من نافذة المترو وهو ينهب القضبان الحديدية من محطة إلى أخرى ، يصعد بعض العمال العرب ، يوم آخر شاق من العمل غربت شمسه ، يحلمون بأطفالهم الصغار الذين يذرعون شوارع وحوارى بلفيل جيئة وذهابا ، يسألون عن الآباء الذين غابوا منذ ذلك الصباح البعيد ، متى يعودون ؟
السيدة التى تجلس قبالتى تبدى امتعاضا شديدا ، أنا أعرف ما تفكر به لسان حالها يقول :
– احترس دائما من الغرباء السمر ذوى الشعر الأكرت .
فى بلفيل ستطالعك تلك الوجوه الداكنة التى شبعت من حرارة الشمس واكتسبت بشرتها ذلك اللون النحاسى المتألق .
فى بلفيل ستجد شيئا من بؤس الوطن وفقره .. قدرا من العذاب . ستطالعك ابتسامات الأطفال ، رغم كل مظاهر الفقر وبشاعة اليأس فى العيون .
يمتد بوليفار دو بلفيل بلا نهاية ، الحمام الجاثم فوق اسلاك الكهرباء تدب فيه الحياة فجاة ، فيحلق مع الربح فى اتجاه الشمال .
تنتشر المقاهى بكثرة على الجانبين ونسمات الهواء اللطيفة تداعب الوجوه فى رقة ، والشمس تشرق فى بهاء . ولا يفسد بهجة المكان الا عربات البوليس التى تواجه مخرج محطة بلفيل .
يتقدم رجال البوليس يحيونك ، يطلبون منك أن تفصح عن هويتك ، عليك أن تبرز لهم بطاقتك الشخصية ، ثم بطاقة الاقامة ، ثم أوراقاً أخرى روتينية ، عليك أن تحملها معك فى جيبك ، اينما كنت ، خاصة إذا كنت عربياً ، وجهك يا صديقى يفضحك فى كل مكان .
على الجانبين ، تنتشر المحلات العربية التى تبيع كل شئ ، من السمسم والكزبرة مرورا بالتوابل ، حتى الطحينة والمخلل والمكسرات .
الحاج محمد المغربى يتنقل فى دكانه بهمة ونشاط ليلى طلبات الزبائن . يبحث عن السلم الخشبى الصغير ليرتقيه وتمتد يده إلى أحد الرفوف ليتناول براد شاى أزرق .. يلوح به للزبون إذا كان مطابقا للأوصاف المطلوبة .. يهز الزبون رأسه موافق … فيهبط الحاج محمد بالبراد الأزرق .
فجأة يمرق أمام الدكان بائع عقود الياسمين التونسى الذى يجوب طرقات بلفيل فى النهار ، رائحة الياسمين تسبقه إلى زبائنه ، وهو يدندن بلحن للمطربة التونسية عليا …
نتقدم فى الطريق الصاعد … حشد هائل من البشر يموج بالحركة .. تطل عليك من نوافذ المنازل القصيرة الايلة إلى السقوط ، وجوه عربية تجمع الغسيل المنشور على الحبال . تفضحك نظراتك .. تبتسم لك احداهن – آه … تلك الابتسامات من الوطن – ثم تسرع إلى الداخل فى حياء وخجل .
تقف مجموعة من العمال أمام إحدى وكالات السفر … رحلات إلى الجزائر .. والمغرب وتونس .. قائمة مكتوبة باللغة العربية .. يبرز من بين العمال شاب قصير يقف أمام القائمة يقرأها ثم يستدير إلى أصدقائه ويترجم لهم ما يقرأ باللهجة الجزائرية ..
اليوم هو يوم الجمعة والزحام فى سوق بلفيل على اشده .. يميل نحوك أحدهم ثم يقول :
– هذه أرخص الأسواق الباريسية . أسعار الخضار والفاكهة عندنا هنا تقل بكثير عن الأسعار الرسمية .
يتناول بائع البطيخ سكينه الحاد ثم يهوى بها فى قلب البطيخة وينتزع لك القلب لتذوق حلاوته بنفسك . تقضم قطعة من البطيخة ، ويقف المترددون على السوق حولك ويزدحمون فى اتجاه البائع الذى لا يكف عن الصياح . صوته كالرعد يصل إليك ولو كنت هناك فى الطرف الآخر من السوق .
الساعة الآن الثانية عشرة ظهراً . على الحائط كتابات وملصقات باللغة العربية . واحدة تعلن عن المباراة الأخيرة التى ستقام قريبا فى ستاد ضخم بباريس والتى يتنافس فيها الفريق العربى فى المهجر والفريق البرتغالى .
الملصق يدعو أهل بلفيل العرب إلى الإقبال على المباراة لتشجيع فريقهم الكروى الذى احتفظ بكأس البطولة فى العام الماضى .
هناك كتابة على الجدران تحذر العمال العرب من مبلغ العشرة الآف فرنك الذى وعدت به سكرتارية الدولة لشئون الهجرة كل عامل عربى يترك فرنسا نهائياً .
إعلانات عن شقق للتأجير والبيع . إمساكيات رمضان تتصدر المطاعم العربية . محلات الجزارة العربية تبيع لك اللحم الحلال المذبوح . السوق يعبره البشر أفواجاً متموجة تراه عن بعد .
نجمه داوود تتصدر محلات الجزارة اليهودية .
تتطلع إلى إعلانات الأفلام العربية . فيلم ” الرسالة ” يعرض هنا فى سينما ” بلفو ” العرض مستمر وتذكرة السينما لا تكلفك أكثر من ستة فرنكات . معظم رواد السينما يقصدونها أساساً للنوم . يستلقون على مقاعدهم فى الداخل ويتركون العنان لسلطان الرقاد .
فى منتصف الليل يمر ذلك الرجل البدين القصير وهو يطرق على طبلته بعصاه . يفيق النائمون ، إلى أين يتجهون … من يدرى ..
ربما إلى الحدائق والأرصفة وفتحات المترو الدافئة التى تتسلل منها أنفاس البشر إلى الخارج … حتما ستكون السماء رحيمة بهم فلن تمطر الليلة .
نتابع السير . نتقدم فى أحد الشوارع الجانبية . شارع ” رامبونو ” الذى يعتبره الجميع رئة حى بلفيل وعموده الفقرى . عليك أن تتسلق الشارع الممتد كالتل لتصل إلى قمته . فجأة تتطلع إليك العيون لأول مرة . إنك شخص غير مرغوب فيه . تحركاتهم ونظراتهم تجعلانك تحس بذلك .
يطل عليك الصغار من خلف الجدران الترابية . يسدون عليك الطريق ، وكأنهم يحاولون منعك من التقدم . وجوههم شاحبة هزيلة وأجسادهم ضامرة . تدفعهم عنك برفق .
تمضى فى السير ، خلف البوابة يختفى عالم رهيب مرعب . من الأزقة والحوارى الضيقة الصغيرة
وعندما يتجه بصرك إلى الأعلى تروعك هذه الكتل الهائلة من سقوف المنازل المتلاصقة التى يخيل إليك أنها ستسقط بعد لحظة فوق رأسك .
عندما تعبر البوابة الصغيرة تداهمك الروائح الكريهة . فتكاد أن تختنق .. يتسلل إلى سمعك بكاء طفل رضيع يأتى من بعيد ، ربما كان طفلا جائعا تركته أمه وحده وغادرت المكان بحثاً عن لقمة عيش .
وفجأة تهمس فتاة سويسرية فى أذن صديقها :
أننى خائفة ، لا اجرؤ على المجئ إلى هنا وحدى .. حتى معك لا أقدر أن أفعل ذلك .. إننى لا أصدق ما أراه .
يوافق جلبير كالمذهول :
– كيف يحدث هذا . من يصدق أن كل هذا البوس يقع على بعد عشر دقائق سيرا على الأقدام من ساحة الأوبرا الأنيقة الباذخة .
قررت أن أبقى وحدى فى بلفيل حتى يدخل الليل . فى أحد المقاهى العربية ، تجمع بعض الرواد فى أحد الأركان يلعبون الورق . فريد الأطرش يدندن .. ” عاد الربيع من تانى ” الحركة فى الميدان لم تنقطع بعد . المعلم كمال القروى الجزائرى صاحب القهوة يحدثنى يحاول أن يفسر لى لماذا ينظرون إلى بريبة ويقول :
– للديار حرمة . أنت تدخل متطفلا على القوم .. هذا حى يقطنه قوادون وتجار مخدرات ومومسات ومجرمون وهاربون من العدالة من كل لون وجنس، لذلك تتطلع إليك العيون فى البداية خوفا من أن تكون مرشداً للبوليس .. فالداخل إلى بلفيل مشكوك فى أمره وهو مدان من قبل الجميع إلى أن يثبت حسن نيته .
المعلم كمال يعيش فى بلفيل ويملك هذا المقهى منذ 15 سنة . ويقول أنه من الصعب تحديد عدد سكان الحى . الاحصاءات الرسمية تقول : 20 ألفا والمعلم كمال يقول مائة الف شخص : أنا لا أدرى أيهما الصحيح : حسابات الحكومة أم حسابات المعلم قروى .
ويقول المعلم أن معظم سكان بلفيل من العرب واليهود . لقد جاءوا إلى الحى فى 3 موجات. الأولى عام 1956 بعد استقلال تونس . الموجة الثانية فى عام 1961 بعد أزمة بنزرت . والموجة الثالثة فى عام 1967 بعد حرب الأيام الستة .
والحى يعتبر ” غيتو ” مفتوحا لكل من يعيش على هامش الحياة فى باريس . ” فى حزيران (يونيو) عام 1968 ، نشبت معركة سقط فيها أكثر من قتيل عندما احتج سكان بلفيل العرب على احتفالات اليهود فى أول ذكرى لانتصار اسرائيل فى حرب الأيام الستة ” .
ويمضى قائلا :
” لكننى أقسم لك أن هناك دسيسة فى الأمر . لأبد أن أحد المتسللين إلى الحى قد افتعل خلافا تطور إلى قتال بين الطرفين . على كل حال اذقناهم درسا لن ينسوه . ثم تدخل البوليس ” .
ثم ينتقل فجأة إلى الحديث عن الأطفال :
الأطفال هنا يتركون وحالهم ليتشردوا فى الطرقات .. ليدبروا المقالب لعابرى السبيل . الأباء والأمهات لا يهتمون بتعليم ابنائهم .. ليس هناك أمام الصغار سوى الخيار بين أمرين : اما التشرد فى الشوارع واما تعلم صنعة أو حرفة . صبى بقال أو صبى جزار أو حلاق .
عمال النظافة لا يترددون على الحى ، الا مرة واحدة فى الأسبوع . الغرفة الواحدة يسكنها أكثر من خمسة أشخاص . ومن السهل أن يصاب المرء هنا بالدرن .
تشترك المقاهى المتناثرة فى شارعى ” رامبونو ” و “اوريلون” كلها ، تقريباً ، فى سمة واحدة . العجائز والعاطلون عن العمل يقصدونها ليلعبوا الورق . الشباب المتسكع يتردد عليها من أجل العراك وتبادل السباب والشتائم .
ذلك هو حى بلفيل العربى ، جزيرة من البؤس وسط بحر من الاغتراب حسبها القادمون الجنة الموعودة ، وإذا بهم ينتقلون من فقر وحرمان فى الوطن إلى التشرد والبؤس فى اللاوطن .
صلاح هاشم
مجلة ” الوطن العربي ” . باريس . 1978
صلاح هاشم كاتب وناقد ومخرج مصري مقيم في باريس.فرنسا.مؤسس ورئيس تحرير موقع سينما إيزيس عام 2005 في باريس
” كارافاجيو” في السينما بقلم د. أحلام فكري
admin Uncategorized, رئيسية, شخصيات ومذاهب 0
فيلم الفنان التشكيلى الإيطالى “كارافاجيو” ، عرض في مهرجان القاهرة السينمائي في دورة سابقة، وهو من الأفلام التى تحتاج إلى انتاج ضخم، لما تحمله تلك المرحلة التي يحكي عنها الفيلم، منذ القرن الخامس عشرة وبداية عصر النهضة، من أزياء مميزة ، من طراز ذلك العصر
إلى جانب الديكور والاكسسوارات والضوء وأماكن التصوير ،وتوثق إيطاليا بهذه الأفلام لمرحلة هامة من تاريخ حضارتها الهائلة ، وقد قام بإخراج الفيلم المخرج الإيطالى انجيلو لونجوتى، وقام بكتابة السيناريو جيمس كارينجوتن وقام بدور الرسام “كارافاجيو- Caravaggio” الممثل الإيطالى “اليسسيوبونى Bonnie- Lesion “، والممثلة الإيطالية” كلينا كيم- Cleona Kim”.
ولد ” مايكل انجلوميس – Michel Angelomis” وشهرته “كارافاجيو – Caravaggio” قرب برشيا فى إقليم لومبارديا، وتلقى تدريبه الأول فى ميلانو ، ثم رحل من بلدته إلى روما قبل أن يبلغ العشرين من عمره، حيث أمضى الفترة من 1588-1591 حالما أن يصبح رسامًا مشهورا، ولم يكن الطريق أمامه سهلا، بل كان مليئا بالصراعات، ضد الفقر والمرض ، ومالبث أن أبدع “النزعة الطبيعية” التى غدت نقيضًا للنزعة المتكلفة السابقة
وبدلًا من إنتقاء الشخصيات البارزة ، إنبرى يصور النماذج المستمدة من الحياة الشعبية،التى يخالطها ويقع عليها بصره ، مفضلاً تسجيل قسمات العامة من الناس وسلوكهم، حتى أنه أعجب بفتاة فقيرة من العامة ،واتخذ منها موديلا لأعماله
وقد كان يرى فى ملامح وجهها التعيس والبسيط، ماينشده من تحقيق هدفه وطموحه الفنى، حتى انه قام بتعريض نفسه للخطر، فدخل فى صراع بمبارزة ذلك الشخص الشرير، الذى اعتدى عليها، وقام بتشويه وجهها بضربة سيفه، فكان لذلك أعمق الأثر فى نفس كارافاجيو الإنسان، الذى تعاطف مع البسطاء والمظلومين والمحرومين من عامة الشعب، المقهورين بتقاليد ذلك العصر، وقد إهتم بموضوعات الطبيعة الصامتة، من زهور وفواكه، كانت تنال إعجاب الزائرين وبخاصة الكاردينال “دى مونت”، الذى عمل لديه فترة ،وجاء مشهد الأستوديو فى الفيلم فى غاية الروعة، وطريقة إعداد الرسام للألوان، وتحضير العمل، ووضعية الموديلات، والدقة والعناية بكل التفاصيل الصغيرة .
ومن نماذجه المبكرة لوحة ” باكجوس عليلًا ، و”ميدوسا” وتكشف كلها عن روح النضارة والمباشرة، وخلوها من الإصطناع والتكلف الأكاديمى الشائع فى روما آنذاك، ، أما التجديد الذى أتى به وأذاع صيته، وجعل إسمه موضع الجدل والخلاف، فلم يكن تطبيق الأسلوب الواقعى، على الصورر الدينية فحسب
إنما كان ينطوى على العمق الدرامى، لعنصر الضوء، والتضاد بين الظل والنور ، وكان يقوم بتسليط الضوء الحاد ،على تكويناته الفنية سواء كانت عنصرًا بشريًا أو طبيعة صامتة، وذلك من خلال مصباح معلق بأحد زوايا مرسمه ، ليستقر الضوء على أحد جوانب تكوينه، تاركًا بقية الأجزاء فى ظلام دامس ، وهو مايثير روح التعاطف عند المتلقى، ويشده إلى بقية التفاصيل، والإستغراق فى حالة التأمل
كذلك نلاحظ قناعته من الألوان الأساسية بلون واحد ، وذلك بإكتفائه أحيانًا باللون الأحمر الوهاج ، وبالجمع في لوحاته بين البساطة والشموخ، مما جعلها شديدة التأثير فى الحركة الدينية الشعبية خلال عصره ، كذلك تميزت لوحاته ببراعة كارافاجيو ، فى إتقان التصوير ، والتقليد البارع، للأشياء الطبيعية، فقد كان كارفاجيو الفنان الفذ، مملوءًا بروح التفاؤل، الذى شاع فى ذلك العصر ،من بساطة وحب للحياة .
والموضوعات الدينية التى سجلها كارافاجيو، يتمثل فيها الحضور المسرحى للشخوص، وتصويرهم فى ذروة لحظاتهم العاطفية، المعبرة عن دخائلهم ، وهو بحياته القصيرة ، كان قد عاش عصرًا كبيرا بآفاقه الرحيبة
ومن أعماله التى تستحق أن نتوقف المرء أمامها، وتم تصويرها فى الفيلم بعناية وتكنيك عال، وفهم عميق للمشهد، والإحساس بالشخصية، اللوحة التي يفزع فيها ذلك الفتى، الذى قام بدور الموديل، فى معظم اعمال كارافاجيو ،وهو صاحب شخصية كوميدية، وقد تحسب بسبب جماله أنه فتاة، وذلك أثثاء محاولة كارفاجيو وضع السحلية فى يده، وكان عليه أن يمسكها بيده في اللوحة، فكان مشهدًا رائعًا حيث إلتقط الفنان تلك اللحظة العفوية التى مرت سريعًا، والتقطها فى نظرة الفتى، وحركة ذراعه الحادة ، في محاولته الهروب من السحلية، وهو لايستطيع في ذات الوقت، أن يتحرك من مكانه .
وقد اتسمت هذه اللوحة بالصدق، بما فيها من تسجيل الإحساس بالحركة، التى كانت حقيقية، و حيث يظهر، ذلك التضاد الحاد، بين النور والظل ، الذي يجعلنا تستنتج أن تاريخ هذه اللوحة، يسبق السنوات العشرة الأخيرة من القرن ، وإنها لوحة سابقة لعصرها
وقد كان محرك هذا العمل، خيبة أمل الفنان فى الحب، وهى خيبة الأمل التى حطمت سعادة كارافاجيو الشاب، بالإضافة إلى أن هذه اللوحة تمثل أفضل النسخ الثلاثة المعروفة، التى صورت هذا الموضوع، ورغم بعض العيوب التى لحقت بها، والتى تطلبت إعادة ترميمها ، فإنها لحسن حظنا ربما، مازالت تحمل ملامح البداية الأصلية لظهور كارافاجيو ، ويبدو أن هذه الصورة تنطوى على استعارة أو مجاز ، فمن الواضح أن السحلية، تمثل علامة أو دلالة غير سارة، حيث تشير بعض المصادر القديمة الى أنها ترمز إلى الموت، كماتشير مصادر أخرى الى أنها السحلية ترمز إلى الشبق..
د/أحلام فكرى
10 على القمة في ” سينما إيزيس الجديدة “. بقلم ولاء عبد الفتاح
admin رئيسية, شخصيات ومذاهب, كل جديد, مهرجانات 0
أنقذوا أتيلييه الأسكندرية. بقلم فكري عيّاد
admin رئيسية, كل جديد, مختارات سينما ازيس 0
فوتوغرافيا. روح الصورة. عدسة صلاح هاشم
admin رئيسية, فوتوجرافيا, كل جديد 0
السينما الفرنسية تتحدى النفوذ الأمريكي وترسم خريطة الطريق بقلم كمال القاضي
admin رئيسية, مختارات سينما ازيس 0
استطاعت السينما الأمريكية أن تفرض نفوذها الكامل بدعم من مؤسسات الإنتاج الكبرى التي تمتلك رؤوس أموال ضخمة يدفع بها الممولون لاحتكار صناعة الفيلم والهيمنة على أسواق التوزيع في العالم، وقد تسيدت هوليوود المجال الفني بإنتاج نوعيات تجارية راعت احتياج القاعدة العريضة من الجمهور المحلي والعالمي، فتسببت في تهميش التيارات السينمائية في أغلب الدول الأوروبية لقطع الطريق على المنافسين والانفراد بالساحة الدولية والعالمية لترويج بضاعتها الاستهلاكية القائمة على عناصر الجذب والإبهار باستخدام أحدث التقنيات في التصوير والخدع والغرافيك والحيل شديدة الذكاء والإتقان في التصميم والتنفيذ. ولضمان عملية الترويج اتخذت هوليوود كبرى المؤسسات الإنتاجية في العالم العنف والجنس والرعب مواد لأنماط تأثيرية مهمة لاستقطاب الجمهور.
وقد لعبت في ذلك على وعي المشاهد البسيط، المكبوت جنسياً والمغرم بالإثارة، كما رصد خبراء التحليل النفسي الموكلين بتقديم دراسات سيكولوجية عن الميول الفطرية لدى المهتمين بالسينما، رغبات الجمهور من مختلف النوعيات لتحديد الشرائح الأكثر انجذاباً لمشاهد العنف والأطر المُفضلة لديهم لتوظيف الأكشن لسهولة الإقبال عليه وتوفير كافة العوامل للتفاعل مع المصنفات التي تحويه وتقدمه بشكل تأثيري مضمون النتائج. وبناءً على هذه القاعدة تربعت السينما الأمريكية على العرش واستمرت في السيطرة والهيمنة وبلغت ذروة تأثيرها، خاصة في منطقة الشرق الأوسط ودول العالم الثالث، الأمر الذي أدى بالسينما الفرنسية لإتباع الطريق المعاكس في المنافسة، إذ انصرفت مؤسساتها الإنتاجية عن تقديم المغريات الرخيصة وعملت على تحري الدقة والموضوعية في طرح الأفكار والقضايا، غير أنها راعت حدود الذوق العام في تقديم الأفلام الخفيفة الجانحة في مضامينها إلى الكوميديا أو التسلية البسيطة مراعية النوعية الجماهيرية التي لم تتمتع بالقدر الكافي من التعليم أو الثقافة العامة، وبهذا فرضت المؤسسات الإنتاجية في فرنسا تقاليد إنسانية وأخلاقية في تقديم المغاير من الأفلام والمختلف عن النمط الهوليوودي التجاري الغث.
ولأن هناك توازنا بين المُفيد والجديد، صار الإنتاج المتميز في فرنسا للأفلام الاجتماعية والإنسانية والسياسية هو الغالب في جميع المواسم، وقد أسفر ذلك عن بيع 183 مليون تذكرة دخول لأشهر دور العرض السينمائية خلال عام واحد كمُحصلة رقمية لارتفاع نسبة المشاهدة لعدد 200 فيلم حديث في السنة وإجمالي 250 مهرجانا دوليا يشارك فيها الفيلم الفرنسي على مدار رحلة طوافه السنوية حول العالم، وهذه الأرقام والإحصاءات واردة في دراسة وافية ومتعمقة للكاتب والناقد والمخرج المصري صلاح هاشم تحت عنوان «السينما الفرنسية» حيث رصد من خلال وجوده في باريس ومتابعته لأهم المهرجانات السينمائية، الحضور الدائم للأفلام الفرنسية واختلافها الجوهري والجذري عن بقية الأفلام الأمريكية ذات الصبغة التجارية المعروفة، برغم أن الدراسة لم تعتن كثيراً بمسألة المقارنة بين النمطين السينمائيين الأمريكي والفرنسي، لكننا رأينا أن نضيف هذا البعد لجلاء الحقيقة وتسجيل شهادة أمينة لصالح السينما الفرنسية من باب التوثيق باعتبار المؤشرات السابقة في الأرقام من الدلائل القوية لإثبات التفوق الصناعي والتقني والإبداعي للفيلم الفرنسي في نُسخه الجديدة والمتطورة.
ويذكر صلاح هاشم ضمن ما يذكر في كتابه البحثي المهم أن فرنسا احتضنت المخرج الهولندي الكبير جوزيز ايفانز والمخرج الأسباني لوي بونويل مؤكداً على أن باريس العاصمة احتوت أشهر المواهب والكفاءات الفنية وسمحت لهم بفرص ثمينة للإبداع والتألق داخل المحيط السينمائي. ولم ينس هاشم أن يشير إلى ريادة فرنسا في صناعة السينما ودورها المهم في خلق اتجاهات معينة كاتجاه الواقعية الشاعرية في ثلاثينيات القرن الماضي وتيار الموجة الجديدة في الخمسينيات مُتمثلاً في تروفو وغودار وشابرول وغيرهم، وكذلك تيار الموجة الحديثة في التسعينيات لروشان وكازوفيتش وباسكال فيران.
وتعد هذه هي آخر الموجات والتيارات في السينما الفرنسية، حيث لا وجود الآن لما يُسمى بالاتجاه أو التيار، ذلك أن لكل فيلم وكل مخرج أسلوبه الإبداعي غير المرتبط بمدرسة أو تيار أو اتجاه معين نظراً لمساحات الحرية المتوافرة والقضايا المتعددة والمنطلقات المختلفة والتي تؤدي إلى حدوث زخم وتطور تلقائي في المنظور والشكل والمفهوم الضمني.
ولعل أهم ما يميز السينما الفرنسية أنها تستقل في موضوعاتها عن سُلطة المنتج، فمن يحدد هوية الفيلم هو المخرج المؤلف الذي يتولى صياغة الفكرة والصورة بمعزل عن ضغوط رأس المال كما هو متبع في السينما الأمريكية وفق ما أشرنا إليه سلفاً، غير أن السينما الفرنسية تتميز أيضاً بعنايتها بالحركة والصورة وتفاعلية الجمهور الذي يؤمن بدورها في التغيير، كما يؤمن إيماناً راسخاً بأهميتها في نقل الواقع الاجتماعي وطرح القضايا الوطنية باعتبارها انعكاسا للاشتباك السياسي.
وتُبرز الدراسة النقدية للناقد صلاح هاشم على مستوى آخر دور الأفلام الوثائقية في إحداث التغيير المطلوب لنماء المجتمعات الفقيرة، وهو ما اهتم به الإخوة لوميير في رصدهم لحركة العمال في قرية لاسوكات بالجنوب الفرنسي، كما ظهرت أفلام وثائقية على قدر من الأهمية طرحت صوراً تاريخية لأهم الأماكن والمعالم الأثرية في مصر وتونس ومناطق أخرى من العالم، ولا تزال هذه الأفلام تمثل شهادات ووثائق تساعد العلماء والمؤرخين على قراءة التاريخ وتفسيره تفسيراً دقيقاً وهو محل الاعتبار الرئيسي لخريطة السينما الفرنسية وتميزها وانفرادها بالمضمون الجوهري البناء في مغايرة واضحة وصريحة للسينما الأمريكية بإبهارها وسطوتها وغرورها.
كمال القاضي
كمال القاضي كاتب وناقد سينمائي مصري مقيم في القاهرة.مصر
***
عن جريدة ” القدس العربي ” بتاريخ 23 يناير 2021
صناعة رفاعة : السينما المصرية تبحث عن مونتسكيو العرب في باريس بقلم صلاح هاشم
admin افلام, رئيسية, شخصيات ومذاهب, كل جديد 0
فيلم ” البحث عن رفاعة “
البطاقة الفنية
فيلم وثائقي طويل. سنة الانتاج 2008. مدة العرض 62 دقيقة.سيناريو وإخراج صلاح هاشم.تصوير ومونتاج: سامي لمع وصلاح هاشم. إنتاج : مجموعة نجاح كرم للخدمات الاعلامية.المنتج المنفذ: نجاح كرم.
ملخص الفيلم : يحكي الفيلم، من خلال رحلة بين باريس فرنسا، والقاهرة مصر، مرورا بأسيوط وطهطا في الصعيد، عن «ذاكرة» رائد نهضة مصر الحديثة رفاعة رافع الطهطاوي (1801 – 1873م) التربوية والتعليمية ، الذي يلخص مشواره الثقافي والعلمي، قصة مصر في قرنين، ويفتش الفيلم، عما تبقى من أفكاره وتعاليمه، التي جلبها الى مصر ،من رحلته إلى باريس عام 1826 إ، حين سافر مع أول بعثة تعليمية، أرسلها محمد علي باشا إلى فرنسا، لدراسة مصر الحديثة، وخروجها من جاهلية العصور الوسطى ، إلى نور الحداثة. كما يطرح الفيلم سؤالا: ترى إلى أي حد، استفادت مصر من تجربة الطهطاوي، التي كانت بمثابة ثورة فكرية تنويرية أصيلة.
كان العرض الأول للفيلم في جامعة لندن.قسم الدراسات الشرقية، بدعوة من الأستاذ د.صبري حافظ يوم 9 حزيران/يونيو 2008 .
وقبل أن ينطلق الفيلم في مابعد للعرض في عدد كبير المهرجانات السينمائية والمراكز الثقافية العربية والعالمية: مثل ” كرافان السينما العربية الأوروبية في الأردن، وسينما “الاتوال” في ضاحية لاكورنف باريس( بحضور السيدة ماجدة رفاعة، حفيدة الطهطاوي) ومتحف ” موسم ” – MUCEM- متحف الحضارات الأوروبية والمتوسطية في مارسيليا، في إطار إحتفالية بعنوان (” الطهطاوي.مونتسكيو العرب ” يوم 12 سبتمبر 2013، كما عرض في المعهد الفرنسي – المنيرة، وفي أوبرا الأسكندرية ، ومركز الثقافة السينمائية في القاهرة وفي كل المراكز الثقافية التابعة لصندوق التنمية الثقافية في مصر ومسرح الهناجر وغيرها
***
فيلم ” البحث عن رفاعة ” لماذا ؟
سألني البعض عن فيلمي الوثائقي الطويل -65 دقيقة- بعنوان“البحث عن رفاعة” الذي يعتبر كما كتب بعض النقاد في تقييمهم للفيلم أنه : ” ..أول فيلم وثائقي مصري، يتناول بإسلوب سينمائي متميز، وغير تقليدي، مسيرة الشيخ رفاعة رافع الطهطاوي (1801-1873)” رائد نهضة مصر الحديثة، وينبّه بشكل غير مباشر، ومنذ عام 2008، تاريخ صنعه،ينبه إلى خطورة التيارات الدينية المتطرفة الفاشية،وصعودها واستفحالها في عهد الرئيس مبارك، وهويعرض لـ”أفكار” الطهطاوي الكبرى في الحكم والإدارة، والحرية والثقافة، والمرأة والتربية، لجيل المستقبل في مصر، مؤكداً ..على أن رحلة الطهطاوي، مازالت ابنة الحاضر، ولم تنته بعد.” ..
حسنا. لم يكن هدفي كمخرج،عندما إنتهيت عام 2008 مع مدير التصوير اللبناني سامي لمع، والاعلامية الكويتية نجاح كرم،من صناعة فيلمي الوثائقي الطويل ” البحث عن رفاعة ” عن رائد نهضة مصر الحديثة رفاعة رافع الطهطاوي- ـأو كما أطلق عليه الفرنسيون ” مونتسكيو العرب” وذلك في تظاهرة بإسمه، عقدت في متحف” موسم “- MUCEM – متحف الحضارات الأوروبية والمتوسطية في مارسيليا وعرض فيها الفيلم.لم يكن هدفي أن أضيف شيئا جديدا،الى السيرة الذاتية لجدنا الأكبر الشيخ رفاعة رافع الطهطاوي، رائد نهضة مصر الحديثة، و جد كل المثقفين المصريين التنويرين، أو أن أحكي عن حياته.. فقد كان هناك، عشرات من الكتب والدراسات والمقالات، بالعربية والانجليزية والفرنسية، قد كتبت عنه..
مثل كتاب” رفاعة الطهطاوي. رائد فكر، وإمام نهضة ” تأليف دكتور حسين فوزي النجار، الصادر عن الهيئة العامة للكتاب عام 2008 ، وكتاب ” رفاعة الطهطاوي. رائد التنوير في العصر الحديث ” للدكتور محمد عمارة الصادر عن دار الشروق 1988 في طبعة ثانية، وكتاب ” عودة رفاعة الطهطاوي” للدكتور أنور لوقا الصادر عن دار المعارف في سوسة .تونس، كما صدر كتاب بالفرنسية بعنوان ” أبناء رفاعة “- LES ENFANTS DE RIFAA – للمفكر والفيلسوف اليميني الفرنسي جي سورمان، عن دار نشر فايار في باريس وغيرها، وكنت التهمتها أو وأتيت على أغلبها، قبل الاعداد لتصوير الفيلم في مصر عام 2008 ، ومن دون ” خطة سيناريو محددة “أو الحصول على تصاريح تصوير من الجهات الحكومية المعتمدة..
عملية ” البحث “
بل كان الهدف من “صناعة رفاعة” –كما هو مكتوب في بوستر ” ملصق” الفيلم، هو تصوير عملية ” البحث ” ذاتها، التي تمثل جوهر وعصب الفيلم..ومايكتنف هذه العملية،من إستكشاف.. لماضينا.. وذاكرتنا.. تاريخنا وحاضرنا، وأهم من ذلك كله. أن عملية البحث هذه، كانت تعني بالنسبة الي، بعد ان سافرت للدراسة عام 1970 الى أوروبا. وكنت قرأت كتاب الطهطاوي ” تلخيص الإبريز في تلخيص باريز” أثناء فترة الدراسة في الجامعة- قسم انجليزي آداب القاهرة – في فترة الستينيات المتوهجة ثقافيا وفكريا، وكانت من أخصب الفترات الثقافية، التي عاشتها مصر- فترة ” التلقين الثقافي ” عن جدارة لجيلنا، جيل كتّاب الستينيات في مصر، كما يصفها الأديب الشاعر و الروائي محمد ناجي، في فيلمي الوثائقي الطويل الخامس ” حكايات الغياب “- ترى لماذا لانقيم احتفالية فنية وأدبية وثقافية في مص،ر للتعريف بتلك الفترة وابداعاتها المتوهجة في الأدب والسينما والمسرح والقصة القصيرة، هكذا فكرت وأنا أكتب عن ” البحث عن رفاعة ” لماذا – لكن هذه قصة أخرى..
الى كل زهرة لوتس مسافرة
وكانت عملية البحث، تمثل بالنسبة الي ” عودة ” الى المكان الذي إنطلقت منه،أي مصر، لإعادة إستكشافه من جديد، وكأني أتطلع اليه للمرة الأولى.أتطلع الى ترابه وأرضه، وأهله ونيله، وسمائه وأشجاره وناسه، وأنا أعب من جماله- أثناء رحلة البحث- هذه، وأختلط فيه،بعد طول تجوال وترحال ،بالحشد الإنساني،لأعانق فيه وبعد طول غياب ..كل الكائنات والموجودات..
( ..كنت كتبت الى صديقي مدير التصوير اللبناني الفنان الكبير سامي لمع الذي يعيش في كوبنهاجن . الدانمرك بهذا الشأن- الشروع في عمل فيلم عن رفاعة، وكنت حدثته كثيرا عن مصر لسنوات طويلة، منذ ان التقينا في مزارع العنب في فرنسا عام 1970، ولم يكن زارها من قبل، فتحمس سامي كثيرا لخوض مغامرة صنع الفيلم معي، وبخاصة عندما عرف، من رسالتي اليه، من من هو الطهطاوي هذا، الذي أريد أن أوثق لحياته وذاكرته في فيلم، ووجدها فرصة رائعة، لزيارة “أم الدنيا”، وقام بشراء كاميرا جديدة وحضر الى مصر. )..
كان الهدف بعد أن درست السينما والأدب الإنجليزي وموسيقى الجازفي ” جامعة فانسان” الشهيرة في باريس، طرح سؤال السينما أيضا ،وبخاصة السينما الوثائقية من خلال الفيلم، وكيف يمكن توظيف إمكانياتها الهائلة، لخدمة قضايا التقدم والتحرروالهوية والوعي بالتراث، وتوظيفها كأداة للتأمل والتفكير في واقع مجتمعاتنا الإنسانية، وأن أغطّس وأغرّق رؤؤس الناس في بحر توهج الحياة في مصر والنهل من بهجتها..
فلم يكن السؤال عن رفاعة – سؤال التطور والتقدم، والى أين تتجه مصر- رايحة على فين ؟ يخص رفاعة وحده، بل يخص أيضا كل من التقيتهم في رحلة البحث عن رفاعة، وكل زهرة لوتس مصرية مسافرة، أو مهاجرة، قبل أن تودع الوادي، وتلقي نظرة أخيرة على النيل..
كان الطهطاوي هوعنوان الفيلم في الخارج، لكن لم يكن الطهطاوي هو بطل الفيلم، بل كان البطل هو “رحلة البحث” عن شخصه، والتفتيش في عوالمه، وكوكبه الفريد. والنظر الى عملية ” التحول” هذه التي مربها ،للتأمل من جديد في أفكاره بخصوص التعليم والثقافة والتقدم والنهضة.وكانت “عملية البحث”هذه هي همي الرئيسي، الذي أردت من خلاله، أن أوثق للواقع المصري العياني المعاش، في تلك السنوات، الجد عصيبة،التي مرت بها مصر والعالم..
مثل حرب أمريكاعلى العراق،وتصاعد وتعاظم سطوة الاعلام الوهابي الارهابي السلفي الفاشي وسيطرته على الاعلام العربي في أغلبه، ومن دون أن يغيب عن بالي ابدا،الإمساك بتوهج الحياة في مصر،بألفة الناس المصريين الطيبين، رغم قسوة وبشاعة الألم وظلم الواقع، في السنوات الأخيرة لحكم نظام الرئيس مبارك العسكري الاستبدادي، وقبل أن تطيح به ثورة 25 يناير 2011..وتسقط حكمه..
ولم يكن يهمني مطلقا حين شرعت في تصوير الفيلم ،أن يخرج أويكون في نهاية المطاف، فيلما من أفلام “سينما المؤلف “. فيلم ” شخصي”، عن ابن بطوطة جديد، من حينا العريق ” قلعة الكبش ” في السيدة زينب، وليس عن رفاعة..
فقد كان لدي قناعة بأن رفاعة، لو كان في مكاني، في وقت تصوير الفيلم، لكان طرح على نفسه من فرط حبه لوطنه مصر، ذات التساؤلات التي طرحتها في فيلمي. كنت أشعر، بأن الحافز لصنع الفيلم، الإشارة الى ، والتنبيه بحقيقة، لايمكن أن تكون اخطأتها عين..
حقيقة أن الظروف التي عاشتها مجتمعاتنا العربية، وبخاصة في مصر، خلال العشر سنوات السابقة على صناعة الفيلم، كانت تشهد انحسارا مروعا على مستوى التعليم،والثقافة والصحة والأخلاق والضمير الإنساني الصاحي، وتدهور الحياة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا بشكل عام..
” ثلاثية ” البحث عن رفاعة
،وأن كل المكاسب التي كانت تحققت – المزيد من الحريات الشخصية – وعلى كافة المستويات – مثل ” مجانية التعليم ” بسبب نضالات سابقة، كانت قد تأممت، أو دخلت المتاحف.ولذا كان الهدف من صناعة فيلم ” البحث عن رفاعة ” أول تجربة سينمائية لي كناقد – بعد تجربة فيلم الوثائقي الطويل الأول ” كلام العيون ” الذي أخرجته عام 1976 ( بالتعاون مع سمير محمود ومحمد توفيق) أثناء دراستي للسينما في جامعة فانسان، هو “تحريك الساكن”، والخروج من تلك ” الغيبوبة ” الفكرية التي كنا نعيشها، وعزلتنا كأمة وشعب. وطرح سؤال رفاعة، سؤال التطور والتقدم.وقد كان اقصى وجل طموحاتي – وبخاصة في هذا الجزء الأول من الثلاثية،” ثلاثية البحث عن رفاعة” كما أردتها وتمثلتها وهضمتها، خلال أكثر من عشر سنوات..
بحيث يكون الجزء الأول، عن الأفكار التي جلبها معه الطهطاوي من فرنسا، ويكون الجزء الثاني، بعنوان ” ذهب باريس” ،عن الخمس سنوات، التي تعلم فيها في فرنسا وقضاها هناك ،ليكون أول ” عين ” مصرية تشاهد حضارة الغرب ،وتتأمل في علاقة الحاكم بالمحكومين، وتتعرف على معاني ” المواطنة ” ودلالاتها العميقة في الدولة العلمانية، وحقوق الأفراد..
ولم يكن غريبا وقتها من هذه الزاوية، أن يقوم الطهطاوي بترجمة الدستور الفرنسي، وعلى أساس أن يتكرس الجزء الثالث من ” الثلاثية” بعنوان ” المنفى “لحال الطهطهطاوي عند عودته الى مصر، والانجازات التي حققها، في عهد الوالي محمد علي، ثم ماجري من نفي الطهطاوي الى السودان، عندما صعد الخديو عباس الى عرش مصر..
كان أقصى وأجل طموحاتي: “إثارة الفضول” فقط ،في كل مايتعلق بشخصية رائد فكر وإمام نهضة، رفاعة رافع الطهطاوي. والتحفيز على قراءة أعماله، أو حتى تصفح فقط رائعته ” المرشد الأمين في تربية البنات والبنين ” وأرجو أن أكون وفقت.
صلاح هاشم*
باريس.فرنسا. في 22 نوفمبر 2020
صلاح هاشم مصطفى *
كاتب وناقد ومخرج مصري مقيم في باريس.فرنسا. من مواليد 12 نوفمبر. قلعة الكبش.السيدة زينب.القاهرة. من “جيل الستينيات” في مصر. مؤلف مجموعة كبيرة من الكتب في السينما، والقصة القصيرة، والهجرة، وأدب الرحلات، من ضمنها كتاب ” الحصان الأبيض ” قصص قصيرة، و” الوطن الآخر .سندباديات مع المهاجرين العرب في أوروبا وأمريكا ” و ” السينما العربية خارج الحدود” وغيرها. ومخرج عدة أفلام وثائقية طويلة وقصيرة، من ضمنها فيلم ” كلام العيون “، و ” البحث عن رفاعة”، و ” وكأنهم كانوا سينمائيين . شهادات على سينما وعصر ” ، و” أول خطوة “، وغيرها. شارك كناقد سينمائي مصري في العديد من لجان تحكيم المهرجانات السينمائية العالمية مثل مهرجان ” كان “السينمائي – لجنة تحكيم الكاميرا الذهبية ، ومهرجان مونبلييه للسينما المتوسطية – لجنة تحكيم النقاد – ومهرجان الفيلم الفني في براتسلافا – لجنة التحكيم الرسمية – ومهرجان القاهرة السينمائي – لجنة تحكيم الفبريسي وغيرها، كما حاضر عن السينما المصرية تاريخها وذاكرتها وتراثها السينمائي العريق في باريس وميلانو وجربة.تونس وغيرها. مؤسس موقع ” سينما إيزيس – ” الذي يعني بـ ” فكر ” السينما المعاصرة وفنون الصورة – عام 2005 في باريس، ومهرجان ” جاز وأفلام ” في مصر عام 2015.
تري أين يكمن سحر السينما المصرية الخفي ” بقلم صلاح هاشم
admin رئيسية, شخصيات ومذاهب, كل جديد, نزهة الناقد 0