هل كتاب ( رواية ” كان ” ) لصلاح هاشم، وثيقة مهمة ، وإضافة الى المكتبة السينمائية العربية، وجديرة بالقراءة والإقتناء حقا ؟ بقلم ولاء عبد الفتاح
كتب الكثيرون عن الناقد السينمائي المصري الكبير صلاح هاشم – البارز والمثابر والمجدد – كما وصفه البعض، في تقييم أعماله، وكتاباته النقدية المتميزة – المعروف أنه كان أحد أبرز كتاب القصة القصيرة، من جيل الستينيات في مصر- ،ومسيرته السينمائية الإبداعية الكبيرة ،من موقع عمله وسكنه في باريس.فرنسا، مثل الأديب المصري الكبير محمد جبريل، والمفكر والباحث المصري الكبير د. نبيل عبد الفتاح، والناقد والمخرج السينمائي الكبير د.صبحي شفيق، وحشد كبير من الكتاب والنقاد من أمثال : طارق الشناوي، و محمود عبد الشكور، وكمال القاضي ، والعراقي د.جواد بشارة، والأردني ناجح حسن ، والناقد الفلسطيني بشار إبراهيم
والأخير إعتبر أن صلاح هاشم، يمثل ” حالة خاصة “، في المشهد السينمائي العربي،ليس فقط بأعماله ،ومتابعاته النقدية ،ورصده لحضور السينما العربية خارج الحدود ، وتفاعلات ذلك الحضور وتأثيراته، في وسط مغاير،كما في كتابه ( السينما العربية خارج الحدود )،ولكن أيضا بأفلامه الوثائقية – أكثر من 5 أفلام وثائقية – ، التي أخرجها صلاح هاشم، منذ عام 2008 ولحد الآن ، وعرضت في المحافل السينمائية الدولية، مثل فيلم ( البحث عن رفاعة ) عن رائد نهضة مصر الحديثة رفاعة رافع الطهطاوي الذي عرض في متحف الحضارات الاوروروبية والمتوسطية والمعروف إختصار ا لإسم المتحف بالفرنسية بـ ” موسم ” MUCEM في إطار تظاهرة فكرية ثقافية وفنية من تنظيم ذلك الصرح الثقافي الكبير، بعنوان ( الطهطاوي مونتسكيو العرب )،
وأيضا كذلك بالتكريمات السينمائية التي أشرف صلاح هاشم على تنظيمها وأختيار أفلامها، مثل تكريم المخرج المصري الكبير صلاح أبو سيف، في مهرجان لاروشيل السينمائي، عام 1992 في فرنسا
و عن كتاب صلاح هاشم الأخير ،بعنوان ( رواية ” كان ” . أطلس السينما المعاصرة بين السياسة والتاريخ )، الذي كتب عنه الكثيرون وأعتبروه إضافة مهمة للمكتبة السينمائية العربية، التي تفتقد مثل هذا النوع من الكتب، نشر المقال التالي في موقع ( أخبار التاسعة ) بتاريخ 23 يناير 2022، وبعنوان ( رواية مهرجان ” كان ” السينمائي .نشأة وتطور ” أطلس” السينما المعاصرة )، ويقول فيه كاتبه :
( ..صدر عن مركز الحضارة العربية كتاب (رواية “كان”. أطلس السينما المعاصرة بين السياسة والتاريخ) للأديب وللناقد المصري المعروف صلاح هاشم، المقيم في باريس بفرنسا.
ويُعرَض الكتاب في جناح (مركز الحضارة العربية للإعلام والنشر والدراسات) بمعرض القاهرة الدولي للكتاب الـ 53 ، في الفترة من 26 يناير الى 7 فبراير 2022، إضافة إلى كتابه – السابق صدوره أيضًا – عن المركز: “موسيقى الجاز.. نشأة وتطور موسيقى السود في أمريكا”.
يأتي كتاب”رواية كان.. أطلس السينما المعاصرة بين السياسة والتاريخ” في 192 صفحة من القطع المتوسط ، وعبر 6 فصول ، يروي الكتاب رواية المهرجان السينمائي الكبير، منذ نشأته حتى الآن.
ويناقش في الفصل الأول، بعنوان «أطلس السينما المعاصرة بين السياسة والتاريخ» ، علاقة المهرجان ومنذ نشأته عام 1939 بالسياسة، ليكون أداة لمقاومة النازية والفاشية، والتمييز العنصري، ومع الديمقراطية، والدفاع عن حرية التعبير والخلق في العالم.وعلى أمل، أن يكون المهرجان، في المستقبل، كما كتب الأديب والمخرج الفرنسي الكبير جان كوكتو: «صورة نموذجية للمجتمع الدولي، الذي لا يتحدث فيه الناس مع بعضهم البعض، إلا بلغة واحدة مشتركة هي لغة السينما».
ويضم الفصل الثاني، بعنوان «ولدوا في (كان)» تعريفاً بأشهر الممثلين والمخرجين الذين ” ولدوا ” في مهرجان ” كان ” ، من أمثال الممثلةالأمريكية شارون ستون، و المخرج الفرنسي الفرنسي ماتيو كازوفيتس، و المخرج الجزائري محمد الاخضر حامينا، و المخرج التركي العظيم ايلماظ جوني، و المخرج الأمريكي الأسود الأمريكي سبايك لي، و المخرج المصري الشاب عمر الزهيري مخرج فيلم ” يوم الدين “، وغيرهم.
ويناقش الكاتب صلاح هاشم عبر بقية فصول ( رواية “كان” ) أهم دورات المهرجان التي حضرها، مثل الدورة 42 لعام 1989، وأبرز الأفلام الأجنبية والعربية التي شاهدها، مثل فيلم «درس البيانو» للمخرجة النيوزيلاندية جين كامبيون، أول امرأة تحصل على سعفة «كان» الذهبية، بفيلمها البديع الأثير، وفيلم «كتاب الصور» للمخرج والمفكر السينمائي الفرنسي الكبير جان لوك جودار، وفيلم «عمر» للمخرج الفلسطيني هاني أسعد، وفيلم «ريش» للمخرج المصري عمر الزهيري، وغيرهم.
كما يعرض الكتا، كيف كشف جيل جاكوب الرئيس السابق للمهرجان، عن كل أسرار مهرجان «كان»، في كتابه «سوف تمضي الحياة مثل حلم»، ثم يحكي كيف يختار تيري فريمو، المندوب العام للمهرجان، أفلامه، أي أكثر من خمسين فيلماً ، في قائمة الاختيار الرسمي OFFICIAL SELECTION كل سنة، والمعايير التي ينتهجها، لاختيار فيلم ما ،دون غيره، من بين، أكثر من ألفي فيلم، تصل الى إدارة المهرجان كل سنة.
ويأتي الفصل الأخير، بعنوان «كنت محكماً في كان»، ليسرد تفاصيل، كيف تم اختيار الناقد المصري الكبير صلاح هاشم ، عضواً في لجنة تحكيم مسابقة «الكاميرا الذهبية LA CAMERA D OR» وهي المسابقة الرسمية الثانية في المهرجان، بعد المسابقة الأولى الرسمية، التي تمنح جائزة السعفة الذهبية.
كتاب صلاح هاشم، يوثق لتطور أساليب الفيلم الروائي في العالم، من عام 78 وهي السنة التي شرع فيها يغطي المهرجان للعديد من الصحف والمجلات والمواقع والاصدارات العربية، مثل مجلة ” كل العرب ” و مجلة” الوطن العربي ” و مجلة” المجلة ” و مجلة ” الشرق الأوسط ” و مجلة ” الفيديو العربي ” وجريدة” القبس” و جريدة “الأهرام الدولي” و جريدة “نهضة مصر ” وجريدة ” القاهرة “و غيرها، ولحد الآن ،
إنه ” وثيقة ” مهمة، و” إضافة ” الى المكتبة السينمائية العربية، جديرة بالقراءة والإقتناء ، كـ( دليل) – الأول من نوعه – لذاكرة وتاريخ أعظم مهرجان سينمائي في العالم –
” كان ” هو سيد المهرجانات السينمائية في العالم ومن دون جدال- لكاتب وناقد ومثقف مصري كبير ، يعيش في باريس، لكنه مسكون بمصر، ومغامرة الكتابة عن السينما.. )
مبروك لكاتبنا وناقدنا ومفكرنا السينمائي الكبير المبدع صلاح، وفي إنتظار المزيد من العطاء والتألق في المشهد السينمائي المصري والعربي والعالمي أيضا، كسفير لحضارة مصر الثقافة والحضارة في الخارج، على درب ” التنوير
بقلم
ولاء عبد الفتاح
ولاء عبد الفتاح كاتبة وناقدة سينمائية مصرية مقيمة في الدوحة.قطر