صلاح هاشم يكتب من باريس لجريدة ” القاهرة “عن شخصية مصر في السينما ومونتسكيو العرب.فيلم ” البحث عن رفاعة.لماذا ؟
admin افلام, رئيسية, شخصيات ومذاهب 0
admin رئيسية, شخصيات ومذاهب, مختارات سينما ازيس 0
أعلن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عن توسيع نطاق المنافسة على جوائز مسابقة “آفاق السينما العربية” في دورته الـ٤٥، التي ستُعقد من 13 إلى 22 نوفمبر المقبل بدار الأوبرا المصرية، موضحا أنه وللمرة الأولى، سيتم تقديم جوائز مالية قدرها 25 ألف دولار أمريكي، يتم توزيعها على 5 فئات هي: جائزة أفضل فيلم، جائزة أفضل مخرج، جائزة أفضل سيناريو، وجائزتي تمثيل للنساء والرجال.
وأشار مهرجان القاهرة إلى أن هذه الجوائز تستهدف الأفلام العربية المتنافسة في المسابقة الدولية ومسابقة أسبوع النقاد، وذلك في إطار دعمه لصناع الأفلام العربية وحرصه على تشجيع أصواتهم الإبداعية التي تتألق في مختلف الفعاليات السينمائية حول العالم.
الفنان حسين فهمي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، قال: “نحرص على توفير مساحة رحبة لدعم المواهب والأعمال السينمائية في العالم العربي، وتسليط الضوء عليها سواء من خلال التوسع في عرض الأفلام بالأقسام المختلفة أو من خلال ملتقى القاهرة السينمائي الذي دعم عشرات الأفلام في السنوات الماضية.”
وأضاف فهمي: “السينما العربية تشهد تطورًا كبيرًا في الوقت الراهن، مع أفلام ذات جودة عالية بفضل التقدم التكنولوجي في صناعة السينما. لدينا أفكار رائعة وكتاب سيناريو مبدعون وفنانون كبار من مخرجين وممثلين ومديري تصوير، وهذا يجعلها تستحق اهتمامًا أكبر في مهرجان القاهرة.”
وأشار الناقد عصام زكريا، مدير مهرجان القاهرة السينمائي إلى أن دورة هذا العام ستسلط الضوء بشكل أكبر على السينما العربية، مما سيتيح فرصة تنافسية أوسع وحضورًا قويًا.
وأضاف أن الجوائز ستشمل مسابقة “آفاق” لتشمل جميع الأفلام العربية في المهرجان، بما في ذلك المسابقة الدولية وأسبوع النقاد، مما يزيد من فرص التقييم والمنافسة، مؤكدا أن هناك تنوعًا جغرافيًا كبيرًا في الإنتاج السينمائي العربي هذا العام، مما يشكل وجبة غنية للجمهور ويعزز التنافسية.
admin رئيسية, مفكرة سينمائية, نزهة الناقد 0
نزهة الناقد. تأملات في سينما وعصر
بلد بلا سينما مثل بيت بلا مرأة
تساؤلات مشروعة، تطرحها د.ثناء هاشم في مقالها بعنوان ( ما الذي ننتظره من وزارة الثقافة بخصوص تبديد تراث السينما المصرية) المنشور بتاريخ 13 يوليو في موقع ” سينما إيزيس “..
هذا التراث السينمائي المصري العريق، الذي ترك في العراء ، تارة في حر جهنم في مصر ، وتارة في عز التلج و البرد ،ليكون معرضا للنهب ، عيني عينك ، وبلا حياء ، أو كسرة عين ،أو خجل ، على يد تجار السينما المصرية الحقراء، و هي خيانة كبرى في حق هويتنا وتراثنا وشخصية مصر
تري من يقدر ، أن يعيد الينا تراثنا المنهوب؟
المطلوب الآن تحرك عاجل من قبل وزير الثقافة، في الحكومة الجديدة، أليس كذلك ؟
بين السماء والأرض.صلاح أبو سيف
وهذه في رأيي أهم قضية ،في جدول أولويات وإشتغالات الوزارة، فالسينما المصرية ، كانت دوما مرآة لثقافة مصر، وبلد با سينما ،كما كما كان الشاعر والكاتب المسرحي الألماني العظيم برتولت بريخت يحب أن يردد دوما..” بلد بلا سينما مثل بيت بلا مرآة” وقد كانت السينما المصرية ومنذ نشأتها وتطورها ، مرآة لحضارة وثقافة بلدنا، قارة ” منصر ” أم الدنيا
أليس كذلك ؟
بقلم
صلاح هاشم
صلاح هاشم مصطفى ،كاتب وناقد سينمائي مصري مقيم في باريس.فرنسا، مؤسس ورئيس تحرير موقع ” سينما إيزيس
admin رئيسية, مختارات سينما ازيس 0
إلى متى تدار قضايا خطيرة كقضايا الثقافة عامة والسينما المصرية على وجه الخصوص، واقعها ومصيرها في وزارة الثقافة.. بما يشبه كيد النسا؟ ولصالح من هذا العناد؟
بين السماء والأرض .صلاح أبو سيف
أسابيع طويلة ونحن نكتب عن وقائع كارثية دمرت السينما المصرية وطالت صناعاتنا الإبداعية بكاملها، وانتظرنا موقفا نبيلا وطنيا شجاعا من وزيرة الثقافة، فإذا بنا نتلقى رد فعل لا يخرج عن تلك الجملة الشهيرة (والدليل قالوا له) التي جاءت على لسان المحامي (خليفة خلف خلف الله خلف خلاف) في مسرحية (شاهد ماشافش حاجة) وهو يترافع عن سرحان عبد البصير بطل المسرحية والتي أصبحت مجالا للتندر والفكاهة فيما بعد، بيد أن الوضع في حقيقة الأمر مر، لا يحتمل الفكاهة ولا التندر.
وهل ظاهرة فيلم أولاد رزق 3 وما كشفت عنه ظروف إنتاجه وتسويقه والسياسات التي أدت لإنتاجه واحتكاره لكافة سينمات مصر، والدور المريب الذي يلعبه المنوط بهم تنظيم الصناعة والحفاظ على قيمتنا وأصالتنا وثرواتنا الإبداعية، لم تكشف لنا جميعا إجابات قاسية توقظ ما تبقى لدينا من ضمير وعقل لندرك أننا نقف على الحافة؟
إذ منذ أن فتحت الملفات السوداء والغامضة لمستشار وزيرة الثقافة لشئون السينما والمسؤول عن إدارة شركة السينما المنبثقة من الشركة القابضة للصناعات الإبداعية، ورئيس الرقابة على المصنفات الفنية.. إلى آخره، خالد عبد الجليل، ونحن نحذر من تداعيات يثبت صحتها كل يوم.
انهيار ممنهج لصناعة السينما، واحتكار مخيف لتاريخ سينمانا الوطنية وحاضرها ومستقبلها، وذبح كل أمل في إمكانية خلق سينما اجتماعية وسياسية سليمة الوجدان، وفنون راقية تمنحنا فرصا لتغيير واقع رديء ومتهافت لا نتمنى استمراره، ويؤثر تأثيرا جارحا على كل علاقات وشروط مجتمعنا.
لقد كان رد الفعل باهتا معيبا! من أول تعليق وزيرة الثقافة على حريق استديو الأهرام ببساطة جارحة، كأن لسان حالها يقول (أنتم عاملين غاغة ليه؟) وهى توضح “ما احنا أصلا كنا هننقل الاستديو”، بما يعني أيضا إن مش فارقة، اتحرق اتنقل النتيجة واحدة، وللحق برغم هول التصريح المتسرع التي تفوهت به الوزيرة، إلا أننا نعلم جميعا أن من لقنها هذه العبارات المرتبكة هو مستشارها مسؤول السينما، ظنا منه أن الأمر سيمر مثلما مر سابقه وسابقه وسابقه، إلا أن الحريق والتصريحات المرتبكة التي تلته، كما ذكرت في مقال سابق، نكأت الجراح الحية التي لم تندمل يوما، ولتعلن وزيرة الثقافة ومستشارها وبطانتهما الوزارية إنهم يشكلون خلية عمل لا تهدأ، لترد على مزاعم من يكتبون عن قضايا السينما.
عفوا ..لا يظن أحد أن خلية العمل هذه من أجل الكوارث التي تم وضعها أمام سيادة الوزيرة مشفوعة بالأرقام والوقائع المثبتة، والتي كتب عنها أشخاص اعتباريون من قلب الواقع السينمائي، حول واقع السينمات التراثية المزري، وصفقات بيعها أو تأجيرها التي تتم في الخفاء بعد تركها حطاما، ولا تسرسب الأفلام المصرية من بين أيدينا واختفائها، ولا ما تحدثنا عنه حول مشروع السينماتيك المصري الذي عاش مستشارها السينمائي سنوات وسنوات يلوح به دون أن يقطع فيه خطوة واحدة كضمانة لبقائه كأنه مسمار جحا، ولا الرقابة التي تدار كعزبة بلا هيكلة ولا معايير واضحة للرفض أو القبول أو التعليق، كله حسب المزاج، ولا العهدة المتحفية للمركز القومي للسينما التي تبددت ولا أرشيف المركز المنهوب، ولا انتهاء دور المركز الأصلي بالكامل من إنتاج نوعي وفني للأفلام الوثائقية والروائية القصيرة، وحفظ وتوثيق الأفلام، وما تبعه من انهيار لمهرجان الإسماعيلية للأفلام الوثائقية والروائية القصيرة على مستوى التنظيم والشعبية والضيوف والأفلام.
كل هذا لم يعن السيدة الوزيرة، كل ما همها هو أنه تم إحراجها وخلخل أملها في البقاء بالكتابة عن تلك الجرائم التي ترتكب في حق صناعة قومية كانت يوما ما راسخة ومتماسة مع العالم قيمة وقامة على مستوى النخبة أو الجماهير، وتناست الوزيرة أننا توجهنا لها مرارا وتكرارا، فيما لم تحرك هي ساكنا، وردها المحفوظ في أكثر من موضع (هسأل فلان أو اسألوا فلان)، وتسمي مستشارها بشكل صريح، بما يثبت وجهتنا تجاهه بشكل حتمي، ويؤكد حقيقة أن لا مفر من مواجهة نتيجة واحدة، أن لا حل جذري لأى قضية سينمائية، طالما هو موجود، ولا إسم غيره يتصدر مواقع صناعة القرار في هيكل السينما بقطاعاتها، وحتى ونحن نعلم أن هناك أسماء أخرى اعتبارية في الدوائر السينمائية الرسمية، لكننا لا نسمع غير صوته ولا نرى من هم وراءه على أية حال.
إن المثل العربي القديم يقول: كيف أعاودك وهذا أثر فأسك، وهذا ما توقعناه بالفعل، إذ أننا حفظنا منهجه ومسلكه عبر السنين العجاف التي قضاها في أروقة الوزارة جاثما على أنفاس السينما ومبدعيها، ويتمخض الجبل فيلد فأرا، إذ جل ما تم إزاء كل البلايا التي طرحناها، كان التواصل من قبل الوزيرة ومستشارها مع رئيس تحرير الموقع الذي كتبت فيه المقالات المتتالية البالغة الخطورة، وارتأت أن طوق نجاتها الوحيد هي أن يكتبوا عن إنجازات الوزارة، وما تم بالفعل، هوأن رئيس تحرير الموقع الصحفي استجاب لحالة الولولة تلك وأرسل صحفيا كتب مقالا عن ما تظنه الوزيرة ومستشارها انجازات، فزاد الهم هما، وصب زيتا على الجراح.
إذ أن ماجاء بالمقال هو وضع عدة صور لأرفف عليها بعض المقتنيات، لا تزيد في وضعها البادي عن أن تكون مقتنيات لمخرج أو منتج احتفظ بها في بيته، وكاميرا لم تستطع الصورة إخفاء الإهمال وأكوام التراب التي مسحت من عليها بالكاد، وبضعة فساتين متسخة منصوبة أمام أرفف خاوية، وعبارات إنشائية سمعناها مرارا وتكرارا عبر وزراء كثر تعاقبوا على الوزارة لا تغير واقعا ولا تقيل عثرة، يا سيدتي نحن في عصر تقول فيه الصورة ألف كلمة ومضمون ومعنى، فهل اقتنعت الوزيرة ومستشارها أننا اقتنعنا؟
وأيا ما كان دافعك الذي جعلك تتجاهلين القضايا الشائكة التي طرحت بين عينيك، والتي ترقى في كل جوانبها للجرائم في حق صناعة عريقة كصناعة السينما وتهتمين بدعاية أنت لست في حاجة إليها، ولن تغلق ملف هذه الكوارث بأي حال من الأحوال، ولن تنقذ واقعنا السينمائي والثقافي الخطر الذي هو مسؤوليتك ومسؤولية أي وزير يجلس على كرسيك الرفيع.
حساباتك وحسابات مستشارك خاطئة سيادة الوزيرة، واستمالة جريدة أو موقع صحفي للتهدئة لن تغير البؤس والأسى الذي يحاوطنا، ولن يسكت صوت الألم الذي يعتصر قلب مئات من السينمائيين الذين تحطمت أحلامهم على صخور التفريط والوهن الذي نحياه جميعنا ونلمسه بأيدينا في واقعنا الثقافي والفني، ولن نعدم الشرفاء الذين يدركون بفطرة سليمة ووطنية مخلصة أننا لا نريد سوى الصالح العام، وأنه يتحتم علينا وعلى الدولة المصرية العظيمة الكشف عن المتسبب في كل هذا الخراب ومحاسبته حسابا عسيرا، فتتمدد مساحات اخرى للنشر، والإلحاح على تطهير الأرض، بضمير حي ورغبة صادقة في إنقاذ ما يمكن إنقاذه.
إن المؤلم والمؤسف حقا، هو دفن الرؤوس في الرمال، والتغافل عن المصائب التي تتفاقم يوما بعد يوم، ولن يمحوها أو يجملها مقال أو عشرة، كتبوا على سبيل المجاملة.
ولعل ظاهرة فيلم أولاد رزق 3 الذي يحتل كل دور العرض تشحذ قوانا لتحرير سينمانا المصرية من أمراضها وتشفيها، وتجعلنا نفكر ونحلل كل صوت ورأي يخرج علينا من أي فريق، نقاد.. صناع بالسينما.. مسؤولين بالصناعة على ما تفرج، وهم يعلنون بدلالات مريبة، (إنه فيلم سعودي .. وماله، ما احنا نقدر نشوفه برضه على أي شاشة وأى منصة)، هذا التصريحات الكارثية والمرعبة والتي باتت مألوفة لدينا طالما يتحكم في صناعة السينما مأجورون وسماسمرة وبرابرة تشي بحجم الهوان الذي أصبحنا فيه، وتحيلنا لمحطات ووقائع مشابهة أكثر قدما وكانت نذير شؤم تجاهلناه عن عمد، وها نحن ندفع ثمنه غاليا، وما أشبه الليلة بالبارحة.
هل تذكرون تلك الضجة التي صاحبت فيلم البيبي دول الذي عرض عام 2008، واقتربت ميزانيته من الخمسين مليون جنيه مصري، وانتجته شركة جود نيوز المعروف مالكها، وهو مبلغ مرعب أنفق على فيلم ضعيف فنيا، وحصل فيه نجوم الفيلم على أجور طائلة بأموال غير مصرية بدفع ودعم من شركات توزيع مصرية احتكرت التوزيع ودور العرض، وجميعنا يعلم أن الفيلم لم يحقق أي ربح يذكر ولم تستفد صناعة السينما أي استفادة من هذا الكيان المريب وقتها، بل حدث تخريب ممنهج عن طريق الرفع الوهمي لأجور الممثلين والذي نسف جوهر الصناعة ودمرها، ولم يستفد سوى بضع أفراد عملوا مع هذه الشركة كما فعلوا مع غيرها، آلاف أو بالأحرى ملايين الجنيهات تكفى بالطبع لغسل الأيدي وإسكات الضمائر، أليس هذا حزينا وبائسا، ونحن نصنع أفلاما بأموال طائلة خارج فلك ودورة رأس المال الوطني المصري برغم المحتوى المصري والنجوم المصريين.
ولكي لا يلبس سماسرة الصناعة الحق بالباطل، فأنا أؤكد أن لا يعيب هنا أي بلد أن تقيم شراكات عربية أو غير عربية في إنتاج الأفلام، فالعالم كله يفعل ذلك ويشبك علاقات إنتاج متعددة الجنسيات لصالح جودة الأفلام والمعايير التجارية بجانب المضامين الإنسانية، ولكن هل ما يحدث بالسينما العالمية هو ما يحدث لدينا؟ الإجابة التي يعرفها الجميع، هي لا، الأمر لا يتعلق فقط بأننا ضمن ما يعرف في العالم بمسمى السينما الفقيرة أو سينما العالم الثالث، والتي تعد السينما لديهم بجانب كونها أحد وجوه الثقافة والنضال الوطني، هي إحدى الوسائل الهامة التي توحد الهويات والعناصر الثقافية ومكوناتها، لأننا لسنا هوليوود ولا بوليوود، إننا نتحرك مابين الهوية الأفريقية والقومية العربية، وهي مساحة معقدة تحتاج لكفاءات حقيقية، وعمل وفير، ووعي كبير ودراسات جادة ومعقدة، ودرجات عالية من الاحتراف، ومتابعة وإشراف صارمين على تطور عجلة الإنتاج من قبل كيانات حرة ومستقلة ووطنية، لا يملكها هؤلاء الذين تعفنوا في مناصبهم عبر سنوات طويلة ومصمصوا عظام السينما، وأجهزوا على كل القيم الإنسانية الشاملة عبر وجودهم الطويل الفارغ، فأفقدونا الأمل والمثابرة والقدرة على الأحلام.
ولعل الانهيار الشامل الذي حدث منذ تسعينيات القرن الماضي للسينما الذي يتشدق به ذلك المسؤول الخالد الفاشل ليريق به ماء وجهه المهدور، لم يكن مصدره اضطراب الصناعة وتخلى الدولة عن دورها فحسب، والذي بدأته في ستينيات القرن الماضي، إذ أن السينما المصرية في فترة الثمانينيات بعد أن تعافت من ظاهرة أفلام المقاولات التي ظهرت في النصف الثاني من السبعينيات، كانت تنتج ما بين أربعين وخمسين فيلما، تدارك فيها المخرجون أزمة انتاج أفلامهم في مصر في سبعينيات القرن الماضي، حيث كانت أفلام يوسف شاهين الثلاثة التي صنعها في فترة السبعينيات من انتاج مشترك مع شركة جزائرية حكومية، وصنع توفيق صالح فيلمه الشهير المخدوعون 1972 في سورية، وصنع صلاح أبوسيف فيلمه القادسية 1980 في العراق، وهو ما يشير وقتها لما مثلته هذه التجربة المستجدة للسينما المصرية خارج مصر، وهو ما يشكل مع دولة كالسعودية امتدادا صالحا وطبيعيا لو وعى القائمون على صناعة السينما المصرية دورهم الوطني، بأن يمكننا استكمال هذه المسيرة التكاملية بما يحفظ لصناعتنا السينمائية الوطنية مصالحها وخصوصيتها، بتبصر حقيقي لوسائل الإنتاج بجانب تمويل الأفلام.
إذ لا يمكن أن نحلم بأي تعبير سينمائي في أي وطن في ظل غياب بنى تحتية لصناعة السينما، ومواجهة المبدعين الخلصاء للقوى الشريرة التي يشكلها هؤلاء المسؤولون الحاليون عن تنظيم سينمانا الوطنية لصالح منافع وعلاقات شخصية غامضة.
إن مفهوم السينما كأحد أوجه الفنون الشعبية، يرجع لكونها فنا يؤلفه الشعب في حقيقة الأمر، ومن ثم هي ملكه في الأول والأخير، وغياب هذه الحقيقة عن ذهن أي مسؤول في الدولة يعد مغالاة وتكبرا وسطحية لا حد لها.
إننا لا يعنينا اسم ومسمى من يتقلد أي مسؤولية في وزارة الثقافة، ولكننا يعنينا أثره ومنجزه، وتعامله بشرف ونزاهة وجدية إزاء طرح قضايا وطنية عامة، تشكل معاني أوسع وأعمق من شخص مسؤول أو مسماه الوظيفي.
الوضع الآني على ما يبدو، هو إرسال واستقبال، على قناتين مختلفتين، بترددات مختلفة، الوزيرة ومسؤولوها الأفذاذ يلاحقون الصحفيين لكي يكتبوا عن إنجازاتهم لتتم الطرمخة على واقع ثقافي وسينمائي، زكمت الأنوف رائحة فساده وتشظيه، ليصبح الجميع في نفس الخندق، الجميع متورطون مع ذلك المسؤول الذي لم يراعي ضميره يوما واحدا في جل مواقعه، جميعهم يلفون ويدورون حول أنفسهم في الشركة والرقابة ولجنة المهرجانات وغرفة صناعة السينما والمركز القومي للسينما، ولا أخفي ذلك الشعور بالمرارة تجاه أسماء كبيرة خيبة أملنا فيهم كبيرة، لكن لا بأس التفاؤل واجب واليأس رفاهية لا نملكها في هذا الواقع الجارح،
لقد فجر فيلم “أولاد رزق 3” العوار الذي نعيشه، جانب منها لؤم الرقابة ومعاييرها الشاذة، بجانب كونها أغلالا “فطست” أفلامنا المصرية، ذلك الرقيب الشاويش، الذي يسوق نفسه للجهات الأمنية على كونه صمام الأمن الوحيد الذي يحمي الدولة من انفلات السينمائيين، وهو أخطر من مر على سلامة وأمن قوانا الناعمة الوطنية، ويتشدق باستحداثه نظام التصنيف العمرى على الأفلام بجانب الرقابة على العمل الورقي؟ فيما نحن الدولة الوحيدة التي تراقب الفيلم عدة مرات، مرة على النص المكتوب ومرة عند مشاهدته وتصنيفه عمريا، ومرات وهو يتمزق بين المؤسسات الدينية والسيادية، ولن أتحدث هنا عن كيف يدار كل هذه الدوائر بالكيف والمكايدة والنفعية.
إنني لا أتوجه هنا لوزيرة الثقافة سواء انتهت فترة مسؤوليتها أو امتدت، ولا لذلك المسؤول المريب الوجود وبطانته المتنطعة، التي تخشى زوال مصالحها بزوال أسباب تجذر هذه المصالح والمكتسبات على حساب موت صناعة بأكملها، وضياع أحلام أجيال من المبدعين، ولا لأى كيان مؤسسي في قطاع السينما والثقافة، صامت على هذه الأوضاع المخزية، لأنهم لو كان لديهم نية لأي إصلاح أو تطهير لأنفسهم قبل واقعهم، لكانوا فعلوا، إن حديثي هنا لجموع السينمائيين الذين يعيشون لحظة بالغة البؤس، كل فرد منهم يفكر في أن يجد عملا آخر غير السينما، غير حلمه، أن يرفضوا هذه الأوضاع بصوت واضح، ولسوف يتم تنظيم مؤتمر صحفي مهم ومرتب، يتم فيه شرح كافة القضايا السينمائية بالوثائق والوقائع الحية، ونخرج منه ببيان جلي يلتف حوله الجميع، لأجل تصحيح الأوضاع، ويشكل وثيقة وخارطة طريق لإنقاذ السينما المصرية تاريخا وحاضرا ومستقبلا.
ومثلما عبر ريناتو كونستانتينو المؤرخ الفلبيني العميق التفكير، يجب ألا يكون الماضي موضوعا للتأمل فقط إن أردنا أن يكون الحاضر ذا معنى، فلو نظرنا إلى الماضي كحقيقة جامدة، فإنه إما أن يسيطر على الحاضر ويشل حركته، أو أنه سيلغيه، ويعتبره البعض مقطوع الصلة بهمومنا ومآسينا المستمرة.
بقلم: د. ثناء هاشم
د.ثناء هاشم كاتبة سيناريو ، و أستاذ مادة السيناريو في المعهد العالي للسينما في مصر.
***
عن صحيفة ” المشهد ” المصرية بتاريخ الثلاثاء 25 يونيو 2024 لباب ” مختارات سينما إيزيس “
admin رئيسية, شخصيات ومذاهب, مفكرة سينمائية, نزهة الناقد 1
ليس هذا دفاعا عن السينما المصرية، التي لا تستطيع في المحاكم أن تدافع عن نفسها، إلا بتقديم الدلائل والبراهين. هكذا فكرت.لاتستطيع أن تدافع عن نفسها إلا من خلال ” أفلامها ” فقط، التي تتحدث عن نفسها، بنفسها..تلك ” الروائع ” التي صنعتنا ، و إستحوذت على أفئدتنا في أفلام ” العزيمة ” و ” السوق السوداء ” و ” غزل البنات ” و ” بداية ونهاية ” و ” الفتوة ” و ” السقامات ” و” اللص والكلاب ” و ” أرض الخوف ” و ” المومياء ” و ” رصيف نمرة 5 ” و ” ريا وسكينة ” و ” باب الحديد ” و ” الحريف ” و ” زوجة رجل مهم ” ، و ” حياة أو موت ” وغيرها ، التي صارت الآن أكبر منا، والتي هي في معظمها ، كما اكتشفت، كلما كبرت، ازدادت حلاوة، ولن تشيخ أبدا على مايبدو ..
صنعت لنا السينما المصرية ” الجميلة ” كل تلك البوابات الى الجمال – من جميل – وقالت لنا اتفضلوا..هاكم تحية كاريوكا وهند رستم وسامية جمال ..هنيئا لكم بسحر الضوء والفن والدلال..
كنا نتحدث صديقي المخرج العراقي وأنا، بجوار نافذة المطبخ المفتوحة، على ضوء النهار، وكان ” الضوء ” في قلب أحاديثنا الليلية، حين نلتقي عادة بعد المغرب في باريس، على براد شاي كبير، وسيجارةن نقعد نتحدث عن حياتنا والسينما، وكنت قد عدت منذ أيام فقط من رحلة لي الى القاهرة ، حضرت فيها مهرجانين هما ” بانوراما السينما الاوروبية ” و” مهرجان الاسماعيلية السينمائي ” وشاهدت العديد من أفلامهما، لكني كنت كرست وقتا كبيرا أثناء زيارتي، لمشاهدة ” روائع ” الأفلام المصرية القديمة..
لايوجد في تقييم الأفلام فرق، بين ” قديم ” و ” جديد “. صحيح ان الأفلام بنت عصرها، لكنها تقفز، عندما تكون جميلة وتعجبنا ، فوق حدود الأماكن والطبائع والأزمنة، لتصبح بنت وقتهان في اللحظة والآن، وهذا ما أستشعرته، في معظم الأفلام القديمة الروائعن التي شاهدتها في مصر..
قال صديقي المخرج العراقي الذي يعيش منذ زمن طويل في باريس، أن السينما المصرية أثبتت أولا أن الشعب المصري.. يحب الجمال. بفتح الجيم..
انظر مثلا الى تلك الصورة التي تتصدر غلاف كتاب ” قصة السينما في مصر” للناقد سعد الدين توفيق ،الصادر عن سلسلة ” كتاب الهلال ” وتظهر فيها فتاة شابة ،تحمل سكينا ، وعلى وشك أن تذبح حبيبها الراكع أمامها ،ممسكا بثيابها. .
ماذا يقول كلام الصورة ؟ .يقول أن الست الموجودة في الصورة هي ست ” منيرة هانم ” في رواية” فاجعة فوق الهرم” تمسك بخنجر، و تحاول قتل ” سعيد بك “، بعد أن طلب منها ذلك، لأنها ترفض غرامه
في كل مصري- قال صاحبي- يكمن ” سعيد بك ” داخله، ولايطيق أن ترفض مصرحبه لها، فيمنحها سكينا ، ويقول لها اذبحيني ياحبيبتي، إذا لم أكن أستحق حبك، و يالله.. خلصيني من عذابي “!.
السينما المصرية من خلال الميلودراما، وقصص الفواجع والمآسي والمبالغات العاطفية ،علمت الناس الحب..
دخلت اليهم من باب الغرام والعشق الجامح، وملامسة الجسد، وهكذاتكرس حبنا لها، من خلال تجربة الحب والعناق والجنس..
وكانت بالنسبة لنا نحن الاطفال الأشقياء في حينا العريق ” في السيدة زينب بمثابة المعمل التجريبي، لممارساتنا الغرامية الملتبسة في الخفاء، تحت السلالم، وفوق العشش المهملة فوق أسطح الدوروالبنايات..
في حينا العريق ” قلعة الكبش ” بجوار مسجد أحمد بن طولون في السيدة زينب، والغرف السرية المسكونة بالأشباح، والحدائق العامة. .
شجعتنا الأفلام المصرية الرائعة – التي كانت تعرض في سينمات الحي: ” سينما الأهلي “، و”سينما الهلال” و”سينما الشرق” – مثل فيلم ” شباب إمرأة “لصلاح أبو سيف، على أن على أن نقتنص قبلات في الخفاء ،في تلك الحديقة المنعزلة بجوار ” مسرح الجيب ” على النيل..
شجعتنا على المغامرة ،وقوت وعززت فينا حب الاقتحام، والنفاذ الى داخل المياه من دون تردد أو وجل..
في الوقت الذي دخلت فيه السينما الامريكية عند نشأتها الى الناس، بفيلم عن السطو على قطار، أي فيلم عن سرقة وضرب ناروقتل ،وعنف ورصاصات طائشة.. أعوذ بالله..ودخلت الى الناس، بثقافة العنف، ثقافة الغزو والنهب والسطو في العالم الجديد.. أمريكا..
دخلت السينما المصرية الى الناس في مصر بفيلم ” زينب ” لمحمد كريم، فاقتبست رواية عن الحب ،عند الفلاحين الغلابة ، للكاتب محمد حسين هيكل ، وكانت الرواية الوحيدة في مصر، وقدمتها للسينما..وهكذا ارتبطت منذ نشأتها بالأدب، و قد كانت ” الدعوة ” في السينما المصرية ، وعلى طول تاريخها ، دعوة الى الحب..
السينما المصرية دعوة الى الحب
وهانذاأكتب في مفكرتي السينمائية بعدعودتي من مشاهدة فيلم ” فتاة المصنع ” لمحمد خان في عرض خاص بسينما نايل سيتي، وأنا أشعر بعد الفيلم بسعادة غامرة، فلم أشاهد في ” فتاة المصنع ” فيلما جميلا وبديعا فحسب، بل أكثر من ذلك ، عايشت ” حالة ” نادرة من الفرح و البهجة ، وكأني اكتشف ” سحر ” السينما ، وبراعة مايسترو في العزف لأول مرة، أجل تلك ” الحالة ” – حالة حب أكيد – التي افتقدناها منذ زمن طويل، في أفلام السينما المصرية الكئيبة المعتمة..
وبخاصة تلك الافلام التي ذهبت الى العشوائيات، لتحكي لنا عن أهلها، لكي تخسف بهم الأرض، ولاتظهرهم لنا الا كحيوانات عدمية ، لايهمها الا اشباع غرائزها الدونية الحيوانية ، في غابة من التراب والحديد وعشش الصفيح والاسفلت ،ومجرمين وقطاع طرق وسفلة ، أي على شاكلة صنّاع تلك الافلام تماما : صورة من القبح والنهم والجشع ، الذي صارت اليه بعض نفوس التجار الحقراء في بلادنا..
وهذه الحالة التي أنحاز اليها في فيلم ” فتاة المصنع ” وجعلتي أشعر كما لوكنت أنا صانعها ومشاركا لمحمد خان في ابداع فيلمه، هي “حالة وله وعشق” – البنت في الفيلم أسمها ” هيام “- بمذاق صوفي تأملي ، ليس فقط لكل الفتيات و النساء المصريات الجميلات في فيلمه، في فرحهن وحزنهن، اللواتي يمثلن ” إيزيس ” المرأة والربة والوطن، بل حالة عشق للسينما ايضا ،اي حالة ” الحب كله ” النادرة للانسانية جمعاء ، كما في تلك الاغنية بنفس الأسم، التي تشدو بها كوكب الشرق أم كلثوم في لقطة من الفيلم ، هذا الفيلم الذي يهديه محمد خان الى سعاد حسني ( ايزيس محمد خان ؟ ) ويجعله يذوب رقة وعذوبة، ويصبح مثل قطعة تورتة بالشوكلاته، فوريه نوار، أو قطعة كنافة بالعسل من عند عرفة الكنفاني ، أشهر بائع كنافة وقطايف في مصر في حينا العريق السيدة زينب، وبمجرد التهامها، تذوب في الفم بطعمها وحلاوتها،تصبح قطعة منا، وتجعلنا نحب الحياة أكثر..
بل لقد استطاع محمد خان في فتاة المصنع أن ينصف سكان العشوائيات، وأن يحول كل عناصر الفيلم من قصة وأداء وتصوير وتمثيل الخ الى قطعة موسيقية عذبة وشجية في مديح وحب المرأة المصرية: بنت الحارات الشعبية في احياء مصر العريقة، بنت البلد في السيدة زينب، والمطرية وباب الشعرية ، والدويقة وباب الخلق وداخل تلك البيوتات والنوافذ والشرفات المتلاصقة في أحياء العشوائيات، وسكانها المهمشين المكدسين في تلك الاماكن الضيقة الخانقة ، لكن الواسعة أيضا ..بكرمهم ..ولهوهن وقلوبهن الرحيمة وتعاطفهن، وعشقهن للحياة..
ومن دون ان ينسى محمد خان واقع القهر الذي يمارسه عليهن المجتمع المصري البرجوازي المحافظ المنافق المحفلط ، وقيمه الرجعية المعفنة المتخلفة، وأن يكشف في فيلمه عن العلاقة بين جيل الحاضر، الذي تمثله هيام بطلة الفيلم ( جيل 21 سنة ونار العشق المشبوبة في اجسادهن، ولاقدرة لهن أو رغبة في اطفائها ) وبين جيل نساء الماضي من سن الاربعين، فما فوق ،الذي تمثله الجدة والأم والخالة، بين قيم وتناقضات جيلين اذن..
وأن يبين في ذات الوقت، العلاقة بين طبقة السادة : ومنهم المشرف الذي يترك البلد ويهاجر في أول الفيلم ، وأم صلاح المشرف الجديد ، وبين طبقة الخدم من سكان العشوائيات : كالخالة وبنت اختها هيام ، ويحرص محمد خان في تنقلاته بين الجيلين والطبقتين، باحترافية عالية، أن يربط بينهما من خلال ” وصلة ” سينمائية رائعة..
“وصلة ” ، تظهر على شكل مقاطع سريعة، أشبه ماتكون بالهمس الخفيف ، من اغنيات لسعاد حسني، ومشاهد من فيلم ” السفيرة عزيزة” تظهر فيها سعاد وهي تتبادل القبلات مع شكري سرحان ،ونتمنى أو نحلم بأن نكون في محله أو مكانه ، فنعانق ايزيس محمد خان سعاد حسني، ولانغادرها،أو نتركها تذهب..
وهذه ” الوصلة ” بقدر ماتمثله كتحية الى سعاد حسني ، وعصور من السينما المصرية وافلامهاالجميلة التي صنعت وجدان شعب، بقدر ماتكثف وتعمق من احساس ومشاعر هيام بالحب ، وتجعلها لاتخجل من أن تفصح عن حبها لصلاح – وياريتني كنت هذا الصلاح الجحش في الفيلم ، ابن أمه ، الذي ينتهي به المطاف الى الزواج من عنزة – معزة – بورجوازية ، لكنت اختطفتها وحلقت بها بعيدا..
بقلم
صلاح هاشم مصطفى
صلاح هاشم مصطفى كاتب وناقد سينمائي مصري مقيم في باريس.فرنسا
***
عن جريدة “القاهرة ” الإسبوعية. العدد ( 1251 ) الصادر بتاريخ الثلاثاء 9 يوليو 2024
admin رئيسية, كل جديد, مختارات سينما ازيس 0
بتاريخ 20 يوليو 2007 نشرت جريدة ” الراية ” القطرية هذا الخبر الذي جاء على النحو التالي :
( ..وافق المحامي الفرنسي الشهير جاك فيرجس، زوج المناضلة الجزائرية المعروفة جميلة بوحريد ،علي حضور الدورة الثالثة والعشرين لمهرجان الإسكندرية السينمائي، والذي يعقد في الفترة من 7 إلي 11 سبتمبر.والطريف أن جاك فيرجس، فاجأ مندوب المهرجان في باريس الناقد صلاح هاشم، بالتوقيع علي ورقة، يؤكد فيها قبوله الدعوة، وامتنانه للمهرجان ولإدارته، وحرصه الشديد علي الحضور لمهرجان الإسكندرية، وسوف يتم تنظيم لقاء بينه وبين النقاد والصحفيين، حول علاقته بالمناضلة جميلة بوحريد.ومن المعروف أن شخصية “فيرجس” ظهرت في فيلم جميلة بوحريد ،والذي أخرجه يوسف شاهين، وجسد الشخصية الفنان الراحل محمود المليجي، وينتمي “فيرجس” لأب فرنسي وأم فيتنامية، وقد قاوم الاستعمار بتواجده في قاعات المحاكم، للدفاع عن المقاومة. وقد سجلت السينما الفرنسية مشوار هذا المناضل من خلال فيلم محامي الرعب الوثائقي للمخرج الفرنسي باربت شرويد،ر وأنتجت الفيلم اللبنانية ريتا داغر، عبر شركتها للإنتاج” يللا فيلم” التي تريد العمل على مشروعات جديدة، تسهم في تطوير العلاقات الدولية.وكانت ريتا داغر قبل ذلك أسهمت في إنتاج مشروعات سينمائية للأمريكيين، أوليفرستون ومايكل مور العام .2000 وشارك فيلم” محامي الرعب” في تظاهرة نظرة خاصة في مهرجان كان السينمائي60، كما ما يهدي مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي دورته القادمة إلي اسم كاتب السيناريو المصري عبد الحي أديب الذي توفي مؤخرا “تقديرا لتاريخه السينمائي، واثرائه الكتابة السينمائية وعطائه الذي امتد من خمسينيات القرن الماضي حتي رحيله، وتقديراً لمشواره السينمائي الذي بلغ نحو 75 فيلماً.يذكر أن إدارة مهرجان هذا العام تضم السيناريست ممدوح الليثي نقيب السينمائيين، وأحمد الحضري رئيساً شرفياً للمهرجان، وإيزيس نظمي رئيساً للمهرجان، ومجدي الطيب نائباً للرئيس ود. رفيق الصبان مشرفاً علي الندوات، ونادر عدلي مشرفاً علي بانوراما السينما المصرية ومسابقة أفلام الديجيتال..)..
الأستاذ – هؤلاء علموني – أحمد الحضري مؤسس نادي القاهرة للسينما ورئيس مهرجان الأسكندرية السينمائي
هذا الخبر الذي نشرته ” الراية ” وحرصت على أن يظهر كاملاهنا، ليعكس توهج مهرجان الأسكندرية السينمائي آنذاك – مصريا وعربيا، وفنيا وجماهيريا وشعبيا، عبر محاوره ونشاطاته، تحت إشراف مجموعة من الكتاب والنقاد والمؤرخين والسينمائيين العظام الذين سعدت بالعمل معهم ..
ومن ضمنهم – هؤلاء علموني – الباحث والناقد والمؤرخ المصري الكبيرالأستاذ أحمد الحضري، والأستاذ رؤوف توفيق رئيس تحرير مجلة ” صباح الخير”، ومرفق هنا مع المقال صورة لها تاريخ مع استاذي احمد الحضري المحترم رحمه الله في مهرجان القاهرة السينمائي ذات دورة..
آلان روب جرييه يسافر الى مصر.ضربة معلم
وكان أستاذنا الناقد والمترجم والمؤرخ السينمائي الكبير الحضري،صاحب فضل كبير علي، حين ضمني كمراسل ومندوب لمهرجان الأسكندرية السينمائي في فرنسا وعموم أوروبا لهيئة إدارة المهرجان،في فترة الثمانينيات، وذلك في إطار تأسيس”جسرثقافي سينمائي” مهم بين مهرجان الأسكندرية ،وبين “وطن السينما” في العالم ..فرنسا..
وكان الأستاذ أحمد الحضري مؤسس نادي القاهرة السينمائي الحضري يثق في، وفي قدرتي على توطيد وتعزيز ذلك الجسر الثقافي السينمائي الضروري، من موقع عملي وسكني في باريس، وحضوري السينمائي المميز،على حد قوله، كناقد سينمائي مصري، في المشهد السينمائي الفرنسي، وبخاصة بعد إن تم اختياري من قبل إدارة مهرجان ” كان ” السينماتئي العالمي ذاته – وليس من قبل هيئة الفبريسي- عضوا في لجنة نحكيم مسابقة ” الكاميرا الذهبية ” في مهرجان كان فعامي في دورته 42 عام 1989 التي ترأسها الممثل الإيطالي الكبير رالف فالون..
وقد ظللت أعمل بتلك الصفة، لأكثر من عشرين عاما مع المهرجان السينمائي الكبير.. أجل كان كبيرا، ولامعا ومتألقا ومتوهجا..ولم يعد..
وأشعر الآن بالفخر، حين أتذكر الآن أستاذنا المحترم أحمد الحضري، و تلك الأفلام الفرنسية الرائعة ،التي جلبتها للمهرجان، مثل فيلم ” محامي الإرهاب” (عن المحامي الفرنسي جاك فيرجيس الذي دافع عن المجاهدة الجزائرية جميلة بوحريد، ثم تزوج منها فيما بعد، وكان حضر الى المهرجان مع إبنته) اخراج باربيه شريدر..
وفيلم ” حياة الملائكة الحالمة ” لإيريك زونكا، وفيلم ” ترتيبات صغيرة مع الموتى ” لباسكال فيران ، وغيرها، ومعظمها كان يعرض في حفل إفتتاح المهرجان..
باسكال فيران
وحين أتذكر أيضا، الضيوف الكبار من المخرجين والنقاد الفرنسيين النجوم ،الذين أحضرتهم الى المهرجان من فرنسا، ومن دون أن يتقاضى أي منهم مليما واحدا نظيره حضوره، من أمثال: المخرج الفرنسي الكبير إيف بواسيه ،الذي ترأس لجنة التحكيم الرسمية في المهرجان آنذاك، وفيليب جالادو مدير مهرجان “القارات الثلاث” في نانت.فرنسا، والمخرج سيرج لو بيرون صاحب فيلم ” شاهدت مصرع بن بركة “، وبيير بيتيو رئيس مهرجان مونبلييه للسينمات المتوسطية، والمخرج سيدريك كان، و كاتب السيناريو الكبيربرنار ريفون( تعاون مع فرانسوا تروفو في بعض أفلامه )، و المخرجة كريستين ليبنيسكا،والمخرجة الكبيرة باسكال فيران صاحبة فيلم ” ترتيبات جد محكمة مع الموتي “، و الكاتب والروائي والمخرج الفرنسي الكبير آلان روب جرييه ،وكان حضوره الى مصر، وزيارتها لأول مرة في حياته في إطار تكريمه جرييه صاحب ” الرواية الجديدة” وزعيمها في فرنسا ،بمثابة الحدث الثقافي الأدبي السينمائي الأول في البلاد، اعني ” قارة مصر ” كما أحب أن أطلق عليها، و” ضربة معلم ” أفتخر بها وعن حق ..
إيف بواسيه
كما أني كنت أحرص على إدارة الندوات الصحفية مع الضيوف الفرنسيين الأجلاء ، والترجمة لهم، للصحفيين والنقاد المصريين ومن ضمنهم النقاد الأصدقاء سيد سعيد ومجدي الطيب ونادرعدلي وخالد الخضري وغيرهم في كل دورة..
آلان روب جرييه
الى أن جاء ضابط شرطة معروف ليترأس المهرجان، وتحول المهرجان السينمائي المتألق حياة وثقافة وسينما في الثغر، والذي تشرفت بالعمل فيه، مع رؤساء أجلاء من أمثال الناقد السينمائي الكبير وأستاذنا المحترم المرحوم رءوف توفيق، وكان كلفني آنذاك أيضا أن أكتب في السينما من باريس لمجلة “صباح الخير “التي كان يترأس تحريرها، انظر صورة المقال المرفق “السينما ضمير العالم”..
تحول المهرجان الى ” عزبة”، وأشبه مايكون بـ إقطاعية”،يتعامل فيها مالكها مع أعضاء الإدارة ، والمخرجين المدعووين الضيوف، كخدم وعبيد للأسف( وكان صاحب العزبة ،يحرص مثلا، على الاحتفاظ ببونات الأكل في مطعم المهرجان في جيبه ،ويوزعها على محاسيبه وخدمه،) وكانت تلك سلوكيات منحطة، مؤشرا على أن المهرجان، قد بدأ يتدهور، فقررت لما تولت السيدة إيريس نظمي إدارة المهرجان- في عهد ورئاسة ضابط الشرطة المذكور- وطلبت مني – بيوجيه من سيادته – أن أحضر “شقراوات” من فرنسا، ليظهرن مع وزير الثقافة أنذاك، في حفل افتتاح المهرجان ،ويقوم المصورون بالتقاط الصور لهن مع السيدالوزير !..
فقررت أن أستقيل فورا من منصبي كمراسل ومندوب وممثل للمهرجان في فرنسا بعد أكثر من عشرين سنة خدمة،وحمدت الله أني تركت المهرجان، الذي تحول تدريجيا ووفقا لما تناولته الصحف المصرية عنه..
صلاح هاشم مصطفى كاتب وناقد ومخرج سينمائي مصري مقيم في باريس.فرنسا.