3 أجيال تتحدث عن يحيى خليل وفنه في الأوبرا بقلم ولاء عبد الفتاح
لقطات من الاحنفال الجماهيري الرائع، بالفنان الكبير يحيى خليل رائد نهضة موسيقى الجاز في مصر، الذي اقيم بالأمس الأربعاء23 فبراير في صالون الأوبرا الثقافي ، بإدارة الفنان أيمن الصيرفي، ومشاركة الكاتبة منى الشيخ ، والكاتب والناقد السينمائي صلاح هاشم، والكاتب الصحفي أشرف عبد الباقي ، وحضور عدد كبير ، من عشاق يحيى خليل وفنه، وحضوره المؤثر، في المشهد الموسيقي المصري منذ عقود
أيقونة موسيقى الجاز في مصر يحيى خليل
صلاح هاشم يتحدث عن موسيقى الجاز الأمريكية النشأة الإفريقية الجذور
وكانت فرصة، لمشاركة ثلاثة أجيال ، للحديث عن التأثيرات التي أحدثها يحيى خليل وموسيقاه، في تكوينهم الفكري و الفني، حيث تحدث أولا الكاتب صلاح هاشم ، من جيل الستينيات في مصر، كيف تعرف على يحيى خليل منذ فترة الستينيات ، وكيف كان ليحيى خليل، المعلم، أكبر الفضل في ولوج هاشم الى عوالم موسيقى الجاز ، وأقطابها وعمالقتها الكبار ، من أمثال دوف إلينجتون وجون كولترين ويوسف لطيف ولوي آرمسترونج وغيرهم
أشرف عبد الشافي يتحدث عن شريط شبابيك
ثم شرح هاشم، كيف نشأت وتطورت موسيقى الجاز في أمريكا، وكيف قامت وتأسست على يد العبد الأسود المختطف من أفريقيا – أكثر من 12 مليون عبد تم ترحيلهم للعمل في مزارع القطن والتبغ وقصب السكر- وارتباط موسيقى الجاز بتجارة العبيد، ولماذا يعتقد هاشم أن المصريين ” جازيون ” بالفطرة ،من واقع إنتمائهم الى الحضارة المصرية القديمة، التي اخترعت الموسيقى والرقص والغناء، ومن هنا تفاعلهم الفطري التلقائي ،مع موسيقى الجاز الامريكية النشأة الافريقة الجذور، و التي إستطاعت أن تستوعب وتهضم، كافة الأشكال الموسيقية الغربية التي صاحبت الجاليات الأجنبية من ايطاليا وبولندا وروسيا التي هاجرت الى العالم الجديد أمريكا، كما استوعبت مصر كل ثقافات الأجناس والأعراق والثقافات التي مرت بمصر ،وهضمتها، واحتفظت مصر دوما بشخصيتها
يحيى خليل
وشرح هاشم عن اعتماد موسيقى الجاز على عدة عناصر في تكوينها ،من ضمنها عنصر الارتجال، الذي يسمح للعازف، بممارسة الحرية في الإبداع والعزف، والخروج من قيود الالتزام بـ” النوتة ” الموسيقة ، حين عزف الموسيقى الكلاسيكية، وارتباط موسيقى الجاز ومنذ نشأتها، في الربع الأول من القرن العشرين ،بفن السينما..
ثم تحدث أشرف عبد الشافي من جيل السبعينات عن التأثيرات المدهشة لشريط ” شيابيك” ،على جيل السبعينيات بأكمله في الريف ،وكيف استطاع يحيى خليل، أن يجمّع بشكل مدهش، من خلال الشريط ،عددا كبيرا من القامات الشعرية والتلحينية المصرية الرائعة، من أمثال الشاعر عبد الرحيم منصور، والملحن الكبير بليغ حمدي في الشريط، لابتداع “صورة “، تجسد تطلعات الجيل الذي ينتمي ايه أشرف عبد الباقي، وأحلامه وطموحاته، حتى أنه عندما التقي أشرف بيحيى خليل لأول مرة في موقف لن ينساه ابدا، إلتقاه في الشارع، إنهال عليه، وأشبعه عناقا وتقبيلا…
منى الشيخ
قي حين تحدثت الكاتبة منى الشيخ، من جيل الثمانينيات ، كيف سحرتها موسيقى يحيى خليل ، وخلقت عندها “حالة ” من البهجة والفرح العميق، لاتعرف سرها، ونكهتها، فحيرتها ، ومازالت هذه ” الحالة ” الجميلة تتلبسها، فتحلق كفراشة، و تستحوذ في حفلات يحيى خليل، الفنان الأصيل، والماسة، و الفريد من نوعه، تستحوذ على قلبها وكيانها كله..
وكان يحيى خليل، ناشر موسيقى الجاز في مصر ، قد إنطلق في بداية الحفل، ليتحدث عن مسيرته الفنية الكبيرة، ونجاحه بالارادة والعزيمة، وتجاوز العراقيل والمشاكل والصعاب، في تشكيل “ذائقة” مصرية جديدة، وخلق قاعدة جماهيرية عريضة في مصر، من كل الأعمار، للاستمتاع بموسيقى الجاز، التي تعتبر أعظم إضافة أمريكية الى ثقافة القرن العشرين، وهدية الزنوج الى أمريكا ، وهدية أمريكا الى العالم ….
وقد كانت الروائية الامريكية السوداء العظيمة طوني موريسون، الحاصلة على جائزة نوبل في الأدب ، كثيرا ما تردد ، أن أمريكا سوف تدخل التاريخ بثلاثة أشياء : بالدستور الأمريكي، وبلعبة البيسبول كرة القدم الأمريكية ، وبموسيقى الجاز.
وفي نهاية الحفل الساهر ، سلم الفنان أيمن الصيرفي المشرف على صالون الأوبرا الثقافي درع الأوبرا للفنان الكبير يحيى خليل ،وسط تصفيق وزغاريد الجمور الكبير ،الذي إمتلأت به قاعة المسرح الصغير ، وصعد بعض رواد الحفل الى المسر،ح لالتقاط الصور التذكارية مع الفنان الأسطورة ، وأيقونة موسيقى الجاز في مصر يحيى خليل..
ولاء عبد الفتاح