عبد الفتاح الجمل عبّاد الشمس بقلم عبده جبير
إستهلال
بمناسبة الاحتفال بالأديب والروائي المصري الكبير عبد الفتاح الجمل الراعي الرسمي لجيل بأكمله في معرض الكتاب 55 المنصرم، ننشر هنا في موقع ( سينما إيزيس) ” شهادة بعنوان ” عبد الفتاح الجمل. عباد الشمس” للقاص والصحافي المصري الكبير الصديق الراحل عبده جبيره مأخوذة من كتاب له بعنوان ” أهم أسباب الليل” ويحكي فيه عن أجواء الستينيات والمواهب القصصية المتوهجة الجديدة، والتشرد والصعلكة المنتجة لابراهيم منصور ويحيى الطاهر عبد الله، وسندباديات القاص صلاح هاشم – ” الحصان الأبيض “، وغيرهم من أبناء ذلك الجيل العظيم، الذي إستطاع بإبداعاته المتألقة أت يجعل فترة الستينيات ومن أعظم الفترات الثقافية في تاريخ مصر الحديث وأكثرها توهجا. وكانت بمثابة – بفضل الجمل – ” ثورة ثقافية ” وربما لن تتكرر ابدا.
وإنظر وحياتك ، ماذا فعلوا بنا يا عبده
صلاح هاشم
***

عبد الفتاح الجمل.عبّاد الشمس
كمية مرعبة من الضحكات العالية، والإشارات الشاردة، تلك التي استقبلني بها «عم عبده» في غرفته خافتة الضوء في مبنى جريدة الأخبار حين دخلت عليه بصحبة يحيى الطاهر عبد الله، الذي أشار إلى نفسه: اسمي يحيى الطاهر عبد الله، وده اسمه…
كان يحيى الطاهر عبد الله كاتب القصة القصيرة (هكذا كان عرّف نفسه ولا يكف، حتى للذين يعرفونه جيدا مثل عبد الجمل) قد التقطني من مقهى ريش (بعدها عرفت أنه كان يع نقودا، لأن مظهري كان يوحي أنني ابن ناس) وكان الفتاح الفتاح الجمل عايز يشوفك (هاهي الأزمنة تمر يظن أن معي قد قال لي: عبد ولم أعرف ما إذا كان هذا صحيحا أم لا).. كنت قد سمعت هذا الاسم مع رنات شجن دائمة لكل لسان نطق به، حّوله في رأسي إلى أسطورة، خاصة في مقهى ريش ومقهى ايزائيفتش والأتيلييه، ودار الأدباء في نهاية شارع القصر العيني (من ناحية التحرير) تلك الأماكن التي سرعان ما ارتدتها بعد أن أخذني إليها محمد إبراهيم مبروك ونجيب شهاب الدين،
وكانا أول من عرفت من الأدباء الشبان، وكنت أسكن في غرفة (عشة) في سطح أحد البيوت في شارع عبد الرحيم البيساني (المنيرة) المواجه (من ناحية شارع القصر العيني) لدار الحكمة (نقابة الأطباء)، وكان نجيب شهاب الدين يتردد على بلدياته الذي يسكن الغرفة المجاورة، ورأى، بلدياته، أن بغرفتي كتبا فأراد أن يعرفني ببلدياته (الذي عنده كتب أيضا) نجيب شهاب الدين الذي تسلمني وذهب بي إلى مقهى إيزائيفتش الكائن بميدان التحرير، وعاد في اليوم التالي وبصحبته محمد إبراهيم مبروك الذي تسلمني وسلمني بدوره لمقهى ريش (شارع سليمان/ طلعت حرب).
كنت إذن قد سمعت اسم عبد الفتاح الجمل، وساءلت نفسي:
هل هو مخيف إلي هذا الحد؟
جلست ـ الحقيقة أقول ـ في غرفة عبد الفتاح الجمل، وأنا أرتعش، فلم أكن معتادا على كل هذا الكم من الضحك، وكانت لهجتي الصعيدية لا تزال عالقة بأطراف أسناني، ولا تزال تخجلني، وكانت ذالقة ألسنة (هؤلاء الناس) وضحكهم، وسخريتهم، تخيفني، الأمر الذي دفعني للإحساس بالنفور الأول، وما دفعني في أول لقاء بيحيى الطاهر عبدالله إلى الدخول معه في مشاحنة لا مبرر لها إلا إحساسي بفارق الزمن وهذه «التكويشة» من السخرية (التي سرعان ما بدأت التسلح بها أنا أيضا) والمفاجأة أنني وجدتها قاسما مشتركا بين عم عبده وأمل دنقل ونجيب سرور وإبراهيم عبد العاطي وإبراهيم منصور وإبراهيم فتحي وإبراهيم أصلان وكل هؤلاء الناس، الذين بدأ تأثير صلابتهم في مواجهة عوائد الدنيا ينتقل إليّ شيئا فشيئا.
كنت إذن قد عرفت التردد على مقهى ريش، ومقهى أيزائيقتش، ودار الأدباء، (حيث يوسف بك السباعي ينزل ويطلع علينا وهو يشوح بيديه، كما كان عبد الناصر يفعل للجماهير، ولكننا كنا لا نلتفت وننصرف عنه عمدا وكأنه غير موجود) ونأكل السندوتشات التي كان للأمانة يدعمها من ميزانية الدولة فكان سندويتش الرزبيف بقرشين (يابلاش) علاوة على أن بعضنا (مثل فلان وعلان) يأكلون ولا يدفعون، ويوسف بك هو الذي يدفع. ما أجمل سندوتشات البيض بالبسطرمة ومعها طرنشات السلطة وكأس الزبيب وكل هذا بثلاثة قروش (يا حلاوة، يا بلاش) يأتينا بها عم دهب الأسمراني المبتسم دوما والذي لم يكن يعارض أبدا أن نستلف منه ربع جنيه في نهاية السهرة لزوم المواصلات.
لكن الحقيقة أنني، أيضا، عرفت الجلوس في حلقة نجيب محفوظ يوم الجمعة في مقهى ريش، من الرابعة إلى السادسة مساء كل أسبوع، حيث البرنامج المقرر على جميع مثقفي القاهرة الصعاليك: قراءة صفحة المساء (بتاعت عبفتاح الجمل) قبل القدوم إلى ريش في الرابعة، لأن الجميع، بمن فيهم نجيب محفوظ نفسه وعبد الوهاب البياتي ومصطفى الحلاج وغالب هلسا وجميل عطية إبراهيم وإبراهيم منصور وشوقي فهيم وسليمان فياض وبهاء طاهر ووداد حامد وسيد موسى وسيد خميس ومدكور ثابت وشخص غامض يرتدي عوينات ثقيلة (كعب الكباية) ولكنه مثقف جدا خاصة في أمور الفلسفة والرواية الحديثة، والتقيته، بعدها، في معرض الكتب في الحسين الذي كان يقام أيامها طوال شهر رمضان، فاكتشفت انه فعلا مثقف لكنه ليس غامضا، بل أنه إبراهيم عبد العاطي صاحب أطول عنوان لقصة قرأته في حياتي *،
وقال أنه يحب شغلي، ولم يكن لي شغل كثير منشور حتى هذه اللحظة، ولكننا تصاحبنا، أقول، كل هؤلاء لابد وأن يقرءوا صفحة عبد الفتاح الجمل بمن فيهم ذلك الشخص الرفيع جدا حتى ليخيل لك أنه سيسقط من طوله، ورحلوه من مصر لأنه فلسطيني واسمه محمود الريماوي،
أما المذيع توفيق عبد الرحمن فكان يأتي وقد خطط على الجمل التي تعجبه في الصفحة بقلم عجيب ويجلس على طرف المقهى وهو يجرع كؤوس الجعة بلا توقف حتى يأتي أحد الهجامة فيداري الزجاجة لأنه ابن بك ولا يريد أن يشاركه أحد هؤلاء الصعاليك شرابه، ولكنه كان يأمر لهم بالزجاجات التي يحتسونها على طاولاتهم، كل هؤلاء، وفي هذا الجو، كانوا يقرءون صفحة المساء.
لم أكن قد أخرجت بعد الكراسة التي كتبت فيها قصصي القصيرة، هكذا، القصص القصيرة المصرية (كنا نقول بفخر) كأنها سلعة مختوم عليها بخاتم النسر، يعني شيء مسجل ومعتمد وصعب لا يمكن نيله بسهولة. لكنني ما أن تشجعت وأخرجت الكراسة، حتى كان عبد الفتاح الجمل قد ترك صفحة المساءّ، استدعاه محمود أمين العالم ليصدر ملحقا أدبيا للأخبار. وللأمانة وحدها، فإنه بعد أن قرأ يحيى الطاهر هذه القصص القصيرة، ناولها لأمل دنقل الذي قرأها بنهم وبسرعة البرق نطق بكلمة واحدة: موهوب، ثم قال أن الموضوع يحتاج لغالب هلسا. وهكذا ناولها يحيى الطاهر لغالب، الذي أعطانا أنا ومحمود الورداني وصلاح هاشم موعدا في بيته في ميدان الدقي ليناقشنا. وبالفعل «ناقشنا» فمشينا زعلانين، والشيء الذي كنت متأكدا منه أنا باعتباري أزهري أنه كان يصحح بعض الأخطاء النحوية بالغلط، ورحت أقول، ماذا أبقى لنا هذا الهلسا؟ وانفجر صلاح هاشم بالزعيق: هذا الهلسا ابن… لكن محمود الورداني، الفتي الصغير أبو شعر ناعم مسبسب، والذي كان أمل دنقل يقول كلما رآه: كشافة يحيى الطاهر،

وهو كان يحاول أن يظهر الجدية التي لم تكن تلائمه لصغر سنه وحجمه، لكن محمود قال: يحيى الطاهر قال إن غالب مفيد، غالب أستاذ، يبقى مفيد وأستاذ. قلت، أذكر: واضح أنه أستاذ ومثقف لكنه متعصب جدا لنوع معين من الكتابة، ألم تسمعوا تحفظاته على إبراهيم عبد العاطي الذي وصفه بالعدمية، ثم أنه ماذا يعني الأستاذ في مثل حالتنا؟ أنا شخصيا هربان من كل أساتذتي في الأزهر، وكمان هربان من أهلي.
ولا أذكر من الذي قال: الحل هو أن نذهب إلى فاروق منيب.*
لم أكن قد عرفت بعد من هو فاروق منيب، لكنني عرفت أنه الرجل الذي حل محل عبد الفتاح الجمل في معمل تفريخ الأدباء الشبان، أقصد صفحة المساء التي كان لها فضل تقديم العشرات من الكتاب والشعراء والرسامين والنقاد أيضا.
انطلقنا بالفعل، نحن الثلاثة، إلى حيث معمل التفريخ، وفي الطريق التقينا بالناقد الماركسي الأسوش (كما اشتهر) عبد الرحمن أبو عوف، الذي لم يكن قد قرأ قصصي، ولكنه قال لي أنه سمع من عبد الرحيم منصور (شاعر العامية وكاتب الأغاني وصديق عبد الحليم حافظ) وبلدياتي، أنني أكتب قصصا قصيرة صعيدية وأنها موهوبة،
واندهشت بالفعل لأنه على الرغم من أننا كنا في أغسطس والدنيا نار، إلا أن أبو عوف كان يرتدي بدلة كاملة غامقة تمتص الشمس فينز العرق من ياقته. لكنني لسبب ما، وبعد أن دخلنا مبني دار التحرير، وصعدنا على السلالم إلى جريدة المساء، ودخلنا صالة التحرير الواسعة، وتقدمنا في اتجاه الركن الذي به مكتب فاروق منيب، شعرت برغبة عارمة في أن أزوغ، لكن أبو عوف، بالفعل، كان قد رفع الصوت باسمي كأنه يقدم لقية لفاروق منيب، ولم أستطع الفكاك، خاصة وأنني تلفت حولي فلم أجد الورداني أو صلاح، كانا قد ذهبا ليتحدثا مع شاب نحيل له شارب (عرفت بعدها أنه محمد عثمان رسام الجريدة) فانتزعت من كراستي ورقتين فيهما أصغر قصة كتبتها حتى ذلك الوقت، وتركتها بين يدي فاروق منيب و.. زوغت.
ما أن نزلت للشارع حتى أحسست أنني خسرت خسارة فادحة، ما هي؟ لا أعرف، لذا وقفت قرابة نصف ساعة انتظر عودة الثلاثة، لكن لم يعد سوى الورداني وصلاح،، وكان أن مشينا حتى التحرير وركبنا من هناك الأتوبيس الذاهب إلى العمرانية، إلى بيت الورداني لنأكل المحشي أبو شطة من يدي الرفيقة نعمات، والدة محمود وعبد العظيم ومصطفى الورداني (ووالدتي ووالدة يحيى الطاهر وخليل وعلى كلفت ومحمد سيف وسامي السيوي والعشرات من المقاطيع الذين كانوا يهجمون على حلل المحشي المشطط فتختفي ـ من حلاوتها ـ في لحظات.) وبعد محشي الرفيقة نعمات نذهب إلى أسامة الغزولي في المنيل لنأكل بطيخا في بيتهم الذي كان دائما مليئا بالبطيخ وأنواع الفاكهة. أذكر ان هذا كان يوم إربعاء، ويوم الجمعة فوجئت بالقصة القصيرة التي كان عنوانها: «الأمواج» منشورة في الصفحة الأخيرة للمساء.
الهليلة التي استقبلني بها عبد الفتاح الجمل، بعد أن قدمني يحيى الطاهر له: اسمع الله يخرب بيوتكم وبيوت اللي جابوكم وبيت الصعيد اللي نازل يحدف علينا البلاوي المسيحة، موش كفاية يحيى الطاهر وبهاء طاهر وأمل دنقل وعبد الرحمن الأبنودي وعبد الرحيم منصور.. إحنا ناقصين.
وزعق، نعم زعق وشوح بيده عاليا: تشرب إيه؟
(وكان يحيى الطاهر طوال الوقت غارقا في الضحك.)
قلت: لا ـ أصلي عندي معاد، لازم أمشي.
عم عبده: تمشي ازاي؟
قلت: عندي معاد.
وغرق عم عبده في الضحك: أنت كمان مشمأنط؟
يحيى الطاهر: ومال يابا.
عم عبده: طيب فين القصص؟
قلت: أخذهم الأستاذ فاروق منيب.
عم عبده: طيب جاى ليه؟
يحيى الطاهر: على مهلك عليه، لحسن بيغضب، والله بيغضب.
فعلا جريت، فريرة، إلى الشارع، ودخلت في زجاج فترينة الحلاق، ولم أعد لمبنى الأخبار مرة أخرى، بل إنني حين رأيت عبد الفتاح الجمل (عم عبده بعد ذلك) في شارع سليمان باشا يمشي بصحبة محمد البساطلا وعزت عامر ومحمد القليوبي زوغت وابتعدت.
ما إن مضت أسابيع، حتي عاد عبد الفتاح الجمل إلى ركنه الهادىء الدافىء في جريدة المساء، وكانت حالتي الصعيدية قد فكت بصعوبة، لكنها فكت، وبدأت أتلاءم مع الجو الجميل الذي لا يحتمل.
وعدت في حالة هدوء حيث أصبح بإمكاني أن أدخل إلى صالة التحرير في جريدة المساء بهدوء، ووضعت بين يدي عم عبده قصة قصيرة، قرأها على الفور، وقال: معندكش تاني؟ مددت يدي بقصتين أخريين، وفي الأسبوع التالي وجدت القصص الثلاث منشورة بطول الصفحة وعرضها مع الرسوم الجميلة لسعد عبد الوهاب، والتوضيب فائق الذوق الذي كان يقوم هو (عم عبده) بتخطيطه على ورق الماكيت بقلم رصاص غليظ، وما زلت لجمال إخراج الصفحات التي نشرها لي عبد الفتاح الجمل أحتفظ بها، لأتفرج عليها كلما اشتد بي الكرب.
كنت قبلها وحتى قبل أن أذهب إلى فاروق منيب بقصصي القصيرة، قد ذهبت خفية إلى مطبعة في التوفيقية لأطبع كتابا على حسابي (ألف نسخة بـ 35 جنيه) ولما عدت ذات مرة بالبروفات لأريها لعم عبده ارتسم الكرب على وجهه وذهب إلى ركن الصالة وأخذ في قراءتها ثم عاد هو يرغى ويزيد: الله يخرب بيوتكم وبيوت ابو اللي جابكم يا مجانين.. يا بهايم اللي نعملوه من هنا تنيلوه من هناك أمشى اسحبها وديها ف ستين داهية. لم أفهم السبب، إلا بعد أن تعثرت طباعة الكتاب (لحسن الحظ بسبب أنني لم يكن معي بقية الـ 35 جنيه التي كنت قد دفعت منها 15 جنيها) وبعد أن مرت الأيام، وأنا ليس معي بقية النقود، وزوغت من صاحب المطبعة، اكتشفت أن عبد الفتاح الجمل كان قد قدم لي أغلى نصيحة يقدمها راع مثله لكاتب شاب، بالفعل، فلو كان قد تم نشر هذا الكتاب (أبو قصص نيه) في حينه، لظل يؤرقني طوال عمري.
ويوم أن احترقت الأوبرا، يوم الحريق، هرولنا جميعا لنرى الكارثة، ووجدته واقفا على جانب، بعيدا عن الزحام ممسكا بحقيبته التي لابد أنها كانت مكتظة بالمواهب، اقتربت منه، كان وجهه أزرق، كأن سخام الحريق الذي كان قد أحال الأوبرا إلى أنقاض حط على وجهه.
كنا نمشى في الطريق إلى سور الأزبكية كالعادة، بعد أن لعب هو ومحمد روميش وكمال الجويلي الطاولة وأكلنا سندوتشات الطعمية وغادرنا مقهي فينكس بشارع عماد الدين وكان معنا إبراهيم أصلان الذي سبقنا في اتجاه السور ليخطف كتابا كان قد رأه هناك بالأمس.
انزلقت قدمه في حفرة: تألم.
لاحظت ذلك. لكنه تجاهلها. ثم إنه راح يحكي عن العروس التي سقطت وهي خارجة من الكوافير بفستان الفرح في بالوعة المجاري في الإسكندرية، راح يحكي بانفعال، أذكر، ثم إنه قال: يا ولداه البنية مرجعتشى.
آه يا عم عبده. والله أنا لا أحب الميلودراما، لكن يا عم عبده ها هو العصر الجميل مضى بك وبنا، زاحنا عن طريقه، انظر يا عم عبده ماذا فعلوا بالبلد: بهدلوها، وبهدلونا يا عم عبده.
بقلم
عبده جبير

قاص وكاتب صحفي وروائي مصري من جيل الستينيات في مصر
**
عن موقع الكاتب عبده جبير على الرابط المرفق :