أبدا لن يخذل الشعر محبيه . بقلم صلاح هاشم
من أجمل وأعمق وأمتع الأمسيات الثقافية، التي حضرتها في مصر أم الدنيا بعد عودتي من رحلة يومين الى الغردقة، الندوة التي اقيمت في مكتبة خالد محي الدين بمبنى حزب التجمع في وسط البلد يوم الثلاثاء 17 يناير لمناقشة كتاب (لماذا يخذل الشعر محبيه) للشاعر الكبير محمود قرني، من تنظيم منتدى المستقبل للفكر والإبداع
التي شارك فيها الكاتب والمفكر نبيل عبدالفتاح، والروائي والناقد أحمد الفيتوري، والناقد د.يسري عبد الله وأدارها الإعلامي عمرو الشامي، وبحضور نخبة متميزة من المثقفين، والمبدعين وشاعرنا المصري الكبير محمود قرني.
وكنت أتمنى أن تدوم يومين أو هكذا من فرط جمالها، فقد بدت لي بمداخلاتها للأساتذة الأجلاء نبيل ويسري والفيتوري وتقديم عمرو الشامي
مثل حفل موسيقي للإحتفاء بالكتاب وقصيدة النثر وماهية الشعر ، والعزف على وتر ثيماته ،ونساؤلاته وأطروحاته، كما في فرقة من فرق موسيقى الجاز، التي تعزف لحنا شجيا، ويتبارى فيه العازفون بعزفهم وتقاسيمهم على اللحن الأصلي في العنوان، لماذا يخذل الشعر محبيه.
ولم تكن المبارة في العزف في الندوة، كما تمثلتها وهضمتها، حديثا عن الشعر فقط بالنسبة لي،بل حديثا أيضا عن السينما، فكرها وفنها، أصلها وفصلها، مبغاها وجدواها، وتجلياتها الصوفية ووروحانيتها العميقة- كارل دراير. جريفيث. بريسون .كيروستامي. تيرانس مالك – لتفلسف وجودنا الحي و كذلك كل الفنون التي تطرح تساؤلات الهوية والغياب والحضور والغموض والعزلة ، في زمن التحولات الكبرى، على طريقة كل الشعراء المشائين الكبار: من أمثال والت ويتمان وأوراق العشب وإليوت والأرض الخراب وأدونيس الثابت والمتحول، و لتضمهم وتضمنا معهم في عتاق أبدي.
اليقين الواحد: أبدا لن يخذل الشعر محبيه.
صلاح هاشم
كاتب مصري مقيم في باريس.فرنسا.مؤسس موقع سينما إيزيس عام 2005 في باريس.فرنسا