يوليو 2021
معانى الفن : وداع .. بقلم فكري عيّاد
يالوعة وتَطَلُّع الحزن في عيونها. من يملك القدرة على مواجهة الفُرْقَة، ورُؤْيَة أنفاس الوَدَاع . ونظرات العيون المشدودة في الضياع، تُنَاجِي قدرها. تصلب الإحساس في صمت وسكون، وتجمدت لغة الكلام في حلقها. فراق “الحبيب” نحيب وعويل صامت، في سَعِير وإضْطِرامُ القلوب المتألمة. أَخْتفَى الأمل، وأغْلِقَ بَصَرُه، وأَضْمَرَ حكايات رحلت في تَكَتَّم، أخفقَت جفونها، وأسْدَلَتْ شراعِها. أَطْرَقَ “الفنان”عنان فكره، وسكب فرشاته وألوانه من حرقَةِ دموعِها. سَكَتَ وسَكَنَ الألم برهة، وإرتاح على وجْهِهَا ، وتَشَنَجَت رَجْفَة لسانها. ونطق الحزن والرثاء في مآقِيها،فأحنت رأسِها.
اللوحة للفنان سعيد حداية
يالها من صورة رسمها فنان قدير رائع. من مداد مشاعِرِها. يتخطى حدود فكرنا، ويأسرنا معه. كم من الاِحساس يتأوه ويتدفق في داخِلِها. ينسج أنفاس وهج يتأجج فى نبضاتِها. وزوجها راقد مُسَهَّد غَافٍ بلا حراك خلْفِها. تشع من عيونه، أنين يتَأَلم، وكأن عمره شهقات تتَأَوُّه، ومصباح عتيق أغمض جفون الضياء حولهما. سَحَبَ الغروب شمس الآمال، وَوَدَعِها في دُجْنَة أنفاسهما، يناظرها وكأنَّه يفك الألغاز. ولا يملك ما يقول لها. الفنان التشكيلي “سعيد حداية” عاشق خلجات الأنفاس. يَمْرُق بين أحضان أمواج تحمل بعضها. يكشف ضياء روح الباطن التائهة . يمسك تميمة وغصون أحلامنا. يلقى في فكرِنا ألف سؤال، يجسم الحقيقة في ثياب الخيال. يمزجها مع واقعنا، يطرحها في براءة تكوينات رائِعة. يصحبنا إلي جوف الأعماق في رؤية جدلية مع “الموت والحياة ” وكأنه يهمس ويقول، من الذي تحتويه حياتنا.!؟ كلنا في حالة إغْفَاءَة ورُقاد , غَفْوَة غَيْبُوبَة في قَيْلُولَة مُنْحَنِي أيامنا. الحياة المُتَلَوية. تدحرجنا في دورتها المتعرجة. نتنقل بين الصخور، ونتسلق أحلامِنا. ثم نلتصق بلا رِدَاء، بالأحجار الميِّتة . ” لا توجد حركة دائِمة، ولا قوة ثابِتة.” أنها زفرات هبة لا تُسمع ولا تُرَى. نستيقظ من حلم، إلى حلم، دون أن نفهم ما ينطوي في اللَّا وَعْيِنا. جاذبية حياة مُحيَّرة ومُتَحَيِرَة، بين خِصَام , وسِجَال ومُجَادَلَة. وخلفنا شذا الحقيقة الوحيدة قَحِلَت مُضْطَجِعة مُتمَدَّدة. وذكريات في الأكفان مُسْتَلْقٍية راقِدة.
بقلم
فكري عياد . لندن
فكري عيّاد كاتب وباحث وفنان تشكيلي مصري مقيم في لندن.المملكة المتحدة
مصر 2021 الى أين ؟ : صحافة القاهرة تعيش محنة كبرى . قراءة في صحف مصر. بقلم حسام عبد البصير في باب ” مختارات سينما إيزيس “
admin رئيسية, كل جديد, لف الدنيا 0
مختارات سينما إيزيس : قبيل ساعات من عيد الأضحى أحاط الغموض بكل شيء بدءاً من تطورات الملء الثاني لسد النكبة، وما تعتزم السلطة الإقدام عليه من أجل حماية شعبها من الموت عطشاً، وانتهاءً بأسباب ما جرى للممثلة ياسمين عبد العزيز التي تحيا أزمة صحية فارقة، حيث تداهمها الغيبوبة لليوم الثالث على التوالي.. ما بين غيبوبة الحكومة في سبل التعامل مع الأزمة وتوعد أحمد العوضي زوج ياسمين بملاحقة كل من يدلي بتصريحات عن وضعها الصحي، وأسباب ما جرى تعيش صحافة القاهرة محنة كبرى، فالأزمة التي أسفرت عن وفاة ثلاث صحف مسائية ورقياً، ترشح بغياب شمس صحف أخرى قريباً.
الربة إيزيس أم المصريين
أما الخبر الذي اهتمت بعض صحف الاثنين 19 يوليو/تموز، فتمثل بإبراء سفارة إسرائيل في مصر ذمة تل ابيب من أزمة سد النكبة، فقد أعربت السفارة عن فائق الاحترام والتقدير للشعب المصري، وقيادته الرشيدة بزعامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ونفت ما تردد مؤخرا في بعض القنوات التلفزيونية والمقالات الصحافية عن ضلوع إسرائيل في موضوع سد النهضة، مؤكدة أنه عار من الصحة ولا أساس له. وقالت السفارة إن إسرائيل، حكومةً وشعبا، معنية باستقرار مصر وسلامة مواطنيها.. وأضافت أن إسرائيل تعتمد على طرق المعالجة الزراعية وتحلية مياه البحر للشرب، ولديها التكنولوجيا التي توفر لها المياه، معربة عن أملها في أن تمر المفاوضات بما يحقق الاستقرار والرخاء لشعوب الدول الثلاث.
من جانب آخر قال الإعلامي عمرو أديب، إن الملء الثاني لسد النهضة ينتهي خلال يومين أو ثلاثة أيام، مؤكدا أن الملء الثاني للسد الإثيوبي فشل، وفقًا للمعلومات الواردة إليه. وأضاف أديب، أن وزارة الري السودانية أصدرت تحذيراً للسكان على ضفتي سد الروصيرص بوجود مشكلات، وتغطية المياه للأراضي والطلمبات، وحدوث مشكلة في مياه الشرب. وأشار إلى أن السودان سيعاني مشكلات خلال الأيام المقبلة؛ بسبب زيادة وارد نهر النيل الأزرق، وفقا لتوقعات وزارة الموارد المائية والري السوادنية.
ومن أخبار الكنيسة: هنأ قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بعيد الأضحى المبارك. وكشفت مصادر فنية آخر التطورات الصحية للفنانة ياسمين عبدالعزيز، عقب خضوعها لعملية جراحية، مؤكدةً دخولها في غيبوبة. وأشارت المصادر إلى أن: ياسمين دخلت في غيبوبة تامة بسبب خطأ طبي أثناء إجرائها عملية جراحية.. وأعادت معاناة ياسمين للأذهان ما حدث للإعلامية إيمان الحصري خلال الشهور الماضية، نتيجة خطأ طبي أدى إلى دخولها في غيبوبة تامة. قبل عدة أشهر، لم يتم الإعلان عن طبيعتها، وكانت إيمان قد عملية جراحية، تدهورت على إثرها حالتها وتطلب الأمر عددا من العمليات الجراحية الأخرى التي تم إجراؤها بالفعل، ولكن بدون جدوى، وانتهى الأمر بغيابها عن الشاشة حتى الآن.
ومن أخبار المحاكم: قرر قاضي المعارضات في محكمة جنوب القاهرة، تجديد حبس المتهم بقتل شقيقة والده “عمته” وابنتها، بعدما تعدى عليهما بسلاح أبيض داخل شقتهما، على ذمة التحقيقات. وقبيل ساعات من “عيد الأضحى” حذر اللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة من أن أي محاولة لاستغلال إجازة العيد للبناء المخالف، ستقابل بمنتهى الحزم وستعرض صاحبها لإجراء االمصالح تتصالح
يرى الدكتور مصطفى كامل السيد في “الشروق”، أن علاقة كل من الصين وروسيا بإثيوبيا ومصر هي مثل لتعقد العلاقات بين الدول في فترة ما بعد الحرب الباردة. خلال الحرب الباردة اتسمت العلاقات الدولية بالصراع الأيديولوجي، الذي كان يفرض قدرا من الاتساق والقدرة على التنبؤ. الدول الرأسمالية الكبرى توثق علاقاتها بالنظم المحافظة، في ما كان يسمى بالعالم الثالث، وتدخل معها في تحالفات عسكرية، أو تساندها عندما يتعرض أمنها القومي للخطر، والدول الاشتراكية تساند ما يسمى بالنظم التقدمية أو المكافحة للاستعمار، أو الملتزمة بسياسة عدم الانحياز، ابتعادا عن الدول الاستعمارية السابقة. أما في عالم ما بعد الحرب الباردة وسقوط الأيديولوجيات الكبرى، فلا يوجد هذا القدر من الاتساق في علاقات الدول. كل قضية تستحق موقفا خاصا. ومن ثم تدخل الصين في علاقات وثيقة مع مصر وإثيوبيا في الوقت نفسه، وتفعل روسيا الأمر نفسه، تنخرط الأولى في مشروعات اقتصادية طموحة في مصر وإثيوبيا، وتقدم روسيا السلاح وتبني محطات نووية في البلدين، ولا تريان أي غضاضة في ذلك، طالما أن ذلك يحقق مصالح لكل منهما في البلدين. ولا يبدو أن إثيوبيا أو مصر يمكن أن تطلب من أي منهما أن تتوقفا عن التعاون مع الدولة الخصم، لأنهما تعتمدان عليهما اعتمادا كبيرا. مثل هذه العلاقات بين قوى كبرى في النظام العالمي ودول صغيرة أو متوسطة أمر مألوف ومقبول طالما أن هذه العلاقات لا تؤثر في أمن الإنسان والأمن القومي في دول أخرى ترتبط معها هذه القوى الكبرى نفسها بروابط وثيقة. في واقع الأمر لا تنعدم الخيارات أمام الدول المتوسطة ذات النفوذ الإقليمي، أو حتى الدول الصغيرة. يمكن، وهذا أضعف الإيمان، أن تصارح هذه القوى الكبرى بالتناقض في مواقفها، وأن تضعه على جدول الحوار معها، ويمكن لها أن تجد شركاء آخرين بدلا من هذه القوة الكبرى التي تتعاون مع خصومها. ولا أظن أن الحكومة المصرية، لو توافرت لها الإرادة، عاجزة عن عمل ذلك.
لا تستخفوا بعقولنا
قال بيتر ستانو المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي، إن الاتحاد مستعد لتقديم الدعم والمساعدة في قضية سد النهضة، وإنه يعمل مع شركائه الدوليين، لدفع أطراف قضية السد الثلاثة إلى طاولة التفاوض، وصولاً إلى حل في النهاية. من جانبه شدد سليمان جودة في “المصري اليوم” على أن الكلام السابق سمعناه من قبل على لسان الاتحاد، وعلى لسان الولايات المتحدة أيضًا، وهو كلام يتبين عند اختباره أنه يقال على سبيل إثبات الحضور.. لا أكثر. والسؤال الذي سوف يدور داخل أي عاقل يسمع مثل هذا الكلام هو كالتالي: إذا كان الاتحاد مستعداً للتدخل بهذه الدرجة من الشهامة، فماذا يا رب يمنعه من الدعم ومن المساعدة؟ وسؤال آخر: ماذا قدم الاتحاد في جلسة مجلس الأمن 8 يوليو/تموز من أشكال الدعم؟ وماذا قدمت فرنسا في الجلسة من صور المساعدة، مع ما نعرفه من أنها عضو في الاتحاد، ومع ما نعرفه عن أن مندوبها في الأمم المتحدة يرأس مجلس الأمن خلال هذا الشهر؟ وسؤال ثالث: لقد عاد الوزير سامح شكري بالكاد من بروكسل، حيث مقر الاتحاد، وكان وجوده هناك بهدف واحد هو دعوة الاتحاد إلى أن يكون صاحب موقف له أثر في الموضوع. لم يذهب شكري إلى العاصمة البلجيكية بمجرد عودته من جلسة المجلس في نيويورك لشرب الشاي والقهوة، وإنما ذهب لدعوة الاتحاد بشكل صريح ومعلن.. ومع ذلك فالجماعة في الاتحاد ينتظرون دعوة.. إن كلام الخواجة بيتر يعيد تذكيرنا بكلام مماثل على لسان موسى فقي رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي، وفيه يتكلم اللهجة ذاتها ويقول إنه مستعد للعب دور في موضوع السد. أي استخفاف بالعقول يمارسه هؤلاء المسؤولون على الناس؟ ماذا ينتظر الاتحاد وماذا تنتظر المفوضية الافريقية، إذا كان معتصم العوض مدير إدارة الخزانات في السودان، يقول إن الملء الأول للسد من جانب إثيوبيا، أخرج جميع محطات الشرب في ولاية الخرطوم من الخدمة؟ أي استخفاف يمارسه هؤلاء المسؤولون في حقنا وحق السودان.
فحوى الرسالة
الرسالة التي وجهها الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشان التطورات الخاصة بإنشاء سد النهضة الإثيوبى، في الكلمات التي ألقاها في افتتاحية المؤتمر الأول لمبادرة حياة كريمة، كما أكد الدكتور أسامة الغزالي حرب في “الأهرام” انطوت على عناصر شديدة الأهمية نأمل في أن تصل بوضوح للحكومة الإثيوبية، وللشعب الاثيوبي، وللعالم كله! أولها أن مصر تدير علاقاتها الخارجية إقليميا ودوليا بثوابت راسخة ومستقرة، قائمة على الاحترام المتبادل والجنوح للسلام، وإعلاء قواعد القانون الدولي.. ثانيها، أن المساس بأمن مصر القومي، خط أحمر ولا يمكن اجتيازه، شاء من شاء وأبى من أبى. وأن ممارسة الحكمة والجنوح للسلام، لا يعني بأي شكل من الأشكال السماح بالمساس بمقدرات هذا الوطن، الذي لن نسمح لأي من كان، أن يقترب منه، ولدينا في سبيل الحفاظ عليه خيارات متعددة، نقررها طبقا للموقف، وطبقا للظروف. ثالثا، وفي ما يتعلق بقضية بناء سد النهضة الإثيوبي، ولدى حديث مصر مع الأشقاء السودانيين والإثيوبيين، فإنها تفصح عن الرغبة في أن يكون نهر النيل نهرا للشراكة وللخير لنا جميعا، وإننا لا نريد الخير لنا فقط. هذا حديث قيل في جميع المناسبات. وإذا كان سد النهضة سوف يوفر التنمية من خلال إنتاج الكهرباء، فنحن معكم، ومستعدون للتعاون في كل شيء يؤدي إلى رفاهية الشعب الإثيوبي والشعب السوداني، جنبا إلى جنب مع الشعب المصري. هذا كان كلامنا، وهذا كان توجهنا.. نقدم الخبرات ونتعاون في مشروعات الكهرباء ومشروعات الإنتاج الزراعي، وفى كل شيء. هذه هي عناصر الموقف المصري التي طرحها الرئيس السيسي بقوة ووضوح، أو هي رسالة مصر إلى العالم بشأن سد النهضة، لعلها تصل إلى كل من يهمهم الأمر.
قطع حبال الود
ما يحدث من إثيوبيا مع مصر في ملف سد النهضة من وجهة نظر محمود الحضري في “البوابة” هو حالة قريبة من مفهوم “العنت”، وربما الوصول إلى توصيف العصيان، لكسر أو قطع ما تبقى من حبال الود وجسور التواصل بين القاهرة وأديس أبابا، وتصر كل يوم، بل كل لحظة على فتح باب أزمة، ربما تؤدي إلى تفجيرات في المواقف لا يمكن مواجهة عقباها. وعلى عكس هذا الموقف تتعايش إثيوبيا وكينيا على نهر “أومو” في إطار من التعاون، ومن خلال إنشاء العديد من السدود والمشروعات الكهربائية، بدون أي مشكلات، ونجد الشيء نفسه في افريقيا على نهر النيجر، حيث تتعايش عليه خمس دول في إطار من التعايش السلمي، والتفاهم بشأن كل ما يتعلق به من مفاهيم التنمية. وهنا يأتي السؤال الجوهري لماذا تصر أديس أبابا على موقفها المتعنت مع مصر والسودان، ولا تريد أي صيغة تفاهم محددة للتعايش على نهر النيل، ليحقق الفائدة للجميع كما كان الوضع طيلة آلاف السنين، ليأتي اليوم نظام أبي أحمد، ويتجه بقضية المياه نحو الاستحواذ والطمع، لدرجة أن يتم القول إن مياه النيل هي حق إثيوبي وفقط. المؤكد أن مصر شعبا ودولة وقيادة، لن تفرط في حق البلاد بمياه نهر النيل، ولن يستطيع أحد أن يغير من مقولة “مصر هبة النيل” مهما فعلوا، وكل من يقف وراء إثيوبيا لتعطيش مصر وشعبها، وعبارة “أمن مصر القومي خط أحمر، لا يمكن اجتيازه شاء من شاء وأبى من أبى” التي قالها الرئيس عبدالفتاح السيسي، هي كلمة حق يرددها كل مصري مهموم بهذا البلد، وعلينا أن ندقق في عبارة أخرى للرئيس وهي “إن ممارسة الحكمة والجنوح إلى السلم لا يعني السماح بالمساس بأمن الوطن”، ويعني هذا أن خيار المواجهة الأعلى لحماية حق شعب مصر ليس ببعيد.
ما وراء الكلمات
ويرى محمود الحضري أن كلمة السيسي للمصريين “بلاش هري.. اطمئنوا ومتصدقوش كل اللي بيتقال”، هي كلمة دقيقة جدا في مفهومها، وتأكيد لمعلومات كثيرة تؤكد وقوف مصر على خط الدفاع عن مياه النيل، وكل كلمة تترجم هذا المعنى، واقرأوا جميعا ما وراء تلك الكلمات للرئيس “إن مصر لديها خيارات عديدة للحفاظ على أمنها القومي، وستستخدمها وفقا لما يتناسب مع الموقف وتوقيته، نحن نريد أن نجعل نهر النيل نهرا للخير للجميع، بدون المساس بمياه مصر وحصة مصر”. المؤكد أن هناك قلقا بين الناس، وهذا حقنا جميعا، وهو ما تعترف به القيادة وأكده السيسي، بمقولته “أعرف أن هناك قلقا عاما بين جموع المصريين، وهو قلق مشروع لتعلق الأمر بالمياه وحياة الناس”، وأن مصر أصبحت تمتلك من الأدوات السياسية والقوة العسكرية والاقتصادية ما يعزز من إنفاذ إرادتنا وحماية مقدراتنا”، و”قبل ما تحصل حاجة لمصر يبقى لازم أنا والجيش نروح الأول عشان يحصل لها حاجة”، و”إحنا كمصريين لا يليق بنا أن نقلق”. والمؤكد أن مصر وهي تدخل عصر “الجمهورية الجديدة”، فنحن بالفعل نمتلك القدرات السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية الشاملة، التي بها تدافع الدولة عن حقوق هذا الشعب في الداخل والخارج، ليعيش بدون مجرد هاجس من القلق على مقدراته، وهو ما يجب أن يعرفه كل طامع. ألم يأت الوقت بعد لتعمل أديس أبابا بصوت العقل، وتسمع ما يقوله العالم، وآخره، تصريحات الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي، وزير الخارجية بيتر ستانو، بضرورة أن يكون تشغيل السد الإثيوبي بناء على اتفاق متبادل بين الأطراف المعنية كافة.
صناعة الترند
أكد سيد علي في “فيتو” أن الرئيس السيسي وضع حداً لوقف مصطلح الهري الذي كاد أن يكون سيفا على رقاب مصر والمصريين في استنزاف أولوياتهم في معركة الوجود، ولا أحد يستطيع إنكار التأثير القوي والسريع للترند، ورغم إيجابية البعض القليل منها، إلا أن غالبيتها تعمل على تهييج الرأي العام. وللأسف فإن السوشيال ميديا تشهد الكثير من الترندات المزيفة فيصبح الهري ترندا، وقد ظهر مصطلح “هري” منذ 7 سنوات، والمقصود به الحديث الفارغ الذي لا يخلو من الكذب. والبداية كانت على لسان الشباب داخل المناطق الشعبية، ثم اتسعت رقعتها لتشمل كل ربوع مصر. وأقرب مفردات الفصحى لها هي كلمة “هراء” وتعني الكلام الفارغ. ويتم التعامل معه على أنه أداة من أدوات حروب الجيل الخامس، وهو ما يحدث عندما تصعد بعض الهاشتاغات قائمة الترند خلال وقت سريع، عبر مواقع التواصل الاجتماعي.. ويتحول الخبر أو الموضوع إلى قضية عامة يتحدث فيها أغلب مستخدمي السوشيال ميديا، وبالفعل فإنها في هذا التوقيت سوف تحرك الجهات الرسمية، وتهتم بها وقد تتخذ إجراءات بناء على ما فعله الترند، وخلال الفترات الماضية ظل الترند يصعد ويختفي من حين لآخر بعدة أخبار وقضايا، رغم عدم تحري الدقة ولا المصداقية ولا المهنية في إلقاء الضوء عليها، فاحتلته موضوعات متنوعة لا يستمر أحدها أكثر من أسبوعٍ واحدٍ.. على الرغم من قوة تداولها والتفاعل معها من قِبل مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، مع العلم أن المواقع الاجتماعية ليست ناقلة للحدث وحسب، لكنها ناقدة له، لذلك يمارس البعض عبرها سلطة الرقابة إزاء بعض القضايا، لضمان نفاذ العدالة وتصويب الأخطاء بالطرق السلمية.. والأمر الذي لا بد من الاعتراف به، هو أن صناعة الترندات لا تأتي هباءً، فغالبيتها تتم صناعتها صنعًا ولا تأتي بالمصادفة، بل بتوجيه من قبل جهة أو شخص ما يحاول حشد الجماهير حول هاشتاغ معين، يحمل وراءه هدفًا محددًا، وكثيرا ما يتم مواجهة الهري بالهري المضاد.
تطوير أم تعذيب؟
تساءل عادل السنهوري في “اليوم السابع”: مَن وراء الهجوم الشرس على نظام التعليم الجديد، ومن وراء عرقلة نظام الامتحان بشكله الحالي في الثانوية العامة؟ مَن هم أعداء النجاح لوزير التعليم طارق شوقي الذي يواجه حربا شعواء من كل جانب للرجوع عن خطة تطوير التعليم رغم أنها استراتيجية دولة وليست نهج وزارة أو وزير فقط، ولا عودة للماضي مرة آخرى. لو تمكنا من الإجابة على هذه الأسئلة، وهي إجابات متاحة وسهلة ولا تحتاج لجهد وعناء، سنعرف على الفور أن هناك من ليست له مصلحة كبرى في محاولة إلحاق الهزيمة بالوزير وبخطة التطوير برمتها باستغلال وتوظيف بعض الأخطاء البسيطة في نظام امتحان الثانوية العامة، وبكاء بعض الطلبة والطالبات وشكوى عدد من أولياء الأمور للضغط على الرأي العام في مصر. لكن الواقع الآن يؤكد وبعد مرور حوالي 4 سنوات أن النظام الجديد بدأ يؤتي ثماره ـ حتى لو كانت قليلة – بعد سنوات طويلة من مناهج التخلف التعليمي والامتحانات العقيمة التي لا تنتج سوى طالب حافظ وليس فاهما، يعتمد على التلقين وليس التفكير والوعي، ولذلك هناك من يولول الآن من أباطرة الدروس الخصوصية، لأنهم سيفقدون أموالا طائلة مع استقرار نظام الامتحانات الجديدة.
خسائر جسيمة
وشدد عادل السنهوري على أن أباطرة الدروس الخصوصية سيفقدون 47 مليار جنيه، أو ربما أكثر سنويا، وهو ما سوف يشعر به أولياء الأمور في السنوات القليلة المقبلة وبالتالي ينتهي هذا الكابوس. النظام الجديد للامتحانات يساهم في القياس السليم والصحيح للطالب المستوعب للمنهج والفاهم والقادر على التفكير بصورة سليمة، أما الطالب الذي يعتمد على التلقين والحفظ، فحظوظه قليلة في هذه الامتحانات. ما يحدث حاليا هو شهادة نجاح للوزارة وللوزير وعلى الجميع أن يتفهم أن العالم – خاصة العالم المتقدم – الذي كنا نقارن أنفسنا به ونقارن تعليمنا به، يعتمد على هذه النظم في الامتحانات، بل يخصص أيضا نسبة معينة للطلاب المتميزين في الإجابة على الأسئلة. جاء الوقت الذي لا نرى فيه هذه المجاميع المبالغ فيها والتي تتجاوز الـ100% ولا تعبر عن المستوى الحقيقي للطلاب ولا يمكن من خلالها قياس قدراتهم. نتائج عديدة سوف يجني ثمارها التعليم المصري من النظام الجديد في حالة استمراره – وبالتأكيد سوف يستمر طالما هناك رؤية واستراتيجية – أولها التخلص من الدروس الخصوصية، وتوفير مليارات الجنيهات. ثانيا القياس السليم لمستوى الطالب وقدراته، وبالتالي توجيهه نحو التعليم الجامعي المناسب لقدراته وتفكيره.
بلا منازع
أكد حماد الرمحي في “الوطن” أن المشروع القومي لتنمية الريف المصري «حياة كريمة»، الذي أطلقه الرئيس عبدالفتاح السيسي هو مشروع القرن بلا منازع، وهو التدشين الحقيقي للجمهورية الجديدة، التي يتطلع إليها المصريون منذ ثورة 30 يونيو/حزيران المجيدة. ولا ينكر أحد أن هذا المشروع هو الأقوى والأضخم في تاريخ الدولة المصرية الحديثة، وهو يسبق من حيث الأهمية والعائد مشروعي قناة السويس، والعاصمة الإدارية الحديثة. ويُعد مشروع «حياة كريمة» أبلغ رد على أحاديث الإفك التي تروّجها «جماعات الشر» والمنظمات المشبوهة، وأعداء الدين والوطن حول المشروعات القومية العملاقة بأنها «للأغنياء فقط». فالمشروع القومي لتنمية الريف المصري «حياة كريمة» يستهدف تطوير وتنمية حياة أكثر من 14 مليون أسرة مصرية بإجمالي 60 مليون نسمة تقريباً، منهم نحو 30 مليون نسمة في ريف الوجه البحرىي، ونحو 29.5 مليون نسمة في ريف الوجه القبلي. وهو ما يؤكد عظم وخطورة وأهمية المشروع من حيث ضخامته، واتساعه الأفقي، والقطاع الجماهيري الكبير المستفيد منه، فضلاً عن كونه أكبر مشروع تنموي في الشرق الأوسط. أما عن التكلفة التقديرية لمشروع «حياة كريمة»، فقد قُدّرت في أول دراسة للمشروع بنحو 600 مليار جنيه، إلا أنه بعد التعديلات والأفكار الجديدة والخدمات التي أمر الرئيس السيسي بإدخالها للريف المصري، وفي مقدمتها الخدمات التكنولوجية والصحية، وبرامج «الحوكمة»، فقد ارتفعت تكاليف المشروع إلى 700 مليار جنيه، يتم تمويلها بالكامل من الخزانة المصرية.
ميلاد جديد
لا ينكر أحد والكلام لحماد الرمحي، أن فكرة تمويل المشروع، وأن يكون مصرياً وذاتياً، وألا يكون بتمويل أجنبي، هي من أهم دعائم المشروع، حتى لا تكون تنمية حياة المصريين بأموال أجنبية، أو منحة دولية أو معونة عربية، فنصبح في المستقبل القريب محل تندّر، ونسقط في ما حذر الله منه «فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ». إن المشروع القومي لتنمية الريف المصري «حياة كريمة» هو ميلاد جديد للريف المصري، وتدشين للجمهورية الجديدة، كما قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، وسيكون هذا المشروع العملاق الأداة الوحيدة والحقيقية لتغيير وجه الحياة في الريف، وإعادة بناء الإنسان من جديد، فالمشروع يستهدف تحسين مستوى الخدمات الحكومية، وتحسين البنية الأساسية، ورفع كفاءة العمران، وتحسين الحياة الاجتماعية والصحية في جميع قرى الريف المصري، التي تبلغ 4741 قرية مركزية وأكثر من 30888 تابعاً لها، ما بين «عزبة وكفر ونجع». كما يستهدف مشروع «حياة كريمة» تخفيض معدلات الفقر في المناطق الريفية، التي بلغت نحو 70% في بعض المناطق الريفية النائية، خاصة في محافظات الصعيد. يتم تنفيذ المشروع القومي لتنمية الريف «حياة كريمة» على ثلاث مراحل، تم تحديدها واختيارها بناءً على أسس علمية دقيقة، منها تحديد القرى الأكثر احتياجاً، وفقاً لمعايير ضعف الخدمات الأساسية من شبكات الصرف الصحي وشبكات المياه، وانخفاض نسبة التعليم، وارتفاع كثافة فصول المدارس، والاحتياج إلى خدمات صحية مكثفة لسد احتياجات الرعاية الصحية، وسوء أحوال شبكات الطرق، وارتفاع نسبة الفقر. وسيتم تنفيذ مشروع «حياة كريمة» على ثلاث مراحل، المرحلة الأولى وتشمل القرى ذات نسب الفقر المرتفع «أكثر من 70%» والثانية تشمل القرى ذات نسب الفقر ما بين 50% و70%، والثالثة تضم القرى ذات نسب الفقر الأقل من 50%.
واقع جديد
التغيير المهم الذي يجب أن ينتبه له كثير من المسلمين المهاجرين والمقيمين في الغرب، كما يرى أحمد عبدالتواب في “الأهرام”، أن ارتداء المرأة المسلمة الحجاب هناك لم يعد يُعتَبَر ضمن الحرية الشخصية التي يحميها القانون، بل إنه يمكن حظره اعتماداً على قاعدة عدم التمييز. وهذا هو مضمون حكم محكمة العدل الأوروبية، في بروكسل يوم الجمعة الماضي، في نظرها شكوى تقدمت بها مسلمتان تعيشان في ألمانيا، إحداهما موظفة في صيدلية، والثانية ممرضة في دار حضانة، فرض عليهما أصحاب العمل عدم ارتداء الحجاب! وقالت المحكمة إنه يمكن أن يساعد منع ارتداء الحجاب الإسلامي في منع النزاعات الاجتماعية، وقالت إن حظر ارتداء أي تعبير مرئي عن المعتقدات السياسية أو الفلسفية أو الدينية، يمكن تبريره برغبة صاحب العمل في أن يعكس صورة الحياد تجاه العملاء. الآن، وكما أنه لا يمكن التغافل عن أن هناك متعصبين ضد الإسلام والمسلمين، فإنه من المتوقع أن يترتب على هذا الحكم القضائي واقع جديد، بإجراءات جديدة، لن ترضى عنها فئة المسلمين، الذين خسروا معركتهم حول النقاب في بعض الدول، وها هم يخسرون الحجاب، ولن يجدي صراخهم بأنهم ضحايا التعصب وكراهية الإسلام والمسلمين من أصحاب التاريخ الاستعماري، إلخ، ولن يفيدهم القول ببراءتهم تماماً من أي مسؤولية عن الإرهاب الذي يضرب هذه البلاد، ولا عن سلوكيات تجعل قطاعات جماهيرية غير متعصبة من مواطني الدول الغربية يتخذون مواقف ضد المسلمين لديهم تصل إلى حد المطالبة بترحيلهم، كما يُلاحَظ أن بعض هذا الرفض ليس نتيجة لخلافات فكرية ضد الإسلام كدين، وإنما اعتراضاً على رفض كثير من المسلمين أن يندمجوا في هذه المجتمعات التي لجأوا إليها بإرادتهم.
مشهد مؤلم
من غرائب الزمان والكلام لمحمد حسن البنا في “الأخبار” أن تشاهد إهمال المواطن في نعمة أنعم الله عليه بها، ثم تقف متفرجا على المشهد المؤلم. حبانا الله بشواطئ بحرية على الامتداد الشمالي والشرقي. البحر المتوسط شمالا والبحر الأحمر شرقا. وهي بالمناسبة من أجمل شواطئ الدنيا. وإذا حباك الله بمثل هذا، من الواجب أن تحافظ عليها. أما أن تصرف فيها مخلفاتك السائلة والصلبة، فأنت هنا بلا شك مجرم في حق بلدك، وآثم في حق الله. كنت في زيارة لثلاثة أيام إلى منطقة «أبوسلطان» في الإسماعيلية وهي تطل على البحيرات المرة القريبة من البحر الأحمر وقناة السويس. شاهدت بأم عيني الصرف على المياه مباشرة للمخلفات الصلبة والسائلة، وكأن البحر ساحة ضخمة لإلقاء المجاري فيه. حزنت جدا. مواسير إسمنتية ضخمة فوهتها على الشاطئ تلقى قاذوراتها في المياه النقية، سألت ولم أجد إجابة. علمت أن هناك تعليمات بإلزام هذه المنشآت، قرى سياحية وقصور وفيلات، بعمل محطات معالجة قبل إلقاء المياه في البحر. ومن يلتزم، ومن يراقب، ومن يتابع؟ هذه آفاتنا الوظيفية. هذه سبة في جبين كل مواطن يرتكب هذه الجريمة. وأدعو الدولة، وأجهزتها المعنية للضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه ارتكاب هذا الفعل الشنيع. وإذا كان هناك إلزام بمحطات معالجة فلماذا لا تكون المياه المعالجة لري الحدائق المنتشرة في مثل هذه المنطقة؟،لماذا يستسهل المواطن ويلقي قاذوراته في البحر؟ الزراعة منتشرة جدا في هذه المنطقة، وليكن القرار بتوجيه الصرف المعالج إليها بدلا من البحر. هذا السلوك ليس في منطقة أبو سلطان فقط. حيث كانت قضية الصرف في البحر مشكلة عامة. تم إحكام القبضة عليها في بعض المناطق بالالتزام البيئي. والشروط التي نصت عليها القوانين الخاصة بالحفاظ على البيئة الطبيعية. كما أن الدولة ألزمت الشركات والمصانع بتركيب فلاتر للتنقية للحفاظ على المياه والهواء.. الدور الآن على مياه البحر.
لو حدث فعلاً
لدى مصطفى عبيد، كما أطلعنا في “الوفد”، ما يكفي من الجرأة كي يفكر في الاتجاه المضاد: تمر ذكرى 23 يوليو/تموز سنة 1952 علينا كلحظة تدبر لأحداث فارقة في تاريخ مصر، ويتكرر السؤال الخيالي المفيد: ماذا كان يُمكن أن يكون عليه الحال لو لم تقم ثورة الثالث والعشرين من يوليو؟ يُخبرني صديق نابه، منفتح على العالم، معني بالتاريخ وتحولات الأمم، أنه يعكف منذ سنوات على كتابة تاريخ متخيل لمصر يفترض فشل تحرك يوليو. يتصور صاحب الافتراض أن عيون القصر علمت بحركة الضباط الأحرار مبكرا، وأن يوسف صديق لم يُبكر في تحركه، وأن اللواء علي نجيب (شقيق محمد نجيب) قام بالقبض على قيادات الحركة كافة من منازلهم كما كان مقررا، وأن المملكة المصرية أعلنت وأد تمرد مجموعة من المشاغبين، وتم تحويلهم إلى المحاكمة. بعد نحو سبعين عاما يُمكن أن نسأل ما كان سيُفضي به الحال وفق التطور الطبيعي للأحداث. ستجلو بريطانيا عن مصر حتما، وستنجو مصر من الوقوع فريسة في مصائد المعسكر الاشتراكي، وستبقى التعددية السياسية دافعا للإصلاح المستمر وحافزا على تحسين جودة التعليم والصحة والخدمات. وقطعا لم تكن لمصر أن تخوض حروبا ومغامرات خارج نطاق حدودها. وبطبيعة الحال كانت تجربة القطاع الخاص في التنمية ستتطور وتُصلح بعض الخلل الاجتماعي السائد، وكان متاحا للاستثمار الصناعي في هذا الصدد أن يحقق السبق والريادة ويمتلك التكنولوجيا والتطور.
نص مبسط
مضى مصطفى عبيد طارحاً السيناريو المتخيل، مشيراً إلى أن جماعة الإخوان المسلمين بخطابها الإقصائي ستتلاشى بشكل طبيعي، في ظل انفتاح المجتمع وغلبة التعددية، خاصة أن حركة يوليو/تموز كانت بمثابة عملية نقل دم لإطالة عمرها، لأن قرار حل الأحزاب الصادر فعليا في يناير/كانون الثاني 1953 صب بشكل مباشر في صالح الجماعة حتى بعد قرار حلها في 1954، لأنه أنهى الوجود المؤسسي للتيارات والتوجهات السياسية تماما، فبات المواطن أمام خيار من ثلاثة هي: إما الانزواء وهو قرار غالبية الناس، أو السير وراء قطيع المتملقين للسلطة تحت لواء التنظيم الطليعي أو الاتحاد الاشتراكي من بعده، وحزب مصر، ثم الحزب الوطني. وكان الخيار الثالث اللجوء للتيار الديني، صاحب الشعارات الرنانة، والعمل السري أو العلني تحت لوائه، وضد توجهات الدولة الوطنية. كانت مصر أشبه بشاب طموح يصعد درجا طويلا سعيا وراء التقدم والتنمية، وكانت 23 يوليو إحدى الدرجات الملساء، التي هوت بالشاب الطموح إلى أسفل. ولو كان لي أن أحتفل مع المحتفلين بذكرى يوليو/تموز، فسأطلب بود ومحبة وبدون تعصب من مجموعة من الروائيين وكتاب السيناريو من مختلف التيارات األسياسية، بما فيها الناصري تقديم نص مبسط يفترض تطور أحوال مصر لو لم تحدث الحركة، أو الثورة، ولم تشهد مصر هذه التغيرات الدراماتيكية. فالأمم تتعلم من الماضي، ولا يُمكنها قراءة قيمة الحدث، إلا بنفيه والمقارنة المجردة بعد ذلك. وهذا ما نحتاج إليه ونحن نحتفل بذكرى الثورة، وبذكرى كل حدث، لعلنا نتعلم.
بقلم
حسام عبد البصير
عن جريدة ” القدس العربي ” الصادرة في لندن . المملكة المتحدة بتاريخ الاثنين 19 يوليو 2021
الرجل..الدجاجة بقلم مجدي الطيب
مهرجان ” كان ” 74 يوزع جوائزه: فوز فرنسا بـ”سعفة ذهبية” بفيلم ” تيتان ” TITANE للمخرجة الفرنسية جوليا دوكورنو. بقلم صلاح هاشم
في دورة سينمائية ” مدهشة “، كما ذكر المخرج الأمريكي الكبير أوليفر ستون في حفل ختام مهرجان ” كان ” الذي أقيم اليوم الموافق 17 يوليو، فازت فرنسا بسعفة مهرجان ” كان ” الذهبية بفيلم ” تيتان ” TITANE – ، للمخرجة الفرنسية الصاعدة جوليا دوكورنو – الذي شارك في المسابقة الرسمية للدورة 74،التي ترأس لجنة تحكيمها، المخرج الأمريكي الكبير سبايك لي،وتنافس 24 فيلما على جوائزها..
وهي المرة الثانية، في تاريخ المهرجان، الذي تأسس عام 1946، التي تفوز فيها إمرأةمخرجة،بأرفع جوائز المسابقة الرسمية– بعد حصول المخرجة النيوزيلاندية، جين كامبيون، على سعفة مهرجان ” كان ” الذهبية عام 1993 بفيلمها ” درس البيانو “..
وقد كان فوز فيلم ” تيتان “، من نوع أفلام “الخيال العلمي” المستقبلية، وأفلام ” الوحش “- وهوالفيلم الثاني لمخرجته – “مفاجآة” حتى لصاحبته، بعد أن إنقسمت أراء النقاد في المهرجان بشأنه..
بين معارض،بسبب”موضوع”الفيلم المستقبلي الغريب الصادم،وعنفه ودمويته،و بين مؤيد، بسبب المعالجة الفنية الفذة،والميزانسين- الباهر، لمخرجته الفرنسية الصاعدة جوليا دوكورنو، وبصمتها الاخراجية المميزة ،التي لايمكن تجاهلها..
وقد شكرت المخرجة لجنة التحكيم، التي سمحت لفيلمها من خلال منحه سعفة ” كان ” الذهبية في الدورة74 في الفترة من 6 الى 17 يوليو، بـ ” إدخال “الوحوش”LES MONSTRES الى السينما، وجعلها هكذا أكثر شمولية،وتتسع للجميع”، وقد توزعت بقية جوائز المسابقة الرسمية، كالتالي :
- جائزة أحسن فيلم قصير . فاز بها فيلم” شمس شهر أغسطس ” لجاسمان تونوشي.
- جائزة ” الكاميرا الذهبية” . فاز بها فيلم ” مورينا ” لأنطونيتا ألامات كوسيجانوفيتش.
- سعفة ذهبية شرفية منحت للمخرج الإيطالي الكبير ماركو بيللوكيو.
- جائزة أحسن ممثل . فاز بها كاليب لاندري جونز، بدوره في فيلم ” نيترام ” لجوستين كورزل.
- جائزة لجنة التحكيم. وزعت مناصفة بين فيلمين . فيلم ” هابيريش ” لناداف لابيد، وفيلم ” ميموريا . الذاكرة ” لأبيختابونج ويراسساكول.
- جائزة أحسن ممثلة. فازت بها رينات رينسيف، عن دورها في فيلم ” جوليا . 12 فصلا ” لواقيم تريير..
- جائزة أحسن سيناريو . فاز بها فيلم ” قيادة سيارتي ” للمخرج الياباني ريو سوك أما جوشي و أو تاكاماسا..
- جائزة أحسن إخراج . فاز بها فيلم ” آنيت ” للمخرج الفرنسي ليو كاراس.
- الجائزة الكبرى. وزعت مناصفة بين فيلم ” بطل ” للمخرج الإيراني أصغر فارهادي، وفيلم ” المركبة رقم 6 ” للمخرج الروسي جوهو كوسمانين.
كان – صلاح هاشم
كاتب وناقد ومخرج سينمائي مصري مقيم في باريس.فرنسا
” ريش ” لعمر الزهيري: فيلم عبقري لمخرج ولد كبيرا.بقلم صلاح هاشم
مهرجان ” كان ” 74 : عن الحفل والضيوف. أوبرا وحشية لمجد السينما الفرنسية.بقلم صلاح هاشم مصطفى
من أجمل المشاهد، التي عشناها في حفل إفتتاح مهرجان ” كان ” السينمائي، وبحضور عدد كبير، من نجوم السينما في فرنسا والعالم، وقبل عرض فيلم ” آنيت ” فيلم الإفتتاح، للمخرج الفرنسي الكبير ليو كاراس يوم 6 يوليو..
مشهد المخرج الإسباني الكبير بدرو المودوفار، عندمت دعى لتسليم “سعفة كان الذهبية” الشرفية، للممثلة الأمريكية جودي فوستر،تقديراوتكريما لها،من قبل إدارة مهرجان ” كان” ،على مسيرتها السينمائية الباهرة، في الدورة 74..
فراح المودوفار،يحكي بتأثر شديد،عن مسيرة النجمة الأمريكية،الممثلة ،والمنتجة والمخرجة جودي فوستر، التي سحرته- ونحن أيضا معه- بحضورها- وليس فقط كطفلة، في بعض أفلام “والت ديزني” للصغار، بل و أيضا – في مجموعة من أبرز روائع السينما الأمريكية، وشموخها فيها، بأداء رائع أخاذ، لاينسى، كما في فيلم ” سائق التاكسي ” للأمريكي مارتين سكورسيزي، الحاصل على سعفة ” كان ” الذهبية عام 1976، وفيلم ” صمت الحملان ” عام 1992 أمام الممثل البريطاني الكبير- أوسكار أحسن ممثل عام 2021- أنطوني هوبكنز..
وغيرهامن أفلام،لم تنجح فيها هوليوود،على مدي نصف قرن، في “ترويض” جودي فوستر، لتصبح ” سلعة “، أو عروس “ماريونيت” من خشب، تحركها هوليوود، وتتحكم فيها كما تشاء..
السينما أهم “سلاح” لمقاومة مجتمع الإستعراض
ذلك لأن جودي فوستر، من مواليد لوس انجلوس عام 1962 و الحاصلة على جائزة أوسكار أحسن ممثلة بفيلمها ” المتهمون ” عام 1989 – كتجسيد لـ ” الممثل، المفكر، المثقف” INTELLECTUAL– ومنذ زمن بعيد، فهمت ” اللعبة “، حتى عندما كانت طفلة في هوليوود، فلم تقبل بأدوار تكرس لتبعية المرأة، وخضوعها للرجل، سيادته وهيمنته..
بل لقد حرصت ومنذ أول فيلم من إخراجها ” الرجل الصغير ” عام 1991 ،على أن تكون لها شخصيتها، سواء كممثلة أو منتجة أو مخرجة، في صنع أفلام،تعزز من ” بطولات نسوية ” غير عادية، في مواجهة عنف وقسوة المجتمعات الرجولية الذكورية، كما في فيلم ” غرفة الرعب ” “PANIC ROOM من اخراج الأمريكي ديفيد فنشر..
لذلك أصبحت، وبعد حصولها على أوسكار ثان، بادائها الرائع في فيلم ” صمت الحملان “، كما ذكر المودوفار في كلمته عنها في حفل الإفتتاح، ” أيقونة ” من أيقونات السينما ، وحرية المرأة ، لكل النساء، في عصرنا..
وقد كان يحلو دائما لجودي فوستر أن تردد، في أحاديثها للصحافة والإعلام، بأن ” ..السينما هي أهم” سلاح” ، لمقاومة مجتمع الإستعراض “..
وبعد أن تسلمت جودي فوستر سعفتها الذهبية الشرفية عن إستحقاق وجدارة، وتم تقديم أعضاء لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للدورة 74 برئاسة المخرج و الممثل والمنتج الأمريكي الأسود سبايك لي، وعرض فيلم قصير جميل عن أعماله السينمائية البارزة مثل فيلمه ” إفعل الشييء الصحيح “DO THE RIGHT THING ،وموقعه المهم في السينما الأمريكية..
أعلنت جودي فوستر، مع المخرج الكوري بونج جوون هو، الحاصل على سعفة كان الذهبية ،في آخر دورة 72 طبيعية للمهرجان عام 2019 بفيلمه ” طفيليات “، و مع رئيس لجنة التحكيم سبايك لي، والمخرج الأسباني الكبير بدرو المودوفار..
أعلنوا أربعتهم، عن إفتتاح الدورة 74 لمهرجان ” كان” السينمائي العالمي..
وأخذت أضواء المسرح تخفت تدريجيا، قبل أن تطفآ تماما، ونستعد لمشاهدة فيلم الإفتتاح، من نوع الكوميديا الموسيقية ” أنيت ” المشارك أيضا في المسابقة الرسمية للدورة 74، والتي تضم 24 فيلما -الذي أكدت الدعايةالصريحة- عيني عينك- أو المستترة، والمصاحبة للفيلم، وحتى على لسان تيري فريمو المندوب العام للمهرجان، والمسئول عن إختيار كل أفلام المهرجان – أكثر من 80 فيلما -، بأننا سنشاهد ” تحفة ” سينمائية موسيقية فرنسية، قلما يجود الزمان بمثلها، ومن صنع مخرج عبقري..
آنيت: أوبرا وحشية لمجد السينما الفرنسية
وكانت مفاجأة، و”صدمة” كبيرة لنا في المهرجان ، عندما عرض فيلم ” آنيت ” وهلكنا بصخبه،وخطبه، وزعيقه ،وقرفه وسوداويته، وطوله وملله، ولم يكن الاختيار – وهذا في رأينا ،أقل مايقال عن هذا الفيلم – موفقا بالمرة، لعرضه في حفل الإفتتاح..
يحكي فيلم ” ANNETTE ” عن علاقة حب بين مغنية أوبرا جميلة وحالمة، مثل ملاك ، وتلعب دورها في الفيلم الممثلة الفرنسية الجميلة ماريون كوتيار ،وبين ممثل من ممثلي عروض “الممثل الواحد” ONE MAN SHOW يطلق على نفسه إسم ” ” قرد الله ” THE APE OF GOD “- يلعب دوره في الفيلم الممثل الأمريكي آدم درايفر، وهو من أسوأ وأبشع أدواره في السينما – ولاننسي دوره الجميل كشاعر وسائق اوتوبيس نقل عام في فيلم جيم جامروش – ويقدم نمر مسرحية فكاهية لإضحاك الجمهور، لكنه ينتقدهم ويسبهم ويلعنهم، فيضحكون ،ويصفقون طلبا للمزيد، ونفهم من خلال علاقة “الحب- الكراهية”هذه بين ” الحسناء ” من جانب، و “الوحش” من جانب آخر، مع الإعتذار لفيلم جان كوكتو ” الحسناء والوحش ” الجميل،وتطورها في الفيلم، بأنها ستنتهي لاشك، بكارثة أو جريمة..
حيث ينغمس الممثل، في نوع من “الإستبطان الذاتي” النرجسي المدمر،ويبدو وكأنه يسقط من حالق، في هوة سحيقة، ولايجد من ينتشله،وأنه يستعذب الألم وجلد الذات، ولذلك عندما يجتمع بحبيبته، في مشاهد جنسية نارية ، تلد له قردا مثله ويشبهه، في شخص طفلة، تلعب دورها في الفيلم عروسة من خشب..
وعندما تموت حبيبته مغنية الأوبرا الحالمة، في عرض البحر، وتغرق أثناء عاصفة ، يكتشف ” الوحش ” أن الطفلة ورثت عن أمها موهبتها في الغناء، فيطوف بها في صحبة قائد أوركسترا -من المعجبين بأمها- العالم، ليتفرج على الطفلة المغنية الأوبرالية المعجزة، كما كان يفعل والد موتزارت بإبنه الطفل الموسيقار العبقري، وحتى ترفض “أنيت” عندما تكبر وتبلغ السابعة أو الثامنة من عمرها في حفل عالمي، ترفض أن تغني، وتشير الى والدها،وتفضحه كمجرم و قاتل..
يبدأ فيلم ” آنيت ” بداية عبقرية،حيث تنطلق فرقة موسيقية – في لقطة مشهدية َPLAN SEQUENCE رائعة، تنطلق بأمر من مخرج الفيلم ليو كاراس، وهي تغني الى عرض الطريق في لوس انجلوس، ونستمع في شريط الصوت المصاحب تعليقا – وهو مسجل على لسان المخرج ليو كاراس – إن إنتبهوا ، ممنوع الحكي والكلام ، ممنوع الضحك، كل شييء ممنوع،لأننا سنقص هاهنا عليكم قصة حب رائعة، وحين تخرج الفرقة الى الشارع يلتحق بها الممثلون أبطال الفيلم، وينتهي المشهد بإنفصال بطل الفيلم عن المجموعة، وتوجهه لركوب دراجته النارية، ثم الانطلاق بها في جوف الليل البهيم..
فيلم ” آنيت ” لاتعرف بالضبط ماذا أراد أن يقول مخرجنا الفرنسي العبقري ليو كاراس بفيلمه، حيث أن الفيلم يتطرق الى عدة موضوعات، لكنه لايتعمق في معالجتها..كما أنه ينحاز أكثر الى جانب الشر، على مستوى رسم الشخصية ويكرس معظم الفيلم لدور آدم درايفر، الوحش، ولايكون لماريون كوتيار ذات النصيب.
موضوعات مثل هوس وجنون الفنان المبدع، في مجتمعات الاستهلاك الرأسمالية الأمريكية الكبرى، وعلاقته بالجمهور المعاصر، الذي يبدو أنه يستعذب الألم، ولايضحك إلا عندما يجلد علنا، ويسخر منه، ومن نفاقه، وطلبه للمتعة بأي ثمن، ولو كان ،على حساب عزة نفسه، وكرامته الشخصية..
وتمكث هذه “الثيمات” لفترة، ثم تنتهي وتتلاشي،وينساها مخرجنا ليو كاراس( طفل السينما الفرنسية المعجزة) كما أطلقوا عليه، وبخاصة عندما ظهر فيلمه العبقري ” محركات قدسية ” HOLY MOTOR آنذاك كثيرا ..
كما يتطرق الفيلم الى موضوع” إستغلال الأطفال” كما إستغلال الطفلة أنيت في الفيلم، والتحرش بـ وإغتصاب الممثلات والفنانات في السينما، وحركة ” أنا أيضا “ ME TOO،, وإطلاق “حرية الكلام والبوح”، وتظهر في الفيلم 8 نساء يتهمن الوحش، بأنه قام باغتصابهن، كما يتم التحقيق معه، بعد أن تسبب في موت قائد الاوركسترا، وتبدو مشاهد الغناء في قاعات المحاكم وأقسام الشرطة الامريكية في الفيلم ،غريبة جدا وغير مقنعة، وتهلكنا بعبثيتها وسخافتها، ويا ليو كاراس.. الى أين تذهب بنا رايح بنا، حرام عليك ؟!..
كما يتطرق الفيلم، أو يمكن أن نقول أنه أراد أن يتطرق، الى مجموعة من المفاهيم CONCEPTS المتعلقة بتطور فنون الإعلام الموسيقي والمرئي، وسياساته، والى أين تمضي بنا، في ظل هيمنة ديكتاتورية ” الإستعراض ” SPECTACLE في عالمنا المعاصر..
فيلم ” بابيت “، بعد مشهد الافتتاح المذهل العبقري، والمؤكد أن ليو كاراس أراد أن يصنع من فيلمه ” حكاية خرافية ” A FAIRY TALE وبموسيقى لفرقة ” إسباركس ” التي كان مغرما بها وبألبوماتها الموسيقية في صغره، ومشهد” العاصفة”..
يمضي الفيلم، بمشاهد غريبة، تنشب فيك مخالبها، بوحشية، و تظهر وتختفي وتفتقد “الوحدة العضوية” التي تمنح العمل الفني – ومن منطلق أن السينما كمايقول المخرج والمفكر السينمائي جان لوك جودار هي ” فن الإقتصاد وعن جدارة “- ألقه وتألقه، وتجعله مثل ” كأس من الفراولة ” في صيف ” كان ” الحار ، ونحن نلهث، و نركض هنا، لمتابعة أفلام المسابقة الرسمية في الدورة 74 في القاعات.
فيلم ” آنيت ” الذي تضع فيه السينما الفرنسية ،بكامل مؤسساتها الرسمية والخاصة ،جل طموحاتها، في أن يفوز في مسابقة المهرجان، بجائزة ” السعفة الذهبية “، وأن تحصل بطلته على جائزة أحسن ممثلة في أفلام المسابقة، وأن يعود معه الجمهور المتعطش بعد 18 شهرا من الحبس الاضطراري، بسبب وباء الكورونا الى القاعات..
هو فيلم متعثر، متردد، خيب أملنا، و” أوبرا وحشية ” رديئة، بمبالغات عاطفية و موسيقية عدوانية ،وتكاد تكون ” فاشية”، في بعض مشاهد الفيلم،التي تعذبنا فيها كثيرا من الإطالة، والدوران، في حلقة مغلقة ، والتكرار الذي يزهق الروح، “أوبرا ” محبطة، وتخلو للأسف من أي فرح حقيقي، يطرب الروح..
” أنيت ” فيلم اصطناعي عقيم، قتله طموحه، وغرورمخرجه،لـ “مجد “.. السينما الفرنسية.. الزائل،
صلاح هاشم مصطفى
صلاح هاشم مصطفى كاتب وناقد سينمائي مصري مقيم في باريس.فرنسا
عن جريدة ” القاهرة ” الإسبوعية -رئيس التحرير عماد الغزالي- الصادر بتاريخ الثلاثاء 13 يوليو 2021
مهرجان ” كان ” 74: دورة إستثنائية بـ ” توجهات ” جديدة . بقلم صلاح هاشم مصطفى
admin رئيسية, رسائل, مهرجانات 0
تنطلق اليوم الثلاثاء 6 يوليو، الدورة 74 لمهرجان ” كان ” السينمائي العالمي الذي يعتبر” سيد المهرجانات السينمائية” وأكبر تجمع للسينمائيين، من مخرجين وممثلين ومنتجين ونقاد وصحافيين وموزعين ومدراء تصوير،وغيرهم من العاملين في حقل السينما في العالم، وأبرز حدث إعلامي دولي، يحتل المرتبة الثالثة، من حيث الأهمية، بعد الدورة الاوليمبية، وبطولة العالم في كرة القدم..
حيث يستقطب المهرجان – الذي أطلق عليه المخرج الفرنسي من أصل بولندي رومان بولانسكي إسم ” سيرك النجوم ” – خلال الدورة 74 التي تعقد في الفترة من 6 الى 17 يوليو في مدينة ” كان ” في أقصى الجنوب الفرنسي ،والمفتوحة على البحر الأبيض المتوسط الكبير، أكثر من 4500 صحفي من أنحاء العالم، لتغطية أفلامه وفعالياته وأحداثه،والكتابة عن “مغامرة” الولوج الى داخل المياه، في ذلك “المحيط السينمائي” الهائل، وعوالمه،من دون خوف أو وجل..
ولاحديث هنا إلا في كوكب ” كان المنير، إلا عن تلك “الاحتفالية” التي تعقد هنا مجانا على رصيف “الكروازيت” ..كورنيش “كان”.. الممتد عبر أشجار النخيل بجوار البحر.. وتكون بمثابة فيلم يحكي عن دورة سنوية وجودية، للاحتفال بجمال وبهاء وجلال هذا الفن السابع – السينما – الذي يطهرنا من كل أدراننا، وأقرب ماتكون الى ” طقس روحاني “،للاحتفال بمجد الحياة، في فصل الصيف الجميل، طقس يقربنا أكثر من إنسانيتنا..
يكرم المهرجان في دورته 74 نجمين كبيرين: الممثلة والمنتجة والمخرجة الأمريكية جودي فوستر، والمخرج الإيطالي الكبير ماركو بيلّوكيو، بمنحهما ” سعفة ذهبية ” لمسيرتهما السينمائية الابداعية المتميزة، بحضور عدد كبير من نجوم السينما والمشاهير في العالم من أمثال النجم الأمريكي مات ديمون والنجمة الفرنسية إيزابيل أوبير والمخرج الفرنسي جاك أوديار وغيرهم ..
الدورة 74 ” دورة إستثنائية ” بتوجهات جديد
ويبدو أن هذه الدورة 74 التي تفتتح اليوم بعرض فيلم ” آنيت ” من نوع الكوميديا الموسيقية، للمخرج الفرنسي الكبير ليو كاراس، وبطولة النجمة الفرنسية المتألقة ماريون كوتيلار ، والتي تتزامن مع ” الخروج الكبير ” من ظروف الحبس الطويل، التي فرضت على الفرنسيين، بسبب إنتشار وباء الكورونا-19، ستكون دورة إستثنائية، وبكل المقاييس، كما ذكر تيري فريمو المندوب العام للمهرجان، في المؤتمر الصحفي الخاص بالمهرجان الذي عقد في باريس،حين أشار الى عدة “توجهات” جديدة للمهرجان، الذي بدأ يتوسع ،بعد الخروج من الحبس، وإلغاء الدورة 73 بسبب إنتشار الوباء اللعين، ومن ضمن هذه التوجهات، إنشاء دورعرض جديدة في المدينة ، وتجديد شاشات بعض قاعات العرض في قصر المهرجان،والتأكيد على “إرادة” إدارة المهرجان، بأن تكون لها مشاركة أو ” مساهمة ” كبيرة وفعالة ،في مسألة ” الحفاظ على البيئة ” من أخطار الدمار والتلوث الحراري والمناخات المتغيرة ، من خلال عدة إجراءات، من ضمنها فرض دفع مبلغ 25 يورو- مع طلبات الاعتماد المقدمة من الصحفيين الى إدارة المهرجان، وسواء قبل الطلب أم رفض، فإن المبلغ لايسترد..
كما إستحدث المهرجان أيضا قسما جديدا لعرض ” أفلام بيئوية ” إن صح التعبير، تبحث في العلاقة بين تطورالأنظمة الرأسمالية الليبرالية الجديدة وتأثيراتها المدمرة على البيئة، وبين إنهيار الهياكل الاجتماعية، لمجتمعات الإستهلاك الكبرى في الغرب..
ويعرض المهرجان الرسمي في دورته 74 أكثر من سبعين فيلما جديدا عبر أقسامه المختلفة، تم اختيارها من ضمن أكثر من 2000 فيلم تسلمتها إدارة المهرجان، ويشارك في مسابقة المهرجان الرسمية التي يترأس لجنة تحكيمها المخرج الأمريكي الأسود سبايك لي، وتمنح عدة جوائز، من بينها جائزة ” السعفة الذهبية ” 24 فيلما، وتشارك قارة إفريقيا في المسابقة الرسمية للدورة74 بفيلمين من المغرب والتشاد هما : فيلم” Casablanca beats” ” لنبيل عيّوش من المغرب، وفيلم ” لينجوي ” LINGUI ” لمحمد صالح هارون من التشاد..
بينما تغيب عن المسابقة، أي أفلام من قارة أمريكا اللاتينية، في حين تدخل قارة أمريكا الشمالية المسابقة بثلاثة أفلام، وتدخل آسيا بأربعة أفلام، وتشارك أوروروبا بـ12 فيلما،من فنلندا والمجر والنرويج ،وبلجيكا وروسيا وايطاليا، وتشارك فرنسا وحدها، ضمن المجموعة الأوروبية المذكورة، بستة أفلام، و.. بأكبر عدد من الأفلام، ضمن كل أفلام المسابقة الرسمية الـ24 قاطبة.
كما تتوزع أفلام قائمة الاختيار الرسمي OFFICIAL SELECTION على عدة محاور وأقسام، مثل قسم ” نظرة خاصة ” وقسم ” أفلام خارج المسابقة ” وقسم ” كلاسيكيات كان ” وغيرها، وضمن قسم ” سينما البلاج ” الذي يعرض أفلامه مع هبوط الليل، في التاسعة مساء ، على الشاطي الرملي في الهواء الطلق ، وعلى شاشة كبيرة أمام البحر اللازوردي، والدخول مجانا، يمكنك مشاهدة مجموعة كبيرة ،من أروع الأفلام، التي حصل بعضها على جوائز في دورات سابقة للمهرجان، مثل فيلم ” في مزاج الحب ” IN THE MOOD OF LOVE، و للمخرج الصيني الكبير ونج كار وي من هونج كونج، وفيلم ” خيال المآتة ” للمخرج الأمريكي الكبير جيري شاتزبيرج، وفيلم ” ج.اف.ك .جون فيتزجيرالد كيندي” للمخرج الأمريكي أوليفر ستون وغيرها من أفلام، توظف السينما كأداة تفكير في واقع وتناقضات مجتمعاتنا الإنسانية،، و هكذا ستجد هنا في مدينة ” كان ” دائما فيلما بانتظارك، خلف كل حجر، خلال فترة الـ11 يوما ،التي يعقد فيها المهرجان، تحت أشجار النخيل،بل ومع كل خطوة تخطوها، في طرقات المدينة، التي لاتنام، مع حلول أعياد السينما، في كوكب ” كان ” المنير، في هذا الصيف الفرنسي الجميل، بجوار البحر..
كان- صلاح هاشم
صلاح هاشم مصطفى كاتب وناقد سينمائي مصري مقيم في باريس.فرنسا
عن جريدة ” القاهرة ” : نشر هذا المقال أولا في جريدة ” القاهرة ” رئيس التحرير عماد غزالي.العدد 1094 الصادر بتاريخ 6 يوليو 2021
تعال معي الى مهرجان ” كان ” 74. دورة “إستثنائية” بـ”توجهات” جديدة. بقلم صلاح هاشم
تنطلق يوم الثلاثاء 6 يوليو، أي بعد ساعات قليلة، الدورة 74 لمهرجان ” كان ” السينمائي العالمي الذي يعتبر” سيد المهرجانات السينمائية” وأكبر تجمع للسينمائيين، من مخرجين وممثلين ومنتجين ونقاد وصحافيين وموزعين ومدراء تصوير،وغيرهم من العاملين في حقل السينما في العالم، وأبرز حدث إعلامي دولي، يحتل المرتبة الثالثة، من حيث الأهمية، بعد الدورة الاوليمبية، وبطولة العالم في كرة القدم..
حيث يستقطب المهرجان – الذي أطلق عليه المخرج الفرنسي من أصل بولندي رومان بولانسكي إسم ” سيرك النجوم ” – خلال الدورة 74 التي تعقد في الفترة من 6 الى 17 يوليو في مدينة ” كان ” في أقصى الجنوب الفرنسي ،والمفتوحة على البحر الأبيض المتوسط الكبير، أكثر من 4500 صحفي من أنحاء العالم، لتغطية أفلامه وفعالياته وأحداثه،والكتابة عن “مغامرة” الولوج الى داخل المياه، في ذلك “المحيط السينمائي” الهائل، وعوالمه،من دون خوف أو وجل..
ولاحديث هنا إلا في كوكب ” كان المنير، إلا عن تلك “الاحتفالية” التي تعقد هنا مجانا على رصيف “الكروازيت” ..كورنيش “كان”.. الممتد عبر أشجار النخيل بجوار البحر.. وتكون بمثابة فيلم يحكي عن دورة سنوية وجودية، للاحتفال بجمال وبهاء وجلال هذا الفن السابع – السينما – الذي يطهرنا من كل أدراننا، وأقرب ماتكون الى ” طقس روحاني “،للاحتفال بمجد الحياة، في فصل الصيف الجميل، طقس يقربنا أكثر من إنسانيتنا..
يكرم المهرجان في دورته 74 نجمين كبيرين: الممثلة والمنتجة والمخرجة الأمريكية جودي فوستر، والمخرج الإيطالي الكبير ماركو بيلّوكيو، بمنحهما ” سعفة ذهبية ” لمسيرتهما السينمائية الابداعية المتميزة، بحضور عدد كبير من نجوم السينما والمشاهير في العالم من أمثال النجم الأمريكي مات ديمون والنجمة الفرنسية إيزابيل أوبير والمخرج الفرنسي جاك أوديار وغيرهم ..
الدورة 74 ” إستثنائية ” بتوجهات جديد
ويبدو أن هذه الدورة 74 التي تفتتح يوم الثلاثاء 6 يوليو بعرض فيلم ” آنيت ” من نوع الكوميديا الموسيقية، للمخرج الفرنسي الكبير ليو كاراس، وبطولة النجمة الفرنسية المتألقة ماريون كوتيلار ، والتي تتزامن مع ” الخروج الكبير ” من ظروف الحبس الطويل، التي فرضت على الفرنسيين، بسبب إنتشار وباء الكورونا-19، ستكون دورة “إستثنائية” EXCEPTIONAL وبكل المقاييس، كما ذكر تيري فريمو المندوب العام للمهرجان، في المؤتمر الصحفي الخاص بالمهرجان الذي عقد يوم الخميس 3 يونيو في باريس
حين أشار الى عدة “توجهات” جديدة للمهرجان، الذي بدأ يتوسع ،بعد الخروج من الحبس، وإلغاء الدورة 73 بسبب إنتشار الوباء اللعين، ومن ضمن هذه التوجهات، إنشاء دورعرض جديدة في المدينة ، وتجديد شاشات بعض قاعات العرض في قصر المهرجان،والتأكيد على “إرادة” إدارة المهرجان، بأن تكون لها مشاركة أو ” مساهمة ” كبيرة وفعالة ،في مسألة ” الحفاظ على البيئة ” من أخطار الدمار والتلوث الحراري والمناخات المتغيرة ، من خلال عدة إجراءات، من ضمنها فرض دفع مبلغ 25 يورو- مع طلبات الاعتماد المقدمة من الصحفيين الى إدارة المهرجان، وسواء قبل الطلب أم رفض، فإن المبلغ لايسترد..كما إستحدث المهرجان أيضا قسما جديدا لعرض ” أفلام بيئوية ” إن صح التعبير، تبحث في العلاقة بين تطورالأنظمة الرأسمالية الليبرالية الجديدة وتأثيراتها المدمرة على البيئة، وبين إنهيار الهياكل الاجتماعية، لمجتمعات الإستهلاك الكبرى في الغرب..
ويعرض المهرجان الرسمي في دورته 74 أكثر من سبعين فيلما جديدا عبر أقسامه المختلفة، تم اختيارها من ضمن أكثر من 2000 فيلم تسلمتها إدارة المهرجان، ويشارك في مسابقة المهرجان الرسمية التي يترأس لجنة تحكيمها المخرج الأمريكي الأسود سبايك لي، وتمنح عدة جوائز، من بينها جائزة ” السعفة الذهبية ” 24 فيلما، وتشارك قارة إفريقيا في المسابقة الرسمية للدورة74 بفيلمين من المغرب والتشاد هما : فيلم” Casablanca beats” ” لنبيل عيّوش من المغرب، وفيلم ” لينجوي ” LINGUI ” لمحمد صالح هارون من التشاد..
ينما تغيب عن المسابقة، أي أفلام من قارة أمريكا اللاتينية، في حين تدخل قارة أمريكا الشمالية المسابقة بثلاثة أفلام، وتدخل آسيا بأربعة أفلام، وتشارك أوروروبا بـ12 فيلما،من فنلندا والمجر والنرويج ،وبلجيكا وروسيا وايطاليا، وتشارك فرنسا وحدها، ضمن المجموعة الأوروبية المذكورة، بستة أفلام، و.. بأكبر عدد من الأفلام، ضمن كل أفلام المسابقة الرسمية الـ24 قاطبة.
كما تتوزع أفلام قائمة الاختيار الرسمي OFFICIAL SELECTION على عدة محاور وأقسام، مثل قسم ” نظرة خاصة ” وقسم ” أفلام خارج المسابقة ” وقسم ” كلاسيكيات كان ” وغيرها، وضمن قسم ” سينما البلاج ” الذي يعرض أفلامه مع هبوط الليل، في التاسعة مساء ، على الشاطي الرملي في الهواء الطلق ، وعلى شاشة كبيرة أمام البحر اللازوردي، والدخول مجانا، يمكنك مشاهدة مجموعة كبيرة ،من أروع الأفلام، التي حصل بعضها على جوائز في دورات سابقة للمهرجان، مثل فيلم ” في مزاج الحب ” IN THE MOOD OF LOVE، و للمخرج الصيني الكبير ونج كار وي من هونج كونج، وفيلم ” خيال المآتة ” للمخرج الأمريكي الكبير جيري شاتزبيرج، وفيلم ” ج.اف.ك .جون فيتزجيرالد كيندي” للمخرج الأمريكي أوليفر ستون وغيرها من أفلام، توظف السينما كأداة تفكير، في واقع وتناقضات مجتمعاتنا الإنسانية،، و هكذا ستجد هنا في مدينة ” كان ” دائما فيلما بانتظارك، خلف كل حجر، خلال فترة الـ11 يوما ،التي يعقد فيها المهرجان، تحت أشجار النخيل،بل ومع كل خطوة تخطوها، في طرقات المدينة، التي لاتنام، مع حلول أعياد السينما، في كوكب ” كان ” المنير، في هذا الصيف الفرنسي الجميل، بجوار البحر..
صلاح هاشم
Salah Hashem MOUSTAFA. EGYPTIAN WRITER AND FILM CRITIC WHO LIVES AND WORKS IN PARIS.FRANCE
مهرجان ” كان ” 74 بخير بقلم صلاح هاشم مصطفى
admin رئيسية, مفكرة سينمائية, مهرجانات 0