كتاب ” شخصية مصر في السينما ” للناقد صلاح هاشم :عندما توثق السينما لذاكرة أمة.
صدر حديثاً للكاتب والباحث السينمائي المصري صلاح هاشم مصطفى كتاب بعنوان «شخصية مصر في السينما» عن دار الحضارة العربية في القاهرة وجاء في المقدمة التي كتبها الكاتب محمد جبريل: ثمة أفلام ـ حسب تعبير صلاح هاشم ـ أكبر من الأفلام، وأغنى من الكتب، واعذب من مياه الجداول، أفلام من كوكب آخر، وفضاء آخر، بعظمتها وانسانيتها وبساطتها.
وثمة أفلام تتوهج بالكائنات التي تجعلك تحب الحياة أكثر، وتغسلك بعذاباتها من أدران حياتك وهمومها وتناقضاتها، ثم تجذبك إلى بساط سندسي من الصفاء، لتكشف لك عن معاني الصداقة والحب والتضامن والرحمة والخير. وإلى هذه الأفلام تنتسب أعمال المخرجين صلاح أبو سيف، هنري بركات، يوسف شاهين، مجدي أحمد علي، داود عبد السيد، عاطف الطيب ومحمد خان.
يجد في هنري بركات رائداً بكل المقاييس، تواصلت ريادته عبر أفلام تركت تأثيرها في الوجدان المصري، «لحن الخلود»، «الحرام»، «دعاء الكروان»، «ليلة القبض على فاطمة»، وغيرها من الأفلام التي تزرعنا في ريف مصر الحقيقي، بعيداً عن أجواء القصور والكباريهات، حتى الأفلام التي تستثير حماسنا، وتشعلنا بالعواطف الوطنية في أفلام مثل: «في بيتنا رجل» و»الباب المفتوح»، صلاح أبو سيف أستاذ لجيل كامل من المخرجين، تعلموا حرفيات هذا الفن وأسراره على يديه في معهد السينما ومعهد السيناريو (أدين شخصيا لاستاذية أبو سيف في معهد السيناريو).
صلاح هاشم مصطفى
وإذا كانت السينما قد تربت ـ كما يرى صلاح هاشم ـ في أحضان التفاهات والميلودراميات الفاقعة. فإن شادي عبد السلام رضع بفيلمه اليتيم «المومياء» شأن السينما المصرية، وقربها أكثر من كلاسيكيات السينما العالمية. حقق سينما مغايرة، تعيد إلينا تراثنا، وتؤكد قيمة الخلود ـ وهي قيمة مهمة جدا في الوجدان الديني المصري ـ بأسلوب سينمائي ملحمي، عذب، قفز بالسينما المصرية إلى قلب تيار الحداثة في السينما المعاصرة، وأعاد إليها ذاكرتها المفقودة. وثمة أفلام عاطف الطيب التي تتوهج بقدرته الهائلة على تقديم الأفكار الإنسانية والعميقة، بأسلوب جماهيري.
***
عن جريدة ” القدس العربي ” الصادرة في لندن بتاريخ 28 مارس 2025