الأراجوز ضل طريقه. بقلم فكري عيّاد
‘الأراجوز” ضل طريقه وإختبأ في خيمتة. وترنخ صوته ولم يعد ينادي عل ست الحسان ولؤلؤة الجمال.! لماذا إبتئست أيها “الأراجوز” وحائر دائر حول نفسك في “رزانة” !؟ تتمسح زركشة ألوانك بدموع العين تاهت قدماك في عكس إتجاه زمانك. تبحث عن أرض العرائس والدميات، وزركشة اقْمشَه تجمعت في ورشة ألوانك. أين إختبأت عروس ذهبيه الشعر، عودها من هزات الطرب، أجنحتها تتراقص في خفة ودلال.! أين رقد الزمن وبقيت وحيدا متوجسا ان يفلت زمامك.؟
أصابع خفية خلفية فتحت باب صندوق الدنيا، ونفضت غبار طمس هوية وبهجة هندامك. ساحه عروض باعت نفسها للغرباء. وهاجرت الطيور المحلقة فوق ملهاك، لم يعد لها ملامح أو إغراء ولا عزاء.! صخب المدينة الساحرة صمت وإنكمش في حضن الإنطواء . براءة الأطفال نامت في شوق برائتها، وأرخت الأسماع . وحكاية سندريلا لم تكتمل، والشاطر حسن يتهلل فوق صهوة الجواد، يناجي الاحباب. هربت وتوارت الاصوات وهمهمات الإعجاب. يطارده زحام من نهم وجشع الغيلان، والساحرة المتسلطة، تبث سموم فحيحها في الأرواح . وخصلة شعر من أميرة “ست الحسن والجمال” يحتضنها الفارس “الأراجوز” في طهارة وهيام. يسأل المصباح السحري أين يجد سر الاسرار ونسمات هوى كان وكأنه ما كان !؟ ينازل شبح الخوف ورعدة الحياة. جميلة الجميلات ترسل له زفرات وٱهات.من خلف أسوارها إستغاثة ونداء خلف نداء. يحيط خصر فكرها، عواء ومواء، من كل الزواحف والحشرات، وجنوح الطيور الجارحة السوداء. ضوضاء وصخب من باطن الأرض السفلية تجمعت للاحتفال في حلبة الشيطان. تحشرجت وأسقطت جموح وجنون عظمة كاذبة من عبث الإنسان لعق كبرياؤه في ظلمة الأجواء. وأنت أيها ‘الأراجوز” مازلت تسأل خطاك تتخبط في طرقاتك حيران يابطل في الحكايات.! أين هي نغمات الطبل وزهوة الماضي والهزات.!؟ جوادك يرتعب من هول وهلع الدوران، في فلك المجهول هارب من سجن وادي عالم الارواح. الأهل والأصدقاء وصحبة الأحباب، رحلت بهم سفينة بلا مجداف. “قدر” خسف نشوة الأحلام يتأرجح في الخفاء، يحمل بقايا الأيام رواسب تحجرت وأشلاء ذكريات في الأذهان. “أراجوز “..!! ألسنة ولست أنا.! فظاظة اللسان تتغامز وتتهامس في إستهزاء !! ” الأراجوز” ترك حذاءه في الخفاء، وإمتطى صهوة “نزعة” وكأنه في نزهة المحارب الشجاع في ممرات الزمان. يشحذ سيفه ونخز أنيابه،يطعن جحود مُخَادعَة إِفْتِراء الأقوياء، ومُدَاهَنة سطوة الغربان. يدور حول نفسه بحركات بهلوان، يتلوى مع قرقعة وضجيج وطبل وإستهتار. إستنكار أفواه عشقت المدح والثناء والاستجهان، عبارات وفلسفة المتاهة، بلا فهم أومعرفة زخرفة أصوات بكل الألوان. ترياق وحشوة ثرثرة في الأفواه، والحقيقة إختفت وتسربلت خلف قناع اللامبالاة. ماذا يدور في خاطرك ؟ يا” أراجوز الزمان.” !؟ إرجع إلى عالمك في أحضان دافئة وناعمة في” شادر” أحلامك تطفأ شغفك وهيامك ووهج صراعك ،غير ندمان. عالمنا لم يعد يتحمل صحوة الخيل ولا الخَيَال. ضمرت الأذهان في الملذات. والكل يتساءل ويتأنق ويتألق في المرٱة، يبحث عن ملامح “الأراجوز” ويضحك في بلاهة، من حيلة ومكر وبراعة البهلوان!!
فكري عياد . لندن
فكري عياد فنان تشكيلي وكاتب مصري مقيم في لندن .المملكة المتحدة