القاهرة 44 والناس. بازوليني يسافر الى القاهرة بقلم صلاح هاشم ( 1 من 3 )
لقطة من فيلم ” لاريكوتا ” الذي عرضه المهرجان في الدورة 44
ومرفق صورة لي أيضا في “معرض بازوليني” في مسرح الهناجر بالأوبرا بعدسة الناقدة المصرية الكبير ماجدة موريس، وتحية الى مهرجان القاهرة السينمائي الكبير ( والتاريخي في دورته هذه الـ44 ،كما ذكرت من قبل وفسرت وشرحت لماذا ) الذي شارك في الاحتفال بمئوية الشاعر والمفكر والمخرج الكبير بيير باولو بازوليني، وسينماه لكل الشعوب، وليس فقط إيطاليا ،ولكل العصور..
حيث أقام معرضا للصور لبازوليني وأفلامه، يضم أكثر من خمسين صورة في مبنى مسرح الهناجر..بالأوبرا
كما أصدر كتابا قيما عن بازوليني كما راه مجموعة من أبرز الكتاب والنقاد السينمائيين المهمين في العالم.
كذلك حرص المهرجان في دورته 44 على عرض بعض أفلامه، مثل فيلم ” ميديا ” عن الإسطورة اليونانية القديمة ، بطولة ماريا كالاس مغنية الأوبرا اليونانيىة العظيمة الإيقونة،
ومن أحبها الى قلبي فيلم ” لاريكوتا ” من اخراج بازوليني الذي يلعب بطولته المخرج والممثل الأمريكي الكبير والقدير أورسون ويلز – الذي عرضه المهرجان وكان موضوع حديثنا ، الناقد المغربي خالد الخضري وأنا أثناء جلسة إفطار صباحية مبكرة ،على شط بحر النيل،، والميه بتجري، وعصافير بتطير..
فقد كان ويلز صور فيلمه الأثير ” عطيل ” في بلدة الجديدة في المغرب ونشاهد في الفيلم قلوعها وأسوارها الصخرية العريقة – وحيث يتهكم في الفيلم على المؤسسة الدينية المسيحية من خلال فيلم يصور صلب المسيح، وهو يعرض لحياة الكومبارس الفقراء المعدمين، وحيث يموت بطل الفيلم من عسر هضم كمبات الطعام الهائلة ومن ضمنها ” لاريكوتا ” وهو نوع من الجبن الإيطالي يشبه الجبنة القريش الفلاحي في مصر، التي تناولها في فترات الإستراحة مابين تصوير مشهد وآخر ، يعرض لحياتهم الباخوسية، على الفطرة ،على الطبيعة وممارسة الجنس في حضن الطبيعة خلف الأشجار في موقع تصوير الفيلم، وإصرارهم على أن تقوم فتاة كومبارس بتمثيل رقصة ” إستربتيز ” تتعري فيها من كل ملابسها وتكشف عن مفاتنها ،وحيث يدور حوار جميل وعميق بين مخرج الفيلم الذي يلعب دوره أورسون ويلز وبين صحفي سينمائي، يصرح فيه المخرج – طبعا على لسان بازوليني – أن الشعب الإيطالي شعب أمي جاهل بل أجهل شعب في قارة أوروبا، وأنه ضحية للسلطة الفاشية التي تحكم مع الحزب الديمقراطي المسيحي وعصابات المافيا والجريمة المنظمة الإيطالية.فيلم ” لاريكوتها ” يعكس روح بازوليني الجميلى الإنسانية المرحة وحسه الفكاهي العالي، ويكشف عن تأثيرات شابلن على سينماه كما يلخص أفكاره الأساسية كمفكر ماركسي حول التحولات السياسية والاجتماعية والاقتصادية عبر الترويج لثقافات الإستهلاك التي كان يشهدها المجتمع الإيطالي آنذاك.
بقلم
صلاح هاشم مصطفى
صلاح هاشم كاتب وناقد سينمائي مصري مقيم في باريس.فرنسا
مؤسس موقع ” سينما إيزيس ” في باريس.فرنسا.عام 2005