طعنة في عقل أمة. بقلم بسنت حسن سلامة
زي النهاردة من ٢٨ سنة
اغتيل و استشهد
شهيد الأمة المصرية
فرج فودة
المفكر المصري النبيل فرج فودة
و بعد ٢٨ سنة
من اغتياله
وصف ممثل مغمور استشهاده بالنفوق معبراً عن داعشية دفينة تحوم و تتجول في نفسه و فكره و
روحه
و كان لابد من رد الاعتبار لمعلمنا و شهيدنا
بوركت سيدي
إحنا آسفين
يا أستاذي
و هنا نص المقال :
الرافعي و عبدربه
الفارق بينهما الإتاحة و فرصة التنفيذ
الممثل أحمد الرافعي يؤمن بكل ما آمن به أبو العلا عبدربه قاتل الشهيد فرج فوده الثاني حمل السلاح و الاول لم يحمله بعد ..او ربما وجد سلاحاً أشد فتكاً
فبث سموم أفكار عبدربه للجيل الحالي و الاجيال المتعاقبة و تجسيد تلك الافكار و بروزتها من خلال أعمال و أدوار فنية يحسن تجسيدها و قد تعبر عن لسان حاله و ما يؤمن به سلاحاً فتاكاً لا يستهان به
لذلك لم يحمل السلاح .. فالسلاح له متطلبات قد لا تتوفر لديه و للسلاح أيضاً تبعاته .. السلاح يودي حتماً بحياة حامله و لو بعد حين ويزج به للسجون أما الجهاد الاصغر فهو مربح و مريح و فوائده و أمجاده لا تعد و لا تحصى و شركات الانتاج تنفق بسخاء على منتجها و تغدق على العاملين و المتعاقدين معها
و بالتالي قد نال ذلك الممثل الانتهازي الحسنيين بتجسيده لدور الداعشي ع الشاشة
لقد نال
المال و ما يتبعه عادة من شهرة و في نفس الوقت حقق و جسد أفكاره و عبر ربما عن مكنون ذاته و مارس جهاده الاصغر في قدح و مهاجمة الاصلاحيين المنتمين لتيار التنوير فنعت احدهم بالملحد و الثاني أسماه المتنصر و هكذا دواليك بل و أتيح له أخيراً الإفصاح عن كراهيته الشديدة و فرحته و ربما شماتته في استشهاد شهيد الكلمة و شهيد الامة المصرية المفكر الاصلاحي السلمي فرج فوده الذي قتله الداعشي عبدربه عندما أتيحت له فرصة القتل و مارس بذلك جهاده الاكبر بقتله لصاحب كتاب (الفريضة الغائبة ) تلك الفريضة التي استشهد اتكاء عليها الرئيس السادات في اكتوبر ٨١
حتى لحق به الشهيد فرج فوده في ٨ يونية ٩٢ و لحق بهما الشهيد أحمد المنسي في يوليو ٢٠١٧ .. الثلاثة قتلوا بمرجعية واحدة و بفكر واحد و ان اختلف اسم القاتل ..و إتكاء و إعمالاً بمبدأ حرية الراي و التعبير وصف الممثل استشهاد فرج فوده (بالنفوق )
فكرهه شكل له نسيجاً لغوياً يعج بالمصطلحات اللزجة التي يستخدمها التكفيريون و في التكفير تصريح أكيد و صريح بالقتل
و المنهاج واحد عند الاثنين من قتل و من كفر
التكفير يفتح حتماً باب القتل و ان اختلفت الطرائق
ابو العلا عبد ربه قتل شهيد الكلمة فرج فوده بالرصاص.. و بذات المرجعية قتل الشهيد أحمد المنسي و غيره من أفراد الجيش و الشرطة و قتل الكثير من الابرياء العزل و فجرت كنائس و مساجد .. و بالتالي يمكن و بمنتهى الاريحية اعتبار ان الشهيد المنسي قد قتل و استشهد يوم قتل و استشهاد فرج فوده
نعم لقد قتل الشهيد المنسي يوم استشهاد فرج فوده في الثامن من يونية من عام ١٩٩٢ .. لقد صدر الامر و تمت البيعة على قتل المنسي و رجال الجيش يوم استشهاد فرج فودة
و بعد أن عفا مرسي العياط و أطلق سراح قاتل الشهيد فرج فودة و يدعى ( أبوالعلا عبد ربه ) انضم ذلك التكفيري الطليق لصفوف تنظيم داعش في سوريا عام ٢٠١٧ حتى قتل على يد الجيش في غارة جوية
بيان تكفير الشهيد فرج فوده و اعتباره مرتداً عن الاسلام في عهد شيخ الازهر الراحل جاد الحق منح ابو العلا عبد ربه تصريحاً بالقتل .. لقد منحوه يوم إصدار ذلك البيان الجاهزية و الضوء الاخضر و بقي فقط التنفيذ .. صاغ الشيخ الغزالي و محمد مزروعة نائب رئيس جبهة علماء الازهر آنذاك ذلك البيان المشئوم ومعهم آخرين تكالبوا جميعا على الشهيد ليتفرق دمه و يهدر بين الفرقاء المكفرين ثم يقتل ذلك الكافر المرتد فرج فودة و ينفذ فيه القتلة حد الردة في دولة القانون التي قتل و استشهد رئيسها عام ١٩٨١ اتكاءً على ذات الفكر واستشهد أحمد المنسي عام ٢٠١٧ اتكاء ايضاً على ذات الفكر
تمضي السنون و الفكر واحد و التكفير هو باب القتل الذي مازال مفتوحاً على مصرعيه و لا يريد أحد أن يوصده في وجوه التكفيريين
خيط رفيع يسهل قطمه بين من حرض و من مارس القتل بيديه
و هكذا يصطف الممثل احمد الرافعي و كل من سبق ذكر اسمائهم مع اسماء اخرى تمارس التحريض و التكفير و الامثلة عديدة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر الازهري سالم عبدالجليل و السلفي عبدالله رشدي و الراحل مرسي العياط و المعتقل حالياً حازم صلاح ابو اسماعيل و غيرهم من المنتمين لجماعة الاخوان المسلمين و الجماعة السلفية و جماعة الجهاد و انصار السنة و داعش ..تتعدد الاسماء و تكثر الشخوص و الوجوه و الفكر واحد ..الفكر التكفيري التحريضي واحد لا يتغير و لا يريد أحد تغييره
و من يزايد اليوم و ينتهز سيرة شهيدٍ أحبنا و أحب وطنه أكثر مما أحب نفسه أو أحب أولاده
وينتحر فنياً و انسانياً عندما ينعت الاستشهاد بالنفوق !! لن يشفع له تملقه للشهيد المنسي على حساب شهيد الكلمة فرج فودة
فالشهداء لا رتب لهم و لاتجوز المفاضلة بينهم .. شهداؤنا من الجنود والضباط والرؤساء و المفكرين جميعهم شهدائنا و كلهم شهداء للوطن
يقف الشهيد احمد المنسي الان جنباً الى جنب اصغر جندي استشهد في كتيبته و يقف الى جانبهم الرئيس الراحل انور السادات و المفكر فرج فودة ..كلهم طالتهم الرصاصات الغادرة و سبقتها سهام التكفير التي أعطت الشرعية لتلك الرصاصات و مكنتها من اختراق اجسادهم البريئة
الله حسيب الجميع يوم القيامة
و على الارض نحسب من مات دفاعاً عن بلده و فكره التنويري الوطني الاصلاحي شهيداً طالته أيادي الغدر و أيادي التكفير
و طاله السلاح العشوائي الذي يوجهه حامليه لصدور شهدائنا و يواجهه دوماً سلاح الدولة المقنن
لقد حاول الممثل بإنتهازية شديدة الفجاجة و الرخص تملق بعض شهدائنا على حساب شهداء آخرين ..من قال بنفوق شهيدنا و شهيد الامة المصرية المفكر فرج فودة لن نقبل له تملقه الان لبعض شهدائنا و لن ينطلي علينا كلامه المعسول عن الجيش و الوطن و الشهادة .. فالشهداء في منزلة واحدة
الاكفان لا رتب لها و لا تعلق على أبواب الأضرحة دبابير
لا شفاعة عندنا لمن أهان شهيد لحساب آخر
قاتل المنسي هو نفسه قاتل فودة
تتغير الوشوش و تتعدد الأمكنة و تختلف الازمنة و يظل الفكر التكفيري واحد يقتل الجميع بل و يقتل الناس جميعاً
لقد قتلنا يوم قتل فرج فودة
لقد صدر الأمر و القرار بقتل الناس جميعا يوم استشهاد السادات و يوم
استشهاد فرج فودة .. حتى من بقي على قيد الحياة بعد ذلك فهو مشروع شهيد مرتقب صدر الامر بقتله يوم قتل أخيه و حتى يحن موعد التنفيذ ..و تستمر آلة التكفير و تستمر معها آلة القتل و تبقى الجروح قصاص
بسنت حسن سلامة