عروس في سترة الألوان بقلم فكري عيّاد
ما أروعها من نقطة..
تطوف في طَوِيَّة العتمة مثل نَبْتَة بذرة.
تتحاور مع بعضها في سلاسة
وسُهولَة ورَخاوَة.

نُعُومَة.. تبحث عن نافذة الرؤية.
في باطن الفكر مدفونة..
تَشَبَّكَت وتعقدت في تروس خيوطِها.
إِسْتَنْشَقَت أنفاسها.
من مُشبِّك دُجْنَة حالِكَة، شَبَّكَها.
ورَبَطَ خُيُوطَهَا في ظلمة سوداء، إختلطتْ..

إشتبكت..
قَاوَمَت وتَحَاوَرَت.. بدون فتور أو هُدنَة.
نقطة ضوء..
في الحياة..

تَصَدَّت..
تَمَرَّدَت..
ثَبَتَت، وأنبتت.
بذرة عَصِيَة، ونظرة تقاوم الظلمة من حولها.
تُزيل طوقٍ سَيَّجَ خصرِها.

نقطة..
عفيَّة..
قويَة..
مُزهِرة..
ومستنيرة.
شهقة بهجة.
من رحيق هَوًى ولَذَّة وردة.
تتموج في إنسياب وسُرْعَة..
هاربة من الجلافَةٌ والخُشُونَةٌ وعربَدة نوَّة…بعد نوَّة..
تِتدفُّق من لحظة بداية..

تَحَلَّقَت وأَنْطَلَقَت بروحها. من شِبَاك الكتلة.
عابِرة.. من عمقِ تَفْكيرٍ وْرَوِيَّةٍ..
سائِرة.. مُتَسَربلة في سِتْرَةِ الألوان..
كعروسٍ بهيَّة..
تأخذنا تحت جناحيها..
تطوف بعيونِنا الحائرة.
ما أبرعِها من نُضْرَةِ “نقطة”..!
ضَوْءٍ…تَبَخْتَرَ وَتَاهَ، وتَباهَى.
يسبح في باطن فكرة.!
فنانة..

إستلهمت، رؤيتِهَا. وإِسْتَنْشَقَت فكرتِها،
من سيل روح الفِتْنَة ، بمهارة رِيشَتِها.
وإِسْتَهْوَيت شهية ورَوْنَق، ورُوَاء سِحْر الجمال ، من بَشَاشَة وشَدْو ألوان راقصة،
تداعب بِبَهْجَة، رعشات جفون عيونِنَا.
عبير يشدو ، بِنَغَم وإِنْشاد يمرح في جوانح أنفاسِنا.
ما أجملها من براعة “نقطة” ..
إزدهرت وتزينت، وَتَبَخْتَرَتْ.
من رحم روعة الفكرة.

مع تحياتي..
وكل التقدير لأعمال الفنانة التشكيلية.
د. ريم.
بقلم
فكري عياد

فكري عياد ناقد وباحث وفنان تشكيلي مصري مقيم في لندن.المملكة المتحدة