في مديح الحب. القاهرة 42 والناس ( 4 ) بقلم صلاح هاشم
وقعت لي ياكزانتزاكيس أشياء كثيرة جميلة، منذ بدأت أوثق لذكرياتي ويومياتي ، في قلب مهرجان القاهرة السينمائي 42 الذي حضرت اليه كضيف على المهرجان من باريس، ومن خلال الاختلاط بالناس ..والحشد الإنساني ..
وأعتبر يا كزانتزاكيس أن الكتابة عن هؤلاء ،هو أيضا حديث عن السينما، فمن دونهم ، لا سينما ولا جمهور…وقد سعدت كثيرا،عندما التقيت أصدقاء كثر ، غمروني في المهرجان بحبهم..من طاقم العاملين في المهرجان، وادارته،ومن جمهورالسينمائيين والمبدعين..
الفنان الكبير مدير التصوير المصري الكبير محمود عبد السميع ” للحب قصة أخيرة “
التقيت في المهرجان مثلا بمدير التصوير الكبير محمود عبد السميع ، الذي صور مجموعة من أهم الأفلام المصرية البارزة في تاريخ السينما المصرية وأعذبها : فيلم ” للحب قصة أخيرة ” لرأفت الميهي و قيلم ” الجوع ” لعلي بدرخان، وفيلم ثالث نسيت إسمه، وذكر لي صديقي المخرج مجدي أحمد علي صاحب ” يادنيا ياغرامي “، أن محمود عبد السميع، صور له فيلما وثائقيا، عن حينا العريق السيدة زينب، كما أنه وثق لحرب العبور..وزرع العلم المصري ، ومازلت أذكر حديثا طويلا مع محمود في مهرجان الاسكندرية، في الاتوبيس ونحن عائدون الى الفندق، الذي يطل على البحر ،بعد حضور حفل الافتتاح..
وإذا بنا ندخل ، ونحن في اتوبيس العودة، في ليل الأسكندرية البديع، ..في حوار لاينتهي ..عن الضوء في السينما ،واذا به حمود عبد السميع يحكي لي عن العديد من المواقف التي عاشها – وأحيانا المعارك التي خاضها – أن نجمة ما، أرادت ن يكون تصويرها في الفيلم ، مثل نجمة ما، وممثلة قديرة، ومن دون ذكر أسماء. وكان على عبد السميع وقتها ، أن يثور على الاثنين، على مخرج الفيلم ، وعلى الممثلةالشابة الصاعدة ، من أنصاف المواهب، وحريفة المكياج والبودرة،، وينبه الى أنه مدير تصوير ، وليس شخشيخة ..
ثم يصدر بعدها كتاب جميل وممتع للناقد د. وليد سيف، عن محمود عبد السميع الكبير، ورئيس أهم جمعية سينمائية في مصر، وأعني بها “جمعية الفيلم”، التي تنظم مهرجانا سنويا ، للاحتفاء بالسينما المصرية العريقة، يضم مسابقة لأحسن 6 أفلام ، من انتاج العام في السينما الروائية، وتقوم الجمعية المحترمة، بعمل عدة تكريمات، في كل مهرجان، لقامات سينمائية مصرية بارزة، في الاخراج والنقد والتمثيل والديكو،ر وجميع فروع الفن السينمائي..
كما تكرم أيضا من كانوا ضمن القامات السينمائية المصرية الرفيعة لكنهم لم يسعدوا في حياتهم للأسف بتكريم.
وقد تشرفت بتكريم جمعية الفيلم لي كناقد، في مهرجان الجمعية 46 ، في فبراير هذا العام، وكان من حظي الكبير ، ومما كان له أبلغ الأثر بالطبع في نفسي، أن أكرم مع قامات سينمائية مصرية كبيرة، كاتب السيناريو الكبير وحيد حامد، الذي كرم في الدورة 42 لمهرجان القاهرة السينمائي هذا العام ، يعني تكريمين في سنة واحدة، والمخرج المصري الكبير داود عبد السيد، الذي يستحق تكريم في كل دورة، لأن أفلامه سينما لوحدها داخل السينما المصرية، وامتداد لما فيها من تقاليد وفكر وأصالة،وعرفت من محمود حين التقيته في المهرجان بأن الجمعية ستقيم مهرجانها السنوي القادم في الفترة من 30 يناير الى 6 فبراير 2021..وكنت تلقيت خبر صدور الكتاب بلهفة، والتهمته في ليلة أو ليلتين، لرغبتي في أن أتعرف أكثر على مدير التصوير الكبير، الفنان محمود عبد السميع ، وشغفي الفائق بأحاديثه، والظروف التي صنعته ،والأفلام المصرية الرائعة التي شارك في صنعها ، ونفخ فيها بالضوء من روحه..
يتبع
صلاح هاشم
كاتب وناقد سينمائي مصري من جيل كتاب الستينيات ومقيم في باريس.فرنسا.مؤسس موقع ” سينما إيزيس ” عام 2005 الذي يعني بفكر السينما المعاصرة وفنون الصورة . أحد أهم المواقع السينمائية العربية.