قصة “صلاح هاشم وغواية السينما” في ناس من مصر. بقلم محمد جبريل
لم أكن التقيته قبل أن يزورني مودعًا (! ) ليبدأ رحلة الهجرة إلى فرنسا. قدم نفسه كاتبًا للقصة القصيرة، وأهداني مجموعته “الحصان الأبيض”، وتحدث عن الرحلة الوشيكة، يشاهد، ويقرأ، ويثري تجربته القصصية من خلال التعرف إلى العالم المصغر الذي تمثله عاصمة النور الثقافي. تناثرت في حوارنا أسماء الرواد رفاعة الطهطاوي وحسين هيكل وطه حسين وتوفيق الحكيم، وإبداعات الرواية الجديدة في كتابات جان ريكاردو ومارترو وكلود سيمون وروبير بانجيه وناتالي ساروت وألان روب جرييه وغيرهم. عرفت – من رسائله الباريسية – أن السينما هي الفن الذي اجتذب اهتمامه، وتابعت مشاركاته في مهرجانات الأفلام، ومقالاته المواكبة للإبداعات السينمائية الحديثة. وحين جاوزت كتبه في السينما وأدب الرحلات مجموعته القصصية الوحيدة، أدركت أنه قد جعل الفن السابع موضعًا لاهتماماته.
بعد ما يقرب من الأربعين عامًا على زيارة صلاح هاشم الوداعية، التقينا في حوار مطول، سداه فن السينما الذي صار هوايته وحرفته.
يجد البداية – التي ربما لم يفطن إليها – في سينما إيزيس، بحي السيدة زينب: كانت مطارنا للانطلاق في رحلات سينمائية عظيمة إلى عواصم العالم ومدنه على جناح الصور. لم تكن تعرض في فترة الخمسينيات والستينيات إلًا الأفلام الأجنبية فقط، تنتزعنا بصورها وأحداثها المتخيلة وأجوائها الموسيقية من قلب الحارات والأزقة الضيقة في حي قلعة الكبش، لتزرعنا في قلب الميادين الواسعة داخل المدن الكبيرة، تضعنا على محطات القطارات، تتحرك بنا أمام واجهات المحال الضخمة، تحملنا إلى بواخر الركاب عبر المحيطات والبحار، صندوق بأجنحة يطير إلى باريس، يجعل العالم في متناول أيدينا.
كنا قد صعدنا – قبل أن نعرف أين ميدان العتبة وسور الأزبكية وشارع طلعت حرب وقصر النيل – إلى سقف باريس في فيلم لرينوار، وتجولنا في حي هارلم في فيلم روبرت وايز” قصة الحي الغربي”، وتجولنا في أسواق طوكيو في فيلم لصامويل فولر. جعلتنا السينما نعبر المحيطات في اتجاه مدن الغرب، قبل أن نقدم على المخاطرة بتجاوز حدود الحي إلًا في صحبة الأهل.
بقيت سينما إيزيس – في أذن كل واحد منا – جرسًا متصل الرنين، يدعونا إلى مدن العالم وقراه وصحاريه وموانيه، نتسلل إلى القاعة كأننا ندلف إلى كهف صناعي مظلم، ويسقط غبار مضيئ على الستارة. وترتوي أعيننا. تصبح حزمة الضوء الساقطة المتراقصة على الشاشة جسدًا وحياة، تقودنا إل مغامرة متجولة، ونظل هكذا حتى ينتهي العرض، ونخرج لنتحدث عن الفيلم الذي شاهدناه.
ثمة أفلام – حسب تعبير صلاح هاشم – أكبر من الأفلام، وأغنى من الكتب، وأعذب من مياه الجداول، أفلام من كوكب آخر، وفضاء آخر، بعظمتها وإنسانيتها وبساطتها. وثمة أفلام تتوهج بالكائنات التي تجعلك تحب الحياة أكثر، وتغسلك بعذاباتها من أدران حياتك وهمومها وتناقضاتها، ثم تجذبك إلى بساط سندسي من الصفاء لتكشف لك عن معاني الصداقة والحب والتضامن والرحمة والخير. وإلى هذه الأفلام تنتسب أعمال المخرجين صلاح أبو سيف وهنري بركات ويوسف شاعين ومجدي أحمد على وداود عبد السيد وعاطف الطيب ومحمد خان.
يجد في هنري بركات رائدًا بكل المقاييس. تواصلت ريادته عبر أفلام تركت تأثيرها في الوجدان المصري: لحن الخلود، الحرام، دعاء الكروان، ليلة القبض على فاطمة، وغيرها من الأفلام التي تزرعنا في ريف مصر الحقيقي، بعيدًا عن أجواء القصور والكباريهات، حتى الأفلام التي تستثير حماسنا، وتشعلنا بالعواطف الوطنية في أفلام مثل في بيتنا رجل والباب المفتوح.
صلاح أبو سيف أستاذ لجيل كامل من المخرجين، تعلموا حرفيات هذا الفن وأسراره على يديه في معهد السينما ومعهد السيناريو ( أدين شخصيًا لأستاذية أبو سيف في معهد السناريو ).
وإذا كانت السينما قد تربت – كما يرى صلاح هاشم – في أحضان التفاهات والميلودارميات الفاقعة، فإن شادي عبد السلام رفع بفيلمه اليتيم” المومياء” شأن السينما المصرية، وقربها أكثر من كلاسيكيات السينما العالمية. حقق سينما مغايرة، تعيد إلينا تراثنا، وتؤكد قيمة الخلود – وهي قيمة مهمة جدًا في الوجدان الديني المصري – بأسلوب سينمائي ملحمي، عذب، قفز بالسينما المصرية إلى قلب تيار الحداثة في السينما المعاصرة، وأعاد إليها ذاكرتها المفقودة.
وثمة أفلام عاطف الطيب التي تتوهج بقدرته الهائلة على تقديم الأفكار الإنسانية والعميقة، بأسلوب جماهيري يصل إلى أبسط متفرج، وبأكثر الأدوات السينمائية تقدمًا، بلا تعقيد ولا افتعال.
أما مجدي أحمد على فهو يضيف إلى تيار سينما الواقعية الجديدة في مصر، التي تلتصق بحياة الناس، لتكشف عن أعماق الروح الشعبية المصرية، ومقاومة هذه الروح لكل أشكال الإلغاء والقهر والعنف.
وبالنسبة لداود عبد السيد، فقد استطاع أن ينطلق من واقعية أستاذه صلاح أبو سيف، ليطورها، ويعمل فيها عمله مثل السحر، ليطل بنا على الروح المصرية التي تضحك في قلب المأساة، وتفلسف وجودها بإنسانية عميقة، تعانق فيها كل الكائنات، فتصل مباشرة، وببساطة، إلى القلب.
ولعلي أختلف مع صلاح هاشم في تقييمه لأفلام يوسف شاهين. إنها – في رأيه – بوابة ثقافية عملاقة إلى التاريخ المصري، وهي – في مجملها – تعطي المعنى لحب هذا الوطن. بل إنه يعتبر شاهين الأب الروحي للسينما العربية الحديثة، بأسلوبه السينمائي الذي استحدثه، فهو المؤسس لهذه السينما الحديثة، منذ بداية الستينيات.
هنا تفرض الموازنة – أو المقارنة – نفسها. أشير إلى اتفاقي – في هذه اللوحات القلمية – مع الصديق المخرج أحمد فؤاد درويش في أن توفيق صالح [ 26/6/1926 ] امتلك مشروعًا سينمائياً، أجاد التعبير عنه فى مجموع أفلامه، بعكس ابن مدينته، وابن جيله وزميله في كلية فيكتوريا يوسف شاهين.
كان مشروع يوسف شاهين أقرب إلى طريقة إلقائه ونطقه التى حرص أن يتكلم بها فى أفلامه حتى كبار الفنانين. يختلف توفيق صالح عن يوسف شاهين فى نظرة توفيق إلى دور السينما المجتمعى، وتعبيرها عن حياة الملايين من البسطاء، ذلك ما تبدى فى كل أفلامه التى تناولت الواقع المصرى منذ “درب المهابيل”. أما يوسف شاهين فقد حاول التجريب بأسلوب السينما الفرنسية، وأسلوب سينما الغرب بعامة. حرص على الحرفية فى الكادرات والأضواء والظلال والمونتاج والتقنيات السينمائية من مزج وتقطيع وفلاش باك وغيرها. اتجه بأفلامه إلى الصفوة، لم يفلت من محاولاته التجريبية سوى أول أفلامه” بابا عريس”، وأجمل أفلامه “الأرض”.
عاش كل من توفيق صالح ويوسف شاهين فترة من حياته فى العاصمة الفرنسية، أفاد توفيق من زخمها الإبداعى والثقافى، لكن نظراته ظلت متجهة إلى الحارة المصرية. كان مهمومًا – كما قال – بالبحث عن لغة سينمائية مصرية خاصة، وتكريس كل ما اكتسبه من معرفة لإفادة صناعة السينما المصرية، ولا يخلو من دلالة تردد توفيق صالح – عقب عودته إلى القاهرة فى 1953 – على دور سينما الدرجة الثانية، يتعرف إلى ردود أفعال المشاهدة فى الجمهور المتلقى. أما شاهين فقد ثبتت نظراته على تجارب السينما الفرنسية، ساعده فى محاولاته ما كان يحصل عليه من دعم حكومى فرنسى.
ولعله يجدر بنا أن نـتأمل نقد صلاح هاشم لفيلم يوسف شاهين “المهاجر”. الفيلم يحتشد بأفكار شاهينية خاصة عن التعصب والتسامح والسلطة، ويتناول المجتمع المصري القديم في صور مسطحة وتبسيطية، وكاريكاتورية أحيانًا. إعلاء قيمة الدرس والتحصيل والتمرد على الأسرة والانتصار بسلاح الإرادة، وأفكار أخرى كثيرة ناقشها الفيلم بالكلام والخطاب في السيناريو، وعلى ألسنة الممثلين،
لكن ذلك كله غاب عن بنيان الفيلم ونسيجه الفني. وإذا كانت وظيفة الفن هي التلميح وليس التصريح كما في الخطاب السياسي، فإن الأفكار أقحمت على الفيلم، وفرضت على المشاهد، ولم تنبع من داخلها. لذلك – والقول لصلاح هاشم – بدا الفيلم في الكثير من أجزائه – بعد بدايته الموفقة – بطيئًا، ولا يحتمل!
يعيب صلاح هاشم على معظم الأفلام المصرية ميلها إلى الإفصاح عن موعظة. ربما لوت ذراع الأحداث، وبدلت مسارها، ليفيق الجاني من فعلته، أو لينال جزاءه، وينتصر الخير – دائمًا في النهاية.
السينما الحقيقية أداة طيعة في يد مخرج فنان، متمكن، يجسد بها صور الواقع والأوهام والأحلام، والأفلام الحقيقية هي التي تقدم لنا صورة العالم، بكل تناقضاته وأزماته وحروبه ومآسيه، تدعو المتلقي إلى المشاركة حتى لا يقنع بالفرجة فحسب، وإنما يسعى إلى أخذ موقع من هذا العالم، وقضايا العصر المصيرية.
ولصلاح هاشم رأي في الأفلام العربية التي تعالج قضايا المرأة. إنها مجرد محاولات للخروج من الحبس والانعتاق، بالتحايل على الرقيب والمنتج والسلطة السياسية، والخروج إلى الناس، تخاطبهم بمشكلاتهم وما يعانون. يضيف أن العقليات القديمة لا تزال مهيمنة على السلطة السياسية في بلدان العالم الثالث، لا تستطيع أن تحل للناس مشكلاتهم، ولا تقدر على محاربة التيارات التي تريد – بسطوة السلاح – جذب مجتمعاتنا إلى عصور الانحطاط والتخلف.
في المقابل، فإن المهرجانات الدولية التي تعرض لسينما المرأة – أو أفلام النساء – تعني بتقديم قضايا المرأة ومشكلات عصرها ومجتمعاتها، وتحاول اجتذاب الجمهور العريض – من الجنسين – على أوسع نطاق، للتعرف إلى وجهة نظر المرأة، وتفهمها، ومناقشتها أيضًا، مع المخرجات المبدعات.
اللافت أن هذه الأفلام تجاوز المتوقع، فلا تعلو بالصراخ والعويل، وإنما تكشف – بأسلوب يقترب من روح الشعر – عن مشكلات المجتمع، ويستبدل بالكلام الزاعق الهمس الرومانسي، لكي يصالح بين المتناقضات، بين المأساة والملهاة، والمرأة – عمومًا – أقدر في أفلامها على التأثير في المتلقي، بعيدًا عن الحساسية البيولوجية.
سينما الواقع- السينما التسجيلية – التي يقام لها في العاصمة الفرنسية مهرجان سنوي، هي التعبير الصادق عن دور الفن السينمائي، بعيدًا عن أحلام وأوهام السينما التجارية. إنها تضم الأفلام القصيرة والطويلة التي تضع الكاميرا في قلب الواقع، وتصور حياة الناس دون تزويق أوتزييف، بعيدًا عن السينما الروائية التي تعتمد على سيناريوهات مكتوبة من إبداع الخيال، وتصور أحداثها داخل استديوهات السينما. القيمة الأهم لهذه السينما أنها تفتح أعيننا على الحقيقة، من خلال مدرسة جيل كامل من المخرجين العمالقة، دخلوا هذا المجال منذ البداية، وأبدعوا فيه، وظلوا مرتبطين به حتى بعد أن تخرجوا في ” معهد الكامير المحمولة على الكتف” التي تخوض زحام الناس في الشوارع، وتلتحم بهم، وتسألهم عن واقعهم، وترسم – من خلال رصد الظواهر – مسيرة النوع الإنساني وقدر البشر. إنها – والكلام لهاشم – النوع الأصلي الذي يعيد إلى السينما ذاكرتها الأولى، ويجعلها “وثيقة” تاريخية للأجيال القادمة، ويجعل السينما أداة للتفكير في تناقضات المجتمع.
انطلاقًا من هذا المعنى فإن الأفلام الوثائقية هي السينما الحقيقية التي تشتري حريتها، ولا تدخل في مساومات ومفاوضات، ولا تقدم تنازلات في ساحة الفيلم التجاري الذي تتحكم فيه عوامل انتاجية ضخمة، تفرض أثقالها وقيودها على العمل، وتكبله. الفيلم القصير ساحة للحرية والتجريب الفني المعملي، تحاول أن تجسد – في لحظات – طموحات الفنان الحقيقي وأحلامه وآماله في مخاطبة الذات الإنسانية. ولعل أهم ما في الفيلم القصير الروائي والتسجيلي ثلاثة عناصر أساسية تشكل وجوده الديناميكي، وهي الصفة الشخصية للفيلم في ما يمكن أن نطلق عليه الذاتية عندما يصبج الفيلم القصير أشبه برسالة حب شخصية للتواصل مع كل الناس، كما لو أن الفيلم سيرة ذاتية لصاحبه.
سألته: لهذا جاء انحيازك للفيلم الوثائقي؟
قال: الفيلم الوثائقي رحلات استكشاف ومغامرات في التاريخ والجغرافيا والقيم والمعتقدات والتقاليد. قيمته الأهم في نقله الواقع كما هو، دون حذف ولا أضافة ولا تعديلات. كلما صدق في التعبير عن الواقع صار أقرب إلى وجدان المتلقي. الفيلم الذي يلجأ مخرجه إلى المخيلة، أقرب إلى كاتب السيرة الذاتية التى يداخلها الخيال والحكايات غير الحقيقة وادعاءات البطولة. إذا لم يحترم مخرج الفيلم القصير ذكاء المتلقي، وقدرته على التفرقة بين ماهو حقيقي وكاذب، فإن المتلقي سينصرف عن الفيلم باعتباره بضاعة زائفة!
ينفي صلاح هاشم مقولة إن السينما العربية لم تعد تطعم خبزًا. إنها تطعم تجار الفن في بلادنا، بعد أن تحولت على أيديهم إلى تجارة.. المنتج هو الذي يتحكم الآن في كل شيء، لا هم لغالبية المنتجين إلًا الكسب السريع، بعد أن فهموا قواعد اللعبة في إطار النظام العالمي الجديد، وفي ظروف اجتماعية ترفع شعار اخطف واركض. من هنا تأتي الأسئلة: هل الناس في بلادنا في حاجة إلى السينما؟ هل الأفلام ضرورة في حياتنا؟ لمن نصنع هذه الأفلام؟ أين تعرض؟ من يشاهدها؟
جزء من أزمة السينما العربية، أن العمل فيها يسير بالنية الحسنة. يتوقع غالبية صناعها أن يفتح الله عليهم أبواب الرزق مع بداية كل فيلم يحط من الذوق الفني، ويخدر العقول. ومن الصعب أن تجد ممثلًا يعلل نجاحه أو فشله لأداء دور معين، هو يرجع أسباب هذا الفشل إلى سبب آخر غير التمثيل. ربما تفاهة القصة، أو ضعف السيناريو، أو قلة حيلة المخرج والفنيين.
حتى تتخطى السينما العربية ما تواجهه من مشكلات وعقبات، فإن المطلوب أن نتعرف -بداية – إلى مشكلات السينما المصرية، فعلى عاتقها الآن صناعة السينما العربية، هي التي كان تقود، ولم يعد ذلك كذلك، وعندما تنهض من كبوتها سيصير لهذا الفن شأن، فمصر – باعتراف الجميع – هي وطن السينما العربية. عندما يصبح الفيلم المصري، والعربي بالتالي، كائنًا حيًا نابضًا، يتنفس، وتصبح الأفلام ضرورة مثل الهواء الذي نتنفسه، ومنهاجًا للدراسة، ووثيقة الصلة بحياة الناس، وثقافتهم، وحضارتهم، فإن فن السينما سيقوى، ويكتسب المزيد من العافية، ويصبح لدينا سينما بحق وحقيق.
صلاح هاشم مصطفى من مواليد القاهرة في 12 نوفمبر 1946. حصل على ليسانس في الأدب الإنجليزي من جامعة القاهرة سنة 1969، وعلى ماجستير في الحضارة الأمريكية ( أدب الزنوج في أمريكا )، ودبلوم في الدراسات السمعية والبصرية من جامعة فانسان الفرنسية.
أخرج الفيلم التسجيلي” كلام العيون” في باريس سنة 1976. ثم أخرج أفلام: ” البحث عن رفاعة” ، “وكأنهم كانوا سينمائيين” ، “القاهرة 24 ساعة”، “حكايات الغياب” . من كتبه:” الوطن الآخر، سندباديات مع المهاجرين العرب في أوروبا وأمريكا” ، ” السينما العربية المستقلة – أفلام عكس التيار” ، السينما العربية خارج الحدود” ، “تخليص الإبريز في سينما باريز” ، ” الواقعية التسجيلية في السينما العربية الروائية” ، ” مغامرة السينما الوثائقية – تجارب ودروس” ، “كرسي العرش – حكايات من قلعة الكبش” و “موسيقى الجاز” ، “سينما السود في أمريكا”، “سينما الواقع – إطلالة على حداثة السينما الوثائقية المعاصرة” ..
ترجم أعمالًا لطاغور وكازنتزاكس وهرمن هسه وهوشي منه وهمنجواي. رأس تحرير مجلة” الفيديو العربي” الفنية الشهرية التي كانت تصدر في لندن أوائل الثمانينيات. شارك في عضوية لجان التحكيم الدولية في المهرجانات السينمائية الدولية. يعمل مستشارًا إعلاميًا للعديد من المؤسسات والمهرجانات السينمائية الفرنسية.
سألته: ما الصورة التى تعلق بذاكرتك منذ سفرك إلى باريس؟
قال: صورة تخيلتها في ميدان الكونكورد. رفاعة الطهطاوي وهو يتابع الفنيين الفرنسيين يضعون المسلة المصرية، مسلة آبائه، في موضعها الحالي بالميدان، تعبيرًا عن الحضارة القديمة، العظيمة، وهي تعلو، وتشمخ في قلب عاصمة النور.. الحديثة.

***-
وبعد أن قرأ الأستاذ الفنان والباحث التشكيلي الكبير فكري عياد مقال ” ناس من مصر ” المرفق..” صلاح هاشم غواية السينما ” وأعجب به كثيرا،إرسل إلي التعليق التالي، الذي نشرناه في موقع ” سينما إيزيس” ويقول فيه :