“متحف الفن المصري” متى ؟ بقلم حسام حافظ
كنا نعتقد ان اليوم الذى رحلت فيه الفنانة الكبيرة رجاء الجداوى هو واحد من اتعس ايام 2020 .. ولكن خلال هذا الاسبوع مرعلينا واحد من الايام التعيسة ايضا عندما رحل سمير الاسكندرانى وشويكار ود.سناء شافع ، والحقيقة اننا طوال الشهور الماضية نودع الكثير من فنانينا الكبار مثل نادية لطفى وماجدة الصباحى وحسن حسنى وابراهيم نصر وغيرهم .
ماحدث فى 2020 يحدث فى كل عام ، لكن ماأريد الأشارة اليه هو ضرورة اقامة “متحف الفن المصرى” والذى يعمل على تخليد حياة واعمال هؤلاء الفنانين الكبار ويحفظ تراثهم وجوائزهم لتشاهدها الاجيال القادمة .. لأن الحقيقة المؤكدة أن كل فنان كبير نفقده لم نعد نعوضه ويترك فراغا كبيرا بعد رحيله . والحمد لله ان الفنانة العظيمة أم كلثوم وضعنا ملابسها ومجوهراتها وجوائزها فى متحف قصر المانسترلى بالمنيل وهى الفنانة الايقونة التى تستحق ماهو اكثر .
عاش الناقد الراحل سمير فريد ومات وهو يطالب للسينمائيين المصريين – رواد السينما فى المنطقة العربية – بضرورة وجود متحف السينما واقترح الراحل ان يكون المتحف فى قصر عائشة فهمى بالزمالك وبالطبع لم يأخد أحد باقتراحه .. وجاءت من فرنسا “جينا” ابنة الراحل نجيب الريحانى وتبلغ من العمر 83 عاما وتتمنى قبل ان تموت ان تجمع مقتنيات والدها فى متحف للفن والفنانين المصريين ، وللاسف لن تتحقق لها هذه الامنية الغالية ، أما الراحل نجيب محفوظ فلولا حصوله على جائزة نوبل ما كنا منحناه وكالة ابو الدهب بالغورية لتصبح متحفا لمقتنياته واوراقه الخاصة ومنها ثلاثية بين القصرين وقصر الشوق والسكرية بخط يده ..
وأذكر العام الماضى ان قام المركز الكاثوليكى المصرى للسينما بتكريم الفنانة الكبيرة شويكار ، وذهب اليها الاب بطرس دانيال ومعه طبقا من الفضة كدرع لتكريمها وقالت : ” كفاية انك جيت تزورنى فى بيتى ومش مهم درع التكريم لأن دولاب الجوائز مليان ” وهنا نسأل : مامصير دولاب الجوائز الخاص بالفنانة شويكار؟ لو كان لدينا متحف للفنانين المصريين كنا وضعنا بداخله الآن دولاب جوائز شويكار وكل مايجعلها فى ذاكرة الاجيال الجديدة .
وفى كل بلاد العالم المتحضر يتحول منزل الفنان او الاديب بعد رحيله الى متحف يزوره الناس ، وفى العام الماضى ونحن فى زيارة مع جريدة الجمهورية لايطاليا قمنا بزيارة “منزل جولييت” فى مدينة فيرونا الايطالية ، وجولييت هى التى أحبها روميو ولم تكن فنانة او اديبة او شاعرة فقط هى المراة التى احبها روميو وكان من الممكن ان يحب امرأة غيرها ، ولكنهم فى ايطاليا يعشقون التاريخ .. وبالمناسبة أحلم باليوم الذى تعيد فيه مصر بناء “الاوبرا الخديوية” فى مكانها الاصلى أمام تمثال ابراهيم باشا بالعتبة ، وان يتم هدم الجراج القبيح الموجود حاليا مكان الاوبرا القديمة .
التاريخ بالنسبة لمصر مثل النجوم التى ترصع السماء ، وعلاقة مصر بالتاريخ علاقة ابدية وهذا قدرها ، لأنها أقدم دولة فى العالم لذلك أسماها الأوربيون “أم الدنيا” .
حسام حافظ
عن جريدة ” الجمهورية ” بتاريخ 19 أغسطس 2020
*
حسام حافظ صحفي وتاقد سينمائي مصري
المشرف على صفحة السينما بـجريدة ” الجمهورية “