” من أنا ؟ شاعر الرماد ” بقلم بيير باولو بازوليني، عرض وتقديم وترجمة صلاح هاشم ،في مجلة ” الكلمة ” بقلم ولاء عبد الفتاح
أفيش فيلم ” إنجيل متى ” لبيير باولو بازوليني
ي
كتبت مجلة ” الكلمة ” – التي يترأس تحريرها د. صبري حافظ رئيس قسم الدراسات الشرقية بجامعة لندن.المملكة المتحدة – في عددها 183 الصادر في شهر أغسطس الحالي، تصديرا جاء فيه :
( .. يحتفل العالم بمئوية بازوليني، وبعد تقديم لحياته وأعماله، يترجم لنا الناقد المصري المرموق صلاح هاشم* هنا ، واحدا من أهم نصوصه، وأكثرها تعبيرا عن نفسه ورؤاه، نص تختلط فيه السيرة بالشعر، والسينما بالراوية والحياة، ويصب هذا كله ،في السياسة والالتزام ،والرغبة في تغيير الواقع الرديء إلى ،ما هو أبهى وأفضل ، بفضل الفن. ) .
د.صبري حافظ
رئيس تحرير مجلة ” الكلمة ”
***
بمناسبة الاحتفال بمئوية ميلاده الأولى
من أنا؟: شاعر الرماد
بيير باولو بازوليني
لقطة من فيلم ” نظرية ” THEOREME لبازوليني
دعونا أولا نسأل، قبل أن نقرأ هذه “الوثيقة” المهمة، التي تركها بيير باولو بازوليني المخرج الإيطالي الكبير (من مواليد 5 مارس1922) وعثر عليها بعد موته، ثم صدرت في كتاب بعنوان” من أنا“QUI JE SUIS عن دار نشر “آرليا” في فرنسا. ترى من يكون هذا الـ”بازوليني”، الذين يحتفلون هنا في باريس – عاصمة السينما في العالم ومن دون جدال – بمرور 100 سنة على ميلاده، ويخصصون له مهرجانا في إحدى دور العرض السينمائي في “الحي اللاتيني في قلب باريس، عاصمة النور، يعرض مجموعة من أبرز الأفلام التي أخرجها، وجعلته يدلف الى تاريخ السينما العالمية، من أوسع باب؟ ثم ماهي الإنجازات والإضافات، الفنية والفكرية، الجمالية والفلسفية، التي حققها بازوليني، من خلال كتاباته وأعماله، ليصبح هكذا، أحد أهم وأعظم المخرجين في السينما العالمية؟
أفيش بعنوان ( بازوليني 100 سنة ) لمهرجان لأفلامه ،في قاعة بسان ميشيل في وسط باريس
لم يكن بازوليني، الذي عثر على جثته- المشوهة – مقتولا في الشارع العام، وسط ركام من النفايات بجوار البحر، في منطقة “أوستي” القريبة من مدينة روما العاصمة، في ليلة الثاني من نوفمبر1975، وثبت من تشريح الجثة، التي كانت غارقة في الدم، أنه قد تعرض لضرب مبرح، بآلات حادة، في جميع أنحاء جسده، وأن جثته دهست، بواسطة سيارة، مرت على جسده أكثر من مرة، مما أدى الى انفجار كبده. ثم تبين من خلال التحقيقات الجنائية، أنه لقى مصرعه، على يد شاب مجرم متشرد في السابعة عشرة من عمره، يدعي بينو بيلوسي ، وكان بازوليني -المعروف بمثليته الجنسية- اصطاده من حانة، ليمارس معه الجنس، ثم اختلفا لأمر ما، وتعاركا. ولما سقط بازوليني، إثر ضربة عنيفة على الأرض، سارع الشاب الى الهرب، فأخذ سيارة بازوليني من نوع الفا روميا، وانطلق بها، غير أنه لم يكن يحسن قيادة هذا النوع، وفي محاولته التحكم في السيارة، دهس ومن دون قصد، أكثر من مرة، على جثة بازوليني، المنبطحة على الأرض، والغارقة في الدم.
فيلم “إنجيل متى” لبازوليني
فيلم ماما روما لبازوليني
فيلم ” آكيتون ” المتسول لبازوليني
فيلم لاراكوتا لبازوليني بطولة أورسون ويلز
بازوليني ممثلا في أحد أفلامه ” ديكاميرون “
بازوليني مع جودار وبرتولوتشي وفيلليني، ومع والدته
لم يكن بازوليني، الذي راح ضحية لهذه الجريمة الفضائحية البشعة- جريمة أم” مصيدة”، دعنا نرى؟ – وهو في الثالثة والخمسين من عمره، وروجت – أو بالأحرى صفقت -الصحافة البرجوازية اليمينية الفاشية لمقتله، من خلال نشر صورة جثته المشوهة، على صدر صفحاتها الأولى، والذي يحتفل العالم أجمع هذا العام 2022 ،بـ “مئوية” ميلاده الأولى، من خلال العديد من التظاهرات والفعاليات الفنية والسينمائية، في إيطاليا وفرنسا وأنحاء العالم.
بازوليني ..حياة في الشعر
لم يكن بازوليني، مجرد مخرج سينمائي إيطالي شهير، بعدما ارتبط اسمه بالعديد من الأعمال السينمائية العبقرية الشاعرية المتميزة، مثل فيلم ” آكاتون“ACCATTONE– المتسول، وفيلم ” ألف ليلة وليلة”، وفيلم – THEOREME – نظرية – وفيلم ” حكايات كانتربري ” – وفيلم ” ديكاميرون”، وفيلمه” إنجيل متى” البديع، سينما” الشعر المصفى “PURE POETRY – التي أضافت الى سينما” الواقعية الجديدة “في إيطاليا، وصارت من كلاسيكيات السينما العظيمة. بل كان يازوليني وأولا شاعرا ، من أعظم الشعراء، الذين أنجبتهم إيطاليا، على حد قول الروائي الإيطالي الكبير ألبرتو مورافيا، ولذا كان موته- أو بالأحرى قتله وسحله واغتياله، على يد السلطة الفاشية، سلطة الديمقراطية المسيحية، الحكومة والنظام – وبمنطق فليمت إذن لنستريح من شره – ” كارثة وخسارة كبيرة وفادحة، للفن والفكر والثقافة، ليس فقط على المستوى الإيطالي والاوروبي، بل على مستوى العالم، والإنسانية جمعاء. لكن لماذا؟
لأن بازوليني لم يكن فقط شاعرا إيطاليا كبيرا – والأعظم بين شعراء عصره – كما ذكر ألبرتو مورافيا…و..
. . .
البقية
في موقع ” الكلمة ” على الرابط المرفق
http://alkalimah.net/Articles/Read/22777
عن مجلة ” الكلمة ” العدد 183 .أغسطس 2022
ولاء عبد الفتاح
ولاء عبد الفتاح كاتبة وناقدة مصرية تعيش في القاهرة .مصر
***
صلاح هاشم*
صلاح هاشم كاتب مصري، وناقد ، ومحرج أفلام وثائقية ، مقيم في باريس.فرنسا