يوسف كامل أستاذ أجيال . بقلم فكري عيّاد
أهدي هذه الخاطرة لأستاذ الأجيال
د.يوسف كامل مصطفى
الذي عشنا معه أجمل سنوات الدراسة. وكتب لي مقدمة الكتالوج، لأول معرض لي في آتليه الكتاب والفنانين في القاهرة، عد عودتي من دراستي العليا باكاديمية الفنون الجميلة بفينتسيا. إيطاليا.. تحية الى روحه الطاهرة
***
ياله من إِحْسَاس وَحُنُوّ وَعاطِفَة! مع برهة سُطُوع عبق الإلهام. تَسَلَّلَت من قلب الوجدان. وَعُذُوبَة نبضات الروح تَتَهادى على وجه “الچيوكاندة” الصغيرة. شِعُور رَقِيق القَلْب.. تسرب بين نظرة العينان .. لمحات الصمت.. كأنها تراتيل.. أو حلم يقظة منسلاً. من زورق الروح.. أو غفوة النشوة في الأحلام. يَتهادى ويتدفق.. على ضفاف الرموش. كأنه يأخذنا إلى الأعماق. ويُلقينا في شاطئ الجمال .. يَتَبصر آفاقاً وأغواراً. ونبرة فُرشَاته تتساءل وتقول.. ياصغيرتي الحسناء. بصفاء وعمق نظراتك..! ماذا تبصرين ؟
لوحة ” الجيوكندا الصغيرة” بريشة الفنان يوسف كامل مصطفى
نظرة عيونك افصحت الكلام. يالها من براعة وبلَاغَة فرشَاتُه. وبساطة الإلهام. فنان يعيش في باطن قدراته.. دون تَصَنُع يمسك المشاعر. يُجسمها في ملامح الرِقَّة. . مثل “الأديب” الذي يشكل الحروفِ والمعاني والتعبيرات، يحولها الي التأمل في أشكالها. كأنه يتحدث في مناجاة. مع تكوينات أعماله.. وإختيارات متنوعة. يشكلها نبضات حيوية. مع تسابيح لونية.. تروِيها شفاه قبلات فُرشَاتُه. مثل أغنية صاغت دقات موسيقاه. مع دقات نبضاته. تترنم في تَسَنُّم الألوان، يعيش رُؤاها في داخله. كم من المشاهدات، رسومات خالدة وباقية.. في مجلدات أعماله. يرتشف من روضتُة. ويُروِق ويَذُوب.. مع عَذُب الرؤية المتعمقة. ،في إسلوب وفلسفة، معالم فكرُه. في محراب الفن دؤوب. يُحيك الرسومِ ، والخطوطِ ، والظلالْ.. في تنوعات مُبهِرَة، يبحر في زورقِ رِسُومه. ويتركنا نقرأ.. فكر أعماله. بشفافية ونقاوة وصفاء الرؤية. نتلذذ مع سنابل واغصان أحلامه. تجسدت رؤيتِها.. زهورًا من روضة الجمال. مثل بذور الحُب الصافية . لا يعرف مذاقها .! إلَّا من إرتشفَ مذَاقُه. وذاب في شجوِ رِحابِه. فنان قدير .. قِطاف قَطَفاته.. من وجنات الورود، تُخَاطِب وتعَانق الخواطر. تُنشد بحسنِهَا، في أوتار المسامع. وَتُسقِي لهفة وشغف المشاعر. لَألَأ َالجمال.. شَمَخَ في عُلَاه وتَباهَى.. وغمس ألوانه. من زُهوَة نهرِ بهائه. زهراً وعطراً.. تُؤَازِرَهُ في صَوْمَعةِ مرسمه. فنان ذو شخصية متميزة. ومع همسات الروح. إِئتَلَقَ وَتَأَلَّقَ. من مزهرةِ أنَامِلُه.. تَجَسَم وَأَومَضَ، مع أَوْجِ وَذُرْوَةِ فُرشاتهُ .. يالها من جواهر..! الإبداع الثرى.. شَهِدٍ من حَذْقِ نظرات البصر.. تَلأْلُؤ يوقظ أجفان البصائر..
بقلم
فكري عياد. لندن
فكري عياد باحث وفنان تشكيلي مصري مقيم في لندن.المملكة المتحدة