فيلم ” قهوة فريال ” ” إطلالة على السينما المصرية الجديدة ومواهبها الشابة المدهشة. بقلم مجدي الطيب
مفاجأة فنية مُدهشة حملها إلينا واحد من مشاريع التخرج، التي شاهدتها لجنة التحكيم المُشكلة من قبل إدارة المعهد العالي للسينما؛ برئاسة العميد د. محسن التوني، متمثلة في الفيلم القصير “قهوة فريال”، الذي قد يخدعك عنوانه، لكنه يُبهرك بإنسانيته، وواقعيته، ولغته السينمائية، وموهبة مخرجه الواعد مُهند الكاشف؛ الذي ابدع فيلماً يهز المشاعر، ويمس شغاف القلوب، ويوقظ فيك إنسانيتك؛ من خلال البطل (أحمد مصطفى)، عاشق الموسيقى، المُغرم بالقاهرة القديمة، والحياة وسط أهلها، وتدفعه الظروف لزيارة “فريال” (هبة عبد الغني في دور عمرها)، خالة صديقه (كريم أبو الفتح)، نزيلة مستشفى الأمراض النفسية، التي يرى صديقه أنها مكانه الطبيعي، وسط نزلاء المصحة، ولما يلتقي “فريال” ينبهر بعالمها الخاص، الذي تعيشه، وتهزه شخصيتها المتفردة، وإنسانيتها الطاغية، وحكمتها التي تدفعها لأن تتشبث بالحياة في المصحة النفسية، وإن لم يحل ذلك دون أن تطمح لأن ترى الحياة خارجها، والتطلع إلى السماء التي اعتادت رؤيتها من وراء النافذة فقط، شريطة أن تعود أدراجها إلى المصحة لتُكمل حياتها فيها !
المخرج الشاب مهند الكاشف
“قهوة فريال” (14 دقيقة / إنتاج المعهد العالي للسينما)، كتبه تامر عبد رب النبي بإحساس طاغ، وصاغ موسيقاه أحمد الصاوي برقة ووعي برسالته، وصوره كريم جمال الدين، بعين مُحبة للقاهرة الأخرى، التي لم نرها من قبل، وأدار دفته مُهند الكاشف بحرفية، وثقة، وبساطة لا تعرف السطحية، وتمكن واقتدار بغير استعراض عضلات. ورغم إجادة الممثلة السكندرية الشابة هبة عبد الغني، في أدوارها الأخيرة، وعلى رأسها دور “صافي” في مسلسل “فرصة تانية”، الذي لفت إليها الأنظار بقوة، إلا أنها تخطو خطوات واسعة من خلال شخصية “فريال”، وتستحوذ على مشاعرك، بدرجة تفوق التصور، وتؤكد أنها تملك “كاريزما” لا تخطئها الأعين .
مُهند الكاشف موهبة ستسطع في المُقبل من الأيام .. فانتظروه وترقبوه. أما سر عنوان “قهوة فريال” فشاهدوا الفيلم لتعرفوه !
مجدي الطيب
مجدي الطيب ناقد سينمائي مصري مقيم في القاهرة