حلم بلا آخر بقلم فكري عيّاد
“يالهُ من رُوَاق،
حلم بلا آخر “!
يالذَّة غفوة،
في خدرِ أحلامي.
يالهفَة خَافِقة،
في جُنْحِ مَنَامي .
يتدفق منكِ ظمأٌ حارق..
مثل شِهَابٌ في الفلكِ الدائر..
وأجفاني في غفلة تنتَشِي.
ولساني أبكمٌ حائر.
وعيوني تَشقُ،
سِترَة الليالي.
***
النجوم تذرُ ضياء عابِر .
في جوفِ رواقٍ بلا آخر.
تَعَثَّرَت خُطاى..
وتَلَعْثَمَت شَفَتَاى،
في الزمنِ السائر.
صَدَا هوَايَا يَتَقارع،
رنين في صدري.
وكأنِّني .. هُلام سابح.
لستُ في ذاتي.
***
أمواج في الفكر الهادر.
تَدَفَّعَت.. تسابَقَت.
بين المد والجذب.
تلمعُ مثل أضواء المرافئ.
أذكرها أُلاحقها ..
أرنُو إليها.
وَيتمدد الخيال ويتَرَنَّخ.
على فراش المنام.
أذكرُهَا أتَحَسَّسَها ..
أستدير إليها.. أَتَلَمَّسَها.
أهفو لأنفاسِهَا..
أشْتَهِى مَلمَسِهَا العابر.
مثل خصر تفاحة عذراء.
سَكَبَت دموع أمسِها.
على وسائد الفكر الساهر.
***
لَهفَة خَافِقة.. تُلاحُقِني.
تؤانسني ولمْ تنساني!
“كأنَّه حلم بلا آخر”
***
تجلو غشاوة هَذِىْ البصر
مُضَاجِعه في صدري..
نبض أشواقي.
تجثُو على فرش الحرائِر.
في حضن التراب العاري.
ذِكرَى مقطوعة الدابِر.
.. وأخرى تُشاكس.
مثل عصفور يُزقزق سجين .
بِشَدِّوٍ مُدْنَف الخاطر.
***
دعوت أطياف أَمسي..
من جمرِ الحنين العقيم .
يا أيامي إليها خُذيني ..
أعبرُ الأحقاب،
على إقْلاع شراعها .
أنهلُ قطرة من نَبْعَِها.
من فم الوهم الضّنين.
***
توسَدِيني في حضنكِ،
مثل إِسْتِرْخاء الجنين.
وَتدَفقِي ..وتمهلي.
إِمْتَزِجِي في كياني.
لتُشَقشق البراعم،
من بسمتُكِ .
وينهل الفجرُ نوره،
من نسائم عطرك.
ويغزل وهجه،
فوقَ جبينك.
يمتَلأ وجودي،
من وجُودكِ.
ونظرة الشوق،
في عينيك.
بريقًا في ظلام منامي .
***
دعيني في إِسْتِرَاحة،
دعَة سَكِينَة، وسُكُون.
تَؤَدَة على كتفِ زمانك،
وأَذوبُ في شعاعك.!
والفكر من غمامِ الجفون،
في وجنتيكِ ذاهِل.
كأَنَّك زهراً ونوراً،
في داخلي.
أَسترقُ الرُؤَى من رُؤياكِ.
أغيبُ في شمسِ مغيبك.
نَاعِسًا مع رقادِك الدَافء..
أرتُقُ آمالًا تَهَجَدَت ثيابهَا.
وذرَّات اللَّاشيء تُلاحقني.
تُجرجرُني في هلامِها.
مع تخومِ الوهم العابر ،
وسراب أضغاثُ النوم..
يرَاوغني..يأسرني.
بصيص يُداعبُ عينيَّ..
أُسَايرُه ولا أبالي .!
***
دعيني أَتَنَسَّم عبيرك..
الأَريج اللَّاهب،
في شَفَتَيكِ.
أرتشف منه،
رِقْرَاقِ همسَاتِك.
رَقْرَقةً إِنْبَثَقَت..
توَرَدَت في هَجْعَةِ،
تُغزِل ضياء قمرِك.
أستشَفَتْ وإستَطابتْ.
إسترخَتْ وَمسَّتْ وجداني.
إنبِهرَتْ.. إِنْبَلَجَتْ.. تَدَفقَتْ.
بين جدار الليل والفجر.
وإرتعشتْ وتحلقَتْ..
وتراقصَتْ بجناحيهَا.
على أهداب رمُوشِك !
***
أراكِ في زوارقِ أحلامي .
في كل يمٍ تمخرين.
يشفُ الثوب عن نهديْك.
تَجَلَّيَت كعروسِ البحار .
نَزَعْتِ قشور الظنون..
وَأَطلَقَتْ وِثَاق اليقين..
فَكّكَت تجاعيد الحلمَ الآسر.
من قبضةِ القدر اللعين .
***
ياغفوتي لا تُوقظيني..
أتارجح في هودج أحلامي.
دَعِينِي أترنخ في سُكرتي.
قبل أن يصيح الديك كاشَفًا.
وتُبقِي فيكِ منارَة الحنين..
معزُوفَةً ترقرقَت..
سِحْرًا سالِبًا.. فَاتِنًا.
تبثُ وتؤجُ مع أنسامك.
أحتَسِي عطرًا،
في الفضَا سائلًا.
والنجوم تُعَانق أضوائك.
تُلوِّحُ بغَمزَة وغَضَّة ضوء.
للعابرين وَالقادمين.
***
رحلت عنَّا أَقدامِنَا.
نَبكِيها والدهر هازِئ ساخر.
ولا من يجمعُ فتاتُ أيامنا.
على زحّافَات الطريق. ***
“شهرزاد” أنصبت حبائِلها،
زخرفت الحكايات،
تَلَفُها بثوب من ذهب.
أدركت بِذَكَاءٍ وَرزانَة.
تَفَاهَة وَحَمَاقَة” شهريار” .
غارِق في بحر الظلمات.
الشارب الثَمِل المُتَسَلِط، مُذْعِنٌ بلوثة الخبل.
والإنسان أرعن سَاذِج..
يُنَمْنِم الألوان في الأكفان،
يُوشَى الكَذِبَ،
بجَيد الحلل.
والحقيقه مُوَشَّاة مزيَّنة
في قبر من الجهل.
والفكر غَافٍ نعسان.
لا يستفيق.
***
وأنتِ يا صحوة طائشه.
تلألأََتِ كَسهوَة،
قُشعْرِيرَة هَزَّة.
مثلَ رنَّة القُبل والغزل!
جنحتِ في مقلة الحائر.
لا تترُكَينِي وترحلين..
وحسرتي تنحتُ،
في الخاطر.
غَشيْت في دنيا الوادعين .
***
لا تترُكَينِي غَشْياناً..
َفي صمتِ المُنحَدر ترقدين.
وأنساكِ طَمِيس،
ظلالاً وبريق.
***
يالهفَة تغرد في جوانحي.
يمُوجني طيوب ذهولي،
وترياق من قارُورَة الأحلام .
أناجيك..يازهرة الآمال.
من غيبوبه خيالي ..
وشهوة طلَّة أعمى،
إلى ما وراء الظاهر.
تُعيدَني إلى بدايَاتي.
في لمسةِ وَلعٍ بهيامِك.
قبل أن يعتقني الظلام.
وَرُؤية لم تدرْ بِسُهِدي،
طمسَهَا زمن النسيان.
في زمانٍ بلَا أسماء.!
كثرت علامات الاستفهام.!
كم أقلَعَتْ وطافَتْ أرواح أخ وصديق .؟
الي دهاليز الغَيْم السحيق .
***
زاغَ بصر الجمال النادِر .
في زمن فنون النزوات.
وعقول تُجادل في رياء.
ضجَّت ملائكة السماء.!
من غدرِ وَغُلُول الأيام.
ولم تَعبَأ بإغفاءَة الواهمين .
***
لم يبقْ لي منكِ،
غير أَطياف صورة.
تُنَاظِر أشواقي لألتقيكِ.
وزمناً تكدَسَ،
فى دَوَّامة أدمُعِى.
أجمعُ رفاتُ ذاكرتي
من فراش الفضاء.
وجُفونِي تُحلق،
وحلُم لا يفيق.
***
زمانٍ غطَّ أهدَاب العيون.
يسخرُ من عبثيةِ،
وغشاوة المُتَحَذْلِقين.
***
أسْتَلقيْتُ في غمضةٍ
رَجْفَة خَاطِفَة.
ألقاكِ ومض وبقايا،
خلف سُكُون الليل السَادِر..
أُغنيَة تُداعب هواجِسي.
بشهقَةِ التلامُس،
حفيفًا لطيفكِ العابر .
تبثُ إيحاءًا وخيلاء.
تُسَامِر فوق فُراشي، قَشَعَرِيرَة شمعتك.
لا أعرف كيف،
أَستَطِيبُ سُهادي.
اِمتطيْتُ مدار الحلم،
في متَاهَات قدرِي!
من أين بدأت..!؟
وإلي أين سأكونُ..!
وأين يَنْتَهى المَسار ؟
في قدرٍ إِضْطَجَعَ.
غَطَّ وَهَجَعَ بغيرِ رِدَاء.
كسرابٍ يتجمل،
في الصحراء.
وعالم مُتَصَنِّع ثرثار ، مُتَكَلِّف..لا يستفيق.
يُومضُ فَوْضَى وإِخْتِلاَل.
ويُعانقُ الأيام الصفراء.
يتنفّس بين اليقظة والمنام.
في الرغوْ الدائر،
مثل الغريق. ***
ياغُربَة إعْطِيني كَفَيِّك. أُعْطِيكِ قَلمِي..
وأكْتْبي إسمي.
قبلَ ذَوبَان وفُقْدان الطريق؟
بقلم
فكري عياد.
فكري عيّاد باحث وفنان تشكيلي مصري مقيم في لندن.المملكة المتحدة