فن عن قرب بقلم فكري عيّاد

المسيرة المستنيرة لا تعرف الارتخاء أو نتوقف عن الغناء ونسج الأمل المنشود رغم المحن التي كتبها القدر.
“تتخبط الاقدام ولكن هناك دائما نبضات حية متواصلة من الابداع وشاعريه الفنان العاشق لمدينة فاروس،”الاسكندريه الأسطورية” والأرض السمراء، الفنان الكبير عصمت” داوستاشي.
لم تَشْكي أو تَتَأَلَّمَ وتَتَأَوَّه ياصديق العمر،.
ولكنك ترصد الرؤية المختفية والمتخفية خلف قناع الزمن ولا تصمت.
فوق أوتار ذاكرتك تنسج معالم هوية جديدة مملوءة بفكرك ورؤياك وحُنْكَة تقافتك وجولاتك.

وأنت في علياءِك وعُلُوّك قد جمعت كل المجد بجهدك.
وصوتك مدوياً فى فضاء الفن، يعلن في زهو عن اسمك.
تَتساءَل لماذا ضمرت وتَوَارَت الأصوات وعَجِفَت..!؟
وكأنك تسبح وتسابق عنان الرياح فوق صهوة جِوَادك وحدَك.
روضتَ الزمان في مزسمك، وأشعَلت الأحلام في يقظة فكرِك.
حركت صمت الأحجار نطقت من لمسةِ يَدِيْك.
أيقظت الحروف ودونْتَ، حكايات بنات أفكارك.
كم من كتاب كَتبت، سجلت التاريخ لغيرك وشغفك وغيرتك.
وأدهَشتِنا من بحور ثقافتك وعلمك ..!
تراتيل أعمالك “أيقونات” من عبق أجدادك .
عَشِقت، وتواصلت وأبدعت.
لم ينمْ بدر الضياءفي مخيلتك.
سبحت ولمست جبين الفضاء. لونت الخيال، وعريت سترة الخفاء، وعيون الغيب تَتَحير من أعمالك، ورموزك، ودهاليز ذهنك، وشغفك بالمجهول مع جولاتك، وترحالك
.

هَذَى ونسمات أنفاس فرشاتك.
عبيرها في تَهَلُّل في جَذَل ونَشْوَة وإنْتشاء، بَسطتْ وسَطرتْ، بساط من تغريدات الإبداع تحت قدميك.
تخاطب الوجدان والفكر الحائر،
وغُلَّة الأنفاس، وغُمَة الأسَى والدُجْنَة ياصاحبي في فكرك.؟
تحاول إيقاظ ظُلمة العقول.
وتجلي صدأ الالسنة.
تبث الأمل وتفجر الصحوة في الخلاء والخواء من حولك..؟
فارس رَحَّال.
تركض فوق رُؤُوس البروج، تحمل خبرة متواصلة لعاشق دنيا الوطن، والعمر كله على كتفك.
لم تتوقف، أو تعاتب…!
ومن تعاتب…!!؟
إختفت أصوات بعض “النقاد” وشحبت واِنْضَمَرَت أقلام الصفوَة، وتَحَجَّبَت أفكارهم .
تسأل وتتساءل.. !

أين رحلت نظراتك ولغة وهَيْبَة “عشاق الجمال” ،وفقدت النُطْقٌ وثرثرة الكلام أو غَارت وتغيرَت ألسنتهم وخَفِيَت وإخْتَفيت.؟
هل هذا تخريب أم خراب!
أو غبار من الفراغ.
من يعرف المعنى! وكيف يفسر.. ؟
وأنت تندهش..! من نهاية المطاف.
كيف نَعِست عيون الإبداع وتبعثرت الأحلام. ؟
نحن نقتفي خطواتك، نتلذذ برنين حوافِر جوادك. نتظلل بالإشتتياق، ونشتهي جرعة من براعة وروعة ومنارة فنك.
ما زلت يا صاحب العمر، في سكرةِ الحيرة،
كأنك تُخاطب نفسك.
تحبس انين صوتك وحلمك، بين حَنَايَا صَدْرِك..
وفِي أَعْمَاقِِ دَوَاخِلِك لواعج حُزنك.
هل إِنْتَهَى دور الفن والفنان… ؟
لم تكترث أو تهدأ،
وحملت شقاوة ومتعة الارتقاء, ومهارة الألوان متعانقة مع أجنحة الخيال، فوق صهوة فرسك.
وإِنْدَثَرت وتوَارت المتابعه، وتحجرت الأنفاس، وانطفأت شعلة الأجداد في لذات عدم المبالاة واِلاكْتِرَاث والتَجاهُل من فئات نعست وخمدت في حالة عدم وجود أو اهتمام.
نحن معك في صحوتك.
نركض في صحبة ظلك.
نطرق بابك ونصاحب ” نَمْتطى صَهوَة التحدي”
ونتواصل معك، نسير في رحلة الحياة وحب البقاء. بلا كلل أو مللِ، نغترف بنظراتِنا وشفغفِنا من ثراء علمك وفنك وفكرك، وغرائب من أسرار كنزك.
وأنت ياصاحبي.. أمل مستيقظ، تراقب تَخَفَّى الفرقاء والأصدقاء ،
وكأن البطُون قد شبِعَت وغَفلت عيونهم وثَملت.
أمسكت عصا الزمان والمكان ومضيت معتكفاً في محرابِ فنك.
إحتصنت كل البراعم الشابة، ورويتها بعطاء وحب وصبرِ.
أعمالك تشهد عنك، ولا تحتاج إلى من يهمه الأمرِ.
تخاطب فزسك.. !
تشكو إليه ضِيقك، وانفصام ظهره وظهرك.
تَعِبَت حوافره، من كثرة الترحال مع صلبة عنادِك وعودك ، عبرت أمواج العمر ببراعة فرشاتك وقلمك.
أكمل ياصاحبي مع فنك، على صهوة جواد الروح والقلب والفكرِ.
لا تنظر إلى الألوان المُزيفة على كاهِل عُنقك.
وتزيَّن بأكليل من بسمات طلة “عروس الجمال” ، وإستقي بلسم الروح في جولاتك.
أعمالك تبث الفرحَة والبَهْجَة في قلوب عشاق الفنون، تعشق وتشهق النظرات على جدران خيالك .

لا تنظر في الخلاء من حولك..؟
لا تسأل ولا تندهِش أو تَتَحَيَّر، وأدْهِس وأسحق وطِئة الهمْ والغمْ ، وشَجَن اللسان والحُزْن، وشَجْو الآمال، من عروق ظلمة الصمت وإغْفَاء ورُقَاد وسُبَات أصحابِ الشأنِ.
تبخرت وخَمَدَت افكارهم، ورَقَدَت وسَكَنَت أحلامهم، وبقيت تتواصل مع ذخائر أسرارك، تعزف سيمفونية الإبداع وحدك.
فكري عياد. لندن

فكري عيّاد فنان تشكيلي مصري مقيم في لندن.المملكة المتحدة