في حرب المنصات، لابديل عن العودة، الى القاعات. بقلم صلاح هاشم
بعد أن سرقت منصات العرض الرقمي التليفزيوني مثل منصة ” نيتفليكس” الجمهور في فرنسا ،أثناء فترة الحجر الصحي التي امتدت أكثر من 99 يوما، وصنعت مع منصات العرض الأخري مثل منصة ” ديزني ” و” كنال بلوس وغيرها ثروات هائلة.
بعد إغلاق دور العرض السينمائية ،وتوقف ” الحياة الثقافية ” تماما في البلاد ، ولم يكن هناك بديل، لمشاهدة الأفلام، غير الاشتراك في إحدي المنصات، ومتابعة مخزونها ،من الأفلام الروائية والوثائقية وأفلام التحريك والمسلسلات، ولم يكن هناك أيضا أمام الجمهور، ومن ضمنهم نقاد السينما ،سوى المفاضلة بين منصة وأخرى، بالنظر الى مخزونها السينمائي الفني، مع نشوب ” حرب المنصات”، التي سارعت بعد تفشي وباء الكورونا، وإغلاق دور العرض، الى ابتداع كافة الوسائل الشرعية وغير الشرعية ،لاختطاف و التنافس على استحواذ جمهور السينما..
سارعت الحكومة الفرنسية الآن، بعد رفع احجر الصحي العام الطويل- الذي هلكنا على جميع المستويات، النفسية والفكرية والاقتصادية- إعتبارا من يوم الإثنين 22 يونيو، الى بث فيديو دعائي من إعداد فيدرالية القاعات السينمائية في فرنسا – مدة العرض 60 ثانية – منذ يومين ، بشريط صوت بديع، عبارة عن أغنية ساحرة بعنوان JE REVIENS TE CHERCHER عدت لأبحث عنك من جديد، تقول ” هأنذا قد عدت لأبحث عنك من جديد،، وأنا واثق من أني سأجدك بإنتظاري” للمطرب الفرنسي الكبير جلبير بيكو ، وذلك لتشجيع الناس على الخروج من عزلتهم، وترك “حرب المنصات” المشتعلة، والعودة الى دور العرض السينمائية. هذا الفيديو الذي يضرب في رأينا، على وترين حساسين كبيرين..
على الوتر الكبير أولا، من منطلق أن الحياة السينمائية في فرنسا ، تشكل جزءا كبيرا ، من ” الهوية” الثقافية الفرنسية، وأسلوب الحياة في فرنسا، وعلى الوتر الصغير، من منطلق أن الشعور بـ ” متعة ” السينما الحقيقة، لايتحقق، إلا بتوافر شرطين أساسيين: مشاهدة الفيلم، في قاعة مظلمة، و متعة ” المشاركة “أي مشاركة رؤية الفيلم، مع الجمهور في القاعة..
حيث أن هذا ” الحضور الجماهيري” ،هو الذي يقربنا في الحقيقة أكثر – بالمشاركة – من إنسانيتنا، ويعتبر عاملا ضروري،ا وأساسيا، لتحويل- ميتامورفوس – القاعات الى “كيانات “ثقافية، أو كائنات حية. كيانات تتتنفس وتبض بالحياة ، ولاغنى عنها لحياتنا ” الروحانية “- مثل المعابد- بإتجاه التوحد، مع كل الموجودات والعناصر، ومشاركة حلم السينما الكبير – حضارة السلوك الكبرى كما أحب أن أسميها – في عالم أكثر حبا وعدالة وتسامحا ، ضد الكراهية و ” التعصب ” و” العنصرية ” البغيضة، في ماوراء التلال، وينتهي الفيديو بعبارة تقول :
مرحى، لقد أفتتحت من جديد، هيا بنا الى القاعات
صلاح هاشم
( رئيس تحرير موقع ومجلة ( سينما إيزيس )