كن ما ترغب بلا قيود. بقلم فكري عيّاد
بيغاسوس الحصان المجنح في الأساطير اليونانية. كل ماترغب و بلا قيود
إمتَطَى صهوة “بيغَاسُوس”
“الحصان المجنح” ..
وإِعْتَلَى فوقَ سِرَاجُ اللَّيْلِ ،
يخترقُ المفارقَ والجسور..
وكانَّه يبحث عنها..!
“مدينة الضيّاء”
***
ترجرجت رعشة ،
في روحهِ التائِهَة..
يُحدق في لهفة عارمة..
إلى بيته القديم..
وطائر حائر يُغمغم.
“قصاصات ماضيك.”
تناثرت وتوارت.. من بعدك.
***
هل سألقاك..يا داري..؟
لا بد لي أن أراك..
في هجير السهر.
أنت قنديل الشمس والقمر.
عالق في وريقات العمر الباليَة.
في كل خفقات الحنين.
وميضٌ تَأَلّق ملأ النظر..
مهما نُسيتُ أحاديثَنا..
ونفضَ العمر ثيابُه.
وعبرتُ المدرات.. النائية.
أنا عاشق مدينة الجمال والبحر.
ذابَ صدَاكَ..
في باطن جَوْفي،
يَامُنْبِت روحي.
ألا تذكرني.. ماذا بكَ.!
كم أهواكَ.. طالَ العمر أو قصَر.
غَرْسٌ في جَوَى النفس التَائِهة .
في كل زاوية وحجر.
هل تبصرني ياداري!
ولألقينَّك تُداعب دمع جفوني.
وترفرف علي أوتار الأمل .
“النجوم حوله أطفأت وهجِهَا.
وطائر هائم كجَواد سابح.
أسقطَ هذه الوريقة..”
***
نحن أشكال جسدية..
تُزركشنا الأردية،
في تابوت بلا جدران.
والأقدار تَتَسكَّعُ حمقاء أو وردية.
والواقع إهزوجة وفسحة وقتية.
يُخرجنا الي الضياء..
في لحظة أو رمق بصر.
ويُحار الراؤون في وجوهنا..
قد يمضي العمر بنا عبثاً.
نبحث عن وطن قد يعرفنا.
ونتذكر اللحظات والساعات والأيام.
وليالي الصحبه والسهر.
صار يُقلقنا بأننا خارج الحدود.
قد تهمشنا العناوين الغبية.
قال لي صديق.. ذات يومًا.
كُن من تريد.. بلا قيود.
لا تذعن أو تتعلق بماضيك.
مرساتك في داخلك.
حرك السكون في فكرك.
واِدفع شراعَك.. نحو السماء.
أبحر عكس تيار الوجود.
لا تتقمص الماضي البعيد.
ذابَ في ذكرياتك.
ربما في سرابِ أحلامك.
أو تَجَمَّدَ في البيتِ العتيد.
مثل كرة من جليد.
لا تهمشك العناوين الغبية.
“الفرس المُجنح” لا تمنعهُ القيود.
لا تعبأ بالفلسفة البشرية.
جميعها حكمة مُضلِّلة!
وألسنة سُفِسْطائيّون مُتسلطَة.
هذه هي رسالتي إليك.
أنتَ المَقْدِرَة قُم وإنطلق.
لا تسكب دموعك على الأشواق.
ولَكِنَّ الفِراقَ هوالجلْد.
تروحُ وتغدُو.. تقطع الآفاق.
وكن ما تريد أن تكون.
بقلم
فكري عياد
فكري عيّاد باحث وفنان تشكيلي مصري مقيم في لندن.المملكة المتحدة