هؤلاء علموني : د.فاطمة موسى بقلم صلاح هاشم
د.فاطمة موسى هؤلاء علموني

ياصباح الفل
سعدت جدا حين قرأت – متأخرا جدا ولم أكن أعلم – ومنذ لحظات فقط، خبر العفو عن المناضل السياسي علاء عبد الفتاح وإطلاق سراحه
علاء هو حفيد معلمتي وأستاذتي في قسم إنجليزي في آداب القاهرة الدكتورة فاطمة موسى ، وهي أول طالبة مصرية – بنت بلد من بولاق- تحصل على دكتوراه في الأدب الإنجليزي من إنجلترا، والتي درست لي مادة الرواية في فترة الستينيات، مع مجموعة من الأساتذة الأجلاء العظماء – هؤلاء علموني – من أمثال د. إنجيل سمعان – المسرح – ود.مجدي وهبة الرائع – كان يدرس لنا مادة الشعر الميتافيزيقي، ود.رشاد رشدي رئيس القسم آنذاك، وكان يدرس لنا قصيدة الأرض الخراب للشاعر الانجليزي العظيم تي إس إليوت في سنة رابعة،
وكانت د.فاطمة موسي – أمي الثانية في مصر – من أعظم الشخصيات النسائية المصرية التي التقيت بها في حياتي ، ليس فقط في الجامعة، بل في الوسط الثقافي والأدبي و الفكري المصري،
فقد كانت تترجم ، وتكتب في النقد الأدبي عن فن الرواية، عند تشوسر وفرجينيا وولف ونجيب محفوظ، وكان الأخير- نوبل في الأدب – يعتبر أن كتاباتها عنه ، من أفضل ما قرأ ، ومن أحسن ما كتب، عن رواياته..كما تولت د.فاطمة موسى لفترة ، منصب المشرف على الصفجات المخصصة للدراسات الأدبية والفنية في مجلة ” الكاتب ” ، مجلة المثقفين العرب آنذاك، وكان الناقد المصري الكبير أحمد عباس صالح يترأس تحريرها
وكانت د. فاطمة موسى ولحد تخرجي في القسم عام 1969 وحتى سفري الى اوروبا في اغسطس 1970 – أون دك – على ظهر الباخرة سوريا أو الجزائر لم أعد أتذكر، الراعي الرسمي لعميد آل الكبش في باريس وبرشلونة وقتذاك،وكنت يدأت أكتب القصة القصيرة وأنشر قصصي – الحصان الأبيض – وترجماتي عن الإنجليزية لهرمن هسه وإرنست هيمنجواي وهوشي منه ورابندرانات طاغور وغيرهم في جريدة ” المساء ” عند عم عبد الفتاح الجمل، الراعي الرسمي لجيل كامل بأكمله من المبدعين من الكتاب والشعراء و الفنانين، وربما كانت تلك الفترة ، على الرغم من الهزيمة والنكسة من أخصب الفترات الثقافية التي مرت بها مصر..
رحم الله أستاذتي وأمي الثانية الغالية د.فاطمة موسى وأسكنها فسيح جناته
ومبروك لمصر إطلاق سراح الحفيد
صلاح هاشم مصطفى