إنطلاقة مهرجان ” كان ” السينمائي 77 : عودة كوبولا و تحية الى هوليوود والسينما الأمريكية بقلم صلاح هاشم
عودة كوبولا بفيلم ” ميجالوبوليس ” ومشاركة عربية كبيرة
” كان ” السينمائي 77يحتفي بهوليوود والسينما الأمريكية
بقلم
صلاح هاشم .كان .فرنسا
عندما قمنا بتغطية المؤتمر الصحفي لمهرجان ” كان ” السينمائي يوم 11 إبريل الشهر الماضي لجريدة ” القاهرة ” ونشرنا قائمة ” الإختيار الرسمي ” التي تضم أكثر من مائة فيلم جديد تعرض في دورته 77 وتم إختيارها من ضمن أكثر من 2000 فيلم وصلت إلى إدارة المهرجان..
ذكرنا أن أهم “حدث ” جلل ،ستشهده الدورة الحالية 77، التي تقام في الفترة من 14 الى 25 مايو، هو عودة المخرج الأمريكي الاسطورة فرانسيس فورد كوبالا الى المهرجان.ومشاركته بفيلمه الجديد”ميجالوبوليس MEGALOPOLIبعدحصوله منذ اكثر من خمسين سنة ،على سعفة مهرجان ” كان ” الذهبية بفيلمه ” القيامة الآن “.. عن حرب فيتنام..
وكان سبق له أيضا، الفوز بفيلمه ” محادثات سرية ” على سعفة ذهبية ، لينضم هكذا الى حلقة صغيرة جدا، مثل ” ثقب إبرة” ،تضم المخرجين الذين فازوا مرتين بتلك الجائزة – أرفع الجوائز في مسابقة المهرجان الرسمية – مثل المخرج البريطاني الكبير كين لوش، والمخرج الصربي الكبير أمير كوستوريكا..
” ميجالو بوليس ” :عبقرية الإبداع والخلق لا علاقة لها بالسن
والمعروف أن كوبولا من مواليد1935، وبهذه المشاركة الثالثة الجسورة في مسابقة المهرجان على التوالي، وهي ” مخاطرة ” كبيرة “، يراهن بثقة، على أن فيلمه ” ميجالوبوليس” الذي كان يخطط ويرسم لإنتاجه منذ اكثر من 15 سنة، من جيبه الخاص، وصرف عليه 150 مليون دولار، سوف يفوز بسعفة ذهبية ثالثة، لتضعه بثقة على ” عرش ” اعظم المخرجين في العالم، والحكواتية الكبار في عصرنا، ولتؤكد على أن عبقرية الإبداع والخلق – CREATION – لا علاقة لها أبدا بالسن..
بل وتراهن أيضا ، على أن المخرج الأمريكي الكبير العجوز، لم يصنع بعد أفضل أفلامه في المستقبل،وأنه مازال حيا يرزق، وقادرا بقوة المخيلة، وإختراعات وإبتكارات الفن المدهشة، على إبداعات سينمائية جديدة تنتظر، ودعنا إذن نرى ماذا نري ، وأهلا بكوبولا صاحب ” العراب “، و ” القيامة الآن ” ، و “دراكيولا ” وغيرها من الروائع السينمائية- MASTERPIECES – التي أبدعها مخرجنا الأمريكي الأسطورة..
السينما العربية في ” كان ” السينمائي 77
وتشارك السينما العربية في مهرجان ” كان ” 77 من خلال حضور ثمانية أفلام عربية،سبعة افلام طويلة ،وفيلم قصير واحد،من مصر،والسعودية، والمغرب وفلسطين، والجزائر ، والصومال.. هي:
فيلم – نوره Norah – للمخرج السعودي توفيق الزايدي الذي يشارك في مسابقة قسم (نظرة ما) الذي يعرض لمواهب السينما الجديدة في العالم والإتجاهات ” التجريبية ” لتطوير فن السينما، وهو الفيلم الروائي الأول لمخرجه والمعروف أنه أخرج أفلاما قصيرة من قبل، وهذه هي أول خطوة تمثيل سعودي رسمي في تاريخ المهرجان، وكان لافتا، حديث تيري فريمو مدير المهرجان في المؤتمر الصحفي يوم 11 إبريل وبحضور جريدة “القاهرة”، عن ذلك ” الحراك الثقافي والسينمائي والحضاري” ، الحادث الان ، في السعودية، والتنويه به وإبرازه في الدورة 77 بإختيلر فيلم ” نوره”، وتدور أحداث الفيلم في فترة تسعينيات القرن الماضي، عندما يهبط مُدرّس شاب إلى قرية نائية، لتنشأ صداقة بينه وبين نوره، الفتاة المتمردة، التي تحلم بعالم، أوسع و أكبرويتجاوز حدود قريتها الصغيرة..
فيلم القرية جوار الجنة The Village Next to Paradise – الصومال (مسابقة نظرة ما) من إخراج مو هراوي ، ويحكي عن عائلة صومالية، تضطر للنزوح، وتغيير محل إقامتها، بسبب اضطراب الأوضاع في الصومال..
فيلم – الكل يحب تودا Everybody Loves Touda – المغرب ويقدم في قسم (عروض كان الأولى) إخراج المخرج المغربي الكبير نبيل عيوش ، ويمثل المشاركة الرابعة له في مهرجان كان السينمائي..
فيلم – رفعت عيني للسما The Brink of Dreams – مصر (مسابقة أسبوع النقاد)وهو فيلم وثائقي طويل للثنائي ندي رياض وايمن الأمير، ويحكي عن مجموعة فتيات في قرية البرشا بمحافظة المنيا، يقررن تكوين فريق مسرحي بإسم ” بانوراما الباشا ” ،لتقديم عروض مسرحية، تناقش قضايا النساء ، في صعيد مصر..
فيلم – البحر البعيد Across the Sea – المغرب (أسبوع النقاد، عرض خاص) اخراج سعيد عميش، وهو منتج مغربي فرنسي، إتجه في مابعد للإخراج السينمائي، ويحكي عن شاب مغربي، يقرر أن يهاجر بطريقة غير شرعية إلى مارسيليا الفرنسية، وحتى معاصرته، لحادث 11 سبتمبر الإرهابي..وتأثيراته على حياة المهاجرين في المنفى الفرنسي..
فيلم – شرق 12 East of Noon – مصر، ويعرض في تظاهرة (نصف شهر المخرجين) الموازية للمهرجان الرسمي، وهو من إخراج هالة القوصي، ويحكي عن ” فانتازيا ” ،خارج العالم الواقعي ،والزمن، وهو من نوع ” الكوميديا السوداء “، ومن بطولة الصحافية الممثلة منحة البطراوي..
فيلم – إلى أرض مجهولة To a Land Unknown – فلسطين (نصف شهر المخرجين)اخراج المخرج الفلسطيني الدنماركي مهدي فليفل، وكان مشروعًا يحمل عنوان رواية الروائي الفلسطيني الكبير غسّان كنفاني الشهيرة “رجال في الشمس”، لكن المخرج قرر تغيير عنوانه ، ويرصد فيه فليفل رحلة صديقين من مخيم عين الحلوة، وهروبهما إلى العاصمة اليونانية أثينا بحثًا عن حياة أفضل..
فيلم – بعد الشمس After the Sun – الجزائر (قصير، نصف شهر المخرجين)
الفيلم العربي القصير الوحيد في مهرجان كان هذا العام، من إنتاج فرنسي بلجيكي جزائري مشترك للفنان والمخرج الشاب ريان مكيردي، الذي طرح نفسه للعالم من خلال أعمال الفيديو آرت ، ويحكي عن رحلة بالسيارة من ضواحي باريس وبإتجاه مدينة مارسيليا..
تكريم السينما الأمريكية في الدورة 77
إن عودة كوبولا – من مواليد مدينة ديترويت ولاية ميتشيجان في 7 إبريل 1939 – الى المهرجان، نعتبرها ” ضربة معلم ” ، تحسب لإدارة مهرجان ” كان ” الرشيدة ، بقيادة المندوب العام، ودينامو ومدير المهرجان تيري فريمو، و”مفاجأة ” بلون أقواس قزح ،كان لها وقع السحر، ولم تكن ابدا في الحسبان،وحيث يشارك فيلم “ميجالوبوليس “في المسابقة الرسمية للدورة 77 التي تضم 22 فيلما..
ولاشك أن هذه العودة لكوبولا، بالإضافة الى تكريم الممثلة الامريكية القديرة ميريل ستريب بطلة فيلم ” صائد الغزلان ” الرائع لميكيل شيمينو، و تكريم المخرج الأمريكي جورج لوكاش صاحب فيلم ” حرب النجوم “، بمنحهما ” سعفة ذهبية شرفية ” في الدورة الحالية 77..
وحضور الممثلة المريكية القديرة فاي داناواي بطلة فيلم ” بوني وكلايد ” للمخرج الأمريكي العظيم آرثر بن، ونزولها ضيفة على المهرجان من خلال مشاركتها في قسم ” كلاسيكيات كان ” وعرض مجموعة كبيرة من الأفلام الأمريكية الكلاسيكية في القسم المذكور – CANNES CLASSICS– مع الإحتفال بمرور مائة سنة على إنشاء “ستوديو كولومبيا ،من شركات الإنتاج الأمريكية “الماجور الرئيسية” الكبرى في الدورة الحالية..
يؤكد على هذا “الحضور”الفائق والفذ، لمشاهير النجوم والمخرجين من ” العالم الجديد “، ,ونعتبره بمثابة ” تكريم كبير HOMMAGE لـ “هوليوود “، والسينما الأمريكية العظيمةالتي صنعتنا بأفلامها الرائعة-نحن الأطفال الأشقياء في قلعة الكبش،حينا العريق في السيدة زينب – التي كنا نشاهدها في فترة الخمسينيات، ونحن صغار ، في دار عرض ” سينما إيزيس ” في شارع مارسينا في السيدة زينب، على بعد خطوات من مسجد أحمد بن طولون، ومستشفى حوض المرصود، ومصنع حلويات ” الرشيدي “،و”سينما ” الأهلي “..
وعلى بعد خطوة من ” سينما الهلال “،ووقنها لم يكن أحد منا يفكر ، أن أحدنا سوف يكتشف عندما كبرنا، وتفرقت بنا السبل،أن مشاهدة الأفلام، والكتابةعن السينما،هى أيضا وسيلة لفهم العالم،والإقتراب أكثر .. من إنسانيتنا.
بقلم
صلاح هاشم مصطفى
صلاح هاشم كاتب وناقد سينمائي مصري مقيم في باريس.فرنسا
يونيو 25, 2024 @ 3:01 م
Nice blog here Also your site loads up fast What host are you using Can I get your affiliate link to your host I wish my web site loaded up as quickly as yours lol