الأرجوز والوطنية و مخدرات التحرش الجنسي بقلم هشام لاشين
في رائعة عصام الشماع وهاني لاشين وسيد حجاب وعمر الشريف (الاراجوز) مشهد بديع في جلسة حشيش حيث يلعب المخدر برأس الأراجوز محمد جاد الكريم ويبدأ في استدعاء الحديث عن أنعام التي يحلم بها.
ويداعب الحديث النسائي رأس مساطيل الجلسة حيث انه مناسب تماما لقعدة من هذا النوع؛ وفجأة يرتد للأراجوز- لسان حال الغلابة والمظلومين- عقله وكأنه أفاق فجأة حين تذكر اليهود المحتلين لأرض سيناء..فيتجهم ويكشر ويهمهم بالغضب حين اقتحم خاطره مابدد سعادته وشجونه معبرا عن حزنه من هذا الوضع.
وهنا يمتعض أحد الكومبارس ساخطا ويرفع صوته مستنكرا:( بقولك ايه خلينا في حكاية النسوان)؛ هذا الأمر يضاعف من انفعال جاد الكريم بعد أن طار ماتبقى من أثر الحجرين من دماغ أراجوز الوعي؛ فيصرخ في وجه جاره في الغرزة الريفية المتهالكة قائلا:(أخص يلي مش وطني)؛ وكأنه أفاق تماما ليكتشف مدى الوحل والغيبوبة التي سقط فيها الجميع بفعل المخدرات السياسية والعاطفية بينما تتسلل أغنية لأم كلثوم في الخلفية.
هاني لاشين مخرج فيلم الأراجوز
لست أدري لماذا يذكرني هذا المشهد النكسوي بأمتياز بما يحدث الان..فنحن غارقون في مستنقع أثيوبيا والعطش القادم؛ وضم إسرائيل من حولنا للأراضي العربية، وكورونا من خلفنا وحرب وشيكة على الحدود الليبية؛ وشهداء في سيناء كل يوم من أمامنا ونحن غارقون في الحديث عن التحرش الجنسي، ومواقع التواصل قاعدة تلت وتعجن في تفاهات كثيرة وسط جلبة مخدرات إعلامية من الأصناف المنحطة للغاية؛بينما يحيطنا الفساد الاجتماعي من كل الجوانب؛ والباشا الكسباني وبهلول ابن الأراجوز أو الباشا الجديد يستعدان لأقذر جولة من جولات احقر صراع على مقعد الأنتخابات لاستكمال بيع ماتبقى من القرية المنكوبة، لينتهي الصراع بشكل دموي.
هشام لاشين