” سفينة الأسرار ” لداوستاشي : رمز و وثيقة بقلم فكري عيّاد
لو تريث كل مسؤول وحاول أن يتساءل بضمير المفكر وليس شكليات نراها في التعامل بتسرع ودون فهم الصورة المتكاملة لإدارة عمليات التجميل والتطوير العمراني.
وبحث مع المتخصصين ،كيف نحافظ على القيم الإبداعية التي صنعها عظماء الفنانين المصريين من القديم والتحديث المستمر من الاجيال النعصرة،
لكانت النتيجة النهائية غير ما وصلنا إليه من وقت لآخر في حالات متنوعه.
و المسؤولين المسطحين في فكرهم والموظفين الحكوميين أصحاب الطاعة العمياء. لتوقفوا عن العبثية والهذال الذي أصبح موجود في كل المدن..من دهان تمثال بألوان الديكو والتماثيل القبيحة التي صدمت كل المصريين، وكأنها جرعة من الغثيان والصداع لوجه الحضارة والثقافة والقيم الأخلاقية التي عشناها (سابقا)
كفانا مراوغة أنفسنا بأننا احفاد حضارة من آلاف السنين.
نحن ندمر هذه المقولة التي خدعنا بها عقولنا.
أين نخوة الصفوة والمثقفين والفنانين الآن،
.من هذا التواصل المستمر في التعاملات مع إرث الأجداد وأعمال الفنانين والفنانات المعاصرين! أنها حالة خصام وانفصام في التفكير الجمعي ، كم من الأيقونات في فن النحت والجداريات في مراسم الفنانيين لا تجد لها مكانا أو اهتمام من المسؤولين في الميادين والشوارع الرئيسية والمدن الجديدة..
الأجداد تركوا خلفهم ذكريات دفنوها في سراديب ودهاليز وقبور تحت الأرض الطيبة. لأنهم كانوا يخشون عبث العابثين باكفانهم وغيره.. والآن وبعد حقبات من مسلسل التاريخ. نجد احتفالية سيمفونية تتسارع بقتل سفينة تحمل روح التاريخ .تكمل سطور الشكر للاجداد وتقول لهم مازلنا نكمل المشوار الحضاري معكم.
الذي كان دفينا مازلت هناك أنامل تخاطب الصخور وتصقلها بإتقان تعلمت منكم ومن وحي تراثكم وقراءة لأفكاركم .
“سفينة داوستاشي” الفنان عاشق التاريخ ليست مجرد عمل ابداعي فقط،انها رمز ووثيقه تسطر عبارات التواصل المستمر بلغة متجددة تعكس استنارة الأبناء لعظمة من سبقوهم.
أنها حورية الضياء والنور التي تخاطب كل الزائرين للمدينة الأثرية والتاريخية ( أسوان) وتدل على صفحة جديدة تضاف إرواية الخلود. . چينات متواصلة في عروق وفكر الحفاد،
كأن من الأفضل أن تشارك بعض العقول الفنية والعلمية، وتفكر بشكل عام كيف يمكن الحفاظ على (السفينة) آلتي تحطمت وتحكمت في قتلها وتدميرها فكر وثقافة ومعرفة أحادية الجانب.
(السفينة ) مازلت حرة في الأذهان، بدون قيود أو شروط أو تحكمات مهما كانت الدوافع والأفكار الجديدة للتطوير.
نحن دائما نشاهد ونتعجب من عمليات التطور الذي نشهده الآن،ونتباهى ونفتخر ونستمتع به،
ولكن هناك موضوعية في التعامل مع بعض القيم الفنية في المباني الأثرية أو النماذج الفنية وغيرها.
” السفينة ” الآن حالة وجود إفتراضي في أذهان الكثيرين من عشاق الجمال والفنون. لن تموت أو تنتهي مع صخورها وصورها المحطمة.
كم من آثار ونفائس من عبق وعمق التاريخ المصري تحطمت أو نهبت من جيل إلى جيل.! وحزنت جباهنا ونحن نتذكر هذه الحالة المرضية التي كانت الظروف المحيطة بها تتحكم فيها.
دمعت عيوننا الآن مع دقات قلب الفنان الكبير عصمت داوستاشي وهو يشاهد ويتابع ضربات المعاول فوق رأسه، وحلم تجسد يوما في مشاركته النهضة الفنية آلتي تقام لكبار الفنانين كل عام.
الأثر الذي كان شاهدا ذات يوما عن المشاركات الفنية والثقافية التي يأتي إليها الفنانين والفنانات من كل أنحاء العالم للمشاركة في تجمعات احتفالية للتواصل مع فنون النحت والجداريات في مراسم وشوارع المدينة الساحرة.
الحضارة المصرية ليست الاكتشافات التي تدهشنا من وقت لآخر، ونحن نستخرج التوابيت والاكفان من أسرار وخفايا أرض الكنانة والخلود.. ولكن كيف نتعامل مع الموروثات وتقدير قيمة الأعمال الفنية الجادة للفنانين والفنانات المصريين احفاد المجد العتيد.
سواء كانت من الماضي الجميل إلى عالم الفنانين المعاصرين المجددين.
أن تاريخ مصرنا الحبيبة حلقات مسلسل متواصل وهذا هو سر الاسرار ومعني كلمة “الخلود”
بقلم
فكري عياد
فكري عيّاد فنان مصري مقيم في لندن.المملكة المتحدة